بقلم غالب قنديل

تسع سنوات تفضح الدجالين

غالب قنديل

منذ اليوم الأول قبل تسع سنوات بدا واضحا ان ما يجري في سورية كان حربا استعمارية صهيونية بالواسطة بعد هزائم الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي امام محور المقاومة مع بداية الألفية الجديد وتحرير الجنوب اللبناني.

 

أولا الوقائع والاعترافات التي شهدناها تتراكم خلال تسع سنوات تفقأ العيون وهي تؤكد  الدور الأميركي الصهيوني القيادي وتورط دول الناتو بجيوشها واستخباراتها وتمويل الرجعية العربية واحتضانها لواجهات العملاء والمرتزقة ويتنكر الدجالون لهذه الحقائق على الرغم من حشد الولايات المتحدة لعشرات الحكومات والجيوش والاستخبارات في صيغة تحالف عالمي لتدمير سورية ولكسر إرادتها التحررية ولي ذراع رئيسها القائد بشار الأسد الذي رفض العروض وقاوم الضغوط بكل صلابة منذ احتلال العراق.

ثانيا يجب ان يماط اللثام اليوم عن كيفية تخطيط الغرب الاستعماري لشن عدوانه اللئيم وإشعال الفتيل بواسطة العملاء وبإشراف ضباط عمليات برهنت الأحداث المتلاحقة خلال سنوات عن وجودهم في الميدان السوري لإدارة المعارك من غرفة عمليات اسطنبول التي قادها ديفيد بيتراوس شخصيا بعد إنشائها وكذلك الإدارة الأميركية المباشرة لسلسلة المنصات الإعلامية الكاذبة في الغرب والمنطقة التي نفذت خطة بناء الرواية الافتراضية لإسقاط سورية من الداخل بداية ثم بحرب تكفيرية شاملة خاضها جيش متعدد الجنسيات جلب عبر تركيا والأردن ولبنان.

ثالثا رغم الوقائع العنيدة روج طابور من الدجالين وبعضهم بأقنعة وطنية لأكاذيب الثورة المزعومة التي آلت جحافلها إلى القاعدة وداعش وزمر الأخوان الإجرامية وتبنوا تسويق فكرة الحرب الأهلية رغم كل ما أثبتته الوقائع من احتضان شعبي للجيش العربي السوي ومن تمسك بالدولة الوطنية الصلبة التي عجز أمام صمودها الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي رغم كل ما حشده من إمكانات وما بذله من جهود حثيثة لنسفها وتفتيتها.

رابعا ما يزال بعض البلهاء والمرتزقة والملتبسين الذين انساقوا خلف تخرصات عملاء الغرب ومرتزقة السعودية وقطر ويتحدثون حتى اليوم عن حرب في سورية بدلا من الإقرار بأنهم كانوا في طابور الخداع المنظم وهم يتكلمون أحيانا عن حرب على النفوذ في سورية ليطمسوا حقيقة موقف الدولة الوطنية التي ترفع راية التحرر والاستقلال وتتمسك بتحرير كامل التراب الوطني السوري وتقيم تحالفات وشراكات وثيقة داخل معسكر التحرر من الهيمنة.

خامسا حرب الصمود والمقاومة التي تخوضها سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد وبدعم من حلفائها الكبار روسيا وإيران والصين وحزب الله هي حرب تحرر واستقلال وهي حرب وطنية عادلة تحظى بدعم شعبي واسع لنموذج الدولة الوطنية التي استطاعت بجدارة ورغم كل العيوب والثغرات ان تثبت كونها دولة رعاية صلبة بفضل قطاعها العام الاقتصادي الذي شكل قاعدة الصمود في وجه العدوان والحصار الاستعماريين.

سادسا إن الموقف من هذه الملحمة التحررية يضع أي مناهض للهيمنة الاستعمارية اللصوصية الغربية في خنادق الدفاع عن سورية والانحياز إلى قيادتها وشعبها ولكن رغم جلاء الحقيقة بقوة الوقائع وظهور الاحتلال الأميركي مدعما بشراذم فرنسية وبريطانية  وانكشاف العدوان التركي بوصفها آخر ما تبقى من حلف العدوان الضخم الذي جمعته إدارة اوباما قبل تسع سنوات ورغم انكشاف الدور الصهيوني الرئيسي في دعم عصابات القاعدة وداعش وزمر الأخوان ما يزال بعض المنافقين يتجاهلون دور الدولة الوطنية السورية وصلابة خيارها التحرري وينشرون روايات ومفاهيم مضلله والأمر يتخطى اللوثة العسراوية إلى الشبهة الفاقعة.

سابعا  ازدادت القيادة السورية تصميما على مواصلة مسيرتها الوطنية التحررية وخلفها وحولها غالبية شعبية داعمة لمسيرتها تثق بحكمة القائد الأسد وحزمه دفاعا عن الوطن والشعب وعن الدولة الوطنية واستقلالها ودورها التحرري في قلب محور المقاومة وحلف التحرر العالمي من الهيمنة الأميركية وهو الرمز القومي الوطني الذي ظل مع شعبه وقدم نموذجا نادرا من القادة والزعماء رغم جميع المصاعب والتعقيدات.

ثامنا سورية المقاومة تعزز قوة صمودها وثباتها بجهود مركزة لتوفير مستلزمات الصمود وبتصحيح متواصل لأداء المؤسسات العامة وبترسيخ الوحدة الوطنية والانتماء الوطني والقومي بينما يواصل الجيش العربي السوري القتال والاستعداد للفصول القادمة لتتويج مسيرة التحريربعدما عزز قدراته وإمكاناته ومهاراته في الحرب على عصابات الإرهاب وهو يطور باستمرار من قدراته الرادعة في وجه العدو الصهيوني ويرفع سوية تلاحمه الاستراتيجي مع شركاء محور المقومة والتحرر ويستند إلى متانة التحالفات التي نسجها القائد الأسد خلال هذه السنوات وتعمدت بدماء الشهداء السوريين واللبنانيين والإيرانيين والروس على الأرض السورية فباتت ركيزة نهوض الشرق الصاعد من رماد الغزوات والحروب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى