الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

 

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية                    

البناء: بوتفليقة يؤجّل الانتخابات ويفوّض الإبراهيمي بالحوار… وروحاني يبدأ زيارته للعراق بسكك الحديد تجاذبات وفد بروكسل وملفات الفساد تهزّ التسوية الحكومية… وأوجيرو إلى الواجهة الحكومة تُنهي شهرها الأول بنتائج صفر… دون أي جدول أعمال لترجمة الوعود

كتبت صحيفة “البناء” تقول: نجح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة العائد من سفر للعلاج إلى الجزائر بالإمساك مجدداً بزمام المبادرة، بعدما عبر الشارع الجزائري الذي خرج لشهر متواصل مطالباً بعدم ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، عن فرحته احتفالاً بحزمة القرارات التي أعلن عنها بوتفليقة، بعد ظهوره تلفزيونياً يجتمع بعدد من القادة السياسيين والعسكريين، معلناً تغييراً حكومياً، بعدما حسم تأجيل الانتخابات الرئاسية وعدم ترشّحه للانتخابات المقبلة، وفاتحاً الطريق لإطلاق حوار وطني جامع، يتوقع أن تسند رئاسته للدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي، تمهيداً لوضع دستور جديد وعرضه للاستفتاء لتتم الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة خلال عام على أساسه.

المسار الجزائري الذي سيكون مليئاً بالمنعرجات والتعقيدات، خرج من دائرة خطر الوقوع في الفوضى وفقاً لما رأته مصادر جزائرية مطلعة، وقطع الطريق على مخاطر العبث بأمن الجزائر وأخذها إلى دوامة العنف الذي تتربّص له جماعات عديدة لها تاريخ طويل في الجزائر ومحيطها مع أعمال العنف، وهو ما قالت المصادر إنه كان موضع عناية الجيش ومقارباته للأزمة.

ملف إقليمي آخر حضر بقوة أمس، عبر زيارة الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني إلى العراق، وسط ترحيب شعبي وسياسي دفع العراقيين لاستذكار زيارة التسلل التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من وراء ظهر الدولة العراقية منتهكاً سيادتها، ويعبر جدول الأعمال المتشعب للزيارة التي تمت على إيقاع رفض عراقي رسميّ للمشاركة في العقوبات الأميركية على إيران، عن حجم الملفات والاتفاقيات السياسية والاقتصادية والخدمية والثقافية والسياحية ونوعيتها، التي ستكون على طاولة البحث بين المسؤولين الإيرانيين والعراقيين خلال الزيارة، والتي افتتحها الرئيس روحاني بالإعلان عن التحضير لإنشاء وتشغيل خط سكك حديد للنقل السريع بين عدد من المدن الإيرانية والعراقية منها طهران وبغداد والنجف ومشهد.

لبنانياً، طغت على المشهد الحكومي التباينات والسجالات المتصلة بتشكيل الوفد الحكومي إلى بروكسل والتغييب المتعمّد لوزير الدولة لشؤون النازحين عن مؤتمر يشكّل ملف النازحين عنوانه، تحت ذرائع رغبة الجهة الداعية، بينما الأمر يتوقف على قرار الحكومة المغيّبة عن القرار، أو على الأقل لقرار رئيس الحكومة الذي سيشارك بوفد يتولى تشكيله ويفترض أن يتم ذلك بالتشاور مع رئيس الجمهورية على الأقل، وبيده تحديد قوام الوفد الحكومي الذي سيرافقه بمعزل عن مشاركة الوزراء الذين وصلتهم دعوات من الجهة الداعية، والتي هي للحكومة أصلاً، أو لرئيسها بالتشاور مع رئيس الجمهورية كحد أدنى، الموافقة على مشاركتهم من عدمها، وأزمة وفد بروكسل إذا تمّ تجاوزها تبقى علامة على هشاشة الوضع الحكومي، بعدما كانت الاتصالات الرئاسية لا تزال تدور حوله تفادياً لاندلاع أزمة بين الرئاستين الأولى والثالثة.

ملفات الفساد المفتوحة هي الأخرى تتكفّل بما تبقى من التماسك الحكومي الذي عبّرت حالة انقطاع الجلسات الحكومية عن درجة تهالكه، كما عبر فقدان أي جدول أعمال جدّي للجلسات التي عقدتها الحكومة عن درجة الهريان والتفسخ التي تعصف بالحكومة، وكان لافتاً غياب ملف التوظيف من خارج القواعد القانونية عن جلسات الحكومة ومواقف رئيسها، خصوصاً مع الأرقام التي تكشفها جداول التوظيف في شركة أوجيرو بقرار من وزير الاتصالات قبيل الانتخابات النيابية، والتي تقارب الألف حالة توظيف غير قانوني بين أوجيرو وشركتي الخلوي.

النتائج صفر، هي المعادلة التي وصفت من خلالها مصادر متابعة الشهر الأول بعد نيل الثقة من عمر الحكومة، الذي ينتهي بعد أيام قليلة، دون أن تكون الحكومة قد وضعت جدول أعمال لجلسة واحدة تتناول القضايا الكبرى التي تشكل وعودها أو التحديات التي أعلنت عزمها على مقاربتها، ودون أن تشكّل لجنة وزارية واحدة للتصدّي لأي من هذه العناوين التي ينتظرها اللبنانيون، بما فيها الشؤون الخدمية الملحّة كأزمات الكهرباء والنفايات والنازحين.

يبدو أنّ التغييب القسري والمتعمّد لوزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب عن وفد لبنان إلى مؤتمر بروكسل 3 للنازحين السوريين لن يمرّ مرور الكرام في بعبدا، فرسالة الاعتراض والامتعاض التي وجّهها رئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة عبر الوزير سليم جريصاتي، كانت كافية لدفع الرئيس سعد الحريري للبحث عن مخرج لهذا الأمر الذي قد يتسبّب بأزمة بين الرئاستين.

وأشارت معلومات الى أنّ “الحريري يمكن أن ينزع فتيل الأزمة عبر ضمّه الغريب الى عداد الوفد المرافق له للمؤتمر”، لكن مصادر “البناء” “نفت التوصل الى اتفاق بهذا الشأن حتى مساء أمس”، إلا أنّ جهة معنية بالملف، بحسب المصادر، فضلت الانتظار حتى اليوم للبناء على الشيء مقتضاه وقبل اتخاذ أيّ موقف.

واستغربت مصادر نيابية في 8 آذار تعاطي الاتحاد الأوروبي مع لبنان بهذه الطريقة غير اللائقة، كما استغربت موقف رئيس الحكومة وقبوله باستبعاد وزير في حكومته، وأشارت المصادر لـ “البناء” الى أنّ “الوزير الغريب هو المعني الأول بملف النازحين واستبعاده يرسم شكوكاً حول مشاركة الوفد ويؤكد وجود غايات مشبوهة في نتائج المؤتمر في ظلّ رفض أميركي أوروبي لأيّ سياسة حكومية جديدة لإعادة النازحين الى سورية واستمرار السياسة القائمة التي تؤدي في نهاية المطاف لإبقاء النازحين في لبنان”، وأوضحت المصادر أنّ “استثناء الغريب من الوفد هو استكمال للهجمة على زيارته إلى سورية”، وتساءلت: “لماذا وافق الحريري على تعيين الغريب وزيراً لشؤون النازحين إذا كان سيعترض على عمله وزياراته؟” وأكدت المصادر أنّ “رئيس الجمهورية وفريقنا السياسي لن يسمح بإعادة إحياء السياسات الحكومية الماضية لا سيما في أزمة النازحين ولا بتجميد عمل الحكومة”.

الاخبار: مغارة الاتصالات: 500 موظف لا يعملون

كتبت الاخبار: 500 موظف يقبضون رواتبهم من شركتي الخلوي من دون أن يعملوا. تلك كانت إحدى الفضائح التي كُشفت في لجنة المال أمس. الجلسة افتتحت بمسألة التوظيف غير القانوني وانتهت بفتح كل ملفات الهدر المنظَّم في قطاع الاتصالات

من باب التوظيف في القطاع العام، دخلت لجنة المال أمس إلى مغارة قطاع الاتصالات. صحيح أن وزير الاتصالات محمد شقير ورئيس هيئة أوجيرو عماد كريدية أقرّا بما ورد في تقرير التفتيش المركزي عن توظيف 453 شخصاً في «أوجيرو» و54 موظفاً في الوزارة بعد قانون سلسلة الرتب والرواتب الذي منع التوظيف في إدارات الدولة ومؤسساتها، إلا أن هذا الملف بدا الأقل أهمية بالنظر إلى ما فُتح من ملفات في الجلسة. الفضيحة أمس كانت بعناوين عديدة، لكن أبرزها كان ما تكشّف عن وجود 500 موظف موزعين على شركتي الخلوي يقبضون رواتبهم من دون القيام بأي عمل. فهؤلاء لم يوظفوا لحاجة الشركتين لهم، بل لأن وزراء الاتصالات المتعاقبين طلبوا توظيفهم. أقرّ شقير بوجود هؤلاء أيضاً، معلناً أنه يدرس ملفاتهم قبل اتخاذ القرار بشأنهم. اللافت أن أحد الحلول التي طرحها، بعدما ناقشها مع وزير المالية، على ما أكد، كان إعادة توزيع هؤلاء على الوزارات، بحسب الحاجة. بأيّ سند قانوني يوزّعون، وهل الدولة ملزمة بإيجاد البديل لهم، ما داموا يعملون في شركتين خاصتين، وليس في إدارة رسمية؟ تلك أسئلة طرحت في الجلسة، وكانت كافية ليرفض أعضاء اللجنة أيّ حل من هذا النوع، ولا سيما في ضوء الحاجة لمباريات وقوانين يجب أن تطبق.

من قضية التوظيف، انتقلت الجلسة لتأخذ منحىً رقابياً أوسع، بفضل مداخلتَي النائبين جهاد الصمد وحسن فضل الله تحديداً. الصمد نزل إلى الجلسة بملف دسم يتعلق بالتلزيمات والتنفيعات والخسائر التي أنتجها التوظيف السياسي. وفضل الله ذهب إلى تشريح ملف خبره على مدى عشر سنوات من رئاسته لجنة الاتصالات، منطلقاً من التوظيف إلى كل الإنفاق الذي يجري من خارج الأطر القانونية.

أصرّ الصمد على أن عدد المياومين الذين انضموا إلى الهيئة في العامين 2017 و2018 يبلغ 1360 مياوماً، وقال إن كلفة رواتبهم ارتفعت من 137 مليار ليرة في عام 2016، إلى 327 مليار ليرة في عام 2018، أي بزيادة 140 بالمئة. أما النتيجة، فكانت انخفاض تحويلات وزارة الاتصالات إلى وزارة المالية في عام 2018 ما يعادل 39 بالمئة (حسب المدير العامة للمالية العامة ألان بيفاني)، أي نحو 500 مليون دولار. وهذا لا يعود فقط إلى زيادة التوظيف أو زيادة كلفة سلسلة الرتب والرواتب، بل إلى الإنفاق العشوائي والعقود التي وُقّعت من دون مناقصات.

على سبيل المثال، تبين أن الوزير السابق للاتصالات، جمال الجراح، تعاقد مع شركة متخصصة بالأمن السيبيراني لحماية الشبكة بكلفة بلغت 150 مليون دولار. لماذا اختيرت هذه الشركة تحديداً؟ ووفق أي مناقصة وأي دفتر شروط حصلت الشركة على هذا المبلغ الضخم؟

أراد الوزير الحالي أن يبدي حسن النية، فتعهد بأن تُجرى المناقصات في الوزارة، لا في أوجيرو أو في شركتي الخلوي. بدا ذلك اقتراحاً لا يعبّر عن طموح أعضاء اللجنة المطالبين بمناقصات شفافة. شقير تعهد أيضاً بخفض قيمة عقود الرعاية الإعلانية إلى 6 ملايين دولار بعدما وصلت في عام 2018 إلى 20 مليون دولار (من ضمنها حقوق بث كأس العالم). 6 ملايين ليس مبلغاًَ بسيطاً أيضاً، علماً أن هذه العقود لا تكون لأسباب تجارية بحت، فشرطها الأساس هو المصالح السياسية وإشارة الوزير. كل ذلك يجري، فيما الشركات لا تملك سوى الموافقة على طلبات الوزراء خوفاً من أن يكون العقاب طردها من جنة إدارة القطاع.

رداً على طرح فضل الله لمسألة شركات الخدمات المضافة (VAS) التي تتعاقد مع شركتي الخلوي لتقاسمها مبالغ كان يمكنها أن تعود للدولة، أعلن شقير أنه يدرس المسألة كما يدرس مردوها على الخزينة. كذلك أشار إلى أنه بصدد الإعداد لقرار يخفض إيجار أماكن تثبيت أبراج الإرسال بنسبة 25 في المئة.

قبل ذلك سأل فضل الله عن أسباب تعطيل مجلس الخدمة المدنية. قال إن هذه الخطوة أدت إلى ما وصلت إليه مسألة التوظيف. سأل: لماذا لا يكون التوظيف عبر المجلس، ولماذا تعطيل نتائج المباريات التي أجراها، ومنها مأمورو الأحراج والمحاسبون، وكذلك أمناء الصندوق في أوجيرو؟

ووعد رئيس اللجنة إبراهيم كنعان بأن تحقق اللجنة في كل المناقصات وتضارب مصالح، بعد أن تأتي الأجوبة الكاملة على كل ما طرح بدءاً من الأسبوع المقبل.

  

النهار: لبنان إلى بروكسيل 3: دعم جديد؟

كتبت صحيفة “النهار” تقول: قد تكون صورة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مستقبلاً أمس في الرياض رئيس الوزراء سعد الحريري المؤشر الوحيد لاتساع الاجندة الرسمية اللبنانية نحو الاستعدادات الجارية لاجتماعات تتسم بأهمية بين الجانبين السعودي واللبناني، فيما تنشغل الاوساط السياسية والرسمية بملفات تندرج تحت عنوان مكافحة الفساد ولا يزال الشك كبيراً في امكان ان تنطبق الضجة الصاعدة حولها على النتائج المرجوة منها. والواقع ان المصادر المعنية بمتابعة ملفات مكافحة الفساد تلفت الى انه لا يمكن التنكر للجوانب الايجابية التي نشأت عن مناخ فتح مجموعة ملفات تعود الى المالية العامة وانجاز هذه الملفات في وزارة المال ومن ثم المضي في تحقيقات تتصل بشبكات رشى وفضائح وانتهاكات للقانون. لكن هذه المصادر تثير شكوكا ومحاذير في ما تراه من تفكك وتشرذم في الموقف الرسمي من هذا الملف الحيوي بحيث يخشى ان تتجدد عند كل تطور يتصل بأي ملف من ملفات مكافحة الفساد معارك ذات طابع طائفي أو مذهبي أو حزبي ما دام الموقف الحكومي والرسمي عموما يفتقر الى الحد الادنى من الانسجام حول معايير واساليب المضي في عملية تنقية المؤسسات على أسس قانونية وقضائية صارمة ومتجردة.

ولم يفت هذه المصادر من جهة اخرى التحذير من افتعال معارك جانبية داخل الحكومة في ملفات أخرى مثل عاصفة الاعتراض على عدم مشاركة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب في الوفد اللبناني الى مؤتمر بروكسيل – 3 الخاص بالنازحين برئاسة الرئيس الحريري على رغم التوضيحات التي اكدت ان الاتحاد الاوروبي الذي وجه الدعوات الى هذا المؤتمر لم يدع الوزير الغريب ولا وزير الصحة أيضاً. لكنها لاحظت ان ردود فعل بعض القوى السياسية على هذا الموضوع تمادت في تضخيمه لتبلغ حدود الدفاع مجدداً عن الاتجاهات الضاغطة لحصر معالجة مسألة عودة النازحين السوريين الى بلادهم بقنوات التفاوض المباشرة بين لبنان والنظام السوري. وقالت إن مجمل المواقف التي يتخذها النظام السوري نفسه لا تساعد حلفاءه اللبنانيين على تسويق وجهة نظرهم لانه بات في حكم المؤكد ان النظام لا يقوم باي مبادرة من شأنها تشجيع الدفع نحو التفاوض معه حصراً في ملف النازحين وان الجهات الدولية المعنية تدرك تماما العقبات التي تواجه المساعي لاعادة النازحين ولا يمكن لبنان تهميش الاتجاهات الدولية وادارة ظهره لها فيما لا شيء يضمن أي حل ولو جزئياً من طريق التفاوض و”التطبيع” مع النظام السوري.

في أي حال، يكتنف الغموض مؤتمر بروكسيل غدا الذي يتوجه اليه الرئيس الحريري والوفد المرافق له لكنه سيشهد استناداً الى المصادر المعنية بلورة لاحدث الاتجاهات الدولية حيال مسألة النازحين وسيكون لبنان من الدول المعنية أكثر من سواها بالوقوف بعمق عند هذه الاتجاهات لتبين النيات الدولية في شأن معالجة عقبات اعادة النازحين السوريين كما انه معني بالحصول على جرعة دعم دولية جديدة له لمساعدته على الصمود تحت الاعباء الهائلة للنازحين على أرضه.

الديار: “رسالة” السعوديّة للحريري: لا تُساعدوا حزب الله على مُواجهة “العقوبات” زيارة بومبيو الى لبنان تتحوّل الى “ابتزاز أميركي للحصول على تنازلات معركة “الفساد” تُثير “أزمة صامتة” بين بعبدا وبيت الوسط… هل تنجو الحكومة؟

كتبت صحيفة “الديار” تقول: هل يصمد “التفاهم” السياسي على ابقاء “العواصف السياسية” خارج مجلس الوزراء؟ هذا الامر سيكون موضع اختبار حقيقي في الجلسة المقبلة التي سيكون على “طاولتها” من خارج جدول الاعمال اكثر من عنوان “متفجر” في طليعتها الخلاف على سياسة موحدة في مقاربة ملف النزوح السوري، في ظل ما اثير من “اعتراضات” على خلفيات الدعوات الى مؤتمر بروكسل، وعشية زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون الى موسكو، وانتظار ما سيحمله الرئيس سعد الحريري بعد زيارته “الخاطفة” الى السعودية التي طالبت رئيس الحكومة بعدم تقديم اي مساعدة لحزب الله في مواجهة العقوبات الاميركية، فضلا عن خروج “الخلاف” “الصامت” حول معركة مكافحة الفساد الى العلن بعد تسريبات من مصادر مقربة الى “العهد” باستهداف غير بريء لمحسوبين على الرئاسة الاولى من قبل “فرع المعلومات”، في رد غير مباشر على معركة الفساد المفتوحة على مصراعيها والتي بدأ تيار المستقبل يستشعر انه المستهدف الاول والاخير في هذه “الحملة”. في وقت لا تزال “الضغوط الاميركية” في اعلى مستوياتها على الداخل اللبناني في ظل عملية “ابتزاز” واضحة عنوانها “التلاعب” “باعصاب” المسؤولين اللبنانيين من خلال ترتيبات ممنهجة مصدرها السفارة الاميركية التي بدأت تروج لاحتمال تأجيل او الغاء زيارة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الى بيروت،احتجاجا على عدم “نجاح” زيارة مساعده ديفيد ساترفيلد..!

“التلاعب” بموعد زيارة بومبيو

وفي هذا السياق، تشير اوساط سياسية مطلعة الى ان السفارة الاميركية لا تزال “تتلاعب” باعطاء موعد محدد لزيارة رئيس الدبلوماسية الاميركية بحجج ترتبط بالبعد الامني لتحركاته، لكن الجديد خلال الساعات القليلة الماضية كان في “تعميم” السفيرة في بيروت اليزابيت ريتشارد على بعض المرجعيات المرتبطة بالسفارة كلام فحواه ان التقرير الذي رفعه ساترفيلد الى رئيسه المباشر في الخارجية الاميركية لا “يشجع” على ابقاء لبنان على جدول اعمال بومبيو الذي يدرس مع مساعديه جدوى القيام بالزيارة من عدمه، او تأجيلها، وذلك بعدما وصل ساترفيلد الى “قناعة” بعدم القدرة على التاثير على المسار السياسي القائم بفعل “تعقيدات” المشهد الداخلي والاقليمي الذي لا يسمح بتحقق “سقف” الطموحات الاميركية، وذلك لسببين الاول “الضعف” البنيوي الذي لمسه مساعد وزير الخارجية من “الحلفاء” في بيروت، والثاني قوة الفريق “المناوىء” للولايات المتحدة والذي لا يسمح بتحقيق نتائج عملية لرئيس الدبلوماسية الاميركية الذ يخشى ان يخرج “خالي الوفاض” من زيارته المرتقبة…

“ابتزاز اميركي..!

ووفقا لتلك الاوساط، فان ما يحصل راهنا عملية “ابتزاز” واضحة للسلطات اللبنانية، وكذلك لحلفاء واشنطن في الفترة الزمنية الفاصلة عن الموعد المرجح لزيارة بومبيو لتقديم اجابات اكثر وضوحا حيال كيفية المساعدة في استراتيجية الولايات المتحدة لمواجهة حزب الله والحد من نفوذه السياسي والمالي، وهو امر لم يحصل عليه ساترفيلد خلال زيارته الاخيرة حيث اكتفى من اجتمع به بالسؤال عن ماهية الخطوات الاميركية المقبلة “وخارطة الطريق” حيال كيفية تصاعد هذه “الحرب” دون تقديم اجابات واضحة حيال “مساهماتهم” في هذه المهمة، وهو امر لا يزال محور تقويم في الخارجية الاميركية، ومن هنا فان تلك “التسريبات” لا تزال جزءا من “جس النبض” الاميركي للضغط على الساحة اللبنانية، بعيدا عن صحة قرارالغاء الزيارة من عدمه، ومن المرجح ان يتم حسم هذا الامر في الساعات القليلة المقبلة…

هل ينجو مجلس الوزراء؟

في غضون ذلك، بدأت الملفات السياسية “المتفجرة” تضغط على عمل الحكومة في ظل جهود “مضنية” تبذل من قبل اكثر من طرف لابقاء مجلس الوزراء بعيدا عن هذه الخلافات وحل الازمات الحالية او المستجدة عبر الاتصالات الجانبية وذلك لضمان عدم تعثر الانطلاقة الحكومية، وفي هذا السياق تفيد اوساط وزارية مطلعة بان اتصالات بعيدة عن الاضواء تجري لضمان عدم خروج “الازمة الصامتة” بين فريق رئيس الحكومة سعد الحريري والفريق السياسي المحسوب على العهد بعد سلسلة تسريبات بدأت على وقع الحرب المفتوحة في البلاد على “الفساد”، وبعدما تم تطويق ذيول “حرب” مقدمات نشرات الاخبار التلفزيونية على خلفية الاتهامات الموجهة الى الرئيس الاسبق للحكومة فؤاد السنيورة في ملف الـ11 مليار دولار، بدأت جهود جدية “لتطويق” مفاعيل اتهامات وتشكيك من قبل مسؤولين في “التيار الوطني الحر” لفرع المعلومات بمحاولة استهداف بعض المسؤولين “المحسوبين” على “العهد” كرد على الحملة السياسية على السنيورة وتيار المستقبل، ويقدم هؤلاء “مضبطة اتهام” في هذا السياق على خلفية التحقيقات والتسريبات حيال توقيف احد مرافقي القاضية غادة عون، وكذلك احد “المحسوبين” على القاضي بيتر جرمانوس، فضلا عن محاولات “للتضييق” على جهاز امن المطار، وهذه الامور ستجري مقاربتها مع الرئيس الحريري بعد عودته من مشاركته في مؤتمر بروكسل “للملمة” الوضع قبل “انفجاره” سياسيا..

اللواء: الملك سلمان يؤكِّد إهتمام المملكة بالإستقرار.. وتوقيت زيارة بومبيو مدار تشاور فتح باب الترشيحات لانتخابات طرابلس وسط حماوة ملحوظة .. والمحكمة الدولية تدقق في حيثيات الحكم المرتَقَب

كتبت صحيفة “اللواء” تقول: عاد الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، بعيد منتصف الليل، بعد زيارة إلى المملكة العربية السعودية، استقبله خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

استقبال الملك سلمان للرئيس الحريري، الذي جرى في قصر اليمامة في الرياض أمس، شارك فيه كل من عضو مجلس الوزراء وزير الدولة الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الخارجية الدكتور إبراهيم العساف، والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، وسفير المملكة في لبنان وليد بخاري، والسفير اللبناني في المملكة فوزي كبارة.

وأكّد الملك سلمان استمرار المملكة بالوقوف إلى جانب لبنان، ودعم استقراره وامنه، وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) انه جرى خلال الاستقبال، بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في المنطقة، وبخاصة على الساحة اللبنانية.

وكشفت معلومات خاصة بـ”اللواء” ان وجود الرئيس الحريري في الرياض، كان فرصة لمواكبة اجتماعات اللجنة اللبنانية – السعودية التي اختتمت مساء أمس أعمالها على المستوى التقني، حيث تمّ التوصّل إلى اتفاق على 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات عدّة، وأصبحت جاهزة للتوقيع، بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في كل من البلدين.

الجمهورية: الحريري يلتقي سلمان ويعود.. وإشتباك حـــول النازحين..

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: الحدث اللبناني، ظهر من الرياض عبر استقبال الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لرئيس الحكومة سعد الحريري، فيما الداخل محكوم باصطفاف سياسي لم ينفرط عقده بعد، وتباينات حادة وإشكالات داخل الحكومة حول قضايا سياسية خلافية مرتبطة بملف النازحين والعلاقة مع سوريا، وبحال أقرب الى اللامبالاة، من قبل السلطة، حيال الملفات الاساسية حيث تقف هذه السلطة على ضفاف هذه الملفات، من دون ان تقاربها في الجوهر، وخصوصاً تلك المتصلة بضخ الحيوية والانتعاش في الوضع الاقتصادي المأزوم، وايضاً تلك المرتبطة بمؤتمر “سيدر” ومتطلباته.

في الرياض، استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز امس، الرئيس الحريري في مكتبه في قصر اليمامة في الرياض، وتم البحث في سبل تعزيز التعاون بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً.

وحضر اللقاء وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد بن محمد العيبان، وزير الخارجية إبراهيم العساف، المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، والسفير اللبناني لدى المملكة فوزي كبارة.

الى بروكسل

وجاء استقبال الملك سلمان للرئيس الحريري، عشية توجّه رئيس الحكومة الى بروكسل لترؤس الوفد اللبناني الرسمي إلى مؤتمر النازحين الذي يبدأ أعماله غداً في العاصمة البلجيكية.

علماً انّ مشاركة لبنان ما زالت في دائرة الاخذ والرد لناحية تشكيلة الوفد التي اقتصرت الى جانب الحريري على وزير التربية اكرم شهيّب ووزير الشؤون الإجتماعية ريشار قيومجيان، والتي أثارت في الأجواء الداخلية تساؤلات حول مغزى استبعاد وزير شؤون النازحين صالح الغريب عن تشكيلة الوفد، في وقت أفيد عن اتصالات جرت على اكثر من صعيد رئاسي وسياسي بهدف اعادة استدراك هذا الامر.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى