بقلم غالب قنديل

استنفار اميركي ضد المساعدة الإيرانية

 

 غالب قنديل

 دفعة واحدة بعد خطاب قائد المقاومة خرج مايك بومبيو مهددا ومنذرا لاعتراض طريق الإمداد النفطي الإيراني إلى لبنان ردا على فكرة تضمنها الخطاب تشكل أحد منافذ الفرج من الأزمة الخانقة وبكلمات حانقة ذكر وزير خارجية ترامب بالعقوبات الأميركية على الصادرات النفطية الإيرانية التي لاتشمل المشتريات التركية ولا العلاقات مع العراق  كما لا تطال مشتريات الصين الهائلة من النفط الإيراني رغم التطاول والتهويل الأميركي المتواصل.

 أولا تضمن اقتراح السيد نصرالله معادلة مالية مهمة ولافتة فقد ورد في خطابه ان إيران جاهزة لتأمين حاجة لبنان من المشتقات النفطية بالليرة اللبنانية وهذا سيعني توفير أربع مليارات دولار سنويا من احتياط المصرف المركزي بالعملة الصعبة اقترح السيد استخدامها لسداد ودائع اللبنانيين لدى المصارف وتحول تلك الأموال إلى قوة دفع استثمارية في الحركة الاقتصادية وهو ما يعني إنعاشا ماليا واقتصاديا غير مشروط وعودة الحياة إلى القطاع المصرفي تدريجيا والمبالغ التي سيدفعها لبنان بالليرة اللبنانية يمكن التفاوض مع الجانب الإيراني على استثمارها في لبنان في مشاريع انتاجية وشراكات مجدية لبنانية إيرانية تدعم صمود الشعب اللبناني والاقتصاد اللبناني والليرة اللبنانية.

 ثانيا اعتبرمعظم الخبراء عبء الفاتورة النفطية أحد مصادر النزف الخطير لموجودات الخزينة الممولة عن طريق سندات الدين العام بأموال المودعين لدى القطاع المصرفي وهو عبء يتآكل احتياط العملة الصعبة لدى مصرف لبنان وبالتالي فالخيار الإيراني يقود إلى الحفاظ على الاحتياط وتخصيص جانب منه لانفراج مالي ومصرفي متدرج يشمل مصالح عشرات آلاف المودعين الذي سيكون بإمكانهم الحصول على قسم من اموالهم في حال السير بالمعادلة المقترحة وبفضل مساهمة إيرانية ستكون مكرسة لتحقيق انفراج فعلي في الأزمة الخانقة وتخليص لبنان من مشاكل شح المحروقات وانقطاعها والتلاعب بأسعارها بين وقت وآخر وضمان انتظام التغذية الكهربائية المستمرة إلى جانب توفير العملة الصعبة والبدء بتحريك الودائع وتبديد القلق حول مصيرها.

 ثالثا التهويل الأميركي لمنع الخيار الإيراني يكشف مدى جدية وفاعلية هذا الخيار ودرجة الغطرسة الأميركية والتطاول المهين على لبنان واستضعافه ومعاملته كمستعمرة وكدولة هجينة يتم التطاول على سيادتها الوطنية في الشاردة والواردة وهذا امر يجب ان يكون مرفوضا من جميع اللبنانيين لأنه يمنع عنهم حلا ممكنا عمليا وجاهزا للتلبية الفورية يخفف الخناق عن يوميات العيش ويسهل اكثر من امر مالي واقتصادي دون زيادة عبء الدين العام المرهق والمتراكم الذي يريد الأميركي والفرنسي استعماله لتكبيل القرار السياسي اللبناني وفرض الإذعان للشروط الصهيونية وتلبية الأطماع الصهيونية في البر والبحر اللبنانيين وفقا لوصفة شينكر وهوف حول الترسيم الحدودي وتهديدات بومبيو لايجوز ان تبقى بدون الحد الأدنى من الرد السياسي المناسب لرفض التدخل والتهديد وهذا امر مطلوب من الرئاسات والمؤسسات اللبنانية ولم يعد كافيا ان يصدر عن تجمعات ولقاءات لناشطين ومحتجين بالكاد تسمع أصواتهم في المقرات الرسمية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى