الصحافة العربية

من الصحافة العربية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف العربية

الخليج: اعتـداء علـى نائـب فـي أروقـة البـرلمـان يصـدم الشـارع التونسـي

 

كتبت الخليج: شهد البرلمان التونسي، أمس الاثنين، تبادلاً للعنف بين نواب «ائتلاف الكرامة» ذي الخلفية المتطرفة ونواب التيار الديمقراطي المعارض، وذلك في لجنة شؤون المرأة والأسرة والطفولة، بينما انتشر في ساعات قليلة هاشتاغ «حل البرلمان» على مواقع التواصل الاجتماعي للتنديد بالحادثة. وطالب خمس كتل برلمانية طلباً عاجلاً لرئاسة البرلمان برفع الحصانة عن هذا «الائتلاف» لمقاضاته.

وصدم البرلمان التونسيين مع اندلاع أعمال عنف داخل أروقة البرلمان؛ حيث تعمد نواب ائتلاف الكرامة ضرب نواب من المعارضة بعد نقاشات حادة ما تسبب بأضرار بدنية للنائب بكتلة التيار الديمقراطي، أنور بن الشاهد، الذي أصيب بجروح سالت منها الدماء على مستوى الجبين.

ووصف ابن الشاهد في تصريحات لوسائل إعلام محلية بقوله: «إن ما تعرض له من اعتداء من قبل نواب ائتلاف الكرامة بأنه مؤشر على دخول الإرهاب إلى مجلس نواب الشعب».

وفجر الحادث حالة من الفوضى في البرلمان وغضباً في الشارع التونسي إزاء أداء الطبقة السياسية في وقت تتحضر فيه البلاد لإحياء الذكرى العاشرة لاندلاع شرارة الثورة في ظل وضع اقتصادي صعب ومعقد.

وبمجرد انتشار صور وفيديوهات عن الفوضى داخل البرلمان تداول متصفحون هاشتاغ «حل البرلمان» على نطاق واسع. ودعا السياسي التوهامي العبدولي رئيس الجمهورية إلى حل البرلمان، فيما يستعد تونسيون بالفعل لتنفيذ وقفات احتجاجية والتحرك في الشوارع في ذكرى اندلاع الثورة يوم 17 من الشهر الجاري.

والتوتر قائم في البرلمان بسبب الخطاب المتشدد لائتلاف الكرامة والذي اعتبر مهينا للمرأة في تونس ومخالفاً لقوانين الدولة المدنية ونظامها الجمهوري. وهذا ليس الخطاب الأول للائتلاف القريب من حركة «النهضة» الإسلامية، وهو يضم رموزاً مقربة للجماعات السلفية المتشدد كما يقوده النائب المحامي سيف الدين مخلوف المحامي المتخصص في الدفاع عن المورطين بقضايا الإرهاب.

وقالت النائبة سامية عبو في مؤتمر صحفي في البرلمان: لقد وقع اغتصاب أعمال مكتب المجلس وما يحدث هو اعتداء على مؤسسات المجلس وهذا أمر مرفوض، مضيفة: نحن النائبات لم يعد لدينا فضاء لنعمل فيه.

وقال النائب مصطفى بن أحمد إن ما حصل ليس بريئاً ويندرج في إطار إنهاك الدولة وإضعافها وتفكيكها وفق قوله. وشدد على أنه لم يعد هناك مجال للسكوت، مطالباً بإجراءات حقيقية في حجم هذه الواقعة الخطِرة.

وطالب ممثلو خمس كتل برلمانية رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي برفع الحصانة البرلمانية عن كتلة «ائتلاف الكرامة» وتقديم قضية عدلية ضدها على خلفية حادثة الاعتداء بالعنف المادي واللفظي على نواب من الكتلة الديمقراطية.

وأمضى كل من أحزاب «التيار الديمقراطي» و«حركة الشعب» و«قلب تونس» وكتلة «الإصلاح» وكتلة «تحيا تونس» والنواب المستقلين بياناً مشتركاً أمهلوا فيه رئيس البرلمان راشد الغنوشي إلى نهاية المصادقة على الميزانية لرفع الحصانة عن نواب «ائتلاف الكرامة» وتقديم قضية ضدهم في ممارسة العنف مهددين بتنفيذ كل التحركات اللازمة في صورة عدم تلبية مطالبهم وفق بيان تلاه النائب زهير مغزاوي في مؤتمر صحفي. وتتهم أطراف تونسية «ائتلاف الكرامة» بممارسة العنف السياسي، وعمدت نقابة الصحفيين وعدد من الهياكل الإعلامية في البلاد إلى مقاطعته بسبب مواقفه التي توصف بأنها متطرفة وتحرض على مؤسسات الدولة التونسية. كما عرف الائتلاف بمواقفه المتشددة تجاه الاتحاد العام التونسي للشغل ما دفع قيادات في الاتحاد بمطالبة الرئيس قيس سعيد بإقصاء الائتلاف في أي حوار وطني.

 

القدس العربي: سباق التطبيع يتواصل: مكتب لـ«أبو ظبي للاستثمار» في تل أبيب وتنسيق بين «العال» وشركة بحرينية

كتبت القدس العربي: يشهد مسار التطبيع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل تسارعا غير مسبوق، إذ أعلنت شركة طيران «العال» الإسرائيلية عن تعاون جديد مع شركة «طيران الخليج» البحرينية، موضحة أنه وفقا لهذا التعاون، فإن الشركتين ستقومان برحلات جوية مشتركة بينهما.

وأكدت أنه سيكون متاحا شراء تذكرة طيران واحدة في الشركتين، مع محطة توقف في إسرائيل، أو البحرين.

وسيسمح هذا الاتفاق للمسافرين الإسرائيليين بالسفر من مطار «بن غوريون» في طائرة «العال» واستخدام التذكرة نفسها إلى إحدى وجهات الشركة البحرينية، في حين يمكن للمسافرين القادمين من البحرين إلى إسرائيل أن ينطلقوا من تل أبيب إلى دول أوروبا وأمريكا الشمالية.

وفي السياق أيضا، قال المدير العام لمكتب أبو ظبي للاستثمار، طارق بن هندي، أمس، إنه سيفتح مكتبا في تل أبيب في غضون أسابيع، وسيكون أول مكتب له خارج الإمارات.

وسئل عن المكتب الجديد فأجاب «هذا أمر مثير لنا للغاية لأننا سنفتح ذلك المكتب خلال الأسابيع القليلة المقبلة».

وفي الموازاة، وقعت قناة « أي 24 نيوز» الإسرائيلية، وشركة خدمات الإعلام العامة في الإمارات «أبو ظبي للإعلام» مذكرة تفاهم لتحديد أطر التعاون الثنائي بين الجانبين في مجال الأخبار والقضايا الراهنة والتقارير وإنتاج المحتوى.

وقالت «أي 24 نيوز» في موقعها إن «مذكرة التفاهم المذكورة تأتي بما ينسجم مع الأهداف المشتركة مع أبو ظبي للإعلام، في تطوير عملية إنتاج المحتوى المتميز الذي يواكب تطلعات الجمهور واهتماماته، مع التركيز على المحتوى الرقمي».

وحسب القناة الإسرائيلية، قال القائم بأعمال مدير عام أبو ظبي للإعلام عبد الرحيم البطيح النعيمي إن «أبو ظبي للإعلام حريصة على العمل مع مختلف الجهات الإعلامية التي تسعى لتقديم المحتوى المتنوع بأعلى مستويات الكفاءة المهنية».

إلى ذلك قال رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية أحمد بن سليم، أمس الاثنين، إنه يمكن ربط أوروبا والشرق الأوسط عبر إسرائيل.

وأضاف سليم خلال مؤتمر مستقبل الاقتصاد الرقمي «الإمارات – إسرائيل» على هامش معرض «جيتكس» المقام في دبي، أن «إسرائيل حلقة وصل منطقية واستراتيجية، إذ تسمح الموانئ الإسرائيلية بربط عمليات موانئ دبي بأوروبا مع الشرق الأوسط».

وتدير موانئ دبي أكبر ميناء في دبي للشحن العابر في الشرق الأوسط، كما تضم عملياتها في أوروبا موانئ في بريطانيا وهولندا.

وتوقع سليم أن يبلغ الحجم المبدئي للتجارة الثنائية بين الإمارات وإسرائيل 5 مليارات دولار.

وطالت عمليات التطبيع الفن والغناء، فقد كشف النقاب عن استعداد عدد من المغنيات الإسرائيليات الشرقيات للسفر إلى الإمارات في الشهر المقبل، لإحياء سلسلة حفلات وسهرات تستمر خمس ليال، كما أكد منتج ومسؤول هذه الحفلات الإسرائيلي تومر مالكا.

وقال لموقع « واينت « العبري أمس إنه تم حجز صالة أفراح في دبي تتسع لثلاثة آلاف شخص، لكن السلطات الإماراتية وافقت على مشاركة 500 شخص، منوها لمشاركة المغنيتين الشهيرتين ساريت حداد وايتي ليفي في إحياء هذه الحفلات.

وتساءل موقع «واينت» هل ستصبح الإمارات هدفا للحفلات والسهرات بالنسبة للإسرائيليين؟ وأشار الى أن27 يناير/ كانون الثاني المقبل سيشهد حدثا مهما في الإمارات عنوانه «حفلة في دبي» يستمر خمسة أيام، ويشمل سلسلة حفلات ساهرة في محيط برك السياحة في فنادق دبي.

وأوضح تومر مالكا أن الحفلات في الإمارات ستتم وفق قيود وزارة الصحة الإماراتية بحيث يلتف خمسة إلى ستة أشخاص حول كل طاولة التي تبتعد عن طاولة أخرى مسافة مترين، وكل ذلك في الهواء الطلق وسط فصل بين مجموعات المحتفلين.

إلى ذلك، أعلن رسميّا مساء أمس عن إتمام صفقة بيع 50٪ من أسهم نادي «بيتار القدس» الإسرائيلي لكرة القدم، العنصري، للشيخ حمد بن خليفة آل نهيان.

وكان قد توجّه وفد من نادي «بيتار القدس» إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي لتوقيع اتفاق بيع نصف أسهم النادي.

ووفقا لتقارير اسرائيلية فإنّ النادي الإسرائيلي سيعقد لاحقا مؤتمرا صحافيا ربما اليوم، يعلن خلاله رسميا عن هذه «الخطوة التاريخية» .

ويعبر جمهور هذا الفريق المتميز بتوجهاته الفاشية والعنصرية عن رفضه لعملية البيع، وسجله حافل بالتصريحات والاعتداءات العنصرية. وبات شتم العرب والمسلمين والإساءة للنبي الكريم عادة متأصلة لدى جمهور هذا الفريق الإسرائيلي الذي يرفض تعاقد النادي مع لاعبين مسلمين من العالم.

وأعرب سعيد حسنين محرر الشؤون الرياضية في إذاعة «الناس» التي تبث من مدينة الناصرة داخل أراضي 48 عن اشمئزازه من هذه الصفقة.

وقال لـ «القدس العربي» إنه يستغرب قيام عرب ومسلمين ومسؤولين في شراء أسهم فريق إسرائيلي يشتم العرب والمسلمين والنبي محمد ليل نهار. وتابع «لا أفهم ما هو المردود وما المنطق من مثل هذه الصفقة المشبوهة التي استثمر فيها بن خليفة 300 مليون شيكل(نحو 80 مليون دولار)».

أما اللاعب الكروي النجم ابن مدينة يافا رفعت ترك فقال «توقعنا أن يستثمر الشيخ الإماراتي بفريق عربي فلسطيني في الداخل كما فعلت قطر مع فريق أبناء سخنين، الذي بنت له استادا رياضيا سمي باستاد الدوحة، ولكن يبدو أن الأعداء صاروا أقرباء والعكس صحيح» .

 

الاهرام: ترامب يعتزم التوقيع على أمر يعطي أولوية التطعيم ضد كورونا للأمريكيين

كتبت الاهرام: يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، التوقيع على أمر تنفيذي يعطي الأولوية في توزيع اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد لمن يعيشون داخل الولايات المتحدة قبل تصدير الجرعات لدول أخرى.

ووصفت إدارة ترامب ذلك الأمر بأنه جزء من التزام الرئيس بسياسة “أمريكا أولا” التي تعد ركيزة لنهج البيت الأبيض الحالي تجاه قضايا مثل الشئون الخارجية والتجارة والهجرة.

وقال مسئول بارز بالإدارة الأمريكية للصحفيين، إنه من المقرر أن يجري التوقيع على الأمر في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء.

وكجزء من ذلك الأمر التنفيذي، سيكلف ترامب أيضا وزارة الخارجية بالعمل مع الدول الأخرى لشراء جرعات من اللقاحات من الولايات المتحدة، بطريقة لا تتعارض مع عملية التوزيع المحلية. كما أن هناك خطة تبرعات للدول الفقيرة.

وأكد المسئولون، أنه سيتم إعطاء الجرعات مجانا للأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة.

وقال مسئول الإدارة الأمريكية: “لن يدفع أي أمريكي فلسا واحدا من جيبه”.

 

الشرق الاوسط: السيسي وماكرون يعززان التعاون ويتوافقان حول قضايا المنطقة.. باريس: لا شروط على التعاون الدفاعي والاقتصادي مع مصر

كتبت الشرق الاوسط: باستثناء ملف الرسوم الكاريكاتورية وموقف الرئيس الفرنسي المتشدد إزاء حرية التعبير والرسم، والتأكيد على علمانية الدولة الفرنسية وتمسكها بالقوانين الوضعية وفصل الدين عن الدولة، كان من الصعب العثور على نقاط اختلاف أو تمايز بين الرئيس إيمانويل ماكرون وضيفه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يقوم بزيارة دولة من ثلاثة أيام تختتم اليوم (الثلاثاء). فالرئيس المصري حرص، في نهاية المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب جلسة محادثات صباحية، على توضيح موقفه من هذه المسألة الخلافية والتأكيد على أمرين: الأول، أن مصر «تلتزم موقفاً واضحاً في الوقوف بوجه أي عمل إرهابي على أي أرضية ارتكز»، وأن موقف بلاده عبرت عنه الخارجية المصرية ومؤسسة الأزهر التي تدعو إلى إسلام «معتدل». والآخر، أنه «لا يتعين، باسم القيم الإنسانية، انتهاك القيم الدينية التي تسمو فوق كل القيم الأخرى»، وبالتالي لا يجوز «جرح مشاعر الملايين» من المسلمين، وبالتالي يتعين «التأمل» بهذا الموضوع.

وحرص ماكرون مجدداً على توضيح موقفه، موجهاً شكره بداية للرئيس السيسي لقيامه بزيارة فرنسا التي ثارت موجة عدائية ضدها في عدد ممن البلدان المسلمة، معطوفة على حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية التي غذتها دعوات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وحجة ماكرون الرئيسية، أنه ضامن لحرية الصحافة، وأن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة التي تصور النبي محمد ليس له دور فيها، مشيراً إلى أن دوره فقط هو حماية حق الصحافي أو الرسام فيما يعمل؛ لأن فرنسا علمانية، حيث لا دور للدين في السياسة، وأنها تنهج «نظاماً ديمقراطياً وليست (دولة) ثيوقراطية».

بالتوازي، ورغم الانتقادات والضغوط التي تعرض لها ماكرون بسبب ما اعتبره الإعلام الفرنسي «خجلاً» في إثارة ملف حقوق الإنسان في مصر، واستمرار في توريد السلاح والمعدات الأمنية إلى القاهرة، فإن الأخير بقي متمسكاً بموقف يمكن وصفه بـ«المتوازن»، مكتفياً بما يمكن تسميته بـ«خدمة الحد الأدنى». وقال ماكرون، إنه «تناول (ملف حقوق الإنسان)، كما يتم ذلك بين أصدقاء تربطهم علاقات ثقة وصراحة»، مضيفاً أنه مستمر في «الدفاع الدائم عن انفتاح ديمقراطي واجتماعي وقبول (وجود) مجتمع مدني ديناميكي ونشط».

وبعد أن عبّر عن ارتياحه للإفراج عن ثلاثة ناشطين من «المبادرة المصرية لحقوق الإنسان» مؤخراً، أشار ماكرون إلى أنه تحدث مع ضيفه المصري عن «حالات فردية»، بينها حالة الناشط رامي شعث، وهو مواطن مزدوج الجنسية (مصري – فلسطيني) متزوج من امرأة فرنسية. ودأبت باريس على تفضيل الاتصالات البعيدة عن الأضواء على التصريحات الرنانة التي تعتبر أنها «تأتي بنتائج معكوسة». والأهم من ذلك، أن ماكرون رفض الربط بين ملف حقوق الإنسان من جهة والتعاون الدفاعي والاقتصادي مع مصر، من جهة أخرى، معتبراً أنه «من الأكثر فاعلية الركون إلى سياسة الحوار المتطلب على سياسة المقاطعة التي من شأنها الحد من قدرات شركائنا» في إشارة إلى مصر «على محاربة الإرهاب والعمل على (ترسيخ) الاستقرار الإقليمي». وجاء رد السيسي، في ملف حقوق الإنسان، بأنه أنحى باللائمة على من يقدم مصر على أنها دولة «ديكتاتورية»، مشيراً إلى وجود أكثر من 65 ألف جمعية مرخص لها بالعمل، ودولة تضم 100 مليون مواطن وتزيد مليونين ونصف المليون كل عام. وقال الرئيس المصري «نحن لسنا (مستبدين)، ولا يليق أن تقدمونا على أننا نظام (مستبد)»، مضيفاً أنه «مضطر إلى حماية دولة من تنظيم متطرف (الإخوان المسلمين) موجود في 90 دولة، وله قواعد في العالم كله»، رابطاً بين مشاكل فرنسا في موضوع التطرف والإرهاب بالتنظيم المشار إليه، دون أن يسميه. وقال الرئيس المصري، إنه «لا شيء يمكن أن نخجل منه؛ إذ نحن أمة تحاول البناء في ظروف بالغة الصعوبة».

بعيداً عن هذين الملفين المعقدين، كان التفاهم بين ماكرون والسيسي كاملاً، فيما يخص العلاقات الثنائية والمواضيع الإقليمية. فالرئيس الفرنسي تحدث عن «علاقات الصداقة الاستثنائية» و«الشراكة الاستراتيجية» مع مصر التي يراها اليوم «الأكثر إلحاحاً على ضوء تحديات الشرق الأوسط وشرق المتوسط»، داعياً إلى تعزيزها للوقوف بوجه من يحاول زعزعة الاستقرار وإشعال المنطقة، في إشارة واضحة للدور التركي. وترى باريس أن مصر تشكل «قطب استقرار في المنطقة»، وهو ما أشار إليه ماكرون أيضاً. وبرز التقارب الكبير بين الطرفين في 3 ملفات رئيسية: ليبيا، ومياه شرق المتوسط، والحرب على الإرهاب. ففي الملف الليبي، أكد الطرفان تمسكهما بالحل السياسي، وأشار ماكرون إلى الحاجة إلى تعزيز «التطورات الإيجابية» التي طرأت على الملف الليبي، مشيراً إلى ثلاثة منها، وهي وقف النار، واستمرار الحوار السياسي وتواصل تدفق النفط الليبي. إلا أنه حذر من أن الحوار السياسي «مهدد من قوى إقليمية» في إشارة واضحة إلى تركيا، التي ترى باريس أن «لا مصلحة لها» في نجاح الحوار. وشدد ماكرون الذي وصف دور مصر في ليبيا بـ«الأساسي» على أن باريس والقاهرة تعملان معاً على تعزيز الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة. وتذكر مصادر فرنسية بأن أنقرة أبدت انزعاجها عندما أعلن رئيس حكومة الوفاق عن رغبته في الاستقالة، كما أنها تتخوف من أن يفضي تغيير الحكومة إلى التخلي عن الاتفاقات العسكرية والاقتصادية التي أبرمت بين السراج وإردوغان في خريف العام الماضي، والتي فتحت أبواب ليبيا أمام تركيا. من جانبه، شدد السيسي على أن الحل السياسي الشامل في ليبيا هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة البلاد، وذلك عبر تفكيك الميليشيات وخروج القوات الأجنبية وتنفيذ ما اتفقت عليه اللجنة العسكرية «5+5»، وهو ما كان ماكرون قد طالب به في إشارته إلى ضرورة انسحاب المرتزقة الروس والذين جاءت بهم تركيا إلى ليبيا.

كما في الملف الليبي، برز التوافق بين ماكرون والسيسي بشأن مياه شرق المتوسط، وما تقوم به تركيا. وليس سراً أن باريس، على المستوى الأوروبي، كانت الأولى التي قرعت الصوت ونبهّت لخطورة ما تقوم به أنقرة لجهة الاعتداء على السيادة المائية لعضوين في الاتحاد الأوروبي، هما اليونان وقبرص. وأكثر من مرة، طالبت باريس بفرض عقوبات أوروبية على تركيا؛ الأمر الذي سيحسم في القمة الأوروبية المقررة يومي 10 و11 الحالي في ظل توجه أوروبي، خصوصاً ألمانياً إلى اللحاق بالموقف الفرنسي.

وفي قضية شرق البحر المتوسط، نبّه السيسي إلى مخاطر السياسات العدوانية التي تنتهجها قوى إقليمية لا تحترم مبادئ القانون الدولي وتدعم المنظمات الإرهابية، وأكد على ضرورة استمرار مساعي التسوية استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية. وفي السياق عينه، اعتبر ماكرون أن بلاده تدخلت في شرق المتوسط من أجل منع هيمنة التحركات التركية الأحادية، في تلميح لإرسال باريس قوة بحرية وجوية إلى المنطقة الصيف الماضي، والمشاركة في تدريبات عسكرية، شدد على أن بلاده «ترفض التساهل مع الأمن وانتهاك السيادة الأوروبية»، منوهاً بالدور الذي يمكن أن تلعبه مصر في الحفاظ على أمن المتوسط. وتنطلق باريس في تعيلها على دور مصري في شرق المتوسط من موقع مصر من جهة ومن وزنها الاستراتيجي والسياسي، ومن دورها في إطار مجموعة الدول المنتجة للغاز في المنطقة وهو الدور الذي يوازي الدور الذي تلعبه في ليبيا بمواجهة الخطط التركية.

يبقى ملف ثالث يربط باريس والقاهرة، وهو مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف. فقد أعلن ماكرون، أن مصر «معرّضة لتحديات عدة، وهي حصن منيع ضد التطرف»، ومن هذا المنطلق؛ فإن باريس تعمل على «تعميق العلاقة الأمنية والعسكرية مع مصر، كما نعمل على تعزيز الشراكة على كل الصعد».

وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الوزراء الفرنسي سيدرس غداً (الأربعاء) مشروع قانون لمحاربة ما يسميه ماكرون «الانفصالية الإسلاموية»، مع التأكيد على أن فرنسا «لا تحارب الإسلام الذي له مكانة في الجمهورية الفرنسية، بل النزعة الانفصالية وتغليب قيم غير القيم الفرنسية». وذهب الرئيس المصري في الاتجاه عينه، حيث شدد على ضرورة التمييز بين الإسلام وبين العناصر المتطرفة، وأكد أنه تمت مناقشة صياغة آلية دولية مشتركة لمواجهة الكراهية والتطرف. وأشار السيسي إلى أن مصر دفعت ثمناً باهظاً جراء الإرهاب والتطرف، وأن جهود بلاده تهدف إلى تحقيق التوازن بين الأمن والحفاظ على حقوق الإنسان.

بقية الملفات الأخرى التي بحثها الرئيسان، ومنها الملف اللبناني، وفي حين يخطط ماكرون لزيارة ثالثة لبيروت قبل نهاية العام الحالي، عبّر عن خيبته لتعثر المسار السياسي في لبنان الهادف إلى تشكيل حكومة جديدة وتحقيق الإصلاحات، التي نصت عليها «خريطة الطريق» الفرنسية. وقال ماكرون أمس، إن «المطلوب أن يعود لبنان قوياً ودولة قوية لا تكون رهينة لقوى خارجية»؛ ولذا، فإن الحاصل هو توفير مساعدات إنسانية «في تلميح لمؤتمر مجموعة الدعم للبنان الذي شارك فيه الرئيس المصري» وممارسة «بعض الضغوط السياسية» على السياسيين اللبنانيين لتسهيل ولادة الحكومة. أما الرئيس السيسي، فقد أشار إلى مناقشة الملف اللبناني مطولاً مع ماكرون والاتفاق على تعزيز الحوار. وقال «أريد أن أطلق نداءً من باريس باسمي وباسم الرئيس ماكرون للقوى السياسية في لبنان (أعطوا الفرصة لمجيء حكومة، تحل مشاكل لبنان ونحن مع السلام والاستقرار في هذا البلد)». يبقى أن الطرفين عازمان، وفق تصريحاتهما أمس، على تعزيز علاقاتهما الثنائية في كافة المجالات العلمية والبحثية والصحية والاقتصادية والدفاعية، وحث الساسة الفرنسيين للذهاب إلى مصر والاستثمار في الاقتصاد المصري. وبعد أن التقى السيسي وزير الخارجية جان إيف لودريان مساء أول من أمس، اجتمع صباحاً، بعد استقبال رسمي له، بوزيرة الدفاع فلورانس بارلي، ورئيس البرلمان ريشار فران، وبعد ظهر أمس كذلك عمدة باريس آن هيدالغو، قبل أن يعود مجدداً إلى قصر الإليزيه لاستكمال المحادثات والمشاركة في عشاء رسمي على شرفه وشرف الوفد المصري. وأول نشاطات الرئيس السيسي اليوم، سيكون وضع باقة من الورد على قبر الجندي المجهول تحت قوس النصر، ووضع حجر الأساس لـ«بيت مصر» في المدينة الجامعية الدولية في باريس، واجتماع مع رئيس الوزراء جان كاستيكس، مع توقيع عقود تربوية واقتصادية عدة، وينهي أنشطته الرسمية بلقاء رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه.

 

صحيفة “الثورة”: الاحتلال الإسرائيلي يغلق عدداً من المداخل الرئيسية لقرى الجولان السوري المحتل ويمنع الأهالي من الوصول لأراضيهم الزراعية التي يريد إقامة توربينات عملاقة عليها

كتبت “الثورة”: أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدداً من المداخل الرئيسية لقرى الجولان السوري المحتل ومنعت الأهالي من الوصول إلى أراضيهم الزراعية في المناطق التي تريد سلطات الاحتلال إقامة توربينات عملاقة عليها.

وأفاد مصدر بالجولان السوري المحتل في تصريح لمراسل سانا بالقنيطرة بأن الأهالي يحتشدون على الطرقات المؤدية إلى الأراضي الزراعية التي تخطط سلطات الاحتلال إقامة المراوح الهوائية عليها في مناطق مجدل شمس وسحيتا وبقعاثا ومسعدة وسط تواجد كثيف لقوات الاحتلال وقطع الطرق الرئيسية.

وأشار المصدر إلى أن حالة من الغضب تسود لدى الأهالي الذين انتشروا في أراضيهم لمنع الاحتلال من تركيب المراوح.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى