الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

البناء: يوم أول فاشل في تطبيق الخروج التدريجيّ من الإغلاق… وكورونا يقرع جرس الإنذار.. وزير خارجيّة قطر في بيروت لاستكشاف فرص التقدّم بمبادرة إنقاذيّة / البابا لا يتبنّى دعوة الراعي للتدويل… و«القومي»: لا للوصاية نعم للدستور

 

كتبت البناء تقول: في وقت تسعى باريس للملمة شتات أوراقها بعد صفعة أميركية إيرانية لمحاولتها استرضاء السعودية بالسعي لتلبية طلبها بالشراكة في التفاوض حول الملف النوويّ الإيرانيّ، أملاً بالحصول على دعم المبادرة الفرنسية نحو لبنان وتحرير الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري من الضغوط السعودية، أقدمت قطر على ترتيب أوراقها للسير بالتوازي مع المبادرة الفرنسية والسعي للتشارك معها، وتحت سقف النظرة الأميركية الجديدة للمنطقة، وضمن إطار انفتاح على إيران، لا تملك فرنسا مثله، ومال تملكه قطر تحتاجه فرنسا لإنجاح مبادرتها، والمصادر المواكبة لزيارة وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن الى بيروت اليوم للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعدد من المسؤولين اللبنانيين، تقول إن قطر التي انخرطت في مصالحة خليجيّة طرفها الآخر السعودية تدرك حجم الارتباك السعوديّ في ظل المتغيرات الأميركية، بحيث يختلف انكفاء الرياض النابع من الانشغال بما هو أهم عن لبنان في ظل إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن عن انكفاء القطيعة العقابي خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، خصوصاً مع تلويح بعض أعضاء الكونغرس بإنزال عقوبات على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قضية قتل الصحافي جمال الخاشقجي. وتتحرك قطر وفقاً للمصادر باعتبار المصالحة مع السعودية التزاماً قطرياً بعدم التدخل في الشؤون السعودية في ظروف القلق السعودي وارتباك العلاقة السعودية الأميركية، وما ينتظر رهان ولي العهد السعودي في حرب اليمن، ولكن باعتبار هذه المصالحة مدخلاً لالتقاط فرص سياسية تعجز السعودية عن مواكبتها، ولا تملك فرصة الاعتراض والاشتباك مع مبادرة قطرية تجاهها. وتختم المصادر بأن قطر التي تستعيد نشاط عام 2008 نحو اتفاق الدوحة في مناخ مرونة حركة نحو واشنطن وطهران وباريس، تملك فيها مفاتيح يعززها اقتدارها المالي وسرعة مبادرتها وترتيب أوراقها وملفاتها بحرفية دبلوماسية.

لبنانياً، كان مشهد اليوم الأول من الخروج التدريجيّ من الإغلاق التام موضع الامتحان أمس، والنتيجة جاءت فشلاً ذريعاً تمثل بحجم الناس الذي غادروا الإقفال، وخرجوا بسيارتهم، وتخطّوا قواعد التباعد الاجتماعي في الأماكن التجارية، وغابت الكمامة عن وجوه أغلبهم، ما أعاد قرع جرس الإنذار لمخاطر خسارة كل العائدات الإيجابيّة لفترة الإقفال وقد بدأت تظهر نتائجه الإيجابية بتراجع عدد الإصابات منذ أسبوع الى النصف تقريباً مقارنة باليوم الأول للإقفال، وبدء تراجع عدد الوفيات تدريجياً منذ يومين، بعدما بلغت حافة المئة حالة، باعتبار الوفيات تعبر عن رقم الإصابات قبل شهر، فيما كان متوقعاً أن تسجل الوفيات انخفاضاً إلى مستويات أدنى خلال الأسبوعين المقبلين. وحذرت مصادر صحية من خطورة التفلت من الضوابط والإقفال داعية الجهات الأمنية الى المزيد من التشدد.

على الصعيد السياسي الداخلي، توقف الوسط السياسي والإعلامي أمام دعوة البطريرك بشارة الراعي لتدويل الوضع اللبناني، وتابعوا مواقف الفاتيكان لرصد ما إذا كان كلام الراعي يحظى بتأييد فاتيكاني أو يمثل تعبيراً عن مشروع جدّي مطروح في الأوساط الدولية، فجاء موقف البابا فرانسيس بالدعوة لاستعادة لبنان كنموذج تعددي لعافيته من دون أية إشارة للتدويل دلالة كافية على حدود كلام الراعي، وعلق رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي وائل الحسنية على دعوات التدويل برسم معادلة قاعدتها، لا للوصاية نعم للدستور.

أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية أنّ الطروحات التي تضع لبنان على طبق من وقت ضائع دولياً وإقليمياً لا تصبّ في مصلحة لبنان واللبنانيين، خصوصاً في ظلّ مخاض التوازنات والمعادلات الجديدة على الصعد كافة.

وقال الحسنيّة في تصريح: إنّ تحصين لبنان ووحدة كيانه، مسؤولية وطنية بامتياز، والمطلوب مبادرات تصبّ في هذا الاتجاه، بإرادة اللبنانيين أنفسهم، وليس بإرادات خارجية ومظلات دولية. لأنّ للبنان تجربة مرّة وأليمة مع ما يُسمّى المجتمع الدولي، الذي أحجم عن تنفيذ القرار 425 بإنهاء الاحتلال. ولولا مقاومة الوطنيين وتضحياتهم لما اندحر الاحتلال الصهيوني.

أضاف: صحيح أنّ لبنان مأزوم بواقعه الطائفي والمذهبي، وبتناقضاته السياسية، لكن هذا لا يبرّر لأحد، كائناً من كان، أن يصادر إرادة اللبنانيين ويستدعي الوصاية الدولية. لافتاً إلى أنّ هذه الطروحات لا تحلّ أزمة، بل تفاقمها، ولا تبني وفاقاً داخلياً بل توسّع الشرخ، والكلّ يعلم أنّ ما حصل ويحصل منذ العام 2004 إلى اليوم، هدفه كشف لبنان وتدويل قضيته، بما يسهّل استهداف عناصر قوته.

وتابع الحسنية: إنّ أقصر الطرق لخروج لبنان من نفق الأزمات، هو بتطبيق الدستور، لا سيما إلغاء الطائفية وتنفيذ كلّ المندرجات الإصلاحيّة، وتثبيت هويته وتأكيد انتمائه إلى محيطه القومي والعربي. هذه هي ركائز الدستور الثابتة والدامغة، وهي لا تمتّ بصلة إلى «نظام الحياد»، ولا الى بدعة «الضمانات الدائمة للوجود اللبناني».

واعتبر الحسنية انّ التأخير الحاصل في الاتفاق والتوافق على تشكيل حكومة جديدة في لبنان، يُملي على المسؤولين والمرجعيات رفع الصوت عالياً لحثّ المعنيين على الإسراع في تأليف الحكومة لتتحمّل مسؤولياتها في مواجهة الأزمات على اختلافها، لكن أن يتجاوز الصوت نطاقه اللبنانيّ ويتحوّل الى استدعاء للوصاية فهذا غير مقبول على الإطلاق، ونرفضه بحزم كما اللبنانيين عموماً.

وختم مؤكداً على ضرورة قيام الدولة المدنيّة الديمقراطية العادلة والقوية، فلأنها تشكل ضمانة حقيقية لوحدة لبنان ولتعزيز المواطنة على مبدأ المساواة، من دون الحاجة الى الوسيط الطائفي والمذهبي، الذي حوّل المواطنين الى رعايا طوائف ومذاهب، بينما المطلوب هو تعزيز الانتماء الوطني وترسيخه وتغليبه على كلّ ما عداه.

وفيما يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجولة خليجية، عُلِم أن ماكرون سيوفد ممثّله باتريك دوريل الى لبنان نهاية الأسبوع الحالي، وسيلتقي عدداً من المسؤولين وهو يتابع الملف اللبناني بشكلٍ يومي. ولفتت المعلومات إلى أن «الإمارات شريكة أساسيّة في المساعي الفرنسيّة التي تعزّزت بعد التفويض الأميركي، وماكرون سيزور الرياض وأبو ظبي بعد أسابيع حيث سيحضر الملف اللبناني في مباحثاته».

 

الأخبار: موفد ماكرون في بيروت نهاية الأسبوع… والتوافق الفرنسي السعودي مفقود: الفرنسيون سلّتهم فاضية!

كتبت صحيفة الأخبار تقول: يصِل الموفَد الفرنسي باتريك دوريل إلى بيروت نهاية الأسبوع. ثمة من يعوّل على هذه الزيارة باعتبار أن نتائجها ستكون حتماً إيجابية. حتّى الآن كل المعلومات تتقاطع حول أن الفرنسيين لا يحمِلون حلولاً جدية، فالعثرات الخارجية لا تقّل عن تعقيدات الداخل

لم يكُن ينقُص صورة الغموض الكبير الذي يكتنِف المساعي الدولية “لأجل لبنان” سوى تضاعُف المؤشرات الداخلية السلبية لدحض التعويل على حراك فرنسي، زُعِم أنه سيؤدي الى ولادة حكومية قريبة جداً، وذلك من خلال مؤشرات عديدة:

الأول، أن رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري، الذي كانَت القوى السياسية تنتظِر أخباراً عن جولته خارِج البلاد، بدأ يتبيّن لها أنه خالي الوفاض. بعدَ مصر والإمارات، لن يتوجّه الحريري إلى باريس كما كانَ متوقعاً. وبحسب أكثر من مصدر، سيتوجّه الرئيس المكلف من أبو ظبي الى تركيا في غضون يومين، وزيارته هذه تتعلّق بملفات “مالية – شخصية” تتّصل بأعماله هناك. وهذا الأمر يعني أن ليس في جعبة الفرنسيين ما هو جديد لنقاشِه مع الحريري.

الثاني، هو الاتصالات التي أجراها الفرنسيون في الأيام الماضية مع القوى السياسية، تحديداً المعنية بملف تأليف الحكومة. من بعبدا الى عين التينة مروراً بحارة حريك. في حديثهم، لم يقدّم الفرنسيون أي فكرة، ولم يَظهر في كلامهم أن في جعبتهم ما يستطيعون من خلاله الضغط على اللبنانيين لتقديم التنازلات. بل على العكس، حاولوا استطلاع الأجواء بشأن إذا ما كانَ هناك ما يُمِكن القيام به!

والثالث، استمرار التعارك الداخلي، الذي تُوّجَ أخيراً بالهجوم المتبادل بينَ رئيسيّ الجمهورية ومجلس النواب عبرَ الإعلام. وإن كانَت خلفية هذا التعارك، ظاهرياً، هو ما صرّح به النائب أنور الخليل حول “الفصل السابع”، لكن يبقى الأصل في حزازات النفوس بين الرئيسين.

آخر المعلومات، بحسب ما أكدته مصادر لـ”الأخبار”، أن مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأدنى، باتريك دوريل، سيحطّ في بيروت نهاية هذا الأسبوع. ثمة مَن يتعامَل في لبنان مع توقيت العودة الفرنسية، على أنها وثيقة الصلة بمناخ إقليمي مستجدّ أسّست له نتائج الانتخابات الأميركية الأخيرة، وأن هذا المناخ يتجّه بالمشهد اللبناني نحو مرحلة هدنة عبر تأليف حكومة ظرفية بـ”التراضي”. غيرَ أن مسار الأمور في الخارج ليسَ أقلّ تعقيداً من الداخل، وتُعيقه أكثر من عثرة.

– بعدَ أن رأت باريس في تغيير الإدارة الأميركية فرصة للتعويض عن إخفاقها في الملف اللبناني، توجّهت الى واشنطن لتعويم مبادرتها من جديد. الواقع أن الأميركيين ليسوا إيجابيين في ما يتعلّق بالملف اللبناني، بعكس ما يحاول البعض التسويق. الأميركيون أولوياتهم في مكان آخر، ولبنان على آخر جدول أعمالهم، لذا فإن وضع الملف بأيدي الفرنسيين ليسَ تفويضاً مطلقاً، لكن ترك الأمر لهم للبحث عن حلول “إما أن يرفضها الأميركيون أو يقبلون بها في ما بعد”.

– لم تنجَح باريس حتى الآن في استنساخ توافق فرنسي – سعودي، على غرار التوافق الفرنسي – الإماراتي. الإماراتيون كانوا أكثر انفتاحاً في ما يتعلّق بالأزمة اللبنانية، بينما الرياض لا تزال عند موقفها الرافض لأي تسوية مع إيران وحزب الله، وبالتالي لن يكون بمقدور الإمارات القيام بأي دور فعّال مستقلّ عن السعودية، كما لن يكون لدى الرئيس المكلف القدرة على تجاهل الفيتو السعودي لأي تسوية، حتى ولو كانَ الفرنسيون عرّابيها.

– لا رأي واحداً داخل الإدارة الفرنسية بشأن الأزمة اللبنانية؛ ففيما يميل مدير وكالة الاستخبارات الخارجية برنارد إيمييه الى الحريري، بطبيعة الحال نظراً إلى كونه صديقاً قديماً لجماعة “ثورة الأرز”، يفضّل رجال الإليزيه تدوير الزوايا “على الطريقة اللبنانية”.

وأخيراً والأهم، طغيان السقوف الداخلية على ما عداها. فلا أحد من الأطراف المتصارعين يجِد نفسه مضطراً الى التراجع. الحريري – في جولته خارج البلاد – سمِع كلاماً من قبيل أن الرعاية الإقليمية التي يبحث عنها هي مشروطة بعدم تنازله وبعدم العودة عن اللاءات التي سبقَ أن وضعها، بينما خلاصة كل حديث مع رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل مفادها “ما دامَ الحريري هو الرئيس المكلف، وما دام كل فريق يشترط حصته وأسماء الوزراء، فيحق لرئيس الجمهورية أن يطالب بحصة وازنة، وان يسمّي وزراءه”.

 

النهار: عودة خليجيّة… والبابا قلق على هويّة لبنان

كتبت صحيفة النهار تقول: ثمانية أيام فقط فصلت بين رحيل رمزين سياسيين كبيرين ميشال المر في نهاية كانون الثاني الفائت، وجان عبيد امس، كانت كفيلة بأن ترخي على لبنان مزيدا من أجواء ثقيلة حزينة وقلقة لافتقاد قماشات تجسد الركائز الأصيلة للسياسات الحكيمة المتوازنة والحلول المرتجاة خصوصا في عز انزلاق لبنان نحو انهيارات تفتقد من هم مثل جان عبيد العابر لكل الفوارق والانقسامات والتمزقات والعامل طوال عمره السياسي على التوحيد والتوافق والحوار. وإذ يرتفع برحيل النائب جان عبيد عدد المقاعد النيابية الشاغرة في مجلس النواب الى عشرة بفعل الاستقالة او الوفاة، يبدو صعبا للغاية التكهن بالفرص الممكنة لاجراء انتخابات نيابية فرعية لملء المقاعد الشاغرة سواء بسبب استشراء جائحة كورونا او بسبب “الشغور” الحكومي وتعذر التكهن بأي موعد افتراضي لنهاية ازمة تعطيل تاليف الحكومة الجديدة. ولذا تركزت الاهتمامات في الساعات الأخيرة على محاولة استكشاف مجموعة مؤشرات أوحت إيجابا لبعض الأوساط السياسية المعنية لجهة ما قالت هذه الأوساط انه قد يَصْب في خانة تحريك جدي لتشكيل الحكومة. فعلى رغم ان غموضا اكتنف الإعلان المفاجئ عن زيارة سيقوم بها اليوم وزير الخارجية القطري لبيروت وسط ترجيح ان تنحصر بموضوع مد لبنان بمساعدات حيوية في هذا الظرف الخطير، فان الأوساط السياسية المشار اليها لم تستبعد ما ذكر عن عودة خليجية الى بيروت توسم بها إيجابا معظم القوى السياسية مع عودة السفير السعودي في بيروت قبل يومين ومن ثم مع زيارة الوزير القطري اليوم. وكانت السفارة القطرية في بيروت أعلنت ان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني سيزور لبنان اليوم حيث سيعقد مؤتمراً صحافياً في القصر الجمهوري في بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون نحو الساعة 11.50 قبل الظهر. وعلم ان وفدا يرافق الوزير القطري ويضم السفراء محمد الجابر وسعد الخرجي ومشعل المزروعي والسيد عبدالله السليطي. المؤشر الثاني حيال الواقع الحكومي تمثل في الزيارة التي قام بها وفد من “التيار الوطني الحر” للصرح البطريركي في بكركي امس غداة المواقف البارزة اتي اعلنها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الاحد الماضي في شأن الملف الحكومي كما في موضوع دعوته الى عقد مؤتمر دولي تحت مظلة الأمم المتحدة لمقاربة الوضع في لبنان. وعلمت “النهار” في هذا السياق ان موقف البطريرك الراعي اثار قلقا لدى العهد وتياره السياسي لجهة انه شكل أقوى ادانة ضمنية للدولة والسلطة والحكومة في ظل العهد وترك ترددات قوية خارجية وداخلية من شأنها اثبات الفشل المحكم للعهد في إدارة الازمة الى حدود جعلت البطريرك يطرح بجدية بالغة موضوع السعي الى عقد مؤتمر دولي. وعقد لقاء الراعي ووفد “التيار الوطني الحر” في ظل هذا الموقف والإحراج الذي تسبب به للعهد وتياره السياسي. ولوحظ على الأثر ان كلام الوفد بلسان الوزير السابق منصور بطيش بدا كأنه يتحدث باسم رئيس الجمهورية اذ ركز على رغبة الرئيس في تشكيل الحكومة بأسرع وقت، لكنه كرر دعوة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى المبادرة للقاء عون. كما ان مؤشرا ثالثا برز في سياق تحريك المسار الحكومي وتمثل في المعلومات التي تحدثت عن وصول الموفد الرئاسي الفرنسي مستشار الرئيس ايمانويل ماكرون باتريك دوريل الى بيروت في نهاية الأسبوع الحالي للقاء عدد من المسؤولين وستتركز محادثاته على استكشاف المنافذ الممكنة لتشكيل الحكومة الجديدة.

البابا ولبنان

في أي حال اكتسب موقف البطريرك الراعي دلالة بارزة جديدة من خلال تطرق البابا فرنسيس امس في خطابه امام السلك الديبلوماسي في الفاتيكان الى الوضع في لبنان بما ينسجم تماما مع صرخات البطريرك ومواقفه اذ ورد في خطاب البابا الآتي :”…وأتمنّى كذلك تجديد الالتزام السياسي الوطني والدولي من أجل تعزيز استقرار لبنان، الذي يمرّ بأزمة داخلية والمُعرَّض لفقدان هويّته ولمزيد من التورّط في التوتّرات الإقليمية. من الضروري للغاية أن يحافظ البلد على هويّته الفريدة، وذلك أيضًا من أجل ضمان شرق أوسط متعدّد ومتسامح ومتنوّع، حيث يستطيع الوجود المسيحي أن يقدّم مساهمته وألّا يقتصر على أقلّية يجب حمايتها. إن المسيحيّين يشكّلون النسيج الرابط التاريخي والاجتماعي للبنان، ومن خلال الأعمال التربويّة والصحّية والخيريّة العديدة، يجب أن تُضمَنَ لهم إمكانيّة الاستمرار في العمل من أجل خير البلد الذي كانوا من مؤسّسيه. فقد يتسبّب إضعافُ الوجود المسيحي بفقدان التوازن الداخليّ والواقع اللبناني نفسه. ومن هذا المنظور، يجب أيضًا معالجة وجود اللاجئين السوريّين والفلسطينيّين. فالبلد إضافة لذلك، دون عمليّة عاجلة لإنعاش الاقتصاد وإعادة الإعمار، مُعرّض لخطر الإفلاس، مع ما قد ينتج عنه من انحرافات أصوليّة خطيرة. لذلك فمن الضروريّ أن يتعهّد جميع القادة السياسيّين والدينيّين، واضعين جانبًا مصالحهم الخاصّة، بالسعي لتحقيق العدالة وتنفيذ إصلاحات حقيقية لصالح المواطنين، فيتصرّفوا بشفافية ويتحمّلوا مسؤولية أفعالهم”.

الى ذلك بدأ امس تنفيذ المرحلة الأولى من الإجراءات المخففة للتعبئة الصحية والاقفال العام والتي شملت فتح عدد محدود من القطاعات الحيوية وسط أجواء معقولة لجهة الاستجابة للتدابير باستثناء احتجاجات للتجار في عدد من المناطق للاستمرار في قرار منعهم عن فتح متاجرهم . اما اعداد الإصابات بكورونا فسجلت انخفاضا طفيفا اذ بلغت 2063 إصابة فيما ظلت نسبة الوفيات مرتفعة وبلغت 61 حالة وفاة.

 

الجمهورية: البابا للحفاظ على لبنان.. الإنقسام يهدّد المبادرة.. ومخاوف دولية

كتبت صحيفة الجمهورية تقول: في موازاة المحاولات الفرنسية لفتح نوافذ في الجدار الحكومي المقفل توصل الى تشكيل حكومة المبادرة الفرنسية، يبدو أنّ ثمة إرادة داخلية لتفشيل هذا المسعى وسدّ كل مسارب الفرج، وإبقاء البلد في قبضة التعطيل، مع ما يترتب على ذلك من تفاقم خطير للأزمات التي تضرب كل مفاصله.

في هذه الأجواء، تمنّى البابا فرنسيس “أن يشهد لبنان التزامًا سياسيًا وطنيًا ودوليًا، يساهم في تعزيز الاستقرار، في بلد يواجه خطر فقدان هويته الوطنية والإنغماس داخل التجاذبات والتوترات الإقليمية”.

وبحسب ما نقل موقع “فاتيكان نيوز”، فإنّ البابا شدّد في كلمة له أمام السلك الديبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي على “ضرورة أن تحافظ بلاد الأرز على هويتها الفريدة، من أجل ضمان شرق أوسط تعدّدي متسامح ومتنوع، يقدّم فيه الحضور المسيحي إسهامه ولا يقتصر على كونه أقلية وحسب”.

وأكّد البابا فرنسيس، “أنّ إضعاف المكوّن المسيحي في لبنان يهدّد بالقضاء على التوازن الداخلي”، لافتاً أيضاً إلى أهمية معالجة المشاكل المرتبطة بحضور النازحين السوريين والفلسطينيين، كما حذّر من مغبة انهيار البلاد اقتصادياً. ودعا الزعماء السياسيين والدينيين إلى “وضع مصالحهم الخاصة جانباً والالتزام في تحقيق العدالة وتطبيق الإصلاحات، والعمل بطريقة شفافة وتحمّل نتائج أفعالهم”.

توترات مفتعلة

وإذا كان الفرنسيون قد اخذوا على عاتقهم محاولة افادة لبنان من الفرصة الإنقاذية التي أتاحوها للبنانيين عبر المبادرة الفرنسية، واعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأنّ فرنسا ستبقى الى جانب لبنان ولن تتخلّى عن شعبه، فإنّهم يُقابَلون من الداخل اللبناني بما قد يقطع عليهم حماستهم في التصدّي للملف اللبناني، عبر افتعال توترات سياسية في كل الاتجاهات، وقطع ما تبقّى من شعرات واصلة في العلاقات المهتزّة اصلاً، بين القوى السياسية، وهو الامر الذي يجعل من امكانية توفير مساحات مشتركة حول الملف الحكومي، تُبنى عليها حكومة توافقية ولمهمة إنقاذية، ضرباً من المستحيل.

المشهد الداخلي، وبما يعتريه من توترات، يشي بأنّ تأليف الحكومة خارج سياق الاولويات لدى بعض المعنيين بهذا الملف. ولعلّ ما يخشى منه المواكبون لهذا الملف وتعقيداته، وما استجد، ويستجد حوله من تسخين يبدو متعمّداً، لكل الجبهات السياسية، وإخضاعها للغة السجال العنيف وصبّ الزيت على نار الخلافات القائمة على كل العناوين والتفاصيل وكذلك المعايير، ان تصطدم المساعي الفرنسية بفشل جديد، يعيد الامور في البلد الى ما دون نقطة الصفر التي يقف عليها حالياً، ما ينذر بسيناريوهات كارثية لن يملك احد القدرة على احتواء تداعياتها.

 

الديار: باريس أكثر واقعية وتخشى خسارة الورقة اللبنانية: لا لتدويل الأزمة الفاتيكان قلق على مستقبل المسيحيين ولا تغيير في المواقف السعودية فوضى بعد العودة الجزئية واللقاحات السبت.. لغز هاتف سليم مستمر

كتبت صحيفة الديار تقول: بانتظار وصول 30 الف لقاح مساء السبت المقبل، تترنح البلاد “كورونيا” وسط مخاوف جدية من خسارة مفعول الاقفال العام بعدما بدأت مظاهر الفوضى تتسلل مع بدء تطبيق العودة التدريجية الى فتح القطاعات الاقتصادية. حكوميا لا جديد يمكن التعويل عليه بانتظار تبلور الموقف الفرنسي “المتارجح” بين الواقعية التي تحتم التواضع في شروط التأليف، والقلق من دخول اقليمي ودولي يعقد الموقف المعقد اصلا، وهو ما دفع باريس الى رفض الدعوات الاخيرة لبكركي لتدويل الازمة خوفا من خسارة “الورقة” اللبنانية التي لا تزال بعيدة عن اهتمامات المملكة العربية السعودية على الرغم من الحراك “النشط” لسفيرها الوليد البخاري الذي عاد الى بيروت قبل ساعات، تزامنا مع زيارة لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى لبنان اليوم. في هذا الوقت لا يزال “لغز” اخفاء عائلة المغدور لقمان سليم لهاتفه الخلوي مثار تساؤلات، اعاد المحقق العدلي في جريمة تفجير المرفأ اطلاق عجلة التحقيقات بتحديد مواعيد لاستجواب عدد من المسؤولين بصفة شهود وفي مقدمهم قائد الجيش السابق جان قهوجي.

ماذا ينتظر الحريري؟

حكوميا، ينتظر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري نجاح الضغوط الفرنسية على رئيس الجمهورية ميشال عون لدفعه نحو القبول بشروطه الحكومية، ولا يزال على موقفه بعدم تقديم تنازلات، ولن يشكل حكومة “كيف ماكان” كما تشير اوساطه التي ترى ان الرئاسة الاولى تعيش اليوم تحت ضغوط كبيرة، داخليا وخارجيا. وفيما ينتظر الحريري موعدا من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبل خطابه المرتقب في 14 الجاري في ذكرى استشهاد والده، تلقى جرعة دعم جديدة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهذه المرة عبر بيان لحركة امل فيه الكثير من المواقف الاتهامية للرئاسة الاولى بعرقلة تأليف الحكومة. والخلاصة، بحسب مصادر مطلعة، انه لا شيء جدي وملموس يمكن الحديث عنه لتحريك حالة الاستعصاء الحكومي، وتوعد الحريري بخطاب مصارحة في ذكرى اغتيال والده لن يساهم في حلحلة العقد، بل سيزيد الامور تعقيدا. وربما لم يلتفت كثيرون الى كلمة “السر” التي مررها نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عندما اكد ان الحزب لن يضغط وغير مقتنع اصلا بالضغط على حليفه في قصر بعبدا، وهذا يعني صراحة ان لا حل الا بتسوية تقوم على تدوير الزوايا، لان الحزب ليس في نيته “كسر” الرئيس عون ولن يقدم التسهيلات في هذا الاطار. ووفقا لمصادر معنية بالاتصالات، فإن حصار بعبدا لن ينجح في دفع الرئيس الى تقديم تنازلات بات يعتبرها مصيرية لمستقبل حزبه السياسي، وكذلك مستقبل النائب جبران باسيل، ومجرد الرهان على اضعاف موقفه هو مضيعة للوقت، والمطلوب من الحريري مقاربة جديدة قبل فوات الاوان.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى