بقلم غالب قنديل

ماذا بعد التخلي عن المقاومة ؟

غالب قنديل

يوجه الأميركيون وعملاؤهم وسفهاء بلادنا من اتباعهم دعوات متكررة لسحب سلاح المقاومة وللتخلي عنها مقابل العقوبات والحصار اللذين تفرضهما الولايات المتحدة على لبنان أسوة بسائر دول المنطقة والعالم التي تمردت على المشيئة الأميركية.

 

أولا يعترف الأميركيون وأبواقهم وعملاؤهم بما يخيروننا فيه اليوم بانهم استهدفوا بالعقوبات والحصار جميع اللبنانيين والاقتصاد اللبناني برمته وهو اعتراف بأنهم مارسوا الخداع والكذب بكل صفاقة عندما زعموا ان العقوبات تستهدف المقاومة  بمفردها طيلة عشرين عاما وعندما جندوا فئات لبنانية عديدة في تمريرها وتكريسها وأوهموا العديد من المسؤولين والاحزاب والجهات اللبنانية بانهم ليسوا مشمولين بالعقوبات ونتائجها طالما ليسوا جزءا من شبكات العمل المقاوم السياسية او الشعبية او العسكرية ودفعة واحدة يكتشف الجميع ان ذلك كان هراء وكذبا بقصد الخداع لتجنيد قسم من اللبنانيين في استهداف المقاومة والبلد برمته الذي دخل في حالة انهيار خطيرة كانت للعقوبات وللحصار يد طولى في توقيتها وتفعيل عناصرها.

ثانيا التخلي عن المقاومة سيعني عودة لبنان إلى زمن الاستباحة الصهيونية لأنه يحرم لبنان من قوة الدفاع والردع التي تحميه منذ عشرين عاما ولولاها لكان المعتدون الصهاينة يتمادون في انتهاك السيادة واستنزاف لبنان اقتصاديا وفي تقويض عناصر الاستقرار والأمان التي هي شرط ضروري لأي نشاط اقتصادي حقيقي ولذلك فإن التخلي عن المقاومة وسلاحها سيكون بوابة الخراب الكبير لأنه يجعل البلاد لقمة سائغة للأطماع الصهيونية التي أثبتت تجربة الغزو الصهيوني عام 1982 انها لاتقف عند خط الليطاني ولا تكتفي بخط الدامور بل المطلوب تحويل لبنان إلى مستعمرة صهيونية يحكمها العملاء الذين يقبلون دور مخفر الحراسة للكيان الصهيوني ويوقعون صكوك التخلي عن السيادة والمياه والاقتصاد والشاردة والواردة للهيمنة الميركية الغربية الصهيونية.

ثالثا إن خطط الهيمنة اللصوصية الأميركية الفرنسية البريطانية الصهيونية واحدة وقد خبر اللبنانوين اجتياح البضائع الصهيونية لأسواقهم بعد الاجتياح عندما أغرق الصهاينة المدن الجنوبية بالبيض والبطيخ والبسكوت والشكولا والزجاج والأخشاب وغيرها من المنتوجات الصناعية والزراعية الصهيونية بكميات ضخمة وبأسعار منافسة وهو نذير خراب اقتصادي واستيلاء على الأسواق والموارد ناهيك عن الأطماع في الأرض والموارد المائية وما يمنع الخطة الصهيونية التي دعمها الغرب بقواته متعددة الجنسيات هو قدرات المقاومة وسلاحها وليس أبدا حماية اليونيفيل او ضمانة اميركية ما ولنتذكر ماذا حل بمصر بعد كمب ديفيد وبالأردن بعد وادي عربة وبالضفة بعد أوسلو فالمقاومة هي القوة التي تمنع عن لبنان ويلات كثيرة سياسية وأمنية واقتصادية ومالية وكل وعود الرخاء بعد الاستسلام انقلبت ويلا وجحيما كما تقول التجارب العربية كلها فأي وليمة يدعى إليها اللبنانيون اليوم؟

رابعا امام لبنان فرص حقيقية لتجاوز الانهيار وترميم اقتصاده وسبل عيش شعبه بمبادرات وخطوات خارج قبضة الهيمنة الاستعمارية وبالبناء على القوة الحامية التي تمثلها المقاومة وبالشراكة مع حلفاء الخيار المقاوم والتحرري في سورية وإيران وروسيا والصين وهذا هو طريق الخلاص من الأزمة الكارثية التي هي حاصل الخضوع للهيمنة والمطلوب اليوم هو نفض أوهام المساكنة مع الأميركي والانطلاق إلى مسيرة التوجه شرقا والشراكات القومية مع سورية والعراق ووحدة السوق المشرقية مع إيران ووضع الخطط المحلية المبنية على مبدأ التكامل مع الجوار العربي والشرقين القريب والبعيد والتطلع إلى دور يطور مزايا الطاقات اللبنانية والقدرات والخبرات والكفاءات المؤهلة لأدوار جديدة خارج منظومة الهيمنة الغربية  وباستقلال تام عن الغرب اللصوصي الذي أرهق لبنان وخربه وصادر فرص تعاظم دوره الإقليمي والعالمي كقوة خلاقة مبدعة وطموحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى