الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

البناء: بومبيو يتصل بعون مؤكداً السعي لإنجاح التفاوض… وإبراهيم يرجئ العودة بسبب كورونا.. ربط نزاع بين التكليف والتأليف يفتح طريق الاستشارات الخميس للحريري / مساعٍ داخليّة وخارجيّة نحو حكومة تكنوسياسيّة يشارك فيها التيار الحر

 

كتبت البناء تقول: بين اتصال وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مؤكداً رعاية حكومته لمفاوضات ترسيم الحدود وحرصها على إنجاحها، وإرجاء المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم عودته إلى بيروت بسبب إصابته بكورونا، عادت الأنظار نحو باريس لتزخيم الاتصالات الهادفة لفك الاشتباك بين الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة، وطبيعة الحكومة الجديدة والمشاركة فيها وضمن أي شروط. وهو المسعى الذي كان اللواء إبراهيم سيتولاه لولا إصابته، سواء عبر مروره في باريس ولقاءاته بالمسؤولين الفرنسيين أو لدى عودته إلى بيروت ولقاءاته بالقيادات اللبنانية المختلفة، ولذلك تقول مصادر تتابع الملف الحكومي أن محركات سيتم تشغيلها لتثبيت ربط النزاع بين التكليف والتأليف سواء من عين التينة أو من باريس، لمنع تحويل تسمية الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري إلى إعلان انتصار لفريق وهزيمة لفريق آخر، أو تحويله حسماً لوجهة يتبناها الحريري لشكل الحكومة الجديدة وتوازناتها وشكل تأليفها وتوصيفها، فالتسمية التي باتت شبه محسومة أن ينالها الحريري بغالبية نسبية، هي تسمية للزعيم الأقوى في طائفته التي ينتمي اليها رئيس الحكومة، وليست تسمية لصاحب وصفة حكومة الاختصاصيين الذين يختارهم الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة بمعزل عن رأي الكتل النيابية، والسعي بالتوازي لمنع تحول مشهد التكليف نسخة عن مشهد التأليف لجهة المشاركين في الحكومة، فنظرية حصر المشاركة بالحكومة بمن يقومون بتسمية الرئيس المكلف يحول المسؤولية الحكومية الى جوائز يتقاسمها المشاركون بالتسمية، فلا الذين يمتنعون عن التسمية يجب أن يمتنعوا عن المشاركة ولا الفائز بالتسمية يجب أن يمنع هذه المشاركة.

وفقاً لهذه الوجهة يتقدم السعي لأن تكون الحكومة الجديدة حكومة تكنوسياسيّة، تفتح أبوابها لجميع الكتل النيابية الراغبة بالمشاركة، سواء من خلال تسمية وزير دولة سياسي للكتل الكبرى أو من خلال تقديم لوائح اسمية بالاختصاصيين الذين تثق بهم وبمؤهلاتهم، كل من الكتل بما يوسع هوامش الاختيار أمام الرئيس المكلف، ووفقاً للمصادر فإن رئيس الجمهورية سيفاتح الرئيس المكلف بعد نهاية الاستشارات بالتشارك مع رئيس المجلس النيابي بتأييدهما لحكومة تكنوسياسية، ويدعوانه للتفكير بعمق بهذا الخيار الذي قالت المصادر إن باريس لم تكن بعيدة عنه منذ أعلنه الرئيس السابق نجيب ميقاتي بالتنسيق مع المسؤولين الفرنسيين.

المصادر المتابعة قالت إن التيار الوطني الحر أكد انفتاحه على المشاركة بحكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري، وقالت إن رئيس الجمهورية سيبلغ الحريري أنه سيمارس مسؤوليته الدستورية في تفحص درجة التمثيل العادل للطوائف في الحكومة، خصوصاً لتطبيق معيار موحّد على كيفية اختيار من يمثلها ومدى تعبير هذه الجهة عن معيار التمثيل العادل. وقالت المصادر إن الحريري الذي يريد النجاح في تشكيل الحكومة بعدما سلم بمراعاة خصوصيتين طائفيتين في حكومته الجديدة هما الخصوصيّة الشيعية والخصوصيّة الدرزية، وفي ظل تمثيله لخصوصية ثالثة هي الخصوصية السنية، لا يستطيع تجاهل الخصوصية المسيحية، وتطبيق معايير مختلفة عليها.

استشارات الخميس في موعدها

لم يشهد الملف الحكوميّ أي تطوّرٍ من الأسبوع الماضي حتى مساء أمس، فالمواقف على حالها ولم تنجح الوساطات على خط بيت الوسط – ميرنا الشالوحي في تجسير الهوة بينهما، فالرئيس سعد الحريري مصرٌ على الإبقاء على مسافة سياسية مع التيار الوطني الحر فيما النائب جبران باسيل حسم موقفه بعدم تسمية رئيس المستقبل في استشارات الخميس المقبل التي أكّدت مصادر بعبدا لـ«البناء» بأنها قائمة في موعدها حتى الساعة ما لم تطرأ أية مبادرة للحل تتطلب المزيد من الوقت لتحقيق تفاهم سياسي أوسع على التكليف لتسهيل التأليف.

وأضافت مصادر بعبدا: أنّ الرئيس عون أعطى فرصة أسبوع لتحقيق تفاهم سياسي أوسع على تكليف الحريري وتذليل بعض المكوّنات السياسية، أما وقد بقيت الأطراف على مواقفها، فلم يعد ينفع التأجيل. وشدّدت المصادر أن رئيس الجمهورية يؤيد تأليف الحكومة تكنوسياسية من 20 وزيراً، لا حكومة اختصاصيين لكون الحريري هو شخصية سياسية لا اختصاصي، مشيرة إلى أنّ رئيس الجمهورية سيستخدم كامل صلاحياته الدستورية في مرحلة التأليف ولن يوقّع على مرسوم حكومة لا تراعي التوازنات السياسية والنيابية والطائفية.

وبحسب المعلومات، فإنّ الحريري سيُكلّف الخميس المقبل بمجموع أصوات يتراوح بين 65 و70 صوتاً يتضمن مسيحيي كتل «المردة» و«القومي»، و«الطاشناق» والمستقلين؛ فيما أشارت مصادر القوات اللبنانيّة أنّها ستشارك في الاستشارات، لكنّها لن تسمي الحريري ما يعني سقوط الميثاقيّة بمجرد مشاركة الكتلتين الكبيرتين في الطائفة المسيحية بالاستشارات، علماً أن مصادر دستورية أشارت إلى أن ليست هناك ميثاقية بالتكليف بل بالتأليف.

 

الأخبار : الحريري مُكلَّفاً… مع وقف التنفيذ

كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : المؤشرات لا توحي، حتى الساعة، بنية رئيس الجمهورية ميشال عون ‏تأجيل المشاورات النيابية المُلزمة لتسمية رئيس حكومة جديدة. سعد ‏الحريري هو “الحلّ” أمام القوى، بعد أن فشلت محاولات الوزير السابق ‏جبران باسيل في تسويق خيارات بديلة. التكليف لا يعني التأليف، فبعد يوم ‏الخميس تبدأ “جُلجلة” الحريري الفعلية

المشاورات بين القوى السياسية تخطّت مستوى “التكليف”، لتنتقل مُباشرةً إلى “التأليف”. فغالبية الجهات السياسية ‏المؤثّرة، باتت تتعامل مع سعد الحريري كما لو أنّه “الرئيس المُكلّف بتأليف الحكومة”. الورقة الحمراء الأبرز ‏المشهورة بحقّه، تأتي من جانب التيار الوطني الحرّ أولاً، والقوات اللبنانية ثانياً. وُجد حلّ لهما بشعار “الميثاقية تؤمَّن ‏في التأليف وليس في التكليف”، وبوجود نواب مُمثلين للطائفة المسيحية خارج الحزبين الأكبر. أما حزب الله، الذي ‏وإن لم يتضح بعد إن كان سيُسمّي الحريري أو يُحدّد خياراً آخر، فلن يكون بحدّ ذاته “عقبة” أمام عودة الحريري إلى ‏السراي الحكومي. وكما تقول مصادر بعبدا، “الاستشارات النيابية المُلزمة يوم الخميس لتسمية رئيس الحكومة باقية ‏في موعدها، إلا إذا طرأ أمر في الساعات الأخيرة واستدعى تأجيلاً”. تركيب هذه القِطع بعضها فوق بعض، يقود إلى ‏تسمية سعد الحريري، قبل 48 ساعة من الموعد الدستوري… تسمية مع وقف التنفيذ. فالأزمة المالية والنقدية، وملفّ ‏ترسيم الحدود الجنوبية، والمفاوضات مع “المجتمع الدولي” ومؤسساته والدول “الراعية” للحصول على “دولارات ‏طازجة”، التي استوجبت وجود رئيس حكومة، لن تنسحب على عملية التأليف. هذا ما يؤكّده سياسيون مُتابعون ‏لاتصالات الساعات الأخيرة.

استمرت الاتصالات يوم أمس بين قيادتَي حزب الله والتيار الوطني الحرّ، من دون أن ينتج عنها أي ليونة في ‏موقف الوزير السابق جبران باسيل من تسمية الحريري. تُشبّه المصادر الوضع بما كان عليه قبل قرابة سنة، ‏حين سحبت القوات اللبنانية بِساط “الميثاقية المسيحية” من تحت الحريري رافضةً تسميته، ليتراجع بدوره عن ‏الترشّح، ويستعد فريق رئاسة الجمهورية – التيار الوطني الحرّ للعب دور المعارضة وعدم حضور جلسات ‏مجلس الوزراء، وصولاً إلى حدّ عدم التوقيع على المراسيم. الفارق بين الزمنين، “تبدّل الأوضاع على كلّ ‏المستويات، وجود ضغط فرنسي ودولي كبيرَين لإحداث تغيير في الساحة الداخلية. لبنان أمام مخاطر كبيرة، لذلك ‏من المُستبعد أن تُخلق معارضة كهذه من جانب العهد خلال هذه المرحلة”. وتُضيف المصادر أنّ “الردّ سيكون ‏عبر التشدّد في التأليف، وموقف التيار الوطني الحرّ في عدم التمثّل وزارياً، على أن تُحصر الحصّة المسيحية ‏الوازنة برئيس الجمهورية، فيكون له فريق عمله الحاضر داخل السلطة التنفيذية”. موقف “التيار” لا يلقى انتقاداً ‏في صفوف حزب الله، بقدر ما يبدو “تفهّماً” لحليف سياسي حُمّل كلّ وِزر أسباب انتفاضة 17 تشرين الأول، ‏‏”التي تعتبر أنّ أهم إنجازاتها هو إسقاط حكومة الحريري، وها هي اليوم تتفرّج عليه يعود إلى السلطة، ويُربط ‏انخفاض سعر صرف الدولار بوجوده في السلطة وتأخذ الأسواق نفساً، في حين يُظهّر جبران باسيل كما لو أنّه ‏هو الخاسر الوحيد من هذه العملية”. انطلاقاً من هنا، “يبدو طبيعياً التشدّد في عملية التأليف”، لا بل مُمكن أن ‏يُشكّل التشدد ضرورة لفريق “8 آذار”، الرافض نهائياً لتسليم إدارة البلد كلياً إلى الحريري وخياراته الاقتصادية ‏والسياسية”، وقد يؤدّي هذا التشدّد إلى أن “يبقى الحريري رئيساً مُكلفاً فترة طويلة“.

محاولات تأليف حكومة في لبنان ليست معزولة عن “مناخات إيجابية” بدأت تُلتقط إشاراتها في المنطقة ككلّ، من ‏دون أن تُحسم نتائجها. تتحدّث المصادر عن موقف مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد ‏شينكر، من الحكومة وتمثّل حزب الله فيها، وزيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى واشنطن، ‏وأخيراً اتصال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالرئيس ميشال عون. كما لو أنّ الولايات المتحدة تُريد أن ‏تقول إنّ مفتاح الحلّ في يدها وليس مع فرنسا“.

وفي هذا السياق، أعلن قصر بعبدا تلقّي عون اتصالاً من بومبيو “عرض في خلاله للعلاقات اللبنانية – الأميركية ‏والتطورات الأخيرة، ومنها مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وشكره الرئيس عون على الدور الذي ‏تلعبه الولايات المتحدة كوسيط مُسهّل للتفاوض، مؤكداً أنّ لبنان مُصمّم على الحفاظ على حقوقه وسيادته في البر ‏والبحر”. في المقابل، أبلغ بومبيو عون “إرسال مساعدات لإعادة إعمار الأحياء التي تضرّرت في بيروت نتيجة ‏انفجار المرفأ”. وتُضيف مصادر بعبدا أنّ إعادة الإعمار “ستشمل بعض أحياء بيروت، وستصل بعثة إلى لبنان ‏لتُشرف على العمل، الذي سيُنفّذ عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية – USaid“.

عون يُصدر القوانين

على صعيد آخر، وقّع رئيس الجمهورية القوانين التي أقرّها مجلس النواب نهاية الشهر الفائت، وأبرزها قانون ‏‏”الدولار الطلابي”، وقانون “الإثراء غير المشروع”، وقانون “تعزيز حقوق الدفاع”، وقانون حماية المناطق ‏المتضررة بنتيجة انفجار مرفأ بيروت.

 

الديار : عون يتشدد ويحتفظ “بفيتو” التاليف في “جيبه”: “لن ‏اطلق النار على راسي” ‏”شياطين” التفاصيل بين الحريري “والثنائي”.. وضغط ‏‏”بالدولار” على بعبدا ‏”رسائل” اميركية داخلية وخارجية والاولوية الاسراع في ‏ملف ترسيم الحدود

كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : لا تزال “ورقة” التكليف والتأليف في “جيبة” رئيس الجمهورية ميشال عون الذي ‏يتعامل مع حكومة “المهمة” المقبلة بحساسية، وحسم، مفرطين باعتبار انها ستكون ‏حكومة الثلث الاخير من عهده،وهذا يعني حكما انه لن يسمح لاحد “بتقييده” او ‏‏”طرد” فريقه السياسي من حكومة “الانجازات” المرتقبة، والا سيكون كمن يطلق ‏‏”النار” على “رأسه” لا “رجله”، وهو ابلغ زواره انه لن يطلق “النار على رأسه”، ‏مذكرا ان “من يقرأ التاريخ يدرك ان احدا لم يستطع اخذ توقيعه “عنوة”،وهذا لن ‏يحصل الان..‏

ولذلك وبغض النظر عمن سيكون رئيسا لهذه الحكومة سيكون الرئيس شريكا مؤثرا ‏فيها من “الالف” الى “الياء”، فكيف اذا كان من يريد العودة الى السراي الحكومي هو ‏سعد الحريري الذي يرتدي “قناع” المنقذ زورا، ويريد اظهار ان “العطل” كان من ‏فريق رئيس الجمهورية “القوي”، واي حديث عن تساهل في التكليف، اذا ما حصل، ‏لن يقابله اي تنازلات في عملية التأليف التي يملك الرئيس “الفيتو” عليها من خلال ‏توقيعه، وما ان يكلف الرئيس سعد الحريري سيكون حكما امام معادلة الاخذ بالاسماء ‏المسيحية للتوزير من بعبدا،والا، لا حكومة في المدى المنظور، ومن يظن غير ذلك ‏‏”واهم” مهما بلغت الضغوط الخارجية والداخلية التي بدات من خلال ماكينة منظمة ‏توهم اللبنانيين ان الدولار سينهار بمجرد عودة الحريري الى السلطة، فيما دخل ‏الاميركيون على “الخط” مجددا من “بوابة” القصر الجمهوري حيث تلقى الرئيس ‏عون اتصالا من وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في “رسالة” اميركية ‏باتجاهين، الاول فرنسا لابلاغها بان واشنطن لا تزال حاضرة بقوة في الملف اللبناني، ‏ومع بدء عملية الترسيم ثمة “خارطة طريق” جديدة ستفعّل بعد الانتخابات الرئاسية، ‏‏”والرسالة ” الاميركية الثانية الى بعبدا ومفادها، ان لكل خطوة ثمنها، وموقف الرئاسة ‏الاولى في تشكيل الوفد المفاوض تركت اثرها “المحدود”في واشنطن، لكن الانفتاح ‏على التيار الوطني الحر يحتاج الى مزيد من التنازلات في العلاقة مع حزب الله.‏

‏ “شروط” التأليف؟ ‏

وفي هذا السياق، لا تزال “المراوحة” تتسيد المشهد الحكومي،الصمت في “بيت ‏الوسط” يقابله لامبالاة في “ميرنا الشالوحي”، وهدوء في بعبدا، فلا اتصالات ولا ‏وساطات وكل فريق متمسك بموقفه،واذا لم يؤجل الرئيس عون الاستشارات مرة ‏جديدة،وهو امر غير محسوم بعد،فسيكون الرئيس المكلف سعد الحريري امام عملية ‏تاليف صعبة،فاما يتنازل ويقبل بشروط الرئاسة “والتيار” بتسمية الوزراء المسيحيين، ‏ويتوافق مع “الثنائي الشيعي” على “خارطة الطريق” الاقتصادية والسياسية للحكومة ‏العتيدة، وفي مقدمتها عدم التوقيع على بياض على شروط صندوق النقد الدولي، والا ‏سيكون تكليفه طويلا، وغير مضمون النتائج، خصوصا ان رحلة التأليف تتزامن مع ‏الانتخابات الاميركية التي لها حساباتها الاقليمية والمحلية والتي لا تتوقع مصادر ‏دبلوماسية في بيروت “ولادتها” قبل هذا الاستحقاق!‏

‏ “الاوراق المستورة” ‏

وفي هذا الاطار، لا تزال بعبدا تحافظ على “اوراقها” مستورة، ما يزيد المشهد ‏غموضا، والرئيس عون يشدد امام زواره انه ليس في موقف ضعيف كما يظن البعض، ‏وهو لن يفرط بما تبقى له من عمر العهد، وليس من الرجال الذين يطلقون” النار على ‏رأسهم”، ولن يسمح بهزيمة فريقه السياسي مهما بلغت الضغوط، وتؤكد مصادر ‏الرئاسة الاولى انه حتى الان لا تزال الاستشارات في موعدها لكن لا شيء يمنع ‏التاجيل اذا كان لدى الرئيس الاسباب “الوطنية” الموجبة لذلك، فهو لديه صلاحيات، ‏وسيستخدمها كاملة لتصويب الاعوجاج “الميثاقي” في البلاد، وهو ما ردت عليه ‏القوات اللبنانية بالتأكيد ان مجرد مشاركة نوابها في الاستشارات يعني ان الميثاقية ‏المسيحية مؤمنة سواء جرى تسمية الحريري او غيره، متهمة الرئيس “والتيار” ‏بالمزايدة باسم المسيحيين، لكن ما يرجح حصول التكليف، نصائح قدمتها جهات حليفة ‏للرئاسة الاولى، بان ينقل المواجهة الى ميدان التأليف، وهذا يخرج الرئيس من دائرة ‏اتهامه بالعرقلة امام الفرنسيين، وكذلك فان التذرع بغياب الميثاقية المسيحية في التكليف ‏ستصطدم بتسمية ثلث النواب المسيحيين للحريري اما التذرع بالميثاقية المناطقية، فهي ‏بدعة لا علاقة لها لا بالدستور او بالاعراف، ولهذا لا يمكن التذرع بها مجددا.

الوزراء المسيحيون؟ ‏

وبحسب مصادر “التيار”، فان وجود شخصية سياسية على رأس الحكومة يعطي ‏الحق للقوى السياسية كلّها باختيار من يمثّلها في الحكومة في ظل حكومة ‏‏”تكنوسياسية”، اما الاصرار على حكومة اختصاصيين برئاسة الحريري، فذلك يعني ‏ان رئيس الجمهورية لن يقبل ان يتم تجاوزه في عملية تسمية الوزراء المسيحيين في ‏الحكومة، والا ستستخدم بعبدا “الفيتو” بعدم التوقيع على اي تركيبة يضعها الحريري ‏لا ترضي عون وباسيل.‏

ماذا وراء “صمت” حزب الله؟ ‏

اما “الثنائي الشيعي” الذي يقر بالحريري كمرشح “طبيعي” عن السنة لرئاسة ‏الحكومة، فاقراره يقف عند هذا الحد، واذا كانت كتلة التنمية والتحرير قد حسمت ‏موقفها لتسميته، فان حزب الله لا يزال متريثا، ولم يحسم موقفه بعد، ولا يزال يلتزم ‏‏”الصمت”، لانه لا يسلف اي موقف دون ضمانات، لكن الخطوة التالية ما بعد التكليف ‏محسومة، وعنوانها، الشراكة الكاملة في الحكومة، وما لم يعط لمصطفى اديب لن يمنح ‏للحريري، وهو يعرف ذلك جيدا، واي عودة لمعادلة اخراج حزب الله من دائرة القرار ‏المؤثر داخل الحكومة يعني حكما انهيار التأليف، لان “حارة حريك” لن تقبل بمنحه ‏‏”فيزا” العودة الى “حضن” السعودية من “بوابة” اقصائها من الحياة السياسية، ‏والانقلاب على نتائج الانتخابات الاميركية، وبالتالي فان “الثنائي”لن يكون معرقلاً ‏للتأليف،فالاتفاق بشأن الحصة الشيعية منجز، والحريري لن يمانع أن يسمي الطرفان ‏وزراء الطائفة من غير الحزبيين. لكن الاتفاق أو التوافق على التأليف لا ينسحب على ‏برنامج الحكومة، وهذا يعني ان “الشيطان” لا يزال في التفاصيل..‏

لا “خارطة” عند الحريري! ‏

من جهتها، تشير اوساط معنية بملف التأليف، ان الحريري لم يقدم حتى الان “خارطة ‏طريق” واضحة لما يريده بعد التكليف، وهو يراهن على الضغوط الدولية لثني ‏الاطراف الاخرى عن رفع سقف شروطها، لكنه يعرف انه غير قادر على فرض ‏شروطه على الاخرين، فاما يوافق على استنساخ حكومة حسان دياب، وهذه المرة ‏‏”برافعة” سنية، يستطيع من خلالها اعادة تعويم نفسه سياسيا، لكن يبقى السؤال ‏الاساسي مطروحا حول حظوظه في تسويق هذه الحكومة اقليميا ودوليا في ظل ‏‏”الفيتو” السعودي- الاميركي على حزب الله؟

النهار : لا إرجاء للإستشارات… وأجراس الإنهيارات تقرع!

كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : في بلد باتت فيه رحلة مريض الكورونا تنذر برحلات الموت، كتلك الفاجعة التي أودت ‏بمريض لم يحالفه الحظ بوجود سرير خال لانقاذه في أربعة مستشفيات بين بيروت ‏والشمال ففارق الحياة… يفقد كل كلام آخر عن الملفات السياسية وغيرها أي جدوى ‏ومضمون، فكيف متى أصبحت السياسة مرادفة للفضائحية الدائمة المكشوفة والتخلي ‏المرعب عن المسؤوليات حيال الانسان اللبناني المصلوب؟

وسط تصاعد أسوأ الظروف والمعاناة المتنوعة اقتصاديا وماليا واجتماعيا ومعيشيا، ووسط ‏انزلاق لبنان بكل ما للكلمة من معنى الى النموذج الوبائي الكارثي الذي عرفته دول عدة ‏في أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية، لا تزال “أسطورة” السياسة اللبنانية تتمثل في دوامة ‏التساؤلات المحيرة: هل تراها تجري الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة ‏الجديدة المرجأة من الخميس الماضي الى الخميس المقبل ام يطاح بها تكرارا؟ يجري هذا ‏وقصص المآسي التي باتت تتكرر في يوميات الناس من مثل المرضى الذين لا يعثرون على ‏أسرة ولا على أدوية تنتظر ترف الذين يتمهلون في بت الاستحقاق الحكومي ولا يزالون ‏يخضعونه لحسابات مرحلة ما قبل الانهيارات اللبنانية وما قبل الكوارث اللبنانية وما قبل ‏تفشي كورونا. واذا كان كل ذلك لم يكف ولن يكفي، فماذا عن اكثر النداءات اثارة للرعب ‏الحقيقي أطلقته عصر امس الهيئات الاقتصادية يكاد يشكل الصرخة الأخيرة ما قبل لفظ ‏القطاع الخاص اللبناني أنفاسه الأخيرة اسوة بشهيد الكورونا الذي لم يعثر على سرير ‏الاحتضار؟

في أي حال بدا لافتا للغاية ان تسابق التداعيات الخارجية لتأخير التكليف والتأليف وتصاعد ‏أنباء الفضائح السياسية اللبنانية التي تسد طريق الانفراج الحكومي، مجريات المماحكات ‏الداخلية بدليل تزامن الموقف الفرنسي الجديد امس مع اتصال مفاجئ لوزير الخارجية ‏الأميركي مايك بومبيو برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكذلك كلام نوعي لصندوق ‏النقد الدولي محفز على استعجال الحكومة. مجمل هذه المعطيات معطوفة على أجواء ‏الاحتدامات الاقتصادية والاجتماعية تضع الساعات الثماني والأربعين المقبلة الفاصلة عن ‏موعد الاستشارات المرجأة في عين العاصفة علما ان لا معطيات تكفي للجزم باي اتجاه ‏حاسم نهائي وهو امر مثير للمزيد من التخوف والتشويش.

اللواء : شبح “الحلف الرباعي” يحضر في الأونيسكو اليوم.. والخميس في بعبدا! بومبيو يبلغ عون تطلع بلاده لحكومة توقف الفساد.. والصندوق ينتظر التأليف وبرنامج الإصلاحات

كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : هل تفتح جلسة مجلس النواب، المخصصة اصلاً لانتخاب “المطبخ التشريعي” (أميني سر وثلاثة مفوضين) فضلاً ‏عن أعضاء اللجان النيابية، التي شغرت، بعد استقالة 8 نواب من المجلس النيابي واستكمال مناقشة وإقرار ما تبقى ‏من جدول أعمال الجلستين التشريعيتين الماضيتين، الباب اليوم، للتباحث في ما يمكن فعله بعد غد الخميس، موعد ‏الاستشارات النيابية الملزمة، لتسمية شخصية تكلف تأليف الحكومة، أو تسمية الرئيس سعد الحريري باعتباره، ‏المرشح الوحيد المعلن، على الرغم من اعتراض ورفض تكتل لبنان القوي برئاسة النائب جبران باسيل.

وعلمت “اللواء” ان فريق التيار الوطني الحر يسجل عتباً على حزب حليف، معرباً عن هواجسه، من ان تقود ‏المشاورات الجارية إلى تشكيل تحالف رباعي جديد قوامه: حركة “أمل” و”حزب الله” وتيار المستقبل، والحزب ‏التقدمي الاشتراكي، بكتلها النيابية، التي إن جمعت اصواتها فهي توفّر ما بين 68 و72 نائباً لصالح تسمية الرئيس ‏الحريري.

في بعبدا أكدت المصادر المطلعة لـ”اللواء” ان الاستشارات الملزمة لا تزال قائمة في موعدها الخميس ‏المقبل وأوضحت ان المجال مفتوح للاتصالات قبيل حلول هذا الموعد كاشفة ان لا تواصل سجل بين الاليزيه وبعبدا ‏ولا بين الرئيس عون والرئيس الحريري.

وافادت ان هذه الحكومة مطلوبة على ان تضم وزراء نظيفي الكف يهمهم الاصلاح. ودعت الى انتظار ما بعد تكليف ‏الحريري وكيف تسير مسيرة تشكيل الحكومة.

ورأت المصادر انه عندما ارجأ الرئيس عون الاستشارات اول مرة كان يعرف الدوافع لماذا واليوم اذا ثبت الموعد ‏يعرف التي تدعوه لذلك مشيرة الى ان بعبدا سائرة في خطى ثابتة نحو اجراء الاستشارات ما لم يطرأ ما ليس في ‏الحسبان وليأتي ما يأتي وفي عملية التأليف يسود الكلام. والإنفتاح بين الكتل النيابية حول حكومة المهمة.

الجمهورية : الاستشارات في دائرة الاحتمالات.. ‏واستعجال دولي للتأليف.. وتحذير من ‏التعطيل

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : إنْ قُدِّر للاستشارات النيابية الملزمة أن تفلت من قرار رئاسيّ بتأجيلها، ‏وتُجرى في موعدها المحدّد بعد غد الخميس، يمكن القول حينها انّ ‏لبنان بدأ ينحو فعلاً نحو التقاط الفرصة الانقاذية التي توفّرها المبادرة ‏الفرنسيّة.‏

وممّا لا شك فيه أنّ تكليف رئيس الحكومة الجديدة المتوقع في ‏نهايتها، يُعدّ خطوة مهمّة على هذا الطريق، إلّا أنّ العبرة الأساس ‏تبقى في الخطوة التالية المتمثّلة بالتأليف السريع لـ”حكومة ‏المبادرة”، الذي سيُخضع الأطراف المعنيّة بتأليف الحكومة الى اختبار ‏جديّتهم حيال المبادرة الفرنسية، وصدق التزاماتهم ببرنامجها ‏الاصلاحي، وبتسهيل تشكيل ما وصفها الراعي الفرنسي للمبادرة ‏بحكومة المهمّة الانقاذية للبنان.‏

‏ تعطيل متعَمّد

إستشارات الخميس محطة ينتظرها اللبنانيّون، لعلّها تضع حداً ‏للمزاجيات السياسية التي تتلاعب بهذا الاستحقاق وتُرَنِّحه تارة في ‏افتعالات تعطيلية، وتارة ثانية في شروط ومزاجيات كيدية، وتارة ثالثة ‏في اجتهادات دستورية وأنواع جديدة من “الميثاقية”. فيما عين ‏المجتمع الدولي محدقّة عليها، ومَلّ انتظار الصحوة اللبنانية، من ‏الكوابيس السياسية التي يصنعها المتحكّمون بزمام الامور، وعينه ‏ترصد اللحظة التي سيقترب فيها المعنيون بالاستحقاق الحكومي من ‏فرصة الانقاذ التي أتاحتها المبادرة الفرنسيّة.‏

وفي هذا السياق، كشفت مصادر”الجمهورية” بأنّ حركة ديبلوماسية ‏غربية ناشطة على أكثر من خط سياسي منذ تأجيل الإستشارات للدفع ‏في اتجاه إجرائها في موعدها الخميس المقبل، وثمّة أسئلة كثيرة ‏طُرِحت حول الأسباب التي دفعت رئيس الجمهوريّة الى تأجيلها؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى