بقلم غالب قنديل

خيبة كاملة لإسرائيل

غالب قنديل

أعلن وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان اعتقاده بأن “الحرب السورية” وفق تعبيره قد انتهت وهي لم تكن سوى حرب إسرائيل على سورية وفي جميع تفاصيلها وفصولها ومحركيها ومموليها والمتورطين فيها أصابع وبصمات صهيونية وأهداف صهيونية لا تخفى على منتبه او فطين.

هذا الإعلان تزامن مع انتشار الجيش العربي السوري على جبهة الجولان من جديد في تتويج لعملياته القتالية التي حرر فيها مناطق درعا والقنيطرة والسويداء من عصابات داعش وغيرها من التشكيلات الإرهابية التي دعمها الموساد وحركها عبر خط فصل القوات الذي اعتمدته المخابرات الأردنية والصهيونية ممرا لعملياتها المشتركة التي دفعت بقوافل الإرهابيين وبكميات ضخمة من شحنات الأسلحة إلى الجنوب السوري ومنه نحو العاصمة دمشق ولطالما نشر الخبراء الصهاينة في السنوات الماضية تقارير وخططا مقترحة تتوج باحتلال دمشق وإخضاعها لقوات القاعدة وداعش انطلاقا من ذلك الممر.

لم يتوقف التدخل الصهيوني المباشر وبالوكالة في العدوان على سورية منذ انطلاقه وكانت الخيبة الثقيلة هي حصاد تل أبيب المرغمة على الانكفاء بقوة معادلات الردع بعدما تمسكت القيادة السورية بحلفائها ورفضت الخضوع للطلبات والشروط الصهيونية المتعلقة بضمان عدم تواجد قوات لحزب الله او أي من المستشارين الإيرانيين على مسافات من خط جبهة الجولان وتعمدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية ان تعلن في بلاغها حول سير العمليات عن مشاركة القوات الحليفة والرديفة بكل حزم ووضوح.

عناصر خيبة صهيون وعلاماتها قاهرة وصارخة:

اولا انتشار الجيش العربي السوري على خط جبهة الجولان لعام 2011 دون قيد او شرط ومن غير أي التزامات مسبقة فقد تحصنت القيادة السورية بإرادة وطنية صلبة وواصلت مسيرة التحرير الوطنية غير مبالية بالعروض الصهيونية المتلاحقة وبلغط الطلبات والشروط وفرضت الأمر الواقع باكتمال تحرير الجنوب السوري من عصابات الإرهاب من دون أي تعهدات او التزامات جديدة ولا حتى بتصريح رسمي سوري يقبل العودة لاتفاقية فك الاشتباك التي أسقطها العدو الصهيوني وأزال وقائعها في الميدان بترحيل قوات “الأندوف” بالتواطؤ مع عصابة القاعدة وحكومة قطر.

ثانيا أسقطت سورية وحلفاؤها خرافة التقسيم التي حلم بها المخططون الصهاينة منذ بداية العدوان على سورية كما أسقطت مشروع الجيب الحدودي العازل الذي سعى الصهاينة لفرضه في الجنوب السوري من خلال عملائهم من جماعات القاعدة وداعش ومثيلاتها بدعم اميركي اطلسي وبالشراكة مع حكومات قطر وتركيا والأردن والسعودية.

ثالثا إن عنصر القوة السوري الحاسم في الميدان كان الموقف الشعبي الصلب في تبني خيار مقاومة العدو الصهيوني ورفض التعامل مع هذا العدو والالتفاف حول الدولة الوطنية وجيشها ورئيسها وهو ما جعل الأطماع والخطط الصهيونية محكومة بالفشل مسبقا خصوصا بعد انكشاف الدعم الصهيوني الواضح لعصابات تلبست أقنعة الثورة المزعومة.

رابعا رغم ضراوة العدوان وفداحة خسائر الدولة والجيش استعادت سورية قدراتها الدفاعية وطورتها على اوسع نطاق بقوة الإرادة وبتصميم قيادي كبير بعدما توهم المخططون الصهاينة انهم نجحوا في تدمير قدرات الجيش العربي السوري ومنظوماته الدفاعية التي استهدفوها مباشرة وبواسطة عملائهم بالتنسيق مع حلف مخابراتي اطلسي عربي تركي تقوده المخابرات الأميركية.

خامسا بدلا من غرق حزب الله في المستنقع السوري وفق ما حلم به القادة الصهاينة والغربيون تعززت الشراكة العضوية بين الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية في حصيلة العدوان على سورية وتعاظمت القدرات المجمعة لديهما بمعياري القوة الدفاعية والإمكانات الهجومية على جبهة ممتدة من المثلث الأردني السوري إلى رأس الناقورة.

سادسا برهنت العلاقة الروسية السورية على متانة وقوة لم يزحزحها الابتزاز الصهيوني وقد شكلت المشاركة الروسية مع باقي الحلفاء في عمليات الجيش العربي السوري لتحرير الجنوب حسما نهائيا لجميع محاولات التشكيك والطعن في متانة الحلف الروسي السوري ومحاولات إلقاء الظلال حول العلاقات الروسية الإيرانية فقد برهنت الأحداث على دقة الموقف الروسي الذي لا يفرط او يساوم على حساب سورية وإيران ويتحصن بمعايير مبدئية في مراعاة مصالح حلفائه وثوابتهم وفقا لأولويات استراتيجية واضحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى