بقلم غالب قنديل

الجيش العربي المقاوم

غالب قنديل

تثير الاعجاب والاحترام القوة الحية المتجددة للجيش العربي السوري الذي اختبر اياما وشهورا قاسية صاخبة وحافلة بالتحديات المصيرية فصمد في وجه حلف العدوان الذي تقوده الولايات المتحدة ودول الناتو وإسرائيل مع عشرات الحكومات من المنطقة والعالم.

هذا واقع يومي يتجدد منذ انطلاق الحرب على سورية قبل ثمانية اعوام.

اليوم وفي مرحلة تعتبر من اقل الفترات اشتعالا بالمعارك الكبرى يخوض الجنود والضباط السوريون الشجعان معركة لتحرير العديد من المناطق والعقد العسكرية في محافطة ادلب وارياف حماه وحلب واللاذقية ويحثون الخطى لانهاء أحد أخطر وحوه الاختراق التركي المشحون باطماع وأحقاد تاريخية.

ان أحد اهم عوامل الصمود السوري والقدرة على افشال الغزوة الاستعمارية الصهيونية هو بالذات قجرة القيادة السورية والرئيس بشار الأسد على حشد الحلفاء والشركاء وتحقيق التناغم بين الصعيدين السياسي والعسكري في ادارة الصراع وتحقيق ثبات وتوسع الاحتضان الشعبي للقوات المسلحة وللوحدات الرديفة والحليفة.

اليوم يقف هذا الجيش العربي على خط النار مع مناطق وجود وحركة الاحتلال الأميركي وبقايا داعش والقاعدة والمجموعات الكردية المتعاونة مع الاحتلال الاميركي الأطلسي في الشرق السوري.

وهو مصمم بشدة على تنفيذ عهد القائد بشار الأسد بتخليص سورية من عصابات الارهاب ومن قوات الغزو والاحتلال.

في ذات الوقت يقف بواسل جيش سورية على جبهة الجولان التي تصبو اليها القلوب والعقول ويتصدون للعربدة الصهيونية جوا وبرا متحفزين ليوم التحرير الموعود.

زف الجيش العربي أمس ضابطا شهيدا على الجبهة خلال التصدي للعدوان الصهيوني وهو يصرخ بدمه ضد الردة العربية واستسلام الحكومات المخزي امام العدو بالامرة الاستعمارية الغربية.

كأن شيئا لم يتغير على الجيش العربي الأول منذ نصف قرن وهو الثابت على عروبته والتزامه التحرري المقاوم يراكم الخبرات والامكانات العسكرية والتقنية المتطورة بحساب توازن ردع العدو وامتلاك القدرة على المبادرة وليس في العالم جيش كهذا قاتل على جبهات شبه دائرية في الداخل وظلت الأيدي على الزناد في مجابهة العدو الصهيوني وتعالى على غدر كبير وخطير فلم يخن عقيدته ومبادئه كمن فعلوا ويفعلون من العرب ظلت فلسطين في صلب ثقافة الجيش العربي السوري.

قال الخبراء الصهاينة ان على اسرائيل الاستعداد لملاقاة جيش جديد لم تعرفه من قبل على الجبهة السورية بعدما طوره القادة السوريون من الخبرات القتالية في الميدان وما تمرس به الجيش في التجارب المتلاحقة طيلة السنوات الماضية وهم يشبهون المعارك التي خاضها الجيش العربي السوري بالشراكة مع حلفائه بمعمودية النار الاقوى والأخطر في العالم وما يقلقهم هو بالذات قدرة هذا الجيش على تحرير مناطق متباينة جغرافيا من السهول والوديان والسفوح والصحارى والمناطق الأشد وعورة.

ويقينا ان في العقل الصهيوني اسقاطات مباشرة للخرائط على جغرافية الجولان والجليل وعمق فلسطين العربية المغتصبة وهلع من تحول السيناريوهات الافتراضية الى حقيقة قاهرة.

بات هذا الجيش العربي المقاوم يختزن امكانات هائلة وشراكات موثوقة عابرة للحدود وخبرات متأصلة في تطويع التكنولوجيا وتوطينها وهو قدم في صناعة الصواريخ امثولة يعترف بها العدو الصهيوني ويخشاها.

انه الجيش العربي الوحيد الذي لايقيم عروضا عسكرية في اي مناسبة ويتكتم على عتاده الحربي وخبرات قادته وضباطه وجنوده ويهتم بمراكز البحوث العلمية التي تمثل احد اهم موارد الخبرة وتطوير ادوات الدفاع والردع.

هنا قلعة العروبة وقلبها النابض وجيشها العربي الاول.

حصاد الانتصارات يستدعي مزيدا من الثقة وقليلا من الصبر والغد لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى