بقلم غالب قنديل

فتح معبر نصيب… التنف متى ؟

غالب قنديل

انتظرت السلطات الأردنية وقتا غير قصير للتجاوب مع الطلبات السورية الملحة لمباشرة ترتيبات فتح الحدود البرية بين البلدين بعد تحريرها من الجماعات المسلحة ومن الواضح أن ضغوطا أميركية كانت تقف خلف المراوغة والمماطلة إلى أن تم يوم امس الأحد إعلان موعد نهائي رسمي من عمان ودمشق وشاع مناخ احتفالي في صفوف المزارعين والمصدرين اللبنانيين الذين أملوا بأن تتيح الخطوة لهم استرجاع خط التصدير البري نحو البلاد العربية بدلا من الطرق البحرية عالية الكلفة التي لجأوا إليها في السنوات الماضية منذ إغلاق الحدود السورية مع العراق والأردن.

أفرجت واشنطن عن الطريق البري عبر سورية من الناحية الأردنية في محاولة لإنعاش حكومة عمان التي تئن تحت وطأة ضغوط اقتصادية ومالية خانقة وهي تواجه عناصر تفجير محتملة من خلال حملة صفقة القرن التي تستهدف تصفية قضية فلسطين وشطب حق العودة.

أما على المقلب العراقي فالتصميم الأميركي على إدامة الاحتلال في الشرق السوري وعلى تقديم مراكز حدودية محمية لفلول داعش والقاعدة التي انهارت اوكارها هناك امام الجيش العربي السوري يفسر إبقاء الحدود العراقية السورية مغلقة وفي وضعية منطقة اشتباك تحف بها المخاطر الأمنية ومعلوم ان جميع محاولات التقارب العراقي مع سورية اقتصاديا وسياسيا واجهت ضغوطا أميركية كثيفة خلال السنوات الأخيرة ولا يعتقد الخبراء ان الولايات المتحدة في وارد إسقاط الفيتو الذي وضعته على أي بادرة تعيد التواصل العراقي السوري إلى عهوده الذهبية.

محركات الضغوط الأميركية تتضمن بمجموعة من العوامل أبرزها حاجة واشنطن لإبقاء الضغط السياسي والاقتصادي على العراق وعلى سورية معا وإدراك المخططين في العاصمة الأميركية لما يرمز إليه كل تعاون سوري عراقي في نظر الكيان الصهيوني.

منذ اغتصاب فلسطين تعامل الصهاينة مع التواصل العراقي السوري بوصفه خطرا وجوديا يقود إلى إنشاء جبهة شرقية مقاتلة تتكامل في إمكاناتها الاقتصادية والعسكرية والبشرية وفي أي حرب قادمة سيتيح فتح الحدود بين سورية والعراق تدفق مقاتلي فصائل المقاومة الذين شاركوا الجيش السوري وحزب الله بالتصدي لداعش والقاعدة على الأرض السورية.

بل إن المخاوف الأميركية الصهيونية تطال خطرا أدهى يتمثل بالتواصل السوري الإيراني المباشر عبر العراق وهو ما يعتبر خط إمداد مفتوح يصل إلى سواحل لبنان على المتوسط ويعلم المخططون الأميركيون والصهاينة فوق كل ما تقدم ان محور المقاومة تداول منذ العدوان على سورية أفكارا مستقبلية تتناول مد شبكات الربط الكهربائي وانابيب النفط والغاز وإنشاء خطوط سكة الحديد المشتركة بصورة تشبكها إيران مع خارطة الحزام والطريق الصينية التي تشمل الشرق العربي في مسارها حكما والخميرة الأصلية لما تقدم كانت نظرية البحار الخمسة التي أطلقها الرئيس بشار الأسد قبل العدوان على سورية بسنوات.

قد نجد المزيد من الدوافع والأسباب للعرقلة الأميركية لكن السؤال العقيم هو حول سر التلكؤ اللبناني في المبادرة لالتقاط الفرص الثمينة اقتصاديا وسياسيا التي تتيحها عودة الحياة إلى عمليات النقل والترانزيت البرية من لبنان وإليه فلا جواب عليه غير انتظار الإشارة الأميركية بذلك وبكل أسف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى