الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

البناء: حركة خليجيّة نحو سورية… و«القومي» يندّد بالاحتلال التركيّ… ويشيد بالمقاومة في فلسطين / جولة الترسيم وفق التوجيهات الرئاسيّة بعد تجاذبات المرسوم… وخبراء روس لتدقيق الخرائط! / لودريان: رفع عتب أم تحوّل بين لغز الحريري وهشاشة العقوبات… وأين موسكو والرياض؟ /

 

كتبت البناء تقول: فيما تتسارع تحركات المنطقة على إيقاع الأنباء المتواترة من فيينا عن تقدّم حثيث في ملف العودة إلى الاتفاق النووي، وعودة محبطة لوفد كيان الاحتلال من واشنطن، تبدو التحولات في العلاقات الإيرانية السعودية عنواناً للكثير من المتغيرات في المنطقة، لكن ذلك لم يغيّر من حرارة وسخونة المشاهد المتفجّرة في جبهات اليمن وفلسطين المحتلة، حيث ترسم مأرب من جهة، والقدس من جهة، صورة مغايرة لمناخات التهدئة، حيث استعادت فلسطين حضورها عشية الاستعدادات ليوم القدس العالمي، وشكلت عملية الزعترة قرب نابلس مؤشراً لمرحلة جديدة من المواجهة التي تواكب الانتفاضة المقدسية، بينما واصل اليمنيون رسم معدلاتهم، أن وقف القصف للعمق السعودي مشروط بوقف العدوان، وهجوم مأرب يرتبط بوقف النار ووقف الحصار، فيما جاءت المعلومات المتواترة من دمشق عن حركة خليجية إماراتية وسعودية لإعادة العلاقات الدبلوماسيّة، تؤشر لصورة سورية بعد الاستحقاق الرئاسي، والولاية الثانية للرئيس بشار الأسد وفقاً للدستور المعمول به، وعودة العلاقات العربية مع سورية تمهيداً لعودة العلاقات الغربيّة، وفتح ملفات عودة النازحين وإعادة الإعمار، وحسم مصير الاحتلال الأميركي والاحتلال التركي، الذي يخوض حرب المياه على سورية والعراق، ويتشبث ببقاء احتلاله لأراضي البلدين، وهو ما ندّد به الحزب السوري القومي الاجتماعي مؤكداً خيار المقاومة في مواجهة الأطماع العثمانيّة القديمة الجديدة، منوّهاً بالعملية الفدائية في فلسطين كترجمة لخيار المقاومة.

لبنان الذي تعبّر المتغيرات الإقليمية والدولية عبر ملفاته، يشهد حراكاً أميركياً فرنسياً على ملفي ترسيم الحدود البحرية، ومعالجة الانسداد في المسار الحكومي، وبمثل ما كان لافتاً أن يستجيب الأميركيون لطلب رئيس الجمهورية، وينجحوا في جلب كيان الاحتلال لخيار العودة الى المفاوضات، بدا واضحاً أن العودة للتفاوض تتمّ من دون أن يقدم لبنان تنازلاً عن حقوقه، بعدما سحب من التداول السجال حول مرسوم الترسيم، وسمع الوفد المفاوض بحضور قائد الجيش من رئيس الجمهورية توجيهات واضحة بالتمسك بالخط التقني والقانوني الذي توصل إليه خبراء الجيش اللبناني، والانفتاح على سماع أي مقترحات أمميّة أو أميركية للاستعانة بخبراء دوليين، كان رئيس الجمهورية قد طلبها من معاون وزير الخارجية الأميركية السابق ديفيد هيل في زيارته الأخيرة الى لبنان، ولم تستبعد مصادر مواكبة للملف أن يكون رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قد طلب من موسكو الشيء نفسه خلال زيارته الأخيرة لها.

المسعى الفرنسي الذي قاد الملف الحكومي منذ إطلاق الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون مبادرته من قصر الصنوبر قبل تسعة شهور، يسجل مع زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان الى بيروت محطة فاصلة، فالزيارة تأتي بعد فشل فرنسي متكرّر في صياغة حل وسط يخرج الأزمة الحكومية من التجاذبات بين بعبدا وبيت الوسط، وبعد تهديدات فرنسية بفرض عقوبات، كانت آخر نسخة منها هي الحديث عن منع السفر الى فرنسا أمام المعاقبين، في ظل عجز فرنسي عن الحصول على موافقة أوروبية على فرض العقوبات، وحملت المعلومات المرافقة للزيارة أسئلة مع الحديث عن حصر اللقاءات الرئاسية برئيسي الجمهورية والمجلس النيابي واستثناء الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي بدا طوال الفترة السابقة أن باريس تتبنى مواقفه، وفهم من المقربين منها أن عقوباتها ستستهدف مقرّبين من رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر، فيما جاءت تعليقات بيت الوسط عن قلب الطاولة متزامنة مع الزيارة وتسريبات استثناء الرئيس المكلف منها، لتطرح أسئلة حول موقع الزيارة بين خياري رفع العتب أو إحداث تحوّل في المسار الحكومي، فالبقاء على الموقف التقليدي ولو كان مشفوعاً بالعقوبات سيعقد الطريق أمام دور الوسيط الذي تريد باريس أن تلعبه، وحول وجود تحول يحمله لودريان قالت مصادر إقليمية إن باريس التي تتابع تطورات الوضع اللبناني على خلفية المتغيرات الدولية والإقليمية تدرك هامشية دورها في مفاوضات الملف النووي الإيراني، وتدرك أن الحصول على دور فاعل في لبنان يستدعي الوقوف في منطقة وسط في العلاقات الإيرانية السعودية التي تتقدّم نحو الانفراج، وما يبدو من فيتو سعودي على الدعم الفرنسي للحريري، بينما تشير المتابعة الفرنسية للموقف الروسي باهتمام خاص بالدور المسيحي في المنطقة، يمكن أن يحل محل الدور الفرنسي التقليدي إذا لم تستعد فرنسا هذه الصفة عبر مقاربة جديدة للملف الحكوميّ.

 

الأخبار : المسوّدة النهائيّة للبطاقة التمويليّة: 137 دولاراً نقداً لكل أسرة بالعملة الخضراء

كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : بعد أشهر طويلة من تردد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في تحمّل مسؤولية رفع الدعم عن المحروقات ‏والسلع الأساسية، وضع الأخير مساء أمس، بالتعاون مع اللجنة المكلفة رفع الدعم، اللمسات الأخيرة على النسخة ‏النهائية من مشروع قانون البطاقة التمويلية. التعديل الرئيسي يكمن في تحويل عُملة البطاقة الى الدولار بدلاً من الليرة ‏اللبنانية، أي أن 750 ألف أسرة يُفترض أن تحصل، شهرياً، على مبلغ يعادل 137 دولاراً نقداً. تمويل البطاقة، ‏بالتزامن مع رفع جزئي للدعم، سيتم عبر الاحتياط الإلزامي في مصرف لبنان، فيما لم يصدر عن حاكم المصرف ‏رياض سلامة أي تعليق على الأمر. ويُعوّل دياب على أن يؤدي التوافق السياسي، وخصوصاً بعد زيارته رئيسَي ‏الجمهورية ومجلس النواب، الى إجبار سلامة على الموافقة على المشروع لما فيه من وفر يقدّر بمليارين و600 مليون ‏دولار سنوياً

وُضعت، مساء أمس، التعديلات النهائية على مشروع البطاقة التمويلية، على أن توزّع على الوزراء ابتداءً من ‏اليوم للاطلاع عليها. وفي خلاصة الصيغة النهائية التي وصلت اليها اللجنة المُكلّفة رفع الدعم برئاسة رئيس ‏الحكومة حسان دياب، جرى التوافق على أن تكون البطاقة بالدولار وليس بالليرة، وأن يتم تقاضي قيمتها عبر ‏المصارف نقداً بمتوسط 137دولاراً لكل أسرة مؤلفة من 4 أشخاص، أي نحو 1645دولاراً سنوياً للعائلة الواحدة. ‏وقياساً على 750 ألف أسرة ستستفيد من البطاقة، يكون مجموع الدعم ملياراً و235 مليون دولار سنوياً.

التعديل الأساسي يكمن في حصول العائلات المشمولة ببرنامج الأسر الأكثر فقراً في وزارة الشؤون الاجتماعية، ‏إضافة الى برنامج “شبكة الأمان” المموّل من قرض البنك الدولي بقيمة 264 مليون دولار، على كامل قيمة ‏البطاقة التمويلية من دون أي حسم للمبلغ الذي يحصلون عليه من هذه الجهات، كون هذا التدبير يحقق “عدالة ‏أكبر”. فيما كانت الصيغة السابقة تنصّ على أن تكون مساعدات البرنامجين جزءاً من القيمة الإجمالية للبطاقة.

المشروع ناقشه دياب في زيارته أمس لرئيس الجمهورية ميشال عون، الذي أرسل ممثلين بالنيابة عنه الى ‏الاجتماعات (المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير ومستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية شربل قرداحي). ‏كما ناقش دياب المشروع قبل يومين في أثناء زيارته لرئيس مجلس النواب نبيه بري.

تمويل البطاقة، بحسب مصادر مُطّلعة، سيكون من الاحتياطي الإلزامي في مصرف لبنان، رغم عدم تعليق حاكم ‏مصرف لبنان رياض سلامة على هذا الأمر بعد، وعدم طرحه من قبل الحكومة عليه. ويُعوّل دياب على أن ‏‏”التوافق السياسي وإقرار المشروع كقانون في مجلس النواب سيُجبر سلامة على التجاوب مع الطرح، لأنه يُحقّق ‏وفراً يقارب مليارين و610 ملايين دولار، وسيذهب مباشرةً الى الفئة المستهدفة ويكافح التهريب مع رفع الدعم ‏بشكل كبير عن المحروقات والسلع“.

وبحسب المسودة الأخيرة، توزعت الـ 137دولاراً للبطاقة التمويلية التي ستحصل عليها الأسر على الشكل الآتي:

1- 35.6 دولاراً للبنزين الذي سيرفع عنه الدعم بنسبة 83%. أما كيفية احتساب هذه القيمة فخضع لآلية تشير الى ‏أن معدل الاستهلاك العام للعائلة في الشهر الواحد يبلغ نحو 5.3 صفائح بنزين، يبلغ سعر كل منها اليوم 39500 ‏ليرة، أما في حال رفع الدعم عنها فستصبح 141 ألف ليرة؛ أي أن القيمة التي يدعمها مصرف لبنان اليوم هي ‏‏101500 ألف ليرة. واذا ما احتسبنا هذه القيمة مع متوسط الاستهلاك أي 5.3، يكون المجموع 537500 ليرة ‏لبنانية، على أن يُسدد منها ما نسبته 83% أي ما يعادل 445 ألف ليرة، سيتم تحويلها الى الدولار على سعر ‏صرف يعادل 12500 ليرة أي 35.6 دولاراً.

2- 43.2 دولاراً للمازوت الذي سيُرفع عنه الدعم بنسبة 86%. الاستهلاك العائلي لهذه المادة بحسب المسودة هو ‏‏6.3 صفائح شهرياً، فيما سعر الصفيحة المدعوم اليوم 27 ألف ليرة وسيصبح 127 ألفاً عند رفع الدعم.

3- 10.7$ مقابل قارورتين من الغاز، إذ سيتم رفع الدعم عن الغاز بنسبة 100%، وهو ما يعادل مبلغ 134 ألف ‏ليرة شهرياً للعائلة أو 10.7 دولارات على سعر صرف 12500 ليرة.

4- 8.4 دولارات مقابل 5 أمبير كهرباء لكل أسرة (سعر 5 أمبير اليوم 122 ألف ليرة)، على أن يتم رفع الدعم ‏عن الكهرباء بنسبة 86‏%.

5- 34 دولاراً للسلة الغذائية

6- 0.4$ لربطة الخبز وذلك لأن الدعم العام على ربطة الخبز فقط لا القمح سيرتفع بنسبة 25%. هذا المبلغ جرى ‏احتسابه وفقاً لمعدل استهلاك يقارب 25 ربطة خبز شهرياً لكل عائلة

7- متفرقات تحتسب هامش خطأ في الحساب قيمتها 5.3‏$

قيمة البطاقة التمويلية البالغة نحو 137دولاراً هي مقابل متوسط دعم عائلي يقارب 4.2 أشخاص. ما يعني أن ‏الأسرة المؤلفة من ثلاثة أفراد أو فردين لن تحصل على المبلغ نفسه، والأمر ينطبق على الأسر التي يتجاوز عددها ‏الأربعة. فثمة، وفقاً للمشروع، مبلغ مقطوع عام لكل أسرة هو 26.4$، تليه 26.4$ أخرى لكل فرد في العائلة ‏ليصبح الحدّ الأدنى للأسرة الواحدة 53$ والحدّ الأقصى 185$. ويتوقع مُعدّو المشروع أن تنخفض القيمة ‏الإجمالية للدعم السنوي المموّل من مصرف لبنان والذي تبلغ قيمته الإجمالية اليوم 5 مليارات و40 مليون دولار ‏الى مليارين و430 مليون دولار (مليار و195 مليون دولار دعم محروقات ودواء وخبز، ومليار و235 مليون ‏دولار للبطاقة التمويلية)، علماً بأن الدعم على الدواء سينخفض الى 54% أي ما يعادل 598 مليون دولار سنوياً.

 

النهار :لائحة لودريان”: الكي الحاسم أم الانفجار؟

كتبت صحيفة ” النهار ” تقول :على الأهمية الكبيرة لمعاودة المفاوضات غير المباشرة بين #لبنان وإسرائيل حول #ترسيم الحدود البحرية ‏الجنوبية اليوم في مقر قيادة قوة “اليونيفيل” في الناقورة بعد طول انقطاع لمدة تناهز الخمسة اشهر، بدا واضحاً ‏ان الحدث الطاغي على المشهد اللبناني خلال الساعات الأخيرة تمثل في الاستعدادات الجارية لزيارة وزير ‏الخارجية الفرنسي #جان ايف لودريان لبيروت التي تبدأ مساء غد الأربعاء وتستمر حتى مساء الخميس.

ولم يكن غريباً ان تخترق هذه الزيارة كل التطورات الداخلية وتحتل واجهة المشهد اللبناني، اذ يمكن القول ان أي ‏زيارة لمسؤول او موفد اجنبي رفيع بموقع وزير الخارجية الفرنسي لم يغلفها غموض والتباس وحبس انفاس على ‏غرار العد العكسي الذي يستبق وصول لودريان الى بيروت. فاذا كانت وزارة الخارجية الفرنسية زادت مناخ ‏الغموض من خلال عدم إصدارها حتى البارحة أي قبل 48 ساعة من وصول لودريان أي بيان رسمي حولها ‏وحول برنامج اللقاءات التي سيجريها، فان المعطيات المتوافرة من باريس تثبت بان هذه الزيارة قد تكون التطور ‏الأكثر دقة وخطورة ومجازفة على صعيد الدفع ب#المبادرة الفرنسية التي اطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ‏ماكرون قبل تسعة اشهر عقب انفجار مرفأ بيروت. اذ ان لودريان يصل مساء غد الى بيروت في مهمة مفصلية ‏تماما قد يترتب على نتائجها مصير مزدوج لعملية #تشكيل الحكومة العتيدة التي تصطدم بتعطيل متماد منذ تكليف ‏الرئيس سعد #الحريري قبل اكثر من ستة اشهر وكذلك للمبادرة الفرنسية نفسها التي تتخبط بدورها بموجات ‏الصعود والهبوط والحسابات اللبنانية والإقليمية لفرنسا الى حدود مقارنة ازمة تشكيل الحكومة بأزمة المبادرة ‏نفسها. ولم يكن أدل على الطابع “الدراماتيكي” الذي أحاط العد العكسي لوصول لودريان من اجواء البلبلة الواسعة ‏التي شاعت امس في أعقاب التقارير التي تحدثت عن حصر برنامج لقاءاته برئيس الجمهورية #ميشال عون ‏ورئيس مجلس النواب نبيه بري وحدهما، الامر الذي اطلق العنان على الغارب للتساؤلات الغاضبة عما اذا كان ‏لودريان آت لدفع الحل وتبديد التعقيدات، أم لاطلاق رصاصة الرحمة بيده على المبادرة الفرنسية، اذا كان سيقصي ‏فعلا من دفع ويدفع الثمن الباهظ لتمسكه بهذه المبادرة في مواجهة المعطلين، أي الرئيس المكلف سعد الحريري.

الديار : ترقب لمفاوضات الترسيم وواشنطن “مرتاحة”: لا تمنحوا حزب الله ‏‏”ذريعة”! عقوبات لودريان غير كافية والغطاء الاقليمي والدولي “سر” النجاح او ‏الفشل؟ ‏”سباق” بين رفع الدعم والبطاقة التمويلية والخلاف مستمر بين دياب ‏وسلامة

كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : يسود “الترقب” الساحة اللبنانية في ظل تزاحم الاستحقاقات والمواعيد في الساعات القليلة المقبلة وسط ‏‏”ضبابية” تظلل المشهد الداخلي بانتظار كيفية انعكاس الحراك الاقليمي والدولي المتجه لانتاج تفاهمات ‏سواء على طاولة الاتفاق النووي في فيينا، او “الليونة” السعودية -الايرانية التي عكسها التصريحات ‏العلنية المتبادلة بعد اللقاء “السري” في بغداد، وسط معلومات عن تقارب سعودي – سوري. زيارة وزير ‏الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في الساعات المقبلة ستكون المؤشر الاكثر جدية على ‏مدى وجود تحولات ايجابية يمكن ان يستفيد منها لبنان، فالزائر الفرنسي يحمل في “جيبه” “ورقة” ‏العقوبات، لكنه يدرك جيدا انه لن يحقق اي تقدم دون حصوله على الغطاء الدولي من واشنطن، وكذلك ‏دون وجود دعم اقليمي لحراكه، علما ان حملة ممنهجة قد استهدفته خلال الساعات القليلة الماضية من قبل ‏فريق رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بعد سريان معلومات عن عدم وجوده على قائمة من ‏سيلتقيهم خلال زيارته القصيرة الى بيروت، وصلت الى حد “التلويح” باعتذاره عن التاليف، وسط ‏رهانات على تعديل الوزير الفرنسي لجدول اعماله.‏

في هذا الوقت يستمر “السباق” على اشده بين رفع الدعم المفترض نهاية الجاري واعداد البطاقة ‏التمويلية التي باتت شبه منجزة، دون حصول اتفاق نهائي بعد على الكثير من تفاصيلها واهمها كيفية ‏التمويل حيث يصر رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب على قدرة المصرف المركزي على ‏استعمال الاحتياط الالزامي، ورفض حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. اما مفاوضات “ترسيم” الحدود ‏البحرية الجنوبية المفترض انطلاقها اليوم، فستكون ايضا موضع اختبار لنوايا جميع الاطراف بمن فيها ‏لبنان المنقسم على كيفية مقاربة هذا الملف الوطني،وسط ارتياح اميركي لموقف رئيس الجمهورية ميشال ‏عون الذي لم يوقع على المرسوم 6433، وقد سبق لوكيل وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل ان ابلغ ‏المسؤولين اللبنانيين ان بلاده لا ترغب بان يستفيد حزب الله من اي خلاف بحري قد يؤدي الى توتر امني ‏في المنطقة! ‏

‏واشنطن “مرتاحة”! ‏

ووفقا لاوساط دبلوماسية، ابدى الجانب الاميركي “ارتياحه” لتعليق رئيس الجمهورية توقيع المرسوم ‏‏6433، وتعتبر واشنطن انه يفتح “الباب” للتوصل الى تسوية على الخطوط المختلف عليها بعدما علّق ‏الاسرائيليون التفاوض في تشرين الثاني الماضي بعد أربع جولات، رفضاً للخط 29 الذي طرحه الوفد ‏اللبناني المفاوض وطالَب من خلاله بمساحة 2290 كيلومتراً مربعاً في البحر. ووفقا لتلك الاوساط، ابلغ ‏وكيل وزارة الخارجية الاميركية دافيد هيل المسؤولين اللبنانيين في زيارته الاخيرة الى بيروت إن الهدف ‏الأساسي لبلاده هو منع تحول الحدود البحرية إلى بؤرة توتر بين إسرائيل ولبنان بما يوفر “الذريعة” ‏لحزب الله لتنفيذ عمليات تستهدف عمليات التنقيب الإسرائيلية في البحر المتوسط.ولفت الى ان للولايات ‏المتحدة مصلحة اقتصادية في الحفاظ على التهدئة في هذه القضية، خاصة وأنّ شركات طاقة أمريكية ‏تعمل في مجال التنقيب عن النفط في المنطقة، واشار الى ان ادارة بايدن نصحت إسرائيل بعدم تحويل ‏القضية إلى خلاف سياسي، وإنما التعامل معه على أنه موضوع تقني واقتصادي يستطيع الطرفان أن ‏يحققا أرباحا منه.‏

‏الاستعدادات اللبنانية ‏

واستعدادا لاستئناف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية جنوباً، وصل الوسيط الأميركي، جون ديروشيه، إلى ‏لبنان، امس من أجل استكمال مهمته ابتداءً من الغد،وفي محاولة لترتيب “البيت الداخلي” بعدما اخفق ‏الوفد اللبناني المفاوض باقناع رئيس الجمهورية ميشال عون بالتوقيع على ورقة المرسوم 6433 وارسال ‏الوثيقة الى الامم المتحدة، ترأّس عون، اجتماعاً لأعضاء الوفد المفاوض، بحضور قائد الجيش العماد ‏جوزيف عون وزوّد الرئيس الوفد بتوجيهاته، مشدداً على أهمية تصحيح الحدود البحرية وفقاً للقوانين ‏والأنظمة الدولية، وكذلك على حق لبنان في استثمار ثرواته الطبيعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة. ‏وضمّ الوفد رئيسه العميد الركن الطيار بسام ياسين، العقيد الركن البحري مازن بصبوص، الخبير نجيب ‏مسيحي، وعضو هيئة إدارة قطاع البترول المهندس وسام شباط. كما شارك في الاجتماع، المستشار ‏العسكري والأمني لرئيس الجمهورية العميد بول مطر.. وتم خلال الاجتماع عرض التطورات التي ‏حصلت منذ توقف الاجتماعات، والمستجدات حول الاتصالات التي أُجريت لاستئنافها واعتبر عون أن ‏‏”تجاوب لبنان مع استئناف المفاوضات غير المباشرة برعاية الولايات المتحدة الأميركية، واستضافة الأمم ‏المتحدة، يعكس رغبته في أن تُسفر عن نتائج إيجابية من شأنها الاستمرار في حفظ الاستقرار والأمان في ‏المنطقة.‏

الجمهورية : لودريان لردع شياطين التعطيل.. ولبنان الى أدنى ‏تصنيف.. ودياب يهدّد ودائع اللبنانيين

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : مع استمرار مهزلة العبث السياسي القائم بالبلد، وتمترس قوى التعطيل خلف تصلّبها ‏ومنع تشكيل حكومة، ثمة إجماع داخلي وخارجي على انّ باب لبنان مشرّع على احتمالات ‏كلّها في منتهى الصعوبة، على بلد فقد كل شيء، وأفلس من أي قدرة على الاستمرار. ‏وها هي مؤسسات التصنيف المالي الدولي تسقطه اكثر فأكثر، وبعض هذه المؤسسات، ‏في معرض توصيفها للمصيبة اللبنانية، تُنذر بأنّه على رغم الواقع الصعب والقاسي الذي ‏يعيشه اللبنانيون في هذه الايام، فإنّهم لم يدخلوا في الأزمة بعد، فأزمة لبنان الحقيقية ‏والفظيعة لم تبدأ بعد. معنى ذلك انّ على اللبنانيين ان يتحضّروا لأيام سوداء لا احد يعلم ‏مدى عتمتها.‏

 ‏وسط هذه الصورة اللبنانية المتهالكة، تلوح من جديد، على ما تقول مصادر ديبلوماسية ‏من باريس، “فرصة فرنسية” للقابضين على السلطة في لبنان، لحرف المسار اللبناني ‏عن الاتجاه القاتل الذي يسلكه، والانتقال فوراً الى تفاهم على حكومة وفق المبادرة ‏الفرنسية وتلبّي طموحات اللبنانيين ومطالب المجتمع الدولي لناحية إجراء الاصلاحات ‏ومكافحة الفساد. هذا مع التأكيد على انّ هذه الفرصة هي الأخيرة في البرنامج الفرنسي ‏الذي فُتح مع اطلاق المبادرة الفرنسية اواخر آب من العام الماضي، وعلى معطلي الحل ‏في لبنان ان يختاروا بين ان يحيوا بلدهم وبين ان يدّمروه نهائياً عبر استمرار النهج ‏المتّبع حالياً في تعقيد الحلول ومنع تأليف حكومة اصلاحات”.‏

‏ ‏هذه الفرصة، وكما بات معلوماً متمثّلة بالزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الفرنسية ‏جان ايف لودريان الى بيروت اعتباراً من يوم غد الاربعاء. وعشية وصوله، يطفو على ‏سطح المشهد السياسي سؤال من شقين:‏

‏ ‏الشق الأول، هل انّ زيارة الوزير الفرنسي تمهّد فعلاً لإنزال لبنان عن اشجار التوترات ‏التي “عربش” عليها القابضون على السلطة، وتقوده في الاتجاه الذي يتمكن فيه من ‏التقاط انفاسه واعادة الانتظام لحياته السياسية وصياغة تسوية سياسية تفضي الى تشكيل ‏حكومة طال انتظارها، يدخل معها البلد الى واحة الإنفراج؟

 ‏الشق الثاني، هل أنّ لودريان آتٍ والعصا معه ليلوّح فيها أمام الشياطين المعطّلة للمبادرة ‏الفرنسية، فإن انصاعت كان خيرٌ، وإن لم ترتدع وترضخ، يعلن الوزير الفرنسي بإسم ‏الدولة الفرنسية ورئيسها ايمانويل ماكرون إطفاء محركات المبادرة، ويقول للمعطّلين ‏‏”من الآن فصاعداً، قلّعوا شوككم بأيديكم”؟.‏

‏ ‏

اللواء : لودريان في بيروت في لحظة مؤاتية: الحكومة أو قلب الطاولة! اختبار جديد للمفاوضات البحرية اليوم.. وتشريع البطاقة التموينية من السراي إلى المجلس

كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : في نظر الكثرة من المراقبين، لا سيما الدبلوماسيين منهم، فإن الأسبوع الحالي، سيكون مفصلياً على غير صعيد: ‏دبلوماسي وسياسي ومالي ونقدي واقتصادي، على وقع تحولات في السياسات الإقليمية، وضعت سوريا على لائحة ‏التطبيع العربي، واحتواء الأزمة التي طالت وكادت ان تحرق الأخضر واليابس، في سوريا نفسها، وفي عموم دول ‏المشرق، ومن بينها لبنان.

فاليوم تستأنف المفاوضات غير المباشرة، لترسيم الحدود البحرية الجنوبية في الناقورة.. واليوم توضع اللمسات ‏الأخيرة على مشروع قانون البطاقة التمويلية، التي يشترط رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب اقرارها ‏تشريعياً في المجلس النيابي، قبل التوقيع على قرار رفع الدعم عن السلع الضرورية، والتي يُصرّ عليها حاكم مصرف ‏لبنان رياض سلامة للحفاظ على نسبة معقولة من احتياطي المصرف، التي هي في نظر كثيرين، أموال المودعين، ‏الذين تقدمت أمس جمعية فرنسية بالتعاون معها بشكوى ضد الحاكم رياض سلامة امام القضاء الفرنسي، بتهمة الإثراء ‏غير المشروع، إلى جانب شقيقه وشخصية مالية أخرى.

وغداً، وبعده، يمضي رئيس الدبلوماسية الفرنسي جان ايف لورديان في بيروت، حاملاً رسالة واضحة للمسؤولين ‏الكبار تتعلق بمآل الأمور، ما لم يرعو المسؤولون عن استمرار عمليات التأزم، والتداعيات الخطيرة لعدم تأليف ‏الحكومة وفقاً للمبادرة الفرنسية.

إذاً، بعد توقف فرضته عطلة الجمعة الحزينة والفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، يشهد ‏موضوع تشكيل الحكومة تحريكاً للمبادرة الفرنسية مع وصول الوزير لودريان الى بيروت في زيارة تستمر يومي ‏الخامس والسادس من أيار الحالي، ويلتقي خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ‏والرئيس المكلف سعد الحريري وقد يلتقي القوى السياسية التي اجتمعت في قصر الصنوبر لدى زيارة الرئيس ايمانويل ‏ماكرون بيروت، ولكن لا شيء مؤكد على هذا الصعيد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى