بقلم غالب قنديل

“الغيرة” الأميركية الأوروبية على القاعدة

غالب قنديل

واكبت عمليات الجيش العربي السوري لتحرير بعض المناطق سورية في محافظتي إدلب وحماه مواقف غربية تؤكد للمرة المليون حقيقة وطبيعة عصابات القاعدة وتفرعاتها وشبيهاتها كأدوات عدوان استعماري عملت من سنوات لتدمير سورية بدعم وحماية من الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة التي جمعت حلفا عدوانيا تخطى المئة حكومة في البداية.

 

تكفل صمود سورية بشعبها وجيشها المقاتل بقيادة الرئيس بشار الأسد بتصدع وتفكك حلف العدوان الاستعماري الصهيوني الرجعي وقد استطاعت القيادة السورية بالشراكة مع كل من روسيا وإيران وحزب الله ان تفرض معادلات وتوازنات جديدة ادت إلى شل اعدائها تباعا وإخراجهم من دوائر التأثير في الميدان بينما كانت القيادة الذكية لما سمي بالعملية السياسية كفيلة بفرض الرضوخ الدولي والإقليمي لقواعد ومبادئ احترام السيادة الوطنية السورية واولوية القضاء على الإرهاب.

انحسر حلف حكومات العدوان على سورية وانقسم بين الجناحين السعودي والقطري التركي وتمركزت قوته الفعلية في فلول القاعدة والأخوان وبقايا داعش التي تجمعت في محافظة إدلب والحضن التركي الرجعي بينما تحصنت الميليشيات الكردية تحت مظلة الاحتلال الأميركي في شرق نهر الفرات.

الفلول القاعدية الأخوانية في الشمال هي أهم ما تبقى  من أدوات حلف العدوان وسيكون القضاء عليها استئصالا جذريا لقوى العدوان والتدخل التركي والغربي وسيفرض في نتائجه تحولا كبيرا في ميزان القوى يتحكم بمسار المعركة اللاحقة لاقتلاع الاحتلال الأميركي والتركي وإحداث فرز كبير في صفوف الأكراد.

تتسارع التطورات وعمليات تقطيع أذرعة التدخلات العدوانية بعدما تم تثبيت معادلات رادعة متينة في وجه الغطرسة الصهيونية ولاشك ان الغرب يتمنى دوام القدرة التركية على التدخل وحماية معاقل التكفير القاعدية والداعشية والأخوانية في سورية وهو يعرف باليقين ان القائد الأسد مصمم على اقتلاع تلك المعاقل وإخضاعها وتفكيكها لتخليص شعبه منها كما هو مصمم للغاية ومهما كان الثمن على استئصال الوجود الاستعماري الغربي وطرده من الأرض السورية بكل الوسائل المتاحة وهو يلقى دعم وتضامن جميع الحلفاء في هذا التصميم الوطني والقومي الذي ينال احترام شعبه وحلفائه بدون استثناء.

تفسر هذه اللوحة هياج عواصم الغرب وحكوماته حول معارك إدلب وصلافة البيانات والتصريحات الأميركية والأوروبية التي صدرت حول معارك إدلب وكلمات الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الذي استحق ردا قاسيا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تفجعه المقيت حول إدلب وهو رئيس دولة لم تقصر في تحريك مخابراتها لدعم الإرهابيين وتسهيل حشدهم إلى سورية بالتعاون مع تركيا والسعودية وقطر ولا في استعمال نفوذها في لبنان والأردن وقطر لتسهيل حركة المجموعات الإرهابية وواجهات العملاء الذين كان رهط كبير منهم من العملاء الذين تشغلهم باريس لحساب خططها ومؤامرتها المشتركة مع تل أبيب وواشنطن.

ببساطة عندما يتحرك الجيش العربي السوري على أرض سورية ويطارد عصابات من القتلة والإرهابيين يهددون امن المواطنين السوريين ووحدة الأراضي السورية وسيادة الدولة الوطنية السورية فهذا حدث سوري خالص لاشأن لأي جهة اجنبية به ضمن مفاهيم السيادة التي يعرفها الغرب ويدنسها على مدار الساعة بصلفه الاستعماري الخبيث وهو يعيش مرارة هزيمته ويقرأ خسارته الشنيعة وانكساره امام القلعة السورية المقاومة في اندحار الإرهابيين وفي خيبة أردوغان المستفحلة.

تراكمت في رحاب العقود الماضية كمية كبيرة من المعلومات والوقائع والاعترافات الغربية المباشرة عن علاقة دول الاستعمار الغربي والولايات المتحدة بالذات بتأسيس ورعاية عصابة الأخوان وشبكة القاعدة وزمرة داعش ودعمها جميعا في جميع حروبها المتنقلة وفق اجندة الغزوات الاستعمارية لدول الشرق ولاسيما للبلاد العربية  وقد تكفل الصمود السوري الأسطوري للشعب والجيش والقائد الرئيس بشار الأسد بكسر عنجهية الغرب الاستعماري وسحق أذرعة التدخل والعدوان وبحشد الحلفاء الكبار فتحولت سورية إلى مركز استقطاب يبلور صورة التوازنات الجديدة في العالم من موقعها الاستقلالي التحرري المناهض للهيمنة الاستعمارية.

الخائب “ماكرون” وغيره من قادة الناتو وعلى رأسهم دونالد ترامب يعيشون مذلة أردوغان باندحار جبهة النصرة ويستفزهم تصميم القيادتين الروسية والإيرانية على دعم خطة القائد بشار الأسد الذي اكدت سنوات العدوان رسوخ زعامته الشعبية وتعاظم قوتها رغم كل ما تم توظيفه من أدوات العدوان والحصار وحروب الاستنزاف الخطيرة فلن يبقى على أرض سورية إرهابيون وعملاء او جنود لدول الغرب الاستعماري او لتركيا والإرادة الوطنية السورية تتكفل باقتراب الزمن الذي يخرج فيه السوريون في كل مكان يحيون بطولات جيشهم ورئيسهم ويرفعون اعلامهم ومشاعل الانتصار والتحرر هذه هي بشارة خان شيخون والبقية آتية من جسر الشغور وأريحا وإدلب وبعدها سيكون الآتي الأعظم على ضفاف الفرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى