بقلم غالب قنديل

أربعون يوما ومن يصدق يا اخي ؟

غالب قنديل

كلمات لذكرى الصديق والرفيق الأستاذ عمران الزعبي.

يسرقنا زمن الغياب ويتركنا في ذهول وها قد حل الأربعون يا رفيق عمران.

منذ رحيلك المفاجيء يفرك الأحبة عيونهم فلا يصدقون انهم لايسمعون صوتك ولا يجدونك في مجالسك التي تضج بالحياة وتتسع للكثيرين من الرفاق والأحبة الذين يشهدون لإخلاصك ولتفانيك في حب سورية وفي اعتناقها طريقة حياة وطريقا إلى الحياة التي حلمت بها لشعبك دائما ومنذ شبابك النابض التزاما وحيوية.

عرفناك من سنوات صعبة وقاسية تنتدب نفسك للدفاع عن وطنك وامتك متحدثا إعلاميا متواضعا جريئا لا يهاب التهديد والأخطار وحقوقيا بارعا يتحدى الغطرسة الاستعمارية وأذنابها في المنطقة حين يتعلق الأمر بكرامة سورية وباستقلالها ولطالما قيل عنك المغامر والمتهور وكنت ترد بابتسامة الرضا عن رسالتك التي وصلت.

كنت دائما شريك المقاومة وشريكا في الدفاع عنها وما يزال صدى ما قلت وما فعلت في سبيلها حاضرا بين مآثرك الكبيرة وقد احب المقاومون جسارتك وصراحتك وحسك القومي الهجومي بلا مسايرة وضربوا بك المثال … كنت المثال في وفائك للقيم القومية والتقدمية التي وهبتها عمرك وأولها رفض الهيمنة الاستعمارية ومقاومة العدوان الصهيوني واعتناق النهج التحرري المقاوم ومن هنا كانت مرارة غيابك عن لحظة تحرير الجنوب السوري والقضاء على عصابات التوحش التي صدح صوتك بهتك أقنعتها منذ انطلاق العدوان على سورية.

أيها الرفيق الحبيب

كانت أربعين يوما حافلة بالأحداث وفيها وطاة غيابك الثقيلة فكما يحل ذكرك في زمن التحديات والمخاطر انت الحاضر مع كل انتصار وانت راية الصمود الخفاقة التي لم تهدأ منذ اللحظة الأولى على جبهة معارك الوعي والكفاح لدحر إمبراطوريات التضليل والكذب التي صبت نيرانها لإحراق سورية.

كان الانتصار قادما في يقينك دوما وكنت تقرأ في كتاب القائد المقاوم بشار الأسد مستقبلا مشرقا لسورية التي ستنبثق في ملحمة الصمود والمقاومة وفي انتصارها بدحر العدوان الذي تفانيت في كفاحك ضد مدبريه ومنفذيه وكم ساهمت بكشف الوجوه الكالحة وما تخفي من مكائد.

كنت تهديء من مخاوف المحيطين والأقربين وتداوي قلقهم عليك بابتسامتك المحببة مجاهرا بانك لست أغلى من شهداء سورية الذين ليس بينهم كبير او صغير فهم أبطال الدفاع عن الوطن وعن الاستقلال الذي يريد الاستعمار الغربي تدميره واستباحة الدولة السورية العاصية المتمردة التي رفضت أي خضوع او استسلام للمشيئة الغربية الصهيونية منذ عقود وقد تميزت منذ البداية بوعيك العميق لطبيعة العدوان ولهوية القوى الاستعمارية التي تقود المخطط اللئيم لتدمير سورية ولإخضاع المنطقة وللنيل من محور المقاومة الذي احترمك جميع الشركاء فيه واعتبروك الطلائعي المتقدم في المعركة الإعلامية وفي السعي لامتلاك أدواتها بجدارة.

لعينيك الغارقتين بالدموع الصامتة تأثرا امام جراح شعبك العزيز الكريم …

لوجهك الشرقي العربي الباسم بإباء وعزة … لروحك الطيبة الجميلة ولنبرتك الحاسمة بإعلاء خيار المقاومة والتحرر الوطني ننحني احتراما لذكراك التي لن تغيب ولصداقتك ولتواضعك ولرفقتك ولأخوتك الغالية أيها الحبيب الذي يؤلمنا غيابه الموحش ونفتقد مواقفه ومبادراته على مدار اللحظات في انتظار الفجر القريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى