بقلم غالب قنديل

الحرس الثوري الإيراني والإرهاب

غالب قنديل

تطوف فضاءات العالم بأكاذيب أميركية على مدار الثواني والدقائق لتسميم العقول وتوليد انطباعات تسهم في شيطنة مناهضي السيطرة الاستعمارية على العالم وتستخدم الآلة الأميركية مجموعة من التعابير المفتاحية التي تستوحيها من واقع الإمبراطورية ونشاطها العالمي التخريبي.

فالإمبراطورية تدير شبكات عالمية للاغتيالات ولتصنيع الإرهابيين ولتبييض الأموال ولتجارة المخدرات على مدى القارات الخمس وتختار من هذه السلة ما يناسبها لتلفيقه ضد مناهضي الهيمنة وقوى التحرر وأبرز منتج اميركي هو لوائح الإرهاب التي تضم خليطا من احزاب ومنظمات مقاومة تحررية وحكومات رصينة معادية للاستعمار تريد تحرير بلادها وكذلك مؤسسات إعلامية بعيدة عن الأكاذيب والمزاعم والبروباغندا الأميركية المضللة .

يتحدث الأميركيون اليوم بوقاحة عن إدراج الحرس الثوري الإيراني على لوائح الإرهاب وهو القوة التي انجدت العراقيين في التصدي لغزوة داعش التي يقول دونالد ترامب إن وراء بروزها وفبركتها من الأصل سلفه باراك اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون.

بعيدا عن كل ذلك ما يعرفه العراقيون الذين استهدفتهم داعش بالقتل الجماعي هو ان الحرس الثوري كان اول من ساهم في تدعيم قدراتهم على مقاومة الإرهاب وعزز صمودهم في أرضهم وهذا ينطبق على جميع العراقيين من الأكراد والأزيديين والمسيحيين ومن أهل الجنوب والشمال والوسط من السنة والشيعة الذين احتضنوا خبراء الحرس القادمين لتدعيم وحدات شعبية عراقية نهضت لمقاومة الإرهاب الأشد توحشا وفتكا في التاريخ المعاصر.

اما في سورية فقد عرف الناس مستشاري الحرس الثوري الإيراني وضباطه الكبار الذي تمازجت دماؤهم مع القادة العسكريين والضباط السوريين في التصدي لعصابات التكفير الإرهابية التي دمرت المدارس والمستشفيات والمعامل وارتكبت المجازر الجماعية البشعة.

وفي لبنان كانت معركة مقاومة الغزوة التكفيرية فصلا جديدا في بطولات وتضحيات قادة وعناصر الحرس الثوري الذي شارك من اول أيام انطلاق المقاومة التي يقودها حزب الله بالمساعدة في التدريب والتسليح والدعم الكبير طيلة ثلاثين عاما حتى اندحار العدو وتحرير معظم المناطق اللبنانية المحتلة.

طوال أربعين عاما كان الحرس الثوري شريكا للمقاومة اللبنانية وللجيش العربي السوري في ملاحم البطولة والصمود بالمشورة والمؤازرة ورفقة السلاح وما تروجه الدعاية الصهيونية الأميركية عن دور الحرس الثوري في نقل السلاح والخبرات إلى فلسطين المحتلة هو مدعاة شرف وافتخار بجميع المعايير الإنسانية والوطنية التحررية فالمعادلة هي ان الأميركي المتغطرس ينقل القنابل الفوسفورية والعنقودية جوا عن طريق لندن خلال الحروب لارتكاب المجازر وجرائم الإبادة الجماعية كما حصل في حرب تموز على لبنان وفي حروب غزة كما بينت التحقيقات الإعلامية بينما الحرس الثوري ينقل السلاح والخبرة إلى اهل الأرض ليقاوموا المحتل المجرم دفاعا عن أرضهم وعن حريتهم .

إن كان الإيرانيون عرفوا الحرس الثوري كقوة دفاع وأمان داخلية وكذراع إنقاذ في االكوارث الطبيعية منذ قيام الجمهورية وانتصار الثورة فإن بلدان الشرق العربي عرفت هذه القوة بوصفها مصدر النخوة والحمية وعلامة الأخوة انتصارا لها ودفاعا عن وجودها ضد الإرهاب الصهيوني والتكفيري الذي تدعمه وتحتضنه الولايات المتحدة.

الخطوات العدائية الأميركية التي تستهدف دور الحرس الثوري الإيراني في الدفاع عن بلاده نتيجة ما راكمه من قدرات وخبرات رادعة لقوى العدوان وكذلك هي تستهدف دوره في حماية شعوب وبلدان شقيقة عربية مجاورة لإيران دعم الحرس الثوري فيها قدرات الجيوش وحركات المقاومة في التصدي للعدوان الصهيوني ولغزوة التكفير الإرهابية التي قادتها ودبرتها الولايات المتحدة.

هذا كله يدعونا لنعلن بوضوح اننا نقف مع جبهة الدفاع عن هذا الشرق ضد الغزوة الاستعمارية الصهيونية الرجعية بجميع قواها وتشكيلاتها ومن هنا ندعو إلى رص صفوف المقاومين والمدافعين عن شعوبنا وبلداننا في مجابهة العدوانية الأميركية الصهيونية الفالتة من جيوش وطنية وتشكيلات شعبية وفصائل مقاومة فالغزوة مستمرة ومسيرة التحرر طويلة لن تحسم في معركة واحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى