بقلم غالب قنديل

استهداف الإعلام الوطني السوري شهادة له

غالب قنديل

منذ بدء العدوان على سورية ساهم الإعلام الوطني السوري، بصورة فعالة وحاسمة، في بلورة حالة من الوعي الشعبي ونشر إرادة المقاومة لإفشال العدوان وتعزيز مستلزمات الصمود. وقد واصل هذا الإعلام بجميع مؤسساته صموده البطولي، وقدّم الشهداء بالعشرات، وظل مستهدفا من قوى العدوان، وآخر الحلقات إنزال القنوات السورية الوطنية عن القمر الأوروبي.

 

أولا: إن منظومة الإعلام الوطني السوري تلعب، منذ بداية العدوان على سورية، دورا حاسما في ترسيخ ثقافة الصمود وإرادة الدفاع عن الوطن، وفي فضح طبيعة هذا العدوان، وكونه تعبيرا عن خطة استعمارية لتدمير سورية ولاستعباد شعبها. ورغم كل التشويش والتضليل تمكّنت مؤسسات الإعلام الوطني السوري من أن تصمد في أشدّ الظروف صعوبة منذ بداية العدوان، وهي تواصل الى اليوم دورها الحاسم في منظومة الصمود الشعبي، وتخوض معارك لا يُستهان بأثرها على جبهات التصدّي للإعلام العدواني، الذي يستهدف وعي السوريين وهويتهم وانتماءهم الوطني.

تشهد بهذه الحقيقة العقوبات الغربية ضد الإعلام الوطني السوري بجميع منابره ومؤسساته، ولا مجال للمقارنة بين ما يملك هذا الإعلام الوطني من إمكانات متواضعة وتحت الحصار، وما تسخّره الدول الاستعمارية الغربية جميعا، ومعها حكومات العدوان في المنطقة، من إمكانات مالية وقدرات تقنية وإمبراطوريات تلفزيونية وإذاعية ومنظومات إلكترونية، تقودها غرف عمليات دولية – عربية في العدوان على سورية.

ثانيا: يواصل الإعلام الوطني السوري صموده في أشد الظروف صعوبة، وهو يستند الى إبداع العاملين فيه. ويمثل جيش الإعلاميين والتقنيين السوريين فرقة متقدّمة في الدفاع عن الوطن ضد العدوان الاستعماري -الصهيوني، الذي تتعرض له سورية. وينبغي الاعتراف لجميع الزميلات والزملاء بعظمة ما أنجزوه بصمودهم وإبداعهم.

تمكن الإعلام السوري المقاوم من خوض ملحمة حقيقية لمصلحة شعبه ودفاعا عن وطنه ضد هجوم استعماري شرس، شاركت فيه على الصعيد الإعلامي إمبراطوريات دولية وعربية هائلة الإمكانات والقدرات، لكنها هُزمت أمام الإعلام الوطني السوري، الذي استند الى صلابة انتماء العاملين فيه من تقنيين وإعلاميات وإعلاميين تحدّوا الموت، الذي حملته قنابل العدوان وقذائفه الى مقراتهم مرات عديدة. وقد استشهد الكثير من هؤلاء في ملحمة الدفاع عن سورية، وشكّلت أرواحهم قوة دفع عظيمة لصلابة الإعلام الوطني السوري، الذي عجز حلف العدوان بقيادته الأميركية عن تركيعه أو اختراقه. فالمنظومة الإعلامية الوطنية تواصل عملها بكل ثبات وقوة، ووسط أهوال القصف والتفجير التي تعرّضت لها مرارا، وهي وإن تنعّمت اليوم بشيء من سلامة مقراتها وأماكن عملها، فبفضل شهداء الجيش العربي السوري، الذين تصدّوا للعدوان، وخالطت دماؤهم دماء الشهداء المقاومين، الذين دافعوا عن سورية.  

ثالثا: منظومة الإعلام الوطني السوري تسطّر ملحمة تاريخية في مواجهة العدوان الاستعماري – الصهيوني – الرجعي. وصمود جيش الإعلاميات والإعلاميين في سورية ضمن المنظومة الوطنية، التي تتصدى للعدوان، وتحبط حملات التضليل، وترسّخ الوعي الوطني والقومي وإرادة المقاومة والتحرّر، شكّل منذ بدء العدوان رافدا عظيما من روافد ملحمة الصمود الوطني والقومي، التي تسطّرها سورية العربية.

هذه الملحمة تستدعي من جميع الإعلاميين العرب كلَّ التضامن والمؤازرة للأسرة الإعلامية السورية المقاومة، ليس فحسب، بالانحياز الى رسالة الصمود والمقاومة السورية وبفضح التضليل الاستعماري الرجعي، الذي يستهدف النيل منها ومن إرادتها التحرّرية، بل أيضا إن واجب الإعلام العربي المقاوم في التصدي لهذا العدوان، هو تجسيد الشراكة في ملحمة الصمود السوري بالإمكانات المتاحة. فسورية شعبا ودولة وإعلاما لا تدافع عن نفسها فحسب، بل عن كلّ الأمة العربية وقوى التحرّر والمقاومة في المنطقة، وسائر شعوب وبلدان هذا الشرق. وانكسار العدوان الاستعماري أمام الجمهورية العربية السورية سيكون بداية لتاريخ جديد في منطقتنا وفي العالم. ولذلك يصبح الانخراط والمساهمة في ملحمة الدفاع عن سورية واجبا وطنيا في كلٍّ من بلدان الشرق من غير أي استثناء. فانتصار سورية سيكون محطة فاصلة وتاريخية في مسار تقدم بلداننا وتحرّرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى