الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية                            

البناء: أحداث الفجيرة تخيّم على أسواق النفط… اتهامات خليجية لإيران… وبومبيو وصل موسكو الحكومة تنهي موازنتها اليوم وسط الاحتجاجات… وخليل يطمئن ذوي الدخل المحدود “القومي”: هزمُ الإرهاب بتكامل الجيوش والمقاومة… والقوميون كانوا حيث يجب أن يكونوا

كتبت صحيفة “البناء” تقول: يبيت الخليج ليلة من ليالي التوتر التي كثيراً ما كان العالم يخشاها، فمع الأحداث التي شهدها ميناء الفجيرة والتي بقي الغموض يلفها، بين روايات عن انفجارات أصابت ناقلات نفط عدة أشعلت فيها النيران وروايات رسمية إماراتية عن أعمال لتخريب تعرّضت لها سفن تجارية، وضعت الحشود العسكرية الأميركية أمام التحدي بفعل التصريحات الخليجية التي حملت إيران مسؤولية استهداف الملاحة التجارية والنفطية في مياه الخليج، مطالبة واشنطن بترجمة وعودها بالتصدّي لإيران وحماية حلفائها من أي استهداف.

بالتزامن مع هذا وصل وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى موسكو مفتتحاً زيارة ستستمر حتى الأربعاء، حيث يصل الثلاثاء إلى سوتشي للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاملاً رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومتوّجاً حواراته مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، ووفقاً لما هو معلن في كل من واشنطن وموسكو فإن الزيارة التي وصفت بالتاريخية ستمهد الطريق للقاء الرئيسين ترامب وبوتين في نوساكا في اليابان على هامش مشاركتهما في قمة العشرين الشهر المقبل، بعد الحوار الهاتفي المطوّل بينهما قبل أيام، ويتقدّم ملف الاتفاق النووي الإيراني والتصعيد بين واشنطن وطهران المواضيع التي تنتظر الحوار الروسي الأميركي وفقاً لما هو معلن في موسكو واشنطن، وهو ما زاد قوة وحضوراً بعد أحداث الفجيرة.

الأيام التي يُمضيها بومبيو في موسكو حاسمة، بمقدار ما هي التطورات التي سيشهدها الخليج في هذه الأيام، فمرورها بهدوء يعني أن السياق التفاوضي تغلّب على دعوات التصعيد التي يسوق لها مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الذي نالته انتقادات رئيسه قبل أيام، وتشاركه أوساط خليجية وإسرائيلية بدت متحمّسة لمواجهة أميركية إيرانية.

لبنانياً، تبدو الموازنة التي تتقدّم على طاولة الحكومة، مع سحور الليلة الماضية، وجلسة اليوم الصباحية المفترضة، على موعد مع سلسلة من الاعتراضات التي تحتشد في تحرّكات قطاعية تحتاج معالجتها إلى الابتعاد عن لغة التصادم والفوقية خصوصاً في ما يخصّ القطاعات التي سلبت بعض الحقوق، والتي تنتمي لذوي الدخل المحدود، المفترض أنها محصنة بوعود حاسمة بعدم المساس بمداخيلها، وقد كان كلام وزير المال علي حسن خليل أمس، تجديداً للالتزام بهذه الحصانة لمداخيل هذه الفئات وعدم المساس بها أو تعريضها لضرائب إضافية. وهذا ما يستدعي فتح حوار مباشر مع هذه القطاعات والاستماع لهواجسها والحوار الهادئ معها، للانتباه إلى أي تسرّب لمواد مؤذية في بنود الموازنة، ليتم تصحيح أي خلل أثناء المناقشات النيابية للموازنة، تفادياً لانتقال الأزمة إلى الشارع ما يعرّض الاقتصاد والسياسة، وربما الأمن للاهتزاز.

في تقييم ما شهدته المنطقة خلال عام، كان للحزب السوري القومي الاجتماعي محطة حزبية للمؤتمر القومي بعد سنة على انعقاده للاستماع إلى تقارير السلطتين التشريعية والتنفيذية، وكانت كلمة رئيس الحزب حنا الناشف، عرضاً لأبرز الأحداث التي شهدتها المنطقة، مشيراً إلى محورية الانتصار على الإرهاب الذي هزم بإرادة الشعب وعزيمة القادة، بفعل تكامل جيوش دول المنطقة في لبنان وسورية والعراق مع قوى المقاومة، التي لعب نسور الزوبعة دوراً فاعلاً بين صفوفها، متوقفاً أمام التحديات في العراق وسورية ولبنان وفلسطين، وأهمية معادلة الردع التي فرضتها قوى المقاومة في مواجهات غزة.

أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف أن اعتراف أميركا بالقدس عاصمة لكيان الاغتصاب وبنقل سفارتها إليها، هو جزء من مخطط “صفقة القرن” التي من بنودها جعل أبو ديس عاصمة ما يتبقى من فلسطين، كما أن القرار الأميركي باعتبار الجولان المحتل ضمن ما يُسمّى سيادة الكيان الصهيوني، تعدٍّ سافر على القوانين والأعراف والقرارات الدولية والشرعية الدولية.

وأضاف: “أما شعبنا في فلسطين فقد تمكن من فرض نوع من توازن الردع بالسلاح والتضحيات في غزة ورغم حرب التجويع والحصار والحرمان والقتل التي يمارسها الكيان الصهيوني المغتصب ورغم الاعتداءات والقصف والدمار في حربه الوحشية على غزة، فإن إرادة القوة وإرادة الحياة لا تزال تتفجّر في شعبنا هناك، ولا نزال نرى الفصائل الفلسطينية تقاتل بفاعلية وشراسة مملوءة بروح الصراع وجزء منها رفقاؤنا في فلسطين الذين يقاتلون جنباً الى جنب مع كافة القوى الفلسطينية على الأرض، ومسيرات العودة تتالى أسبوعياً هناك منذ أكثر من سنة، ورغم القتل والتنكيل والغدر والسجن، فإن الأصوات الرافضة للاحتلال ولصفقة القرن والمفاوضات لا تزال تعلو وتتكاثر مطالبة بكل أرض فلسطين، ولا تزال صواريخ المقاومة تدكّ قرى وبلدات ومدن الاحتلال”.

ولفت الناشف في التقرير الذي قدّمه عن أعمال السلطة التنفيذية مجلس العمد خلال الاجتماع السنوي للمجلس القومي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، المخصص لتلاوة تقريري السلطتين التشريعية والتنفيذية ومناقشتهما، واشتمل على قراءة للأوضاع العامة والمواقف منها الى أن لبنان استطاع أن يستعيد عافيته الأمنية بعد أن نكّلت بها يد الغدر الإرهابي بالتآمر وبالسيارات المفخخة وبالتفجيرات في الأماكن المكتظة، وذلك بفضل قواه الأمنية وجيشه. كما استطاع بفضل المعادلة الذهبية ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة أن يحرر أرضه ومناطقه الجبلية من فلول الإرهاب والإرهابيين.

الاخبار: السراي ومصرف لبنان “تحت الحصار”: الحكومة تشتري الوقت ونقاش الرواتب مستمر

كتبت صحيفة “الاخبار” تقول: على وقع تصاعد الحركات الاحتجاجية في الشارع، عقدت الحكومة جلسة جديدة ليل أمس لمتابعة مناقشة موازنة 2019، وخطة التقشّف التي تتجّه نحوها البلاد، تحت ضغط مؤتمر سيدر والأزمات الاقتصادية المتراكمة.

امتدت الجلسة حتى الثانية فجراً، ليخرج وزير الاعلام جمال الجراح معلناً قرارات “عادية” في ما بدا كأنه محاولة لامتصاص غضب الشارع عبر إرجاء بت القرارات التي تتعلق بخفض الرواتب. الجراح أعلن فرض غرامات على التهرب الضريبي ورفع الاجور على اجازات العمل وخفض مساهمة الدولة في بعض الادارات بين 10 و50 في المئة وتشجيع الاستثمار في قطاعات منها تكنولوجيا المعلومات ورفع الرسوم على الطائرات التي تهبط في مطار بيروت. وتفادى الجراح، بالاشارة الى ما يتعلق بخفض الرواتب مرجئاً الأمر الى ما بعد تقدير كلفة الخفض الذي حققته الإجراءات الحكومية حتى الآن، معلناً عقد جلسة ظهر اليوم.

شراء الوقت جاء بعدما انعقدت الجلسة في ظل تحركات للموظفين حول السراي الحكومي وقدامى العسكريين الذين نصبوا خيماً أمام مصرف لبنان، مع التلويح بتصعيد اليوم بعدما عكست أجواء ما قبل الجلسة اتجاهاً لدى الحكومة إلى نقاش خفض الرواتب. ومع قرار عقد الجلسة ليلاً، بدا كأن الحكومة تحاول تمرير يوم الإثنين من دون إعطاء مادة دسمة للمعترضين من المتقاعدين والموظفين في محاولة لشراء الوقت، قبل انكشاف الإجراءات التي اتفقت السلطة على عناوينها العريضة. ولا تزال التفاصيل موضع نقاش وتجاذب.

وحتى الآن، يبدو أن الإجراءات التقشفية التي اتخذتها الحكومة أسهمت في تخفيض العجز، ولكن لا تزال الموازنة تحتاج إلى ما بين 500 و600 مليون دولار، ليتراجع العجز إلى الحد المطلوب، وهنا تبحث السلطة عن تأمين هذه الاموال من مصدرين: أوّلاً خفض الرواتب وثانياً رفع الرسم الجمركية على السلع المستوردة.

وكان من المفترض، بحسب أجواء ما قبل الجلسة، أن يتم بحث هاتين النقطتين، وكلتاهما تحدّان من القدرة الشرائية وتؤثران على ذوي الدخل المحدود، بمعزلٍ عن الفوائد الأخرى التي يعود بها على الاقتصاد الوطني موضوع رفع الضريبة على البضائع المستوردة.

وبما أن غالبية السلطة متفقة على هذين الإجراءين، يبقى التباين في حالة خفض الرواتب، على الطريقة التي سيتم فيها تخفيض الأجور ومن هي الشريحة المستهدفة والتي ستتأثر بهذا الإجراء، فيما في الإجراء الثاني يظهر التباين في السلع المستهدفة من رفع الضريبة، إذ إن التيار الوطني الحرّ مثلاً، اقترح رفع الضريبة 3% على كامل السلع المستوردة، فيما يقترح حزب الله رفعها على السلع الكمالية وتلك التي يمكن استبدالها بسلع محليّة للحدّ من العجز التجاري. وهذا الطرح، أي رفع الضرائب على السلع الكمالية، يسهم أيضاً في الحدّ من الحاجة إلى خفض الرواتب ونسبة هذا التخفيض، علماً بأن هذا الإجراء سيدفع الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراض، بحجّة التزام لبنان بالسوق الأوروبية، على رغم أن نصوص الاتفاقيات واضحة لجهة حق لبنان في إيجاد آليات لفرض رسوم حمائية، عندما يكون ميزان المدفوعات في حالة عجز.

وبحسب ما رشح من الجلسة، فإن النقاش دار حول موازنات عدد من الوزارات، علماً بأن غالبية الوزارات تقدمت بموازناتها يوم الجمعة، وبقي بعضها، ومنها الخارجية والطاقة التي استمهلت حتى يومي أمس وأول من أمس.

وعلى ما نقل بعض الوزراء، فإن المتوقّع أن تستمر الجلسات حتى يوم الأربعاء قبل تحويل الموازنة إلى المجلس النيابي، ما يعني بقاء التوتر في الشارع والاعتصامات والتظاهرات، وإمكان تمددها في حال شروع الحكومة في إجراءات قاسية تطال الرواتب.

وعلمت “الأخبار” أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة استدعى أمس عدداً من الموظفين الذين يتولّون مهام مؤثّرة في عملية التبادل المالي مع المصارف الأخرى والتحويلات المالية، وطلب منهم النوم في المصرف تحسبّاً من قطع الطريق من قبل المتقاعدين، حتى لا ينعكس هذا الأمر على العمليات المالية والمصرفية في البلاد.

النهار : بطريرك الاستقلال والحريّة… اذكرنا

كتبت صحيفة “النهار ” تقول : إذا كان طبيعياً ان تواكب الدلالات الرمزية الدينية والدنيوية رحيل رجالات يصنفون في خانة صناع التاريخ فليس ‏غريباً والحال هذه ان يكون قلب هذا الكبير العظيم المنتقل الى عالم الخلود قد أبى حتى اللحظة الاخيرة الا الدلالة على ‏معدن صاحبه الاستثنائي. قاوم قلب نصرالله كما قلب المقاوم الشجاع الهرم ولم يشأ الا الوداع المهاب لأحد عظماء ذاك ‏اللبنان الذي صنع الكثير من قيمه أحد أعظم بطاركة الموارنة الذي طبع العقود الاربعة الاخيرة من تاريخ لبنان وأقله ‏حتى استقالته بطابعه الفذ. أسلم البطريرك الماروني السابق الدائم الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الروح قبل أيام ‏ثلاثة فقط من بلوغه الـ99 من العمر في مفارقة زمنية شاءتها الاقدار لصاحبها في رحلة احتضاره ومن ثم انتقاله الى ‏عالم الخلود لإثبات ما أفنى حياته الرهبانية في التبشير به من تسليم مطلق بالعناية الايمانية الإلهية وهو الذي جعل ‏العظمة رديفة للبساطة والكبر صنو التواضع المنسحق والتسليم بمشيئة الرب فعل حياة وممارسة وقول وفعل في كل ‏آن.

هذا الراحل المنتقل الى جوار القديسين وهو في نظر كثيرين من المؤمنين بسيرته والشغوفين بكل ما أنجزه وحققه ‏وجسده أقرب الى القداسة، طغى على نفسه بنفسه حين تحول اكبر رموز لبنان الحديث بعد الاستقلال الاول، وبعد ‏أقرب البطاركة تيمنا به أي البطريرك الياس الحويك صانع لبنان الكبير، في قيادته لأعظم انتفاضات الاستقلال ‏والحريات والسيادة التي أدت الى تحقيق اعظم أهدافه اطلاقاً في تحرير لبنان من الوصاية السورية عقب انتهاء ‏الاحتلال الاسرائيلي.‎‎

ليس غريبا على أي من البطاركة الموارنة المتعاقبين منذ قرون على السدة البطريركية نهج تاريخي ثابت ومستدام ‏ومتأصل في الاستماتة في الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله لأن هذه الثوابت هي صنو اللبنانية الاستقلالية التي ما كان ‏للموارنة هذا الحضور المتألق في وطن الارز لولا تعاقب رسالتهم في الدفاع عنها. ولكن مع نصرالله بطرس صفير ‏اكتسبت الدلالة قيمة متمايزة وصلابة مذهلة فانبرى منذ إطلاقه الشرارة الكبرى للتحرر من الوصاية السورية الى لغة ‏التوحيد والوحدة اللبنانية صنوا للتحرر الشامل من الاحتلالات والوصايات وما تراجع قيد انملة ولا هادن ولا ساوم. ‏أعظم ما ميزه اطلاقاً انه جمع مع بساطة ابن ريفون عظمة البطريرك القائد لحركة شعب برمته. ربما ليس هناك سواه ‏من تجرأ على اسقاط اي مساومة على الحرية. قالها مرة للتاريخ انه بين العيش المشترك والحريّة يختار الحرية. ولو لم ‏يكن مار نصرالله بطرس صفير بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة في مطلع الألفية الثانية لما كانت إحدى ‏اعظم الانتفاضات الاستقلالية السيادية قد حصلت بالشكل والمضمون والنتائج والتداعيات التي أدت اليها بفضل ‏شجاعته وإقدامه وانتصاره الحاسم غير القابل للمساومة للحق البديهي للشعب اللبناني في الحرية والاستقلال. واكثر، ‏فان انطلاقة الشعلة الاستقلالية التي أضاءها وأشعلها في النداء الاول للمطارنة المطارنة في أيلول 2000 لم تكن إلّا ‏استكمالاً منهجياً في سيرته الفذة التحررية التوحيدية بعد دوره الحاسم مع شريك كبير لبناني توحيدي هو الرئيس حسين ‏الحسيني في اعداد العدة الجوهرية الاساسية لاتفاق الطائف بنسخته اللبنانية الأصلية قبل ان تعبث به أظافر المؤامرات ‏والمصالح والأطماع المتنوعة خارجياً وداخلياً. و”النهار” التي كانت ولا تزال وستستمر تفخر فخراً عظيماً بما كان ‏البطريرك الكبير الراحل يكنه لها من تقدير لرسالتها الصحافية والفكرية والثقافية والوطنية ترجمه دوماً بدفء علاقته ‏مع عميدها الراحل غسان تويني والشهيد جبران تويني، تعتبر ان خسارتها الكبيرة بفقده خاصة واستثنائية. عظيم ‏البطاركة، اذكرنا في عليائك

الديار : غياب زعيم الكنيسة المارونيّة الذي جاهد لاستقلال لبنان بأسلوب سلمي كانت عظاته المناضلة تحمل معاني الإستقلال والوحدة الوطنيّة ولم يدعُ يوماً الى مُظاهرة

كتبت صحيفة “الديار ” تقول : حياة الراحل غبطة الكاردينال البطريرك مار نصرالله صفير هي مثال للإنسان المسيحي، ذلك انه قضى حياته منذ ‏الشباب وحتى عمر 99 سنة في التخصص باللاهوت المسيحي والانفتاح على الدين الإسلامي والدعوى الى تصالح ‏الشعب اللبناني وعدم الانقسام طائفياً ودعوة المحبة بين كل الدول العربية والجوار وفي العالم كله. منذ مطلع شبابه ‏انتسب الى الرهبنة المارونية ثم اصبح كاهناً في عدة مناطق من لبنان، الى ان تم تعيينه وهو في سن ال 41 سنة ‏النائب العام في بكركي وخدم فيها 63 سنة متواصلة وتم انتخابه بطريركاً لاحقاً حيث بقي بطريركاً لمدة 25 سنة الى ‏حين ان قرر الاستقالة بقرار من ذاته.

حياته في بكركي كانت تبدأ عند الخامسة صباحاً ليمشي من بكركي في الاحراج حتى ذوق مكايل ليمارس رياضة ‏المشي لمسافة هي 7 كلم ثم واثر عودته يقوم بما هو لازم وينتقل الى قاعة الكنيسة ليصلي ويقيم قداس الصباح.

وكان طعامه وحياته تقشفاً بتقشف، وكانت قاعة استقبال بكركي يفتحها البطريرك صفير قبل الظهر وبعد الظهر الى ‏ان يقيم قداسه عند الساعة السادسة، ثم يتعشى عشاءً عادياً ويرتكز على الخضر واللبن، ثم ينصرف الى المطالعة ‏والدراسة الروحية ودراسة الثقافة على مستوى كل أمم العالم. لكن كان همه الأول والأخير المسيحيين في الشرق ‏والموارنة خاصة، وكان همه الكبير وضع لبنان وهجرة الشبان والموارنة والمسيحيين منه حيث قدرت دراسات ‏بكركي ان عدد الموارنة الذين هاجروا خلال 45 سنة من لبنان باتجاه استراليا والولايات المتحدة وكندا وأميركا ‏الجنويبة بلغ أكثر من مليوني ماروني.

البطريرك صفير رجل لم يتغير ولم يبدل، بل بقي على قناعته وعلى الزهد بالحياة والتقشف والتعلق بروحية الدين ‏المسيحي والتعاليم المسيحي. وهو يتكلم 5 لغات إضافة الى اللغة العربية وبطلاقة تامة. يتكلم اللغة الفرنسية ‏والإنكليزية اما اللغة العربية فكانت الأقرب الى قلبه وكان يقرؤها وعظاته كانت أدبية روحية مسيحية وإنسانية.

الجمهورية : جلستان اضافيتان للموازنة اليوم وغداً… والتحرك النقابي الى تسخين

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: تفاعل لبنان من أقصاه الى أقصاه امس مع رحيل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، تعظيماً لمواقفه الوطنية والتاريخية التي التقى الجميع على التأكيد أنّها حمت لبنان ووحدته الوطنية وسيادته. معلنين اقتداءهم بها راهناً ومستقبلاً، خصوصاً انّ البطريرك الراحل كان قامة وطنية ودينية كبرى ستبقى بصماتها مميزة ومستدامة في الحياة الوطنية والسياسية على مرّ الأجيال. إذ تأثر الجميع بثباته على مواقفه واعتداله بغير ضعف وقوته بغير شدّة، حيث ظلّ على هذه المواقف طوال حياته الكنسية والبطريركية مشكّلاً مصدر إلهام لكثير من الحركات الاستقلالية والسيادية، وخصوصاً في مطلع القرن الحالي، حيث استهله بتغطية “اتفاق الطائف” الذي قاد الى إنهاء الحرب المشؤومة التي دامت 17 عاماً وصولاً الى خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005.

وكان البطريرك صفير توفي فجر أمس عن عمر يناهز الـ99 عاماً إثر تدهور وضعه الصحي ودخوله منذ أيام الى مستشفى “أوتيل ديو”.

ونعته البطريركية المارونية في بيان قالت فيه: “الكنيسة المارونية في يُتم ولبنان في حُزن. بالألم والحزن الشديدين المقرونين بالرجاء المسيحي، يعلن غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خبر وفاة المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، أيقونة الكرسي البطريركي وعميد الكنيسة المارونية وعماد الوطن”.

وقرّرت البطريركية المارونية تحديد مراسم دفنه الساعة الخامسة عصر الخميس المقبل، وسيُسجى جثمانه لمدة 24 ساعة في كنيسة بكركي قبل الدفن.

وستُقبل التعازي به اليوم وغداً من العاشرة والنصف قبل الظهر وحتى السادسة مساء، وسيُدفن جثمانه في مدافن البطاركة في بكركي وليس في وادي قنوبين. وأصرّ البطريرك الراعي على أن يكون الدفن مهيباً.

وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء “الحداد الرسمي على البطريرك صفير الاربعاء والخميس المقبلين، على أن تُنكّس خلالهما الأعلام على الإدارات الرسمية وتُعدّل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع الحدث الأليم. على أن يتوقف العمل في كل الإدارات العامة والبلديات والمؤسسات العامة والخاصة الخميس يوم تشييع الراحل.

اللواء : فجر الموازنة: تخفيضات قاسية في الوزارات .. والرواتب المحطّة الأخيرة البطريرك صفير يُشيَّع الخميس والحدِاد الوطني يسبق الحداد الرسمي

كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : مع ساعات الصباح الأولى، خيّم جو من الحزن الوطني العام على رحيل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله ‏بطرس صفير (1920- 2019)، في وقت كانت الأنظار تتجه إلى ترقب تطورات الجلسة رقم 10 من جلسات مجلس ‏الوزراء حول موازنة العام 2019. وهي تبحث مسألة الإجراء المتعلق بالأجور والرواتب للعاملين في القطاع العام، ‏عل ان ينشغل لبنان السياسي والرسمي والشعبي بترتيبات وداع البطريرك الماروني الأسبق، الذي نعته بكركي، على ‏لسان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، والذي وصفه بـ “ايقونة الكرسي البطريركي وعميد الكنيسة المارونية ‏وعماد الوطن“.

وجاء في بيان النعى “الكنيسة المارونية في يتم ولبنان في حزن”. بوصف البطريرك الراحل انه شكل علامة فارقة ‏في تاريخ لبنان، منذ اتفاق الطائف، الذي وفر التغطية المسيحية إلى العام 2005 عام اغتيال الرئيس الشهيد رفيق ‏الحريري، مرورا بالبيان الشهير في العام 2000، الذي صدر عن مجلس المطارنة الموارنة بالدعوة إلى انسحاب ‏القوات السورية من لبنان، والذي تحقق غداة الزلزال الكبير في العام 2005 (وهو ما أشار إليه الرئيس سعد الحريري، ‏في النعي، وإعلان الحداد، يوم الأربعاء والخميس، باستذكار اللقاء التاريخي بين والده الرئيس الشهيد والبطريرك ‏الراحل بقوله وكأنه كتب لهذين الرجلين الكبيرين، ان يلتقيا في الموعد التاريخي الفاصل بالايمان الوطني الواحد، ‏والتطلع الواحد، واليد الواحدة“.

ومنذ ما قبل الظهر، تداول ميشال عون مع الرئيس الحريري في الخطوات الواجب اعتمادها بعد وفاة البطريرك صفير ‏لا سيما لجهة إعلان الحداد الرسمي والتوقف عن العمل في كل المؤسسات والإدارات الرسمية والخاصة يوم التشييع ‏حدادا على الراحل صفير.

وفي الثالثة من فجر اليوم، انتهت الجلسة العاشرة لمجلس الوزراء، والتي انعقدت في العاشرة ليلاً لمتابعة درس مشروع ‏الموازنة، من دون ان تتمكن من حسم مسألة تخفيض الرواتب المرتفعة لكبار الموظفين، وكذلك خفض رواتب ‏الوزراء والنواب، أو حتى التطرق إلى موضوع العسكريين، بسبب غياب وزير الدفاع الياس بوصعب بداعي السفر، ‏فيما ارجئ البند المتعلق بفرض رسم 2 في المائة على الاستيراد.

وذكرت مصادر وزارية ان كل هذه الموضوعات طلب الرئيس الحريري تأجيلها إلى حين اتضاح ان الإيرادات التي ‏يجري بحثها قد حققت نسبة العجز في الموازنة الى حدود 9 في المائة، وهي النسبة التي وضعتها الحكومة كأحد ‏الشروط الأساسية لإنجاز الموازنة، وفي هذه الحالة قد يتم الاستغناء أو إسقاط بند الرواتب من احتساب الموازنة، علماً ‏ان مجلس الوزراء سيعود إلى الاجتماع مجدداً عند الثانية عشرة من ظهر اليوم في السراي الحكومي، على ان تكون ‏الجلسة الأخيرة لإقرار مشروع الموازنة ظهر غد الثلاثاء في قصر بعبدا، قبيل الإفطار الرئاسي الذي سيقيمه الرئيس ‏ميشال عون غروب غد ويشارك فيه الرئيسان نبيه برّي والحريري والوزراء والنواب وكبار الشخصيات، فيما ‏الإفطار الذي سيقيمه الرئيس الحريري في السراي سبق ان حدّد غروب الجمعة المقبل، إلا ان هذا الأمر لم يتأكد، لأن ‏أحداً من الوزراء لم يتحدث عن موعد الانتهاء من درس الموازنة، باستثناء الوزير وائل أبو فاعور الذي توقع وضع ‏اللمسات الأخيرة على المواد العالقة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى