بقلم غالب قنديل

قوة النموذج الاستقلالي الايراني

غالب قنديل

سوف يتساءل كثيرون في العالم عن سر تجدد الوهج الشعبي للثورة الايرانية بعد أربعين عاما كما أظهرت الاحتفالات الحاشدة التي شهدتها ايران في الذكرى الأربعين .

منذ انطلاقها تميزت الثورة الايرانية بخطاب استقلالي تحرري مناهض لسيطرة الاستعمار الغربي ورافض لكل اشكال الهيمنة وقد بنيت الهياكل الاقتصادية والسياسية الايرانية على هذه الأسس بكل حزم واتخذت ايران خيارا اقتصاديا اجتماعيا يقوم على فكرتي العدالة والاستقلال بالاعتماد على القدرات الوطنية وقد اعطيت اولويات حاسمة لتنمية القطاعات المنتجة ولتطوير التعليم والبحث العلمي اي لبناء قوة منتجة متطورة وراكمت ايران بذلك مقومات نهضة حضارية شاملة تبرهن عليها النتائج.

الالتزام الايراني بفكرة التحرر والاستقلال وبوحدة النضال في المنطقة ضد الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي اكدت مصداقيته احداث العقد الماضي فبينما قدمت ايران المساعدة للعراق وسورية ضد غزوة التكفير تجمع خصومها على المقلب الآخر بقيادة الولايات المتحدة وبناء على أوامرها.

وشكل التزام ايران بدعم حركات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن وجميع تحالفاتها الدولية ايضا اثباتا نوعيا لخطابها التحرري منذ اليوم الاول.

ان التماسك الإيراني الداخلي والالتفاف حول ارادة الاستقلال والتحرر يستند ايضا الى فكرة الكرامة القومية لبلد عظيم في حجمه وامكاناته بما يؤهله لحمل طموحات كبيرة تضعه في مصاف القوى الشرقية والعالمية الصاعدة.

في نسيج المتانة الايرانية التي أسقطت فصول التآمر الأميركي الصهيوني مجموعة مزايا ايرانية:

تجسيد دقيق لمفهوم السيادة الشعبية من خلال الانتخابات المباشرة لجميع مؤسسات القرار العليا.

التنظيمات الشعبية القاعدية المعبأة باستمرار للدفاع عن مبادئ الثورة من خلال الحرس الثوري ومنظمة الباسيج التي تضم الملايين وتنطلق من أصغر وحدة سكانية.

الدور الحاسم للمرشد في حراسة المبادئ العليا للثورة والتحديث المستمر للخطاب السياسي والثقافي للاحتفاظ بنبض الشباب في البنى السياسية والدستورية.

دور المرشد الحاسم في تطوير النموذج الوطني الايراني للتعدد السياسي ولفكرة تداول السلطة عبر الاقتراع الشعبي وتألق المرشد في صياغة الأولويات الوطنية لكل مرحلة وتعبئة القدرات الوطنية لتحقيقها.

اكتسب النموذج الايراني قوة ومصداقية في نظر الشعب من خلال مراكمة النجاحات والانجازات واكتسب ثقة شعبية متجددة في مقاومة التكالب الاستعماري الصهيوني وهذا سر تلاقي أربعة أجيال ايرانية في رحاب ثورة يتجدد وهجها التحرري ويشع من حولها في المنطقة والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى