بقلم غالب قنديل

حكمة السيد وكوة الأمل

غالب قنديل

إنه صوت العقلانية والحكمة والمسؤولية في زوابع الفوضى والعبث برهان متجدد على استدراج التدخلات الأجنبية ورفع سقوف العملاء وعارضي الخدمات بما يفوق طاقة القوى الاستعمارية المهتاجة على التلبية والتدخل.

 

كلمة القائد نصرالله تلاقي جميع أوجاع المفجوعين وأنات المتألمين وتطلعات المؤمنين بالوطن المتلهفين إلى خلاص طال انتظاره مع اشتداد قسوة المعاناة وارتفاع الشكوى الملحة من هلهلة النظام القائم وترهل آلة السلطة والمؤسسات التي تنخرها المحسوبية والمنافع وتشلها عن أي فعل إيجابي يلاقي مصالح البلاد والعباد.

ليس الترياق في باريس او واشنطن او أي مكان آخر في العالم والمنطقة بل هو قبل كل شيء وبكل تأكيد منتج لبناني يجب أن يهتدي إليه اللبنانيون ويبادروا لانتزاعه وسكبه في مسام البلد التي تنخرها المشاكل وتنهكها الأزمات التي زادت من وطأتها فجيعة الانفجار المدمر.

كانت لدى السيد كلمات كثيرة مهمة يريد التوجه بها إلى شعبه عن المقاومة ومعادلات الردع في الصراع ضد العدو الصهيوني بعدما جرى في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وعن أبواب الحلول المتوجب قرعها وفتحها بكل قوة متاحة دون تردد لحل الأزمة الاقتصادية الخانقة وجاءت الكارثة التي ضربت عاصمتنا الأبية ورمز نهوض المقاومة في وجه العدوان منذ عشرات السنين فتبدلت الأولويات.

التحدي الداهم هو استنهاض الهمم  والحزم في التصدي للكارثة والتقاط الفرص الممكنة لإسعاف العاصمة الجريحة بتضافر الجهود وحكمة السيد حاضرة كالعادة لترتيب الأولويات وتعيين المهام وتعبئة كل الطاقات نحو الهدف المنشود انطلاقا من تثبيت مصداقية المحاسبة على التسبب بالفاجعة المكلفة بعدما حصدت أرواحا عزيزة غالية ودمرت ثروات ومواردا لا يمكن أن تعوض من دون عزيمة وجهد وتصميم وحسن تخطيط وقيادة.

كانت كلمة السيد مكرسة لرسم الاتجاه المنشود في التعامل مع التحقيق اولا ولتحويل الفاجعة إلى بداية جديدة بالمحاسبة على الخلل في إدارة الشأن العام والكلفة غالية لا تعوض في بعدها الإنساني وليس سهلا تعويض اكلافها الاقتصادية على البلد المرهق المعذب وهي لذلك تستدعي بلورة إرادة وطنية وشعبية في مستوى التحدي وسد أبواب التدخلات التي يسعى بعض الجهات المحلية لاستدراجها والحث عليها بحسابات مصلحية قامت تاريخيا على الارتهان للهيمنة الاستعمارية وتجددت بعبودية ذليلة للصوصية الأجنبي المهيمن.

وسط ركام الألم والعذاب والإحباط واليأس فتح السيد كوة الأمل التي يلاقيها حزم وعناد في ضرورة إنجاز تحقيق وطني أمين ودقيق يخلص إلى تعيين واضح للمسؤوليات مع استكمال رفع ركام المدينة ولملمة أنقاضها ومداراة أبنيتها المتصدعة وشعاع الأمل الوحيد في قلب السواد السميك هو نخوة مؤسسة الجيش الوطني ومبادرات الشباب والصبايا الذين تدفقوا في شرايين المدينة الجريحة يعوضون عجز المؤسسات العامة ويعملون على تنظيف الشوارع وإزالة الركام إلى جانب وحدات الجيش والدفاع المدني من جميع المناطق اللبنانية وهؤلاء هم لبنان القادم من بين الأنقاض وبشارة متمردة على العلب المستوردة تحت شعار المنظمات غير الحكومية وهم يعبرون عن إرادة وطنية حرة من خارج حمى العصبيات والتفتت والانقسام والعصبيات السياسية والطائفية وسرعان ما قد تتحرك علب التضليل والتخريب والاسترهان لتشويه الصورة ولمنع بلوغ العبرة وتلويث المعنى الوطني النبيل في مستنقعات العصبيات الطائفية وبلغة الزواريب المبتذلة.

لبنان في سباق بين الألم والأمل والمقاومة مجددا وفي ذروة العذاب والنزيف ستبقى رافعة الأمل ورسالة الحكمة الوطنية ضد التوحش ومنظومات النهب واللصوصية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى