الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

 

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية                             

الأخبار: حزب الله ينصح باسيل بالتهدئة! الحريري يهاجم “الجالسين على رصيف بيت الوسط”:

كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: لا أحد يعرف كيف ستنتهي الأزمة بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل. كلما مر الوقت، زادت الهوة بينهما، في ظل صوم الحريري عن الرد المباشر، واستمرار باسيل بتثبيت مواقعه.

الملفات الخلافية كثيرة، ويصلح كل منها لتفجير معركة بين الطرفين. من سلوك باسيل في مجلس الوزراء وتعامله مع الموازنة من موقع الحاكم، إلى الحديث عن استعادة خطاب المارونية السياسية، إلى قضية اللواء عماد عثمان الذي يُنسب إلى باسيل حَملُ لواء تغييره، إلى قضية التدبير الرقم ثلاثة التي لم يعد باسيل متضامناً مع الحريري بشأن إلغائه، إلى إعادة التحقيق بملف الإرهابي عبد الرحمن مبسوط في تصويب مباشر على فرع المعلومات، إلى ملف المحكمة العسكرية، التي يرى الحريري أن حكمها على المقدم سوزان الحاج كان إعلاناً من باسيل أن الأمر له فيها… الملفات كثيرة، لكن جامعها هو التوتر المذهبي المتفاقم، الذي تحول إلى توتر سني ــــ سني، يساهم بشكل أو بآخر في إضعاف دور الرئيس الحريري في طائفته ووطنياً.

صارت الحملة واضحة المعالم بالنسبة إلى الحريري ومحيطه. ليست المشكلة مع باسيل حصراً. هي أولاً مع الوزيرين السابقين نهاد المشنوق وأشرف ريفي. “المستقبل” صار يرى في كل من يقف من تلقاء نفسه في وجه “الهجمة الباسيلية”، إنما يساهم في تعزيز الهجوم على موقع الحريري في السلطة. وفي هذا السياق، لا يمكن عزل دار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقين المستائين مما آلت إليه “أوضاع الرئاسة الثالثة”، وإن تعمد الحريري، عبر مقدمة نشرة أخبار تلفزيون المستقبل، أمس، تحييدهما، متجاوزة “الأقلام التي تجعل من المواقف الوطنية للمفتي ورؤساء الحكومات السابقين، خناجر لطعن الرئيس سعد الحريري في الظهر”، ومؤكدة على أن الحريري وهؤلاء على خط واحد وقلب واحد، “أما الباقي، فأضغاث أحلام ومحاولات لقنص الفرص”. الانتقاد المستقبلي كان واضحاً أنه موجّه للوزيرين السابقين النائب نهاد المشنوق وأشرف ريفي.

وإذ نطقت “المستقبل” باسم رئيس الحكومة، فقد وصلت حالة الاستفزاز التي يعيشها التيار الأزرق إلى حد إفراد مساحة كبيرة من مقدمة النشرة للرد على مقالة كتبها الزميل قاسم يوسف في موقع “ليبانون ديبايت”، تركز على النقطة نفسها، أي “الدرك الذي أوصل الحريري أهل السنّة إليه”، والذي يجعلهم يتخوفون من أن يتحولوا إلى “ماسحي أحذية في جمهورية جبران باسيل”.

تلك عبارة جعلت الرد على باسيل تفصيلاً. ليس الوقت وقت مواجهة “سياسات الاستقواء وإخراج التسوية عن سكة الشراكة الوطنية والعودة بها إلى سكة الاستئثار ومد الأيدي على مواقع السلطة يميناً ويساراً”. الأولوية للرد على “الجالسين على الرصيف السياسي لبيت الوسط الذين ينبرون للدفاع عن صلاحيات رئاسة الحكومة وحماية حقوق السنّة وتحميل الحريري المسؤولية، حتى أصبح لسان حاله: اللهمّ احمني من أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم”!

لكن ماذا بعد كل ذلك، هل التسوية الرئاسية في خطر؟ سريعاً، يأتي الجواب بأنها مستقرة بقوة دفع نتائج الانتخابات وبقوة دفع تتخطى الصراعات المرحلية واللعبة الداخلية. أما أداء باسيل الحكومي وإيحاؤه بأنه هو القابض على مجلس الوزراء، أو المناوشات غير العلنية التي تجرى بينه وبين قائد الجيش جوزف عون، فلا تساهم إلا في زيادة التوتر، لكن من دون أن تؤثر على التوازنات الداخلية ومن دون أن تؤدي إلى إطلاق معركة رئاسة الجمهورية باكراً.

في المحصلة، وفي ظل انتظار شكل التهدئة التي لا مفر منها، علمت “الأخبار” أن حزب الله نصح باسيل بضرورة التهدئة مع الحريري، علماً بأن وزير الخارجية كان قد قرر زيارة دار الفتوى يوم الثلاثاء المقبل، فيما سيزور رئيس الحكومة قصر بعبدا، فور عودته من إجازته، للقاء الشريك المباشر في التسوية الرئاسية.

الديار: الحريري لـ”صيانة” التسوية في بعبدا وعون : لا مشكلة معي يحلها مع جبران… توسع التحقيقات في هجوم طرابلس وغياب التنسيق بين الاجهزة اكبر “الثغرات” “نفض الغبار” عن ملفات 1000لبناني انضموا الى تنظيمات ارهابية في سوريا !

كتبت صحيفة “الديار” تقول: بعدما كانت الموازنة وارقامها اولوية اللبنانيين، بانتظار ان تستكمل لجنة المال والموازنة مناقشة المشروع المرسل من الحكومة بعد عطلة العيد، وبعدما كان الجميع ينتظر “الصيف” الواعد سياحيا، على وقع انطلاق “قطار” مؤتمر “سيدر”، جاءت العملية الارهابية في طرابلس لتعيد تظهير ثغرات امنية تحتاج الى مزيد من “شدشدة” حال الاسترخاء التي سمحت لـ”ذئب”، منفرد او غير منفرد، تنفيذ جريمته وسط انكشاف واضح لـ”ثغرة” غياب التنسيق بين الاجهزة الامنية. وفيما التحقيقات مستمرة وكذلك التوقيفات التي بلغت 8اشخاص ومن ضمنهم عائلة الارهابي، يفترض ان تتكثف الاتصالات السياسية لاعادة “احياء” التسوية الرئاسية التي اهتزت على وقع السجالات العنيفة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، وفيما يرغب رئيس الحكومة سعد الحريري في اجراء “صيانة” للتفاهمات مع التيار “البرتقالي” من “بوابة” بعبدا، لا تبدو الرئاسة الاولى معنية بهذا “الاشتباك” السياسي ولا في حله، حيث نقل زوار الرئيس عون عنه قوله انه يتابع طبعا هذه السجالات، ومهتم بشكل خاص بما حصل من تبادل اتهامات عقب العملية الارهابية في “الفيحاء”، لكنه ليس جزءا من المشكلة ولا ازمة بينه وبين رئيس الحكومة، واذا كان في “مشكلة” مع “التيار” يروح الحريري يحلها مع جبران.…

في هذا الوقت، تتواصل التحقيقات في العملية الارهابية التي شهدتها طرابلس عشية عيد الفطر بسرية تامة، وبحسب مصادر امنية فان البحث يتركز في هذه المرحلة على تضييق الدائرة على الاشخاص المرتبطين بالمنفذ عبر مراجعة حركته اللوجستية من خلال الكاميرات المتوافرة في بعض المحال التجارية في المدينة وخصوصا في البقعة المحيطة بمنزله وكذلك في مكان حصول الاعتداءات على القوى الامنية من جيش وقوى امن داخلي، والتركيز يتمحور حول الاشخاص الذين زاروه مؤخرا او تواصلوا معه على الهاتف، وقد جرت مراجعة دقيقة لـ”داتا الاتصالات” الخاصة به، وثمة بحث عن اي دليل حول حصول عملية مسح مسبقة لمنطقة التنفيذ لان هذه النقطة ستكون حاسمة للتأكد مما اذا كانت العملية قد خطط لها مسبقا او تمت على نحو عشوائي، وللتاكد من احتمال مشاركة اكثر من شخص في المراقبة.

…وثمة مجهود يبذل لمعرفة هوية الاشخاص الذين رافقوا الارهابي في تحركاته في الساعات القليلة التي سبقت “ساعة الصفر”، كما تتركز التحقيقات على النمط الذي تتحرك به السيارات العسكرية في المدينة للتاكد مما اذا كان هناك مواعيد محددة لتحركها، او ان “الصدفة” “لعبت” دورها في استهداف تلك الآليات العسكرية، ويأمل المحققون الحصول على بعض الاجوبة من زوجة مبسوط ووالده وشقيقه، حيث تتحفظ تلك الاوساط على تاكيد او نفي علم احد هؤلاء بنوياه الارهابية، مع العلم ان احداً منهم لم ينف وجود افكار متطرفة لديه، لكنهم لم يقدموا بعد اي معلومات تؤكد نيته ترجمتها الى افعال..

اللواء: توتر التيارين بين مدّ وجزر.. وحرص على إنقاذ التسوية المستقبل يرفع الصوت بوجه محاولات إضعاف الحريري.. وإتصالات قوية لإحتواء السجالات على خلفية جريمة طرابلس

كتبت صحيفة “اللواء” تقول: عشية استئناف الحركة السياسية، بعد عطلة عيد الفطر السعيد، بدءاً من اليوم الجمعة، بدا المشهد حافلاً بتطورات قد تتخطى الأجندة المالية والإدارية المطروحة على الطاولة، من زاوية المخاوف من تحريك إسرائيلي للوضع الجنوبي، في ظل ما يتردد عن تحركات مريبة في المياه الإقليمية المحاذية للبنان، أو على جبهة مزارع شبعا أو حركة الطيران المعادي في سماء الجنوب. في ظل تقديرات عن تأثر الوضعين الاقتصادي والمالي باحتمالات أي نزاع اميركي- ايرااني، ومحاولة تحميل الاقتصاد اللبناني تبعات أي مواجهة، على نحو يطال الجميع، ولا يقتصر على أفراد أو جهات حزبية.

ومع ان الأنظار تتجاوز المجريات الراهنة بانتظار مطلع الأسبوع المقبل، فإن مصادر ذات ثقة أكدت لـ”اللواء” ان لا قطيعة بين التيارين البرتقالي والازرق.

وكشفت عن تحضير جدول أعمال جلسة، ستعقد بعد عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، بالتزامن مع تقدّم مناقشات جلسة المال والموازنة، تحضيراً لوضع الموازنة على جدول أعمال جلسة نيابية بعد عودة الرئيس نبيه برّي من إجازة خارج لبنان.

هدوء بعد عاصفة الارهابي

وكانت جريمة طرابلس الإرهابية التي وقعت عشية عيد الفطر المبارك، وادت إلى استشهاد ضابط ورتيب من الجيش وعنصرين من قوى الأمن الداخلي، قد خطفت الأضواء عن الاستحقاقات التي كانت منتظرة بعد العيد، ولا سيما ترقب عودة لجنة المال والموازنة إلى مناقشة بنود مشروع الموازنة المحال إليها يوم الاثنين المقبل، وعن الجولة المرتقبة لمساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد لمتابعة مساعيه بشأن مفاوضات تحديد الحدود البرية والبحرية، وعن السجالات السياسية التي اندلعت بين تيّار “المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، فيما يرتقب عودة رئيس الحكومة سعد الحريري، لمعرفة معالم الخطوة السياسية بالنسبة لموعد ومكان جلسة مجلس الوزراء التي يفترض ان تنعقد الأسبوع المقبل.

الجمهورية: عودة الى الموازنة.. والمناكفة.. والحريري: اللهــمّ أحمِني من أصدقائي

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: في خضم الإنشغال بمعالجة مضاعفات الهجوم الارهابي على الجيش وقوى الامن الداخلي عشية عيد الفطر في طرابلس، وما تركه من تأثيرات وتداعيات على الاستقرار العام، خرق رئيس الحكومة سعد الحريري عطلة العيد ليشنّ عبر مقدمة نشرة الأخبار المسائية لقناة “المستقبل” هجوماً مركّزاً في مختلف الاتجاهات، لم يسلم منه محيطه، ما طرح علامات استفهام كبيرة حول الأبعاد والخلفيات، في وقت لم تخرج البلاد بعد من حمّى الموازنة، التي يُنتظر أن ترتفع مع بدء درسها في اللجان النيابية المختصة، في ظل أجواء تشير الى انّ إقرارها لن يكون قريباً، وانّ السجال والجدال والمناكفا في شأنها ستتصاعد نيابياً في قابل الأيام لتفوق بمنسوبها تلك التي رافقت درسها في مجلس الوزراء قبل إحالتها الى المجلس النيابي.

بدا من مقدمة تلفزيون “المستقبل” انّ الحريري أراد الرد على “محاولات لإضعافه تشنّها اكثر من جهة داخلية وخارجية” بغية “محاصرة موقعه في المعادلة السياسية الوطنية”، حسب المقدّمة التي قالت إنّ “هناك جهة تريد من الرئيس سعد الحريري ان يكون جسراً تعبر فوقه لتعود بالبلاد الى الوراء وتجد في التفاهم معه فرصة للتطاول على صلاحياته وتفريغ دوره في النظام السياسي”. واشارت الى انّ “هناك جهة من البيئة السياسية للرئيس سعد الحريري تتحيّن الفرص لرصد هجمات الآخرين والدخول منها على خطوط التهجّم عليه والاساءة الى دوره من مواقع الدفاع عنه”.

واكّدت المقدّمة “المستقبلية” أيضاً تمسّك الحريري بالتسوية الرئاسية وأنّه “لن يتهاون في التصدّي لسياسات الاستقواء وإخراج التسوية عن سكة الشراكة الوطنية والعودة بها الى سكّة الاستئثار ومد الأيدي على مواقع السلطة يميناً ويساراً”. ولفتت الى انّ “الجهة التي تتصرّف بما هو أدهى وأسوأ فإنّها تخرج مع الاسف الشديد من أوكارٍ إعلامية وسياسية تقيم على الرصيف السياسي لـ”بيت الوسط”، ولا تكاد أن تلمح تعدياً على صلاحيات رئاسة الحكومة حتى تنبريَ لرفع الصوت بدعوى الدفاع عن الصلاحيات وحماية حقوق السُنّة في النظام السياسي وتحميل الرئيس سعد الحريري المسؤوليةَ تجاه هذه الهجمةِ او تلك. ولسانُ حال الرئيس الحريري في هذا المجال الحكمةُ القائلة: “أللهمّ احمني من أصدقائي فأما اعدائي فأنا كفيل بهم”.

بندان

الى ذلك، تعطلت السياسة في عيد الفطر، وانصرف أهلها الى إجازاتهم الخاصة، في انتظار ان يبدأ الشغل الاسبوع المقبل، حيث يُفترض ايضاً أن تكتمل الصورة الرئاسية بعودة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت خلال ايام.

وكانت العملية الإرهابية التي استهدفت مؤسستي الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، قد خطفت فرحة العيد، وشكّلت العنوان الأبرز للمواقف السياسية، وكذلك خطب العيد، التي دانت هذا العمل الارهابي، ودعت الى اليقظة والحذر مما يبيّته الارهابيون ضد لبنان. لكن جدول اعمال مرحلة ما بعد العيد، تتمحور حول بندين رئيسيين:

ـ الأول، العملية الإرهابية التي استهدفت عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي في طرابلس، حيث راجت معلومات في الساعات الماضية حول فكرة دعوة المجلس الأعلى للدفاع الى الانعقاد خلال الأيام المقبلة، لدرس أبعاد وخلفيات هذا العمل الارهابي واتخاذ الاجراءات اللازمة في هذا الخصوص.

وقال مسؤول كبير لـ”الجمهورية”، “انّ ما حصل في طرابلس، يوجب مقاربته بما يتطلبه من اجراءات، واتخاذ الدولة الخطوات اللازمة وعلى أعلى مستوياتها السياسية والأمنية، للحؤول دون تكراره، ليس في طرابلس وحسب، بل في مناطق لبنانية أخرى. فما جرى ينبغي أن يشكّل صدمة للسياسيين، لكي يشعروا بجسامته وخطورته، وكذلك صدمة أكبر للجهات الأمنية على اختلافها، لكي تفتح أعينها اكثر، وتُشعر المواطنين اللبنانيين بأنّها موجودة على الارض ولا تكتفي بالقول بين حين وآخر إنّ الامن ممسوك”.

واكّد المسؤول الكبير: “انّ ما هو اسوأ من الجريمة، هو ان يأتي أحد ما، ويوجِد عن قصد او عن غير قصد، مبرراً لها”، وقال: “هذا أمر خطير يوجب المساءلة والمحاسبة”. وأضاف: “انّ الارهاب ما زال يهدّد لبنان، وما حصل في طرابلس لا يمكن اعتباره واحدة من الخلايا الارهابية النائمة، بل اكاد اقول إنّه واحدة من الخلايا الارهابية اليقظة، التي تهدّد بخطرها كل لبنان. إذ يُخشى ان يكون هذا الاسلوب الذي اعتُمد في طرابلس هو اسلوبهم من الآن فصاعداً في سائر المناطق”.

مصدر عسكري

وفي هذا السياق، قال مصدر عسكري لـ”الجمهورية”، ان “هناك فارقاً كبيراً بين ان يكون عبد الرحمن مبسوط “ذئباً منفرداً” كما يوحي تصرّفه، وبين أن يقول البعض إنّ ما قام به هو عمل فردي، لأنّ من شأن ذلك تبسيط الجريمة التي ارتكبها والتخفيف من دوافعها ودلالاتها”.

كذلك، استغرب المصدر التفسير الذي يربط تصرّف مبسوط بـ”خلل نفسي لديه”، في حين انّ سجله الحافل يُظهر انّه صاحب خبرة في مجال الارهاب والقتال، وانّه مشبع بالعداء للجيش والقوى الامنية انطلاقاً من اعتباراته الايديولوجية.

النهار: “ذئب طرابلس” يُلهب سباق الإرهاب والاحتقان!

كتبت صحيفة “النهار” تقول: اذا كان الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية تمكنت بسرعة قياسية من تبديد المخاوف التي فجّرتها عملية “الذئب الارهابي المنفرد” عبد الرحمن مبسوط في هجومه الدامي ليل الاثنين – الثلثاء في طرابلس والتي تكبد فيها الجيش وقوى الأمن الداخلي ضريبة دم جديدة باستشهاد العسكريين الاربعة الملازم أول في الجيش حسن علي فرحات والمجند في الجيش ابرهيم محمد صالح والرقيب في قوى الأمن جوني ناجي الخليل والعريف في قوى الأمن يوسف علي فرج، فإن الحال بدت مختلفة تماماً من الوجهة السياسية إذ يكاد يصح القول إن الارهابي مبسوط حقق ما لم يكن في الحسبان. ذلك ان المشهد القاتم الذي سابق الصدمة التي تمثلت في عودة هاجس الارهاب ولو ضمن نطاق “هجمات الذئاب “المعروفة كبديل من عمليات التنظيمات الارهابية بعدما تلقت هزائم قوية في معظم بلدان المنطقة ومنها لبنان تمثل في اتساع التشققات السياسية على خلفية التداعيات التي فجرتها العملية الارهابية في طرابلس بحيث بدا واضحاً ان البلاد تعيش انكشافاً سياسياً كبيراً وهشاشة موغلة في اضعاف المناعة الرسمية والحكومية بما يخشى معه تفاقم متعاظم للخلافات والاحتقانات عند كل هبة ريح وأمام أي تطور أمني أو سياسي أو اقتصادي.

واسوأ ما أسفر عنه هذا التطور الارهابي هو تفجيره سجالات ومعارك كلامية واعلامية اتسمت بحدة عالية بعد ساعات قليلة فقط من افتعال بعض “المتطوعين” هذه المعارك الكلامية بإقدامهم على توجيه اتهامات مبطنة الى جهات سياسية معروفة بأنها تدور في فلك “تيار المستقبل”، كما أكمل بعض آخر هذا النمط في نبش وقائع مجتزأة عن الارهابي مبسوط ليوحي بان أجهزة أمنية معينة اضطلعت بدور في اطلاقه من السجن، في حين تبين ان الارهابي كان نفذ حكما للمحكمة العسكرية بكامله وخرج بعده. لذا لم يكن غريباً ان تستغرب أوساط سياسية بارزة معنية بمواكبة المشهدين الامني والسياسي ان يكون الخرق المزدوج الامني والسياسي للواقع الداخلي من خلال هذه العملية قد تسبب بهزتين عنيفتين ستتركان تداعياتهما لوقت مديد على الاستحقاقات المقبلة.

فمن جهة، لا يمكن تجاهل خطورة عودة الارهاب الى استهداف الساحة اللبنانية حتى لو كانت الثقة تعاظمت أكثر فأكثر بالقوى العسكرية والامنية، لكن ذلك لا يحجب خطورة هذا التطور، علماً ان التقويم النهائي لدرجة خطورته تتصل بانتهاء التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية وتحديداً مخابرات الجيش ليبنى على نتائجها التقويم الدقيق لمستويات الخطورة المحتملة.

التحقيقات

وقد وصف مصدر أمني ما أقدم عليه مبسوط بـ”العمل المنظم وليس العفوي”، معتبراً ان تسلسل الاحداث بدءاً من الاعتداء الأول الذي نفذه ضد قوى الأمن ومن ثم الجيش يظهر ان احدى محطاته كانت تستوجب مساعدة من آخرين، خصوصاً انه بعد مهاجمة دورية الجيش واحتراق الجيب انصرف سيراً بعدما ترك دراجته النارية ما يعني انه قد يكون تزود مزيداً من الذخيرة قبل ان يصل الى المبنى الذي تحصن فيه قرب مستشفى التوليد.

ورجح المصدر تلك الفرضية استناداً الى بعض الوقائع ومنها حيازة الإرهابي أكثر من 500 طلقة “كلاشنيكوف” أي ما يعادل 16 ممشطاً، إضافة الى قنابل يدوية وحزام ناسف. لكن مصادر قضائية أوضحت لـ”النهار” أن الحكم على الإرهابي السابق جاء ضمن سياق ملف انهاء أحداث باب التبانة وجبل محسن في العام 2016، وان العقوبة التي نالها كانت هي المستحقة ولم تكن مخففة أو مبالغاً فيها. وأضافت “ان قواعد وضعت في حينه لانهاء ذلك الملف ومن ثم التوصل الى مصالحة بين طرفي النزاع الذي أرهق الطرفين ومعهما طرابلس ولبنان، وان تلك القواعد صنفت المتورطين في الاحداث فئات وبحسب كل فئة كان الحكم.

وتبعاً لذلك ناقضت المصادر القضائية تقديرات المصدر الأمني، منطلقة من ان أي تنظيم ارهابي لم يعمد الى تبني تلك العملية الارهابية، وعددت أمثلة عدة عن عمليات نفذتها الذئاب المنفردة في أكثر من دولة في العالم وكانت آخرها مجزرة نيوزيلندا الرهيبة والتي عمد المنفذ الى تصويرها بعدما قتل العشرات، كما شهدت أوروبا عمليات مماثلة ولا سيما في دول متطورة ومتقدمة في مجالات الأمن والاستخبارات والاستقصاء.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى