الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية  

البناء : سورية تراقب نهاية مهلة إدلب… والفصائل بين الرفض والانشقاقات وتركيا تؤكد التزامها قضية الخاشقجي تتفاعل… وفلسطين ترفع البطاقة الحمراء للاستيطان… وبومبيو في كوريا الحريري سيسمع ردود باسيل كما أبلغه بالتفاؤل تلفزيونياً… ومع الضيف الثالث… صار الوقت؟

كتبت صحيفة “البناء ” تقول : فيما تؤكد سورية بلسان رئيسها الدكتور بشار الأسد التمسك بتفاهمات إدلب، وتراها مدخلاً لاستعادة وحدة سورية وإنهاء ‏سيطرة التشكيلات الإرهابية على جزء من جغرافيتها، تتابع الجهات الدبلوماسية والعسكرية في سورية بالتفاصيل مجريات ‏تطبيق تفاهمات إدلب ميدانياً عشية نهاية مهلة الشهر المتفق عليها في سوتشي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ‏والتركي رجب أردوغان، حيث يجب أن تكون الأسلحة الثقيلة والمتوسطة أصبحت خارج المنطقة منزوعة السلاح، وسط تجديد ‏تركيا تعهداتها مع تمديد المهلة حتى منتصف الشهر، وتعلن العديد من الفصائل رفضها للتفاهمات، وتشهد العديد منها تشققات ‏وصراعات حول التنفيذ بينما الحملة الدولية التي تشكلت تحت شعار منع عملية عسكرية في إدلب قد تفكّكت، والممانعة ‏التركية ستفقد فعاليتها مع نهاية المهلة بالعجز عن تنفيذ التعهدات.

دولياً وإقليمياً، ارتباك إسرائيلي متواصل بمصدر القلق الذي سببته صواريخ الـ”أس 300″ الروسية التي صارت سورية، ‏والالتفاف على المأزق لا تفيد فيه مساعي التواصل الإسرائيلية بموسكو التي عبر عنها ما عمّمه مكتب رئيس حكومة ‏الاحتلال بنيامين نتنياهو عن تفاهم على اللقاء مع الرئيس الروسي، للإيحاء بإيجابيات على خط العلاقة الروسية الإسرائيلية ‏قد تغيّر المشهد، بعدما كانت موسكو واضحة في قرارها بتجميد أي لقاء مع قادة الكيان حتى يكتمل تسليم وتوضيع الـ”أس ‏‏300″ بيد الجيش السوري منعا لأي أوهام حول جدية القرار الروسي، بينما جاءت العملية النوعية للمقاومة في عمق ‏فلسطين المحتلة ونجاحها بقتل إثنين من المستوطنين لتؤكد لمجتمع الاستيطان أن أمنه سيبقى بخطر ما دام الاحتلال، وأن ‏التوهم بقلق على الأمن مصدره الخارج مجرد وهم.

يتساند الإرباك الإسرائيلي بإرباك أميركي مماثل، بعدما شكلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتلاحقة في إهانة ‏الملك السعودي إحراجاً كبيراً، وصار البحث عن تلميع صورة الإدارة عشية الانتخابات النصفية للكونغرس يستدعي براعة وزير ‏الخارجية مايك بومبيو في استحضار الأرانب من أكمامه، فكانت رحلته إلى كوريا الشمالية استعادة لمشهد قديم مستهلك، ‏وظيفته الوحيدة الحديث عن تقدّم إيجابي وإنجازات، لا تلبث تغريدات جديدة للرئيس الأميركي بالتكفل بتبديدها.

القيادة السعودية المرتبكة بتصريحات ترامب، كان ينقصها الإرباك الناتج عن سلوك أرعن في التعامل مع الزيارة التي قام بها إلى ‏القنصلية السعودية في إسطنبول الصحافي السعودي المنتمي لفريق الحكم وخطه السياسي بكل ما فيه من فضائحية في ‏حروب سورية واليمن والموقف من المقاومة وإيران أصلاً، والمختلف حول زوايا تفصيلية تتصل بخلفيته الإخوانية. وجاء اختفاء ‏الخاشقجي والمعلومات عن مقتله ليتسببا ببدايات أزمة تركية سعودية، تبعتها لاحقاً مواقف غربية تشير لمأزق كبير سيلاحق ‏قيادة الرياض كلما بدا أن رواية خطف الخاشقجي أو قتله خصوصاً، صارت الأقرب إلى الواقع.

لبنانياً، تبدو عملية تشكيل الحكومة بعيداً عن التحليلات والمعلومات موضوعاً ترويجياً تلفزيونياً، حيث لا تدور المواجهات ‏والتجاذبات ولا المشاورات حول العقد التي تفصل الضوابط التي حددها رئيس الجمهورية للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة ‏كشرط لتوقيعه على التشكيلة الحكومية، عن الضوابط التي رسمها الرئيس المكلف للتشكيلة التي يمكن له تقديمها معدلة، ‏بل صار على اللبنانيين النظر إلى ما يسمعونه من شاشة التلفزيون وخصوصاً من برنامج الإعلامي مرسال غانم، كل ليلة ‏خميس، ويستمع معهم الخصوم والأصدقاء من السياسيين كمنبر لتوجيه الرسائل، بعدما افتتح الرئيس المكلف سعد الحريري ‏إطلاق التفاؤل كحرب إعلامية استباقية، تعاونه في الضغط على التيار الوطني الحر ورئيسه، فردّ رئيس التيار وزير الخارجية ‏جبران باسيل في اليوم الثاني بمؤتمر صحافي مخاطراً بتحميله مسؤولية العرقلة، يبدو أن الرئيس المكلف نفسه سيستمع ‏مع اللبنانيين بالطريقة ذاتها إلى عروض باسيل لحلحلة العقد الحكومية، ليصير على اللبنانيين التساؤل عن الضيف الثالث ‏للبرنامج نفسه والذي قد يكون النائب السابق وليد جنبلاط، لمعرفة ما إذا كانت عملية تذليل العقد في التشكيلة الحكومية ‏ستعلن على الهواء، أم أن مهلة العشرة أيام التي حدّدها الرئيس المكلف تكون قد انتهت وزاد عليها خمسة أيام فتسقط ‏نهائياً؟

فيما ينشغل الأتراك والسعوديون مع الولايات المتحدة بقضية الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي الذي أعلن ‏مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي أنه قتل في القنصلية السعودية في اسطنبول، وأنّ سلطات بلاده ترجّح أن تكون ‏العملية تمّت بمشاركة “15 سعودياً”، في موازاة اعتبار الوزير السعودي المفوّض وليد البخاري أنّ “مسرحية اغتيال خاشقجي ‏مؤامرة ومكيدة استخبارية دبّرت بإحكام بغرض النيل من سمعة السعودية والإساءة إليها”، ينشغل لبنان بملف التأليف ‏الحكومي الذي يبدو أنّ أفقه الإيجابي لا يزال بعيد المنال رغم الأجواء التفاؤلية التي بثها الرئيس المكلف سعد الحريري ليل ‏الخميس.

وبينما تؤكد مصادر مطلعة على الملف الحكومي لـ “البناء” أنّ الأجواء إيجابية وأنّ هناك تقدّماً في المفاوضات لا سيما بعد ما ‏لاقى طرح الرئيس المكلف إعطاء حزب القوات 3 حقائب خدمية ومنصب نائب رئيس مجلس الوزراء من دون حقيبة، تأييداً من ‏رئيس الجمهورية.

وبينما لفتت مصادر معنية لـ”البناء” الى فيتو عوني على تولي تيار المردة وزارة الأشغال، شدّدت المصادر على أنّ حزب الله لن ‏يرضى أن تسحب هذه الحقيبة من تكتل لبنان الحر الموحد، لتسند للاشتراكي الذي بدأ يطالب بها بعد سحب التربية منه ‏وإعطائها للقوات. مع تشديد المصادر على أنّ حزب الله مصرّ على تولي حقيبة الصحة ولن يتراجع عن مطلبه الذي لا يلقى في ‏الأصل أية معارضة محلية.

أما على خط القوات اللبنانية، فإنّ مصادرها حتى الساعة لا تزال تنفي تلقيها أية صيغة حكومية، مشيرة إلى أنّ الوزير باسيل لا ‏يزال يمارس لعبة التعطيل لألف سبب وسبب، مشدّدة في حديث لـ”البناء” على انّ معيار التأليف يحدّده الرئيس المكلف ‏بالتعاون مع رئيس الجمهورية، وما يقوم به الوزير باسيل هو تعدٍّ على صلاحيات الرئاسة الثالثة وتجاوز للرئيس المكلف، لافتة ‏الى انّ المعيار الذي وضعه باسيل لن يرى النور، مشيرة الى أنّ حزب القوات يمثل ثلث الوجود المسيحي، وبالتالي من ‏الطبيعي أن يحصل على ثلث المقاعد الوزارية المسيحية من دون أية منة من أحد، مستغربة كيف أن باسيل يلجأ بين الفينة ‏والأخرى الى اللعب بالأرقام والإحصاءات وفقاً لمصلحته.

الديار : الحريري في بعبدا للصيغة النهائية فاما التوافق مع الرئيس عون واما التجميد لأشهر أميركا والسعوديّة تريدان فرنجية وجعجع للرئاسة وحزب الله وسوريا يُريدان باسيل معركة تأليف الحكومة هي معركة الرئاسة والتيّار يعتبر أنه يملك الأكثريّة النيابيّة للرئاسة

كتبت صحيفة “الديار ” تقول : قطع الرئيس سعد الحريري كل اتصالاته خلال نهاية الاسبوع مع كافة الاطراف ولم يقم بأي اتصال وجلس يضع اللائحة النهائية لاقتراح ‏تأليف الحكومة الجديدة وسيزور قصر بعبدا في مطلع الاسبوع يوم الثلاثاء او الاربعاء او ربما اليوم الاثنين ليطلع رئيس الجمهورية على ‏الصيغة النهائية التي توصل اليها بعد اخر المشاورات مع كافة الاطراف التي اجراها هاتفيا او عبر مندوبين وبخاصة الوزير السابق ‏غطاس الخوري وبقية مستشارين له بمستوى وزير ونائب.

وقد قام الرئيس المكلف الرئيس سعد الحريري بوضع بعض التعديلات في شأن تاليف الحكومة كي يستطيع ارضاء عون وارضاء بعض ‏الاطراف والجميع مصر على موقفه، لكن الحريري قرر تقديم صيغة ولو ادى ذلك الى غضب بعض الكتل النيابية او الفاعليات الحزبية ‏والسياسية من اجل ان يتوصل الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية الى صيغة حكومة جديدة.‎‎

ومن خلال الجلسة التي سيعقدها رئيس الحكومة الحريري مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فإنه اما سيتم الاتفاق على صيغة ‏الحكومة الجديدة وإما الامور دخلت مرحلة التجميد لتأليف الحكومة لمدة اشهر ولن تكون هنالك حكومة كما قالت الديار سابقا قبل بداية سنة ‏‏2019‏.

وبما ان المجلس النيابي الحالي هو الذي سينتخب رئيس الجمهورية المقبل، فإن التيار الوطني الحر الذي يضم 29 نائبا يعتبر انه قادر على ‏تأمين 65 نائبا لانتخاب رئيس جمهورية جديد بعد ولاية الرئيس الحالي الرئيس العماد عون. فيبدو ان الصراع هو بين 3 شخصيات الدكتور ‏سمير جعجع والوزير سليمان فرنجية والوزير جبران باسيل، على ما يبدو حتى الان، مع العلم ان المنطقة قابلة على تغييرات جذرية لا احد ‏يعرف الى اين ستصل سواء من ناحية الحرب ضد ايران والعقوبات عليها او من ناحية التطورات داخل السعودية والمتأثرة جدا بكلام ‏الرئيس الاميركي ترامب بانه اذا لم تدفع السعودية الاف المليارات فإن اميركا ستتخلى عن حماية السعودية، وكما قال الرئيس الاميركي ‏ترامب بوقاحة وبصراحة انك يا فخامة الملك سلمان لن تبقى في الحكم اسبوعين من دوني، والرئيس الاميركي ترامب كان يقصد وجود ‏الجيش الاميركي وليس وجود الرئيس ترامب شخصيا.‎‎

وقد رد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الرئيس ترامب قائلا: اننا لن ندفع قرشا واحدا مقابل الحفاظ على امننا ونحن قادرون على ‏حفظ امننا.

وهذا الكلام قابله خطان : خط هاجمت فيه الصحف العربية الموالية للسعوية الرئيس الاميركي ترامب ووصفت كلامه بالوقح، فيما هاجمت ‏الصحف الاميركية المملكة السعودية على اثر اتفاق اوالحديث عن قتل جمال خاشقجي ووصفت النظام السعودي بانه نظام قاتل يجب تغييره ‏وعدم الارتكاز بعد الان على عائلة آل سعود التي حكمت المملكة العربية السعودية حوالى 90 سنة.‎‎

الأخبار : تعويم ما قبل الطائف يحظّره دستور ما بعده

كتبت صحيفة “الأخبار ” تقول : لم يفضِ الاجتماع السادس بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في 3 تشرين ‏الاول سوى الى العودة بالتكليف الى ما تحت الصفر. عندما تحدث الحريري عن عشرة ‏ايام لتأليف الحكومة، كان يشير الى توقّع اجتماع سابع بالرئيس اكثر منه ابصارها النور

في لقائهما الاخير، الاربعاء المنصرم، من غير ان يحمل الرئيس المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا عناصر جدّية وليس جديدة فحسب، ‏للخروج من المأزق الحكومي، اخطره رئيس الجمهورية ميشال عون انه سيكون في الايام التالية في القمة الفرنكوفونية في ارمينيا، وهو ‏يأمل ــــ عندما يعود ـــــ في ان تكون اتضحت تماماً مسودة الحريري، على ان يلتقيا على الاثر. تضمنت هذه الاشارة تلميحاً الى ان توجيهه ‏رسالة الى مجلس النواب، عملاً بما تنيطه به الفقرة 10 من المادة 53، لا يزال احتمالاً واقعياً. اذذاك يضع الازمة الحكومية بين ايدي ‏البرلمان اياً يكن قراره.

يحيل ذلك تأليف الحكومة الآن الى ما تحت الصفر بقليل.

على ان ارتفاع نبرة التصعيد بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية جعلهما في صدارة المواجهة على انهما يمسكان بالحل ‏والربط، مع ان العقدة الدرزية ليست اقل شأناً. الا ان وليد جنبلاط يتصرّف على انه أعقلهما. يصرّ على المقاعد الدرزية الثلاثة، ويبدي في ‏الوقت نفسه انفتاحاً على تسوية ما. يتلطى وراء العقدة المسيحية كأنها الاصل في مأزق الحكومة.

افضى التصلّب المتبادل بين الحزبين المسيحيين الى دفع التكليف في منحى مغاير تماماً، هو ما راح يتردّد في الايام الاخيرة، بالاكثار من ‏الكلام عن “تعويم” حكومة تصريف الاعمال، ما يتيح لها استعادة اجتماعاتها في مجلس الوزراء ونشاطات وزرائها خارجه، كما لو انها لم ‏تعد مستقيلة. الاكثر حماسة في الدفع في هذا المنحى، علناً، هو حزب القوات اللبنانية. في المقابل يتصرّف الحريري كما لو انه يفضّل ان ‏يكون رئيس حكومة معوّمة، منه رئيساً مكلفاً تأليف حكومة يتعذّر تأليفها.

بعض الحجج المساقة الى تعويم الحكومة، ان لها ان تفعل ما سبقها اليه مجلس النواب، وهو “تشريع الضرورة”، فتعمد هي الى “تشريع” ‏استعادتها دورها على نطاق اوسع بكثير مما يجيزه لها تصريف الاعمال. يحلو للحريري ايضاً ان يعاود نشاطه من السرايا لا من بيت ‏الوسط.

لا سابقة منذ اتفاق الطائف في تعويم حكومة مستقيلة. وهو حتماً يحظّر حلاً ملتوياً كهذا.

آخر تعويم حكومي خبره لبنان، في مرحلة ما قبل اتفاق الطائف، كان مع الحكومة الاولى للرئيس سليم الحص في عهد الرئيس الياس ‏سركيس. تألفت في 9 كانون الاول 1976. الا ان رئيسها استقال في 19 نيسان 1978 بعد انهيار الوضع الامني في البلاد. اعاد سركيس ‏في 28 نيسان تكليفه، الا انه اخفق في تأليف حكومة جديدة بسبب التناحر على التمثيل فيها بين افرقاء نزاعات ذلك الزمان، الجبهة اللبنانية ‏والحركة الوطنية والزعماء التقليديين في طوائفهم. انتهى الامر بعد 26 يوماً الى تعويمها. آنذاك اعتمدت آلية مبتكرة لتبرير التعويم: بتفاهم ‏متفق عليه كمخرج من المشكلة، ابلغ الحص الى سركيس اعتذاره عن عدم تأليف الحكومة الجديدة، فسحب الرئيس منه التكليف، وتراجع ‏عن قبول الاستقالة، فاستعادت الحكومة المستقيلة دورها وشرعيتها كأن شيئاً لم يحدث، واستمرت حتى 16 تموز 1979‏.

ثمة سابقة قريبة من تلك، في حقبة ما قبل اتفاق الطائف، الا ان احداً لم يكن في وسعه حمل وزر تعويم يتعذر جعله شرعياً ودستورياً الا ‏تحت وطأة فرض امر واقع. في الاول من حزيران 1987 اغتيل الرئيس رشيد كرامي بعدما كان استقال لاقل من شهر خلا في 4 ايار. ‏للفور إعتبرت الحكومة ساقطة بوفاة رئيسها. لم يكن في وسع الرئيس امين الجميّل تأليف حكومة جديدة تخلفها، في ذروة المواجهة بينه ‏ودمشق وحلفائها. انتهى الامر بحل مبتكر من داخلها لم يتكرّر مذذاك، قضى بأن يخلف السنّي الثاني في الحكومة المستقيلة، الرئيس سليم ‏الحص، رئيسها الراحل وترؤسها وتعيينه وزيراً للخارجية بالوكالة في الحقيبة التي كانت لكرامي، على ان يصير الى توليه تصريف ‏الاعمال الى حين تأليف حكومة جديدة. اصدر الجميّل مرسوم تعويمها بموافقة الزعماء المسلمين واغضاب دمشق، فكانت السابقة. استمرت ‏حكومة 1987 الى عام 1989 عندما اضحى الحص رئيس اولى حكومات ما بعد الاعلان عن اتفاق الطائف.

عندما وُضِع اتفاق الطائف رسم حدوداً دون هرطقة التعويم:

اولها، اعتباره الحكومة مستقيلة عند وفاة رئيسها تبعاً لما نصت عليه المادة 69، تفادياً لاستعادة ما حدث عام 1987‏.

ثانيها، لم يعد رئيس الجمهورية مرجعية تسمية الرئيس المكلف تأليف الحكومة، بل مجلس النواب عملاً بالمادة 53 التي تدعوه الى اجراء ‏استشارات نيابية ملزمة بنتائجها، يتولى من ثم ابلاغ الشخصية المعنية تكليفها ترؤس الحكومة بعد اطلاع رئيس مجلس النواب على النتائج ‏تلك. بذلك ليس رئيس الجمهورية مَن يمنح التكليف، ولا هو مَن يسحبه. ليس للرئيس المكلف عندما تتعثر مهمته سوى ان يعتذر عن عدم ‏التأليف، لا ان يتراجع عن استقالة حكومته السابقة، ولا حتماً ان يتصرّف كما لو الاستشارات النيابية لم تقع.

ثالثها، ما لم يرد في الدستور السابق، اتى دستور الطائف على تكريسه في الفقرة 2 من المادة 64 بتحدثه عن تصريف اعمال بالمعنى ‏الضيّق للحكومة المستقيلة. في مرحلة ما قبل اتفاق الطائف كان رئيس الجمهورية يدعو الحكومة الى تصريف الاعمال موقتاً الى حين ‏تأليف حكومة جديدة، من غير ان يستند الى نص دستوري، بل الى اجتهادات قضائية ادارية. اتى تصريف الاعمال، وايراده للمرة الاولى ‏في متن الدستور، كي يحسم الاستقالة ويعتبرها نافذة ما ان يصدر رئيس الجمهورية بياناً يطلب منها تصريف الاعمال الذي ينطوي على ‏قبوله استقالة الحكومة.

رابعها، ليس لرئيس الجمهورية، ولا للرئيس المكلف اذ يقرّر التراجع عن استقالته من اجل تعويم حكومته، تجاوز الآلية الدستورية التي ‏جزمت بقبول استقالته ما ان يدلي بها، ويدعو رئيس الجمهورية الى اجراء استشارات نيابية ملزمة. في حال كهذه تمسي المبادرة بين يدي ‏مجلس النواب الذي يسمّي الرئيس المكلف. لا يسعه ان يفعل الا بعد الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية ويحصي ‏اصوات المرشح الحائز اعلى نسبة منها. لا يجري ذلك كله الا بعد تسلّم رئيس الدولة الاستقالة الخطية وفقاً للاصول.

خامسها، لم يعطِ الدستور الحكومة المستقيلة ما اعطاه الى مجلس النواب في الفقرة 3 في المادة 69 بأن دعاه الى عقد استثنائي حتى تأليف ‏الحكومة الجديدة ونيل الثقة. تحت هذا الباب ادخل رئيس مجلس النواب نبيه برّي “تشريع الضرورة”. في المقابل اعطى الدستور الحكومة ‏المستقيلة صلاحية تصريف الاعمال في وقت منع على المجلس، عند انتهاء ولايته، الالتئام او او ممارسة اي نشاط موقت الى حين انتخاب ‏برلمان جديد يخلفه.

النهار : عدّاد” التأليف الحكومي لم يتوقف

كتبت صحيفة “النهار ” تقول : لم يكن تفاؤل الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري نابعاً من عدم، ولم يكن المؤتمر الصحافي لرئيس “التيار الوطني الحر” الوزير ‏جبران باسيل لوضع العصي في الدواليب، بدليل عدم صدور أي رد سلبي عليه من “بيت الوسط”، بل ان التواصل ظل قائما، وتخللته ‏مكالمة هاتفية بين الطرفين استناداً الى معلومات أكدت لـ”النهار” ان مساعي التأليف مستمرة بوتيرة جيدة، وان بعض العقد بدأ يتفكك بدليل ‏الايجابية والمرونة اللتين ابداهما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عندما غرد: “لا بد من دراسة معمّقة وتدقيق موضوعي في ‏العرض الاخير الذي قدمه الوزير باسيل من دون ان نسقط اهمية الطرح الذي قدمه الشيخ سعد الحريري آخذين في الاعتبار ان عامل الوقت ‏ليس لصالحنا في التأخير الامر الذي يصر عليه وينبه من خطورته الرئيس بري ونشاركه القلق والقلق الشديد“.

وفيما تحدثت أوساط مطّلعة عبر “المركزية” عن رفض “بيت الوسط” التراجع عن تفاؤله، واضعة الاشتباك الذي تجدد في الساعات ‏الاخيرة على جبهة “القوات اللبنانية” – “التيار الوطني الحر”، في خانة رفع السقوف الى الحد الاقصى، قبل بلوغ الخطوط النهائية في ‏‏”سباق” التفاوض والتي باتت وشيكة جداً. أما إن لم تكن هذه هي الحال، فعندها ليتحمّل كل طرف مسؤولياته، وقالت مصادر متابعة ‏لـ”النهار” إن الاتصالات الاخيرة للرئيس المكلف دفعت في اتجاه الاسراع في التأليف الذي صار قريباً ولم تعد تعوقه سوى العقدة القواتية، ‏وسيعاد البحث فيها مع الرئيس المكلف في الايام المقبلة. اما العقدة الدرزية فقد سلكت طريقها وبلغت المفاوضات مرحلة طرح اسم الوزير ‏الدرزي الثالث. لكن ثنائي “المستقبل – الاشتراكي” يتمهل في انتظار “الشريك” القواتي.

اللواء : إشكال الفرزل : حرب إلغاء باردة بين “التيار” و”القوات إجازة أسبوع” جديدة مع سَفَر الحريري وباسيل وتأكيد عوني على العمل مع الرئيس المكلّف

كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : باطمئنان كامل، بالإمكان اعتبار الأسبوع الطالع، حكومياً، وكأنه واحد من الأسابيع الماضية، التي دارت ايامها، برحى المشاورات من دون ‏طحين، وإن كثر العجانون والطباخون.

فالرئيس ميشال عون يتوجه بعد غد الأربعاء إلى أرمينيا، تلبية لدعوة رسمية على ان يعود الجمعة المقبل إلى بيروت.

والأبرز إقليمياً ما ابلغته مصادر دبلوماسية للمسؤولين اللبنانيين ان موسكو تعتبر التهديدات الإسرائيلية للبنان، لا تعدو كونها من نوع ‏التهويل.

وفي وقت ينشغل فيه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، بنقل رسائل رئاسية إلى دول الخليج، تبدأ ‏بالكويت اليوم للدعوة إلى المشاركة في قمّة التنمية الاقتصادية التي تعقد في بيروت في 19 الجاري.

مع العلم ان الرئيس سعد الحريري سيزور في الأيام القليلة المقبلة لندن، في زيارة كشف عنها في اطلالته التلفزيونية الأخيرة، وهي ‏اجتماعية وخاصة، في هذا الوقت، بدا المشهد بين التيار الوطني الحر و”القوات اللبنانية” متوتراً وكأن البلاد امام حرب باردة جديدة.

المستقبل: القاهرة تُهدّد “حماس” و”فتح” بوقف وساطتها

كتبت صحيفة “المستقبل” تقول: هدّدت القاهرة حركتي “فتح” و”حماس” بإنهاء مشاركتها كوسيط في ملف المصالحة، وتثبيت التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، نظراً لكثرة العراقيل التي يضعها طرفا الانقسام، وبسبب التوتر المتزايد على حدود قطاع غزة.

وقالت مصادر مطلعة إن مسؤولي جهاز المخابرات المصرية يفكرون جدياً بتجميد مساعيهم لإحداث اختراق على صعيد تنفيذ اتفاق المصالحة، والتوصل إلى ترتيبات بشأن قطاع غزة مع إسرائيل.

وأبلغ المسؤولون المصريون وفد “حماس” برئاسة صالح العاروري (نائب رئيس المكتب السياسي) ووفد “فتح” خلال الاجتماعات الأسبوع الماضي، أن القاهرة قررت إعادة النظر في مشاركتها المستمرة في قضية غزة وجهود المصالحة.

وعقبت تل أبيب على ذلك أنه إذا توقفت مصر عن مشاركتها في المحادثات، فإن هناك احتمالاً كبيراً أن تنفجر الأوضاع في غزة.

وروجت مصادر إعلامية إسرائيلية أنباء عن أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس غاضب من قيام مبعوث أجنبي بتسهيل نقل أموال لـ”حماس” عبر إسرائيل، مرجحة أن يلجأ عباس إلى وقف تحويل الأموال إلى غزة، ما قد يزيد من احتمال انطلاق جولة جديدة للقتال في القطاع قد تمتد إلى الضفة.

ويرى بعض المسؤولين الإسرائيليين، أنه في حال جرت مواجهة جديدة مع “حماس” فإنه سيتم في نهايتها بحث القضايا ذاتها التي يتم البحث فيها اليوم، وهي الكهرباء والوقود ومساحة الصيد والمعابر، لذلك يجب بذل أقصى الجهود من أجل منع جولة قتال قادمة.

واعتبرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن قرار وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بشأن تقليص مساحة الصيد بمثابة رسالة لـ”حماس” مفادها أنه في حال لم يتم التراجع عن التصعيد في الأيام المقبلة فسيتم إغلاق المعابر، وستكون هناك إجراءات أخرى.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى