الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

البناء: لافروف لرعد: لا صفقات روسيّة أميركيّة… الأولويّة لتحالفاتنا… فرص التسويات بالمفرّق.. الليرة تتراجع: تهريب الدولارات تحت شعار الدعم وطباعة أوراق نقديّة بلا تغطية /.. ماكنزي لتثبيت الحضور الأميركيّ… وتوظيف الأزمة الماليّة لربط الجيش بالمساعدات

 

كتبت البناء تقول: بالتزامن مع تحليق طائرات استطلاع أميركيّة قبالة الساحل اللبناني أشارت إليها “البناء” أمس، ما اضطر المصادر الأميركية للقول إنها مخصصة لمتابعة غواصة روسيّة “متخفّية”، عبر قناة الحدث – العربية التابعة لولي العهد السعوديّ، حطّ قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيت ماكنزي في لبنان، فيما وصفته مصادر متابعة أنه استمرار في خطة تثبيت الحضور الأميركي العسكري في لبنان كلما سنحت الفرصة، وأنه استثمار على الأزمة المالية لربط الجيش اللبناني أكثر بالمساعدات الأميركية، التي حمل ماكنزي وعداً بأن تتجاوز الجانب العسكري إلى جوانب مدنيّة ترتبط بتعزيز قدرة العسكريين على مواجهة تدني القدرة الشرائية لرواتبهم، بعدما تخطى سعر صرف الدولار الـ 13000 ليرة، في ظل تقدير أميركي أن سعر الـ 10 آلاف هو الخط الأحمر الذي يصبح فيه الأمن الاجتماعي للجيش في دائرة الخطر.

الدولار الذي واصل صعوده بصورة لافتة بلغت قرابة الـ 100% بالقياس لسعره قبل ستة شهور، عندما كان السعر 6500 ليرة، سيواصل الصعود وفقاً للخبراء، طالما أن الانسداد الحكوميّ مستمر ولا آفاق قريبة لتخطّيه، لتصير الكلمة الفصل في سعر الصرف، لعاملَيْن، هما نزيف الدولارات الى الخارج تحت عنوان السلع والأدوية والمحروقات المدعومة، وأغلب هذه الدولارات يتم تهريبها تحت ستار استيراد لا يتمّ، وإن تمّ فتعقبه إعادة تصدير للسلع المدعومة سواء بطرق شرعيّة او غير شرعيّة، وبالتوازي ضخ المزيد من الأوراق النقدية اللبنانية في الأسواق من دون أية تغطية بالذهب او العملات الصعبة توازي الكميات الهائلة التي تمّ ضخها منذ بدء الأزمة الراهنة. وهو ما قالت مصادر مالية إنه أبعد من مجرد اعتماد التمويل السهل للإنفاق العام، بقدر ما هو خطة مدروسة من مصرف لبنان لتخفيض قيمة مطلوباته وتضييع خسائره عبر تدوير حساباته الى الليرة اللبنانية وتغطيتها بطباعة المزيد من الأوراق النقدية.

الحدث الأبرز الذي تابعه اللبنانيون أمس، كان زيارة وفد حزب الله برئاسة النائب محمد رعد الى موسكو ولقاءاته التي شملت وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف. وقالت مصادر روسية متابعة للزيارة إن لافروف ونائبه أبلغا رعد والوفد المرافق، إضافة لتشجيع مبادرات وسطية لتسريع تشكيل الحكومة اللبنانية، أن موسكو لا ترى في الأفق فرصاً لتفاهمات روسية أميركية على ملفات الخلاف، بل ترى تجديداً قاسياً للحرب البادرة كإطار للمشهد الدولي، وأن موسكو تعطي الأولوية لتعزيز تحالفاتها لأنها تتوقع الأسوأ خلافاً للانطباع السائد منذ وصول الرئيس جو بايدن الى البيت الأبيض، من دون أن يبنى على ذلك استنتاج بانعدام فرص حصول تسويات في بعض الملفات الساخنة، كحال الملف النووي الإيراني، والانفتاح إيجاباً على هذه الفرص، والتشاور حولها حالة بحالة بواقعية. وقالت المصادر إن لافروف استمع لقراءة الحزب للمشهد الدولي والإقليمي ووضع الوفد في صورة زيارته الخليجية والمساعي المتصلة بعودة سورية الى الجامعة العربية، وإمكانية إحراز تقدّم في الملف السياسيّ للأزمة السورية من خلال منصة أستانة، والمنصة الروسية التركية القطريّة المتفرّعة عنها.

يبدو أن الأزمة تتجه إلى مزيد من التأزم ما يضع لبنان على طريق الانهيار التدريجيّ مع استمرار الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار الذي تخطى أمس الـ13 ألف ليرة ولامس في ساعات المساء 14 ألفاً، ما يعني أن لبنان أصبح في قلب الانهيار الكامل، بحسب خبراء في المال والاقتصاد.

ولفت ما نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية أمس، حول تفاقم الأزمة في لبنان، محذرة من أن البلد أصبح «رهينة» ويتجه نحو الانهيار.

ارتفاع سعر الصرف دفع بالعديد من السوبرماركات الى إقفال أبوابها ومحطات الوقود الى رفع خراطيمها، فيما قطعت طرق عدة في بعض المناطق احتجاجاً على الغلاء والأوضاع المعيشيّة، كما دفع الصرافين الى إقفال أبوابهم من قبل بعض الشبان الغاضبين.

وفيما علمت «البناء» أن السوبرماركات تتجه نحو تسعير المواد والسلع بالدولار لعدم قدرتها على مواكبة الارتفاع التدريجيّ بسعر الصرف، اعلن نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد أن الخوف من الارتفاع الجنونيّ للدولار حال دون استمرار تسليم البضائع الى المتاجر الكبرى ولفت الى أن «السوبرماركت تواجه معضلة اساسية بسبب ارتفاع سعر الدولار، وبعض الأصناف لا سيّما الأساسية نفدت من على الرفوف ومن المستودعات بعد تهافت المواطنين على شرائها لكوننا لم نغيّر الأسعار بعد، لأننا لم نحصل على لوائح التسعير من الموردين. بالتالي، البضائع تتناقص في حين أن لا تسليم حيث إن الموردين بذاتهم لا يعرفون على أساس أي سعر صرف سيسعّرون، والمنتجون المحليون يواجهون المشكلة نفسها، لأن قسماً كبيراً من كلفتهم بالدولار».

ولحظت مصادر مطلعة في نقابة الصرافين أسباب عدة لارتفاع سعر الصرف الى هذا المستوى، موضحة لـ«البناء» أنه الى جانب الخلفية السياسية لذلك، فهناك القرارات الأخيرة التي اتخذتها وزراتا الداخلية والمالية لجهة اعتماد سعر الصرف في السوق السوداء في تخمين المتر البيعي في البلديات والضريبة على القيمة المضافة، ما أعطى السوق السوداء المصداقية وبات المواطن يعتمد عليها في عملياته المالية والمصرفية، في ظل تفلّت السوق السوداء من أية ضوابط بغياب الصرافين المرخصين.

 

الأخبار : سلامة “في إجازة” باريسية… والدولار بـ14 ألف ليرة! الحريري يضغط على عون بالانـهيار

كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : الدولار بـ14 ألف ليرة ويتابع مساره صعوداً، بينما حامي الليرة والمسؤول ‏الأوحد عن الحفاظ على سلامة النقد رياض سلامة، يتجوّل في باريس ‏لمتابعة شؤون شخصية. على المنوال نفسه، يجلس رئيس الحكومة المُكلّف ‏سعد الحريري متفرجاً على غرق البلاد في انهيار اقتصادي واجتماعي ‏غير مسبوق، لا بل يسهم في تعزيز الأزمة لتسجيل نقاط على خصومه، ‏ودفعهم إلى الاستسلام له، ظنّاً منه أن بقاءه في موقع “المكلّف” يعفيه من ‏المساءلة عن أزمة اشتعلت شرارتها في عهد حكومته السابقة

تابع الدولار ارتفاعه ملامساً الـ14 ألف ليرة لبنانية مساء أمس، أي بزيادة ألف ليرة لبنانية عن اليوم الذي قبله، وسط ‏توقعات أن يواصل مساره التصاعدي في الأيام المقبلة بالمعدّل نفسه. حفلة جنون لم يكن ينقصها سوى إقفال بعض ‏محال السوبرماركت والمحال التجارية أبوابها بانتظار أن يرسو الدولار على مستوى معيّن، حتى تصدر هذه ‏المؤسسات لوائح أسعار جديدة. وعمد المورّدون يوم أمس الى الامتناع عن تسليم المحروقات كما مختلف المواد في ‏الإطار نفسه، ما ضاعف “هجمة” الناس لتعبئة سياراتهم بالبنزين خوفاً من انقطاعه، ولتخزين المواد الغذائية قبل ‏ارتفاع سعرها. هذا المشهد مردّه الى انهيار الليرة، وكان يستدعي إجراءات سريعة لمحاولة الحدّ من هذا الانهيار أو ‏إبطائه. إلا أن ما حصل هو التالي: المسؤول الأول، قانوناً، عن سلامة النقد، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ‏موجود في باريس لمعالجة أوضاع شخصية تتعلق بالدعوى المرفوعة عليه في سويسرا. هو في ما يشبه الإجازة. في ‏أي بلد آخر، أداء مماثل يؤدي الى إقالة صاحبه. لكن لأن السلطة السياسية هي شريكة سلامة في السياسات والأرباح ‏والهندسات، تؤثر حمايته والدفاع عنه وإيجاد الحجج، وصولاً الى قوننتها لضمان عدم محاسبته عبر دفن أي أمل بأي ‏تحقيق جنائي.

هي الفوضى الأمنية والاقتصادية والمالية والسياسية تعبث بالبلد وتدفعه الى الانهيار الشامل بسرعة جنونية. ثمة ‏من يستفيد من هذا الانهيار ويتعمّد خلق الأجواء والظروف المؤاتية لتغذيته حتى ينقضّ على خصومه السياسيين. ‏فكما يترك سلامة البلاد ليتجول في باريس، يجلس رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بارتياح في بيت الوسط ‏في الوقت المستقطع بين جولاته الخارجية الفارغة، ظنّاً منه أنه معفى من التفلت الحاصل اليوم، وأن تداعيات ‏السقوط المالي والنقدي يُحمّلان اليوم الى العهد وحزب الله. وهو يستخدم هذه الورقة، بالتعاون مع سلامة، من أجل ‏الضغط على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. قدّم الأخير تنازلاً من أجل تأليف الحكومة، لكن الحريري ‏رفض تلقف المبادرة، مطالباً بالاستسلام. يستخدم الانهيار للضغط على عون، متيقناً من أنه خارج إطار المحاسبة ‏عن قيادته البلد – يوم كان رئيساً للحكومة – صوب الهاوية، ثم الفرار من المسؤولية بإعلان استقالته، ثم استقالته ‏حالياً من مسؤوليته ورفضه كل الحلول والمبادرات. فبعد إجهاز فريقه السياسي، بالتعاون مع حلفائه، على الخطة ‏المالية لحكومة حسان دياب، يتركز الاهتمام اليوم على القضاء على أي أمل بإجراء تدقيق جنائي في مصرف ‏لبنان والمصارف.

ما سبق يدفع مصادر مطلعة الى القول إنه يصعب على رئيس الجمهورية اليوم التعاون مع الحريري نفسه الذي ما ‏زال يتبنى النهج ذاته والطروحات ذاتها ويتمسك بالأشخاص أنفسهم. تلك النقطة الأولى، وفق المصادر، التي ‏تشير بما لا لبس فيه إلى أن الحريري ليس رجل المرحلة، في نظر رئيس الجمهورية. لا بل إنه بات جزءاً من ‏المشكلة ومعرقلاً لأي حلّ؛ فبدلاً من أن يكون همه الأول خلق المبادرات للإسراع في تأليف الحكومة، ينتظر ‏مبادرات غيره ويتعمد رفضها لإطالة أمد الأزمة وتسجيل نقاط على خصومه. أما النقطة الثانية، فتدور حول عدم ‏قدرة الحريري، رغم كل الجولات التي قام بها، من الإمارات الى تركيا ومصر وفرنسا وقطر، على اجتذاب ولو ‏موقف مساعد رمزيّ، كبادرة دعم لترؤسه الحكومة. فعاد من دون أي مساعدات، ولو كانت عبارة عن لقاحات ‏ضد فيروس كورونا. إزاء ذلك، ترى المصادر أنه بات واضحاً أن الدور المرتجى من وصول الحريري الى ‏منصب رئاسة الحكومة انتفى: ثبت في موضوع تأليف حكومة اختصاصيين أنه يريدها سياسية مع حركة أمل ‏وحزب الله والاشتراكي، وغير سياسية عند الحديث عن تمثيل لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر. وتبيّن من ‏فشل جولاته في فتح أبواب الرياض المغلقة في وجهه أنه بات عائقاً أمام “سيدر” وما يتطلبه من مساعدات ‏خليجية مفتاحها بيد السعودية حصراً.

من جهة أخرى، وفيما كان رئيس الحزب الاشتراكي قد أظهر ميلاً نحو التسوية الأسبوع الماضي، عبر إعلانه ‏موافقته على توسيع الحكومة الى 20 أو 22 وزيراً، بدّل مزاجه مساء أمس بعد زيارته الحريري، حيث أشار بعد ‏اللقاء إلى أن رئيس الحكومة المكلف “متمسك بحكومة من 18 وزيراً ولا يمكن الحديث عن صيغة أخرى، ‏وجميعنا متفقون على هذا المبدأ. لذلك لا يمكن الحديث عن توسيع حجم الحكومة”. وقال في حديثٍ إلى موقع ‏‏”المدن” إن “الهمّ الأساسي لدى كل القوى السياسية هو عدم حصول أي طرف على الثلث المعطل، وهو الذي لا ‏يزال يعرقل التشكيلة الحكومية، وموقفي ثابت، كما موقف الحريري والرئيس نبيه برّي، وأيضاً موقف الأمين ‏العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي قال سابقاً إنه لا حاجة إلى الثلث المعطل، وفي حال كان هناك حاجة ‏كبرى له، فإن حزب الله يضمنه”. ورأى جنبلاط أنه “لا وجود لأي بوادر للتقدم، بما أن الشروط لا تزال على ‏حالها”، لافتاً الى أن زيارته لبيت الوسط كانت “للتفاهم على جملة أمور، واستمرار التنسيق، والاطمئنان على ‏استمرار التواصل والعلاقة الجيدة بين الحريري والرئيس نبيه برّي، وإلى استمرار التواصل بين الحريري وبرّي ‏في المرحلة المقبلة“.

استعراض عسكري للسفيرة الأميركية

وكما في شأن الليرة وتأليف الحكومة، تتعامل السلطة باستخفاف مع مفهوم السيادة، فتسمح للسفيرة الأميركية ‏دوروثي شيا بالقيام باستعراض مسلح في سهل غزة في البقاع الغربي الذي وصلت اليه على متن مروحية لافتتاح ‏بئر مياه سبق لها أن افتتحته سابقاً! وهذه ليست المرة الأولى لاستعراض مسلح مماثل، فقد أحاطت شيا نفسها، منذ ‏بضعة أسابيع، بجيش من المسلحين، لتوزيع كمامات على المارّة قرب مقر السفارة الأميركية في عوكر. لكن لأنها ‏السفيرة الأميركية، لا يجرؤ أحد على استنكار هذه الصولات والجولات، وكأن البلد إحدى مستعمرات الولايات ‏المتحدة الأميركية التي زارها أمس قائد المنطقة الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي.

 

النهار : ذعر يجتاح الأسواق … وموسكو تزكّي الحريري

كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : اذا كان من المسلّم به ان قطع الطرق على نحو يومي، ولو على نطاق واسع سرعان ما ‏يتمدّد الى معظم المناطق اللبنانية، لم يؤدّ ولن يؤدّي على الأرجح الى تغيير حرف في مسار ‏‏#الانهيار الزاحف، ولن يتجاوز تالياً اطار التعبير عن الصرخة الشعبية الاحتجاجية المشروعة ‏في مواجهة سلطة وطبقة سياسية بات يصعب فعلا “منحها” ما تستحق من الأوصاف ‏والتسميات العائدة الى الحالات المستعصية أخلاقياً ومعنوياً ووطنياً، فان المشهد الداخلي ‏امس اختصره الذعر الضمني والعلني من الانزلاق المتسارع نحو الفوضى الأسوأ التي تنذر ‏بها تداعيات التحليق الناري للدولار في أسواق فالتة.

هذا الذعر الذي اشعلته حالة انعدام السيطرة على تسعير الدولار الذي بموازاة فقده، صار ‏فعلا بلا سقف، بدأ يتخذ طابعا جديدا يتمثل في هروب معظم القطاعات بما فيها #القطاع ‏التجاري الى #الاقفال تجنبا لمحرقة خسائر قاتلة هذه المرة، فاذا بالبلاد تنحو في اتجاه نوع ‏مختلف من الازمات والاختناقات بدليل تسابق المتاجر الكبرى والصغرى، كما محال ‏الصيرفة، كما محطات المحروقات وحتى الصيدليات، الى مواجهة الارتفاعات المحلقة ‏للدولار بالاقفال. ولعل المفارقة الدراماتيكية التي يسقط فيها لبنان برمته ان معظم ‏قطاعاته تتجه نحو الشلل الواسع بسبب تفلت السيطرة على تسعير الدولار في حين يقترب ‏موعد المرحلة الرابعة والنهائية من برنامج الرفع التدريجي لحالة التعبئة الصحية وإجراءات ‏مكافحة انتشار وباء كورونا، بما يعني ان الشلل صار السمة المتلازمة لكارثة تخبط لبنان في ‏كل الازمات دفعة واحدة والسقوط الخيالي للدولة والسلطة والطبقة السياسية امام هذا ‏المنقلب المصيري. فعلى رغم كل هذه التطورات المأسوية التي وضعت لبنان في صورة ‏بلد يصارع لحظات انهيار حقيقية قاسية وشرسة على كل المستويات، افتقد الواقع ‏السياسي أي معطيات جديدة يمكن الرهان عليها لاجتراح مخرج انقاذي من الكارثة، بل ان ‏كل المعطيات اكدت الدوران والتخبط في دوامة العقم العبثي الذي يحاصر ازمة #تشكيل ‏الحكومة. وفي ظل هذا الانسداد، واصل الدولار ارتفاعه متخطيا عتبة الـ13 الف ليرة وبلغ ‏في بعض التعاملات على قلتها سقف الـ13500 ليرة، الامر الذي دفع بإعداد كبيرة من ‏المواطنين الى التهافت على السوبرماركت لشراء السلع الغذائية والاستهلاكية الضرورية ‏قبل رفع الأسعار، كما ان عددا كبيرا من المتاجر عمد الى اقفال أبوابه في مختلف المناطق، ‏فيما بدأ قطع الطرق في المناطق احتجاجا على الغلاء والاوضاع المعيشية، كما دفع الامر ‏الصرافين الى اقفال ابوابهم بعد تجمعات غاضبة لشبان امام محال الصيرفة. وحال الخوف ‏من الارتفاع المتواصل للاسعار دون استمرار تسليم البضائع الى المتاجر الكبرى.

الديار : الانهيار دون “كوابح” والدولة غائبة… تحذيرات من انفجار يؤدي الى ‏‏”التفكك”؟ ربط لبنان بالتسوية السورية يعقّد الحلّ وسعي روسي فرنسي لفصل ‏المسارين! غياب لبناني عن “البلطجة” الاسرائيلية لسرقة الغاز… وموسكو تتفهم ‏حزب الله

كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : لا احد من اللبنانيين مهتم بمتابعة مسار تشكيل الحكومة المثير للسخرية، وحده سعر صرف الدولار ‏وارتداداته المخيفة على الوضع الاقتصادي يتصدر الاولويات، “سوق الشنطة” ناشطة، وباتت القناعة ‏راسخة ان ثمة قوى خارجية تدفع البلاد نحو الانفجار، بتواطؤ من قوى داخلية متورطة بمشاريع مشبوهة، ‏والا لماذا يترك اللبنانيون لمواجهة مصيرهم؟ في مقابل سلطة سياسية رهنت مصيرها بالخارج، وتبحث ‏عن رضى عواصم القرار الاقليمية والدولية التي ربطت الساحة اللبنانية بساحات اخرى شديدة التعقيد! ‏فيما يلهون الشعب بتفاصيل “سخيفة” لتبرير الفشل في تاليف حكومة “ما رح تشيل الزير من البير” ‏اصلا. في هذا الوقت تغيب الدولة، ويحلّق سعر الدولار الذي لامس الـ13 الف ليرة، وبانتظار اجراءات ‏المجلس النيابي اليوم لتأخيرالعتمة، التقنين في البنزين يعم البلاد، وجشع التجار “ياكل الاخضر واليابس” ‏والمواد المدعومة، فيما برز بالامس، اقفال العديد من المحال التجارية، ولوحظ فراغ عدد من رفوف ‏السوبرماركت من بعض المواد الغذائية، انها الفوضى تطل برأسها، وسط غياب كامل للحلول ‏والمعالجات، فالدولة تتحلل وفقدت هيبتها، وهذا يعني ان البلاد الموجودة في قعر الهاوية تتجه الى ‏التفكك، بحسب تقارير دبلوماسية حذرت من الفوضى المقبلة!‏

‏قرار التعطيل خارجي

وفي هذا السياق، فان انشغال “سعاة الخير” للتقريب بين مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس ‏المكلف سعد الحريري، لا يدعو كونه تضييعا للوقت والجهد، ومحاولة “لملء الفراغ” الداخلي بانتظار ‏الفرج الاقليمي والدولي غير المتاح في الوقت الراهن، وبعد سقوط المبادرة تلو الاخرى في الساعات ‏القليلة الماضية، باتت القناعة راسخة لدى الجميع بأن قرار التعطيل في لبنان خارجي ولا علاقة له بوزير ‏بالزايد او الناقص او “ثلث معطل” او خلاف على هوية واسم وزير الداخلية، ولعل اكثر العارفين ‏بـ”الطبخة” الرئيس الحريري الذي بات على دراية بمواقف الخارج حيث الانشغال اليوم منصب على ‏ايجاد تسوية لملفين معقدين في المنطقة، الملف النووي الايراني، والازمة السورية، وهما ملفان مرتبطان ‏عضويا بالساحة اللبنانية التي تدفع اليوم ثمن التجاذب الدائر بين اللاعبين الكبار على الساحتين الايرانية ‏والسورية. وعلمت “الديار” ان باريس منزعجة وتقر باخفاقها في فصل الملف اللبناني عن أزمات ‏المنطقة، وتعتبر ان الفرصة لم تعد متاحة الان بعدما دخل اكثر من طرف على خط الازمة، واذا كان ‏الاميركيون راغبين في انجاز صفقة كاملة على مستوى المنطقة، فيبدو ان دول الخليج غير بعيدة عن هذا ‏الموقف، والان دخلت موسكو على خط الترويج لحل متكامل يشمل ايران وسوريا ولبنان، وقد سمع ‏الحريري كلاما واضحا من المسؤولين الاماراتيين وكذلك من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ‏حيال ترابط الملفات، وهو ما ستتم مناقشته مع وفد حزب الله الزائر لموسكو هذه الايام.‏

واذا ما صحت الاستنتاجات الفرنسية، فهذا يعني ان الساحة اللبنانية تبقى مفتوحة على كافة الاحتمالات ‏السلبية وعلى المزيد من التخبط السياسي والاقتصادي والامني بانتظار تسوية، تبدو شديدة التعقيد لاعادة ‏رسم التحالفات وربما الخرائط في المنطقة انطلاقا من الساحة السورية، فيما تحاول اسرائيل استغلال ‏الفرصة لوضع يدها على الثروة الغازية اللبنانية، وسط خلافات داخلية حيال كيفية مواجهة اصرار ‏الاسرائيليين على استخدام “البلطجة” لفرض امر واقع في البحر.‏

 

اللواء : الدولار والشارع وجهاً لوجه.. وواشنطن وموسكو لرعاية توازن الرعب! ماكينزي يطلع على تماسك الجيش.. ولافروف يبلغ رعد دعم الحريري لحكومة مهمة

كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : في المشهد المتغير: الدولار يرتفع بصورة هستيرية ضمن خطة، موضوعة، سلفاً، فلا سقف له: 10- 15 – 20 – ‏‏25 ألف ليرة لبنانية، وهكذا دواليك..

 

 

الشارع، يتفلت، قطع طرقات في العاصمة، إشعال الاطارات قرب مصرف لبنان، والمصارف، وسط معلومات أمنية، ‏عن اتجاه لدى مجموعات المحتجين، التي شكلت مجموعات “نووية”.. صغيرة، للانقضاض على أهداف تتعلق ‏بالسياسيين والنواب، والمصارف إلخ..

وتحدثت برقية أمنية أنه بالتزامن مع التدهور الاقتصادي، يجري التحضير لتصعيد كبير في الشارع، يمكن أن يخرج ‏إلى اشتباكات مسلحة في بعض الشوارع، وعمليات نهب وسرقة، وتصفية حسابات، لحسابات سياسية وأجندات..

هذا على أرض الواقع المأساوية في لبنان.. وعلى أرض الواقع أيضاً، كشفت السفارة الأميركية في بيروت أن “قائد ‏القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي قام بزيارة لبنان في 15 آذار، 2021. والتقى كبار ممثلي الجيش ‏اللبناني، بمن فيهم قائد الجيش العماد جوزاف عون، حيث جدّد التأكيد على أهمية الحفاظ على أمن لبنان واستقراره ‏وسيادته، وشدد على أهمية الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني، خاصة، أن لبنان يواجه تحديات ‏اقتصادية كبيرة“.

وأشار ماكينزي، بحسب البيان، إلى أن “هذه الزيارة هي مثال رائع على أهمية الثقة والاحترام، فعلاقتنا مع الجيش ‏اللبناني مبنية على الرغبة المتبادلة في الأمن والاستقرار في المنطقة وقدرتنا على التدرّب معا لتحقيق المنفعة“.

واعلن الجنرال ماكينزي ان “الجيش اللبناني هو تعبير عن دفاع الأمة والقوات المسلحة اللبنانية ستكون مستعدة ‏للمساعدة بأي طريقة وسنواصل دعم الجيش بطرق متنوعة فلبنان شريك مهم في المنطقة“.

 

الجمهورية : الدولار يحرق الليرة.. ولبنان على باب ‏الانهيار.. ومصالح الحكام فوق كل اعتبار

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : حال اللبنانيين في هذه المرحلة، كمَن يعيش على فوّهة بركان يوشك ‏ان ينفجر في اي لحظة ويلفظ حممه في الارجاء لتأكل الأخضر ‏واليابس مما تبقى من هذا البلد.‏

كل شيء في البلد صار آيلاً للسقوط والاندثار، حتى الهواء صار ‏المواطن اللبناني قلقاً من بلوغه لحظة العجز عن التنفس، فيما ‏الطاقم الحاكم مصاب بسكتة دماغية أفقدته الحياء، وأنسته لغة ‏العقل وأعمَت بصره وبصيرته عما اصاب البلد وأهله، لا يهمه سوى ‏مصلحته ورفعها فوق كل اعتبار.‏

الفجور مستمر، وطبقة الحكام والمتسلطين تتلذذ في التضحية ببلد ‏وقد سوّي بالارض، وشعب كامل صار مدمراً يُرسم مستقبله بالجوع ‏والوجع وبالاجهاز على ما تبقى من شروط مناعته وصموده امام ازمة ‏وجودية حولت لبنان الى دولة اكثر من فاشلة، ينذر استفحالها بإفقاد ‏هذا اللبنان صفته كوطن بعدما نسفت تلك الطبقة أركانه وخلّعت ‏الأسس التي يقوم عليها.‏

الثمن الكبير

هذه الصورة السوداوية لمستقبل لبنان، والتي سبق ان حذّر منها وزير ‏الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، عادت تتردد بقوة وقلق في ‏الاوساط الرسمية الفرنسية من خلفية إلقاء المسؤولية على الطاقم ‏السياسي الحاكم في لبنان الذي غلّب صراع المصالح الخاصة على كل ‏الجهود الرامية الى وضع لبنان على سكة الانقاذ وفق خريطة الطريق ‏التي رسمتها المبادرة الفرنسية. وعلى ما تؤكد مصادر ديبلوماسية ‏في العاصمة الفرنسية، فإنّ المستويات الفرنسية تعتبر ان القادة في ‏لبنان ماضون في اضعافه وارتكاب جريمة بحق هذا البلد وتجاهل ‏المخاطر التي بلغت مستويات صار من الصعب احتواؤها، وتبعاً لذلك ‏فإنّ لبنان مقبل على ايام شديدة الصعوبة، واللبنانيون وحدهم من ‏سيدفع الثمن الكبير”.‏

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى