الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية  

البناء : الأسد يتحدّث للدبلوماسيين متجاهلاً العروض… وارتباك في واشنطن وتل أبيب عشية قمة ‏ترامب بوتين الجيش السوري يحسم درعا ويتوجّه نحو حدود الجولان… واستعداد لمواجهة أيّ تدخل ‏‏”إسرائيلي” الأزمة الاقتصادية لا تحرّك المسار الحكومي… وتراشق بالاتهامات حول الأسباب والمسؤوليات

كتبت “البناء “: الصمت السياسي السوري تجاه العروض الأميركية “الإسرائيلية”، تُرجم ارتباكاً في واشنطن وتل أبيب، ‏حيث ارتفعت التوقعات بإمكانية تطرّق الرئيس السوري للعروض المتصلة بتفعيل اتفاق فك الاشتباك في ‏الحوار الذي أعلن عن إجرائه مع الدبلوماسيين السوريين في وزارة الخارجية، وجاءت الانتظارات بلا عائد ‏يمكن البناء عليه، مع تجاهل الرئيس بشار الأسد لهذه العروض وتركيزه على الحوار الداخلي وعمليات ‏إعادة الإعمار وتفعيل الدور الدبلوماسي. ما رفع نسبة القلق والتوتر والارتباك تجاه مستقبل المواجهة في ‏سورية، حيث الطريق مقفل في وجه كلّ محاولة لتغيير السياق الذي بات قدراً وعنوانه انتصارات الجيش ‏السوري، واسترداده الجغرافيا التي تمّ انتزاعها بقوة التدخلات الأميركية “الإسرائيلية” لجماعات ليس ‏خافياً ارتباطها بتنظيم القاعدة وأفكاره، وتبدو القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب ‏والروسي فلاديمير بوتين بوابة الأمل الوحيدة لمعرفة النيات السورية، في كيفية إدارة معاركها المقبلة، ‏بعدما صار واضحاً أنّ روسيا ترفض التعامل معها كوصيّ على القرار السوري، وتؤكد على البعد السيادي ‏للقرار السياسي والعسكري الذي تُمسك به الدولة السورية ورئيسها وجيشها.

تطوّرات أمس، كانت مناسبة للمزيد من هذا الارتباك، فقد نجح الجيش السوري ببلوغ اللحظات الأخيرة ما ‏قبل الإعلان عن تحرير مدينة درعا، ووحداته تُنجز تنظيف العديد من قرى وبلدات الريف الغربي لمحافظة ‏درعا، وتقترب تدريجاً من الخط الحدودي مع الجولان المحتلّ، وتضع جماعات النصرة وداعش اللتان تحظيان ‏بالرعاية والدعم من كيان الاحتلال وجيشه واستخباراته، بين خيارَيْ المواجهة والرحيل، في ظلّ قرار واضح ‏بالتصدّي لأيّ تدخل “إسرائيلي”، سواء عبر الإسناد الناري للجماعات التابعة لداعش والنصرة أو بالغارات ‏المشابهة لغارة أول أمس، على مطار التيفور قرب حمص، فيما قالت مصادر متابعة للمواجهة العسكرية ‏السورية للتدخّلات “الإسرائيلية”، إنّ التصدّي سيرتفع منسوبه إلى الأعلى في ظلّ معركة الجنوب، وإنّ ‏ميزان الردع الذي رسمت قواعده ليلة الصواريخ الطويلة في الجولان سيكون على موعد مع المزيد إذا أراد ‏‏”الإسرائيليون” اختبار القرار السوري، من دون أن يسمعوا كلمة تروي عطشهم لمعرفة طبيعة النيات ‏السورية لما بعد استرداد الجنوب، وربما كامل الجغرافيا السورية لما كانت عليه قبل العام 2011‏.

لبنانياً، حيث الحكومة الجديدة خارج أيّ مؤشرات إيجابية، وحيث التأقلم مع انتظار طويل صار عنوان كلّ ‏حديث سياسي تضغط الأزمة الاقتصادية بقوة، ويشير المعنيون إلى أنّ الاقتراب من الخط الأحمر يتمّ ‏بسرعة، وحيث الأزمات تطلّ برأسها بعناوين متعدّدة، من أزمات المعلمين المصروفين في المدارس ‏الخاصة وأزمات أسعار خدمات المولدات الكهربائية مع برامج تقنين تزداد قسوة في ظلّ صيف شديد ‏الحرارة، ونفايات تتراكم تلالاً وجبالاً وسهولاً وتنهش الأخضر واليابس وتلوّث الجامد والسائل بحراً ونهراً ‏ومياهاً جوفية، وركود اقتصادي مميت يتحدّث عنه أصحاب الشأن مع خشية من ظهور أزمة خانقة ‏للشيكات المرتجعة، في ظلّ وضع مصرفي مقلق عبّر عنه التوقف عن استقبال القروض السكنية، وكان ‏لافتاً أنّ التعامل مع هذه الأزمة وضغوطها تحوّل مادة سجالية في تراشق بالاتهامات عن التسبّب بها ‏وتحمّل مسؤوليتها، فمقابل ذهاب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لربط الأزمة ببواخر ‏الكهرباء كسبب لعجز الموازنة، قال وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إنّ أزمة النازحين ‏تشكل العنصر الرئيس في الأزمة وضغوطها، بينما تذهب الهيئات الاقتصادية إلى ربط تفاقم مخاطر الأزمة ‏بالغياب الحكومي الذي يبدو طويلاً.

الحريري: متفائل ولكن!

عاد اللاعبون والمفاوضون إلى حلبة التأليف بعدما أمضوا إجازاتهم العائلية في الخارج، لكن بالتأكيد لن ‏يكون المشهد الحكومي كما كان قبيل سفرهم، فمساعي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم ‏تتمكّن من احتواء الاحتقان بين التيار الوطني الحر و”القوات اللبنانية” ولم تحُل دون تفجّر العلاقة بينهما ‏بسبب الخلاف حول الحصص الحكومية والتنافس على مستقبل الزعامة المسيحية ورئاسة الجمهورية ‏المقبلة. أما الوقت فبدأ يداهم الشعب والاقتصاد ومستقبل البلد قبل القوى السياسية مع تفاقم الأزمات ‏الحياتية والاجتماعية الخانقة لا سيما مع إعلان مدير عام مؤسسة الإسكان التوقف عن قبول طلبات ‏لشراء شقق سكنية. وما يزيد الوضع هشاشة وسوءاً هو غياب المهل القانونية والدستورية لتأليف ‏الحكومات ما يجعل الرئيس المكلف حراً طليقاً لا يملك أحدٌ حق إلزامه بموعد محدّد لا رئيس الجمهورية ‏ولا الأكثرية النيابية الجديدة. فهل يستجيب الرئيس سعد الحريري الى الضغط الشعبي والمصلحة الوطنية ‏لمرّة واحدة فقط ويخلع عبء القوات اللبنانية عنه ويشكل حكومة وفق معايير موحّدة ومستندة الى نتائج ‏الانتخابات النيابية؟ أم أنه سيبقى رهن مناورات حلفائه ومقيّداً بحدود ما تطلبه المملكة العربية ‏السعودية؟

ورغم عودة الحريري من إجازة خاصة الى إيطاليا، لم تُسجّل حركة اللقاءات والاتصالات في السراي ‏الحكومي وبيت الوسط يوم أمس، أي جديد على صعيد التأليف، بانتظار أن يبدأ الحريري اليوم خطة تحرّك ‏على اتجاهات عدة في محاولة جدية لإحداث ثغرة في جدار المواقف الصلبة، وبحسب ما علمت “البناء” ‏فإن رئيس حكومة تصريف الأعمال سيزور خلال الساعات المقبلة رئيس المجلس النيابي نبيه بري في ‏عين التينة، للتشاور معه في العقد التي لا تزال تعترض ولادة الحكومة على أن يزور بعدها قصر بعبدا للقاء ‏رئيس الجمهورية وقد يعرض عليه تعديلات على المسودة الحكومية الأخيرة. ونقلت أوساط الحريري عنه ‏لـ”البناء” قلقه من تداعيات التصعيد القواتي العوني على التأليف، واستغرابه عودة الاشتباك بعدما بذل ‏جهوداً على صعيد تهدئة الأمور مع كل من رئيس الجمهورية ورئيس القوات سمير جعجع بهدف تهيئة ‏الأرضية للإسراع في التشكيل”، مؤكدة أن الحريري “مستمر بمساعيه ومهمته حتى بلوغ الهدف وعلى ‏تواصل مع باسيل وجعجع وكل الأطراف. أما الكلام في هذا عن اعتكاف أو استقالة غير وارد وسابق ‏لأوانه”، لكن مصادر “البناء” تؤكد الفتور هو سيّد الموقف في العلاقة بين الحريري وباسيل.

وبحسب مصادر “البناء” فإن العقدة الرئيسية أمام التأليف هي الخلاف بين رئيس التيار الوطني الحر ‏الوزير جبران باسيل وجعجع من جهة وبين باسيل والحزب التقدمي الاشتراكي من جهة ثانية على توزيع ‏الحصص والحقائب، موضحة بأن “انهيار تفاهم معراب الذي كشف عن تقاسم الوزارات والمواقع بينهما ‏وتمسّك الطرفين بموقفهما لن يولد حكومة“.

وقال الحريري خلال رعايته في السراي احتفال اطلاق النسخة الثانية من “صيف الابتكار”: “متفائلٌ دائماً ‏ولكن لا تعليق”. وأشار رداً على سؤال عن تسريب “تفاهم معراب”، “يتشاجر الاخوة دائماً ومن ثم ‏يتصالحون“.

الأخبار : عون والحريري هما القطبة المخفية في طربوش التأليف

كتبت “الأخبار “: انقضى شهر ونصف شهر على تكليف الرئيس سعد الحريري دونما أدنى ‏تقدّم. كأن الاستحقاق لا يزال غداته. منذ اليوم الأول، لا أحد من الأفرقاء ‏الرئيسيين المعنيين بالتكليف ــ وليسوا رئيسي الجمهورية والحكومة فحسب ‏‏- يتزحزح عن شروطه

بانقضاء شهر ونصف شهر على 24 أيار، وُلدت على هامش تأليف الحكومة نزاعات موازية مستعرة: بين التيار ‏الوطني الحر والقوات اللبنانية، بين الرئيس سعد الحريري والسنّة المعارضين، داخل البيت الدرزي ومع القوى ‏التي تتجاذب خلافاته. وحده “الثنائي الشيعي” يتفرّج. أقرب ما يكون إلى الشامت، منه إلى المعني بتذليل العراقيل ‏سواء من خلال تأثير الرئيس نبيه برّي على نصف المتخاصمين أو من خلال تأثير حزب الله على النصف ‏الآخر.

منذ ما قبل تكليف الحريري، رُفع عنوان واحد للحكومة الجديدة هو: حكومة وحدة وطنية يتمثّل فيها الجميع. لا ‏يزال هذا العنوان وحده، منذ اليوم الأول، دليل تأليف الحكومة، لكن من دون تأليف بسبب الخلاف على قياس ‏الأحجام وتقدير الحصص وتوزيع الحقائب. قد تكون طامة كبرى أنه العنوان الوحيد الذي يلتقي عليه المرجعان ‏الدستوريان المعنيان بالتأليف، وهما الرئيس ميشال عون وسعد الحريري. ما عداه، أثبتت الأيام التالية أنهما على ‏طرفي نقيض.

في الظاهر، التباين بين الرئيس المكلف والوزير جبران باسيل المكلف من القصر الجمهوري إدارة ملف التأليف. ‏في الواقع، أنه أيضاً بين رئيسي الجمهورية والحكومة اللذين يقاربانه على نحو مختلف. يكفي أن يكون باسيل ‏المحاور والمفاوض الوحيد باسم القصر الجمهوري كي يعبّر عن وجهة نظر الرئيس، مقدار تعبيره عن ترؤسه ‏الحزب الذي يقود الكتلة النيابية الكبرى في البرلمان، ناهيك بأنه رئيس حزب الرئيس. بذلك يمسي التمييز بين ‏رئيس الجمهورية وصهره الوزير باهتاً للغاية.

بضعة معطيات مرتبطة بتباين المقاربة:

أولاها، أن رئيسي الجمهورية والحكومة يحاولان – للمرة الأولى منذ اتفاق الطائف وليس اتفاق الدوحة فحسب – ‏تأكيد صلاحيتهما الدستورية، الحصرية، بتأليف الحكومة. الأمر الذي لم يُعطَ أياً من الرؤساء الياس هراوي واميل ‏لحود وميشال سليمان مع رؤساء الحكومات المتعاقبين، إبان الحقبة السورية وبعدها. في ظل وجود سوريا، كان ‏التأليف مقسّماً على ثلاثة: رئيسا الجمهورية والحكومة ودمشق الوحيدة تمتلك نصاب الثلثين مباشرة، وأحياناً ‏مداورة مع أحد الرئيسين الآخرين. بعد اتفاق الدوحة، ظل التأليف مقسّماً على ثلاثة لكن بتفاوت: رئيس الجمهورية ‏وفريقا 8 و14 آذار من ضمن الأخير حصة رئيس الحكومة. بدا المقصود بذلك، مع جلاء الجيش السوري، أن ‏موازين القوى الداخلية هي الشريك الفعلي للرئيسين في التأليف، وفي كل ما يتجاوزه في طلب الحصص ‏والحقائب.

ما يسمعه المطلعون عن قرب على موقف رئيس الجمهورية، أنه مصر على حكومة تتمكن من الحكم، وتجعله ‏يحكم كرئيس للدولة. يريد بذلك إعادة الاعتبار إلى الرئاسة بما لا يجعل دورها يقتصر على توقيع مرسوم تأليفها ‏لمجرد أن له حصة، بل طلب سلطة إجرائية جدية وقوية. بدوره، الرئيس المكلف يردّد كلاماً مماثلاً، بتأكيده أنه ‏هو المرجع الوحيد لتأليف الحكومة قبل عرضها على رئيس الجمهورية، في معرض استنفار طائفته كما لو أن ‏المستهدف هو المنصب وصلاحياته الدستورية، وليس الرجل، وكما لو أن الطائفة هي مرجع الصلاحيات ‏الدستورية تلك. مع ذلك، لا يغرب عن بال الحريري – أو يُفترض – أن والده الرئيس رفيق الحريري لم يؤلف، ‏بفعل صلاحياته الدستورية، أياً من حكوماته في عهدي هراوي ولحود، ولا يغرب أكثر عن باله أن أياً من أسلافه ‏هو قبل وصوله إلى السرايا وبعده كالرؤساء فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام لم يؤلف بمفرده حكوماته، ‏ولا حتماً تبعاً لصلاحياته الدستورية.

عند هذا التقاطع، يلتقي عون والحريري في حصر التأليف بهما، وتالياً دفع الاستحقاق إلى نطاقه الدستوري البحت ‏للمرة الأولى منذ اتفاق الطائف. لا يكرّسان بالتأكيد عرفاً جديداً في الممارسة، بل يعودان إلى أصل الصلاحية التي ‏تجعل توقيع أي منهما ملزماً للآخر لإبصار أي حكومة النور. ما يعني توافقهما على تأليفها كلها. ولأن كليهما ‏يملك فيتو تعطيل التأليف، يتداخل دوراهما على نحو يتعذّر معه فرض إرادة أحدهما على الآخر. لكن ما يعلماه ‏معاً، على السواء، أن ليس في وسعهما فرض حكومة أمر واقع على أي من الأفرقاء ذوي السقوف العالية كوليد ‏جنبلاط وسمير جعجع، ولا بالتأكيد على “الثنائي الشيعي“.

ثانيها، أن إصرارهما على أنهما المعنيان وحدهما بالتأليف لا يعفيهما من وجودهما عند مفترقين متناقضين. ‏يتمسك عون بإعطاء القوات اللبنانية أقل مما تطلب بما في ذلك عدم حصولها على نيابة رئاسة الحكومة أو حقيبة ‏سيادية، وبوضع مقعد درزي خارج جنبلاط، وبفصل حصته عن حصة حزبه التي يريدها مرجحة. في المقابل، ‏يقيم الحريري في المقلب المعاكس: يدعم جنبلاط في المقاعد الدرزية الثلاثة، وجعجع في حصة زائدة مع حقيبة ‏سيادية إذا لم تتوافر له نيابة رئاسة الحكومة. وأضاف الحريري إلى موقفه أحدث وسائل الضغط، تأكيده أنه لن ‏يعتذر عن تأليف حكومته أياً تكن وطأة الضغوط أو مصدرها، وأياً يطول الوقت. ليس في وارد تكرار ما فعل في ‏تكليف 2009 عندما اعتذر في اليوم الـ80 قبل أن يعاد تكليفه، ويرى في سابقة الأشهر الـ11 لسلفه سلام ما يعزّز ‏حجته بأن الوقت لا يزال متاحاً أمامه.

ما يحتّمه تناقض موقفي الرئيسين أن لا حكومة جديدة ما لم يتخلَّ أحدهما عن شروطه، أو يوافقان على تنازلات ‏متبادلة يكون الرابح فيها أو الخاسر جنبلاط أو جعجع.

ثالثها، ما يبدو جلياً أن عون ليس في وارد إرباك الحريري لدفعه إلى الاعتذار أو عرقلة مساعيه في التأليف، ولا ‏في وارد التخلي عنه، ولا في صدد استعجال بت التأليف رغم ما سُرّب عنه في الأسابيع الأولى من التكليف أنه لن ‏ينتظر طويلاً. يتصرّف حيال الوقت الذي مرّ على أنه لا يزال في نطاق طبيعي مقبول، لا يبرّر التسرّع في أي ‏خطوة غير محسوبة. إلا أن تمسك الحريري بتكليفه وإعلانه سلفاً عدم الاعتذار لا يرسل سوى إشارة سلبية ‏واحدة، إلى رئيس الجمهورية بالذات، المرجع المعني ببيان تكليفه وبإجراء استشارات نيابية ملزمة، مفادها ‏إصراره على ممارسته صلاحياته الدستورية بلا قيود.

يعرف الحريري أيضاً أن أحداً، بما في ذلك مجلس النواب، لا يسعه تجريده من تكليفه ما خلا الرياض التي ‏أرغمته في تشرين الثاني الفائت على الاستقالة. لا سابقة في ذلك منذ أول تطبيق للتكليف المنبثق من اتفاق الطائف ‏مع حكومة الرئيس عمر كرامي عام 1990. كان الرئيس نبيه برّي وجد أخيراً في تجريد الرئيس المكلف من ‏تكليفه إيذاناً بـ “حرب مذهبية“.

الديار : انذار بري يهز الفاعليات والأحزاب والكتل ويلزم الجميع بتشكيل الحكومة العونيون والقواتيون.. خلاف مستمر وتفاهم معراب يلزمه تفسير

كتبت “الديار “: ادّى انذار رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعطى 48 ساعة للبدء بالتحرك، حيث سيدعو لجلسة انتخاب اللجان ‏النيابية، واذا اقتضى الامر الى جلسة مناقشة عامة، الى هز القوى السياسية والفاعليات وحتى المراكز القيادية، اذ ‏يبدو انه لن يسكت عن “الوضع السيئ الذي وصلت اليه البلاد”، بل سيتحرك نيابياً على مستوى الكتل لاجبار ‏المكلفين لتأليف الحكومة دون اي تأخير، لان الوضع في لبنان لم يعد يحتمل مزيداً من التدهور وخصوصاً الوضع ‏الاقتصادي الذي تؤكد كل التقارير انه وصل الى مرحلة لم يعد تحتمل اي تأجيل ويجب وضع خطة انقاذية سريعا، ‏لان المؤتمرات الدولية التي انعقدت من اجل لبنان اشترطت عليه للبدء بصرف الـ11 مليار دولار تشكيل حكومة ‏لبنانية بأسرع وقت.‎‎

اذاً، اطلاق العجلة الاقتصادية ينتظر تشكيل الحكومة العتيدة التي بدورها تنتظر فكفكة العقد المسيحية والدرزية ‏والسنية.‎‎

1- فالبنسبة الى المشكلة المسيحية المارونية، فالخلاف مستمر بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، فلا ‏القوات ستتراجع عن مطالبها، ولا التيار مستعد للرضوخ لمطالب القوات، وقد جاء تسريب القوات لتفاهم معراب ‏ليزيد الامور تعقيداً، اذ ينص التفاهم على المناصفة في الوزارات بين الطرفين اياً تكن نتائج الانتخابات النيابية، ‏خصوصاً وان الوزير جبران باسيل والدكتور سمير جعجع وقعا عليه.

لكن الالتزام بهذا التفاهم، لم يتم من قبل الوزير باسيل، خصوصاً وان القوات حصلت على كتلة نيابية تخولها ‏الحصول على 4 وزراء.‎‎

والسؤال المطروح اليوم: لماذا اخل باسيل بالتفاهم الذي رعاه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون؟ ‏المطلوب تفسير على مستوى الرئيس عون، كما على القوات ان تقدم تفسيراً بشأن هذا التفاهم.‎‎

اذاً، يبدو ان التمثيل المسيحي الماروني بين القوات والتيار يزيد الامور تعقيداً، وفي الوقت نفسه لا يمكن تشكيل ‏حكومة دون ايجاد الحل بين القوات والتيار وهما اكبر حزبين مسيحيين.‎‎

2- تمثيل طائفة الموحدين الدروز، والمشكلة في توزير الامير طلال ارسلان. فهناك مشكلة فعلية، فالرئيس بشار ‏الاسد، وماهر الاسد يريدان توزير ارسلان بينما الوزير وليد جنبلاط يرفض ويصر على عدم توزيره.‎‎

3- تمثيل الطائفة السنية، فالرئيس المكلف يرفض كلياً توزير سنة لا يرضى عنهم، في حين ان حزب الله مع ‏حلفائه السنة المعارضين الذين وصلوا الى المجلس النيابي وعددهم عشرة يصرون على تمثيلهم مستندين الى نتائج ‏الانتخابات النيابية ويعارضون موقف الحريري.‎‎

اذاً، امامنا 3 عقد مستعصية مسيحية ودرزية وسنية، ولذا على الرئيس المكلف سعد الحريري تقديم لائحة ‏بالاسماء هذا الاسبوع الى رئيس الجمهورية ليقوم بدراستها مع الحريري، فاما يتوصلان الى ازالة العقد وتتشكل ‏الحكومة، واما ان تكون البلاد مشلولة والاقتصاد يتراجع، فقلة مداخيل الرواتب تزيد من مأساة الشعب المعيشية، ‏لان معظم العائلات تعيش تحت خط الفقر.

النهار : جمود التأليف و”تفاهم معراب” إلى غرفة العناية

كتبت “النهار “: وسط تفاقم المخاوف من احتمال تمدد الجمود في تأليف الحكومة الجديدة والتداعيات الاقتصادية والمالية ‏والاجتماعية لهذا الجمود، من اليوم المحاولات الهادفة الى ازالة التعقيدات التي تعترض عملية التأليف من دون آمال ‏كبيرة في سهولة تحقيق هذا الهدف. ذلك ان المفارقة اللافتة التي برزت في الساعات الاخيرة تمثلت في اكتمال ‏نصاب المسؤولين بعد عودة كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري ووزير ‏الخارجية جبران باسيل من اجازاتهم الخاصة في الخارج، غير أن أي حركة يعتد بها لاطلاق جولة جديدة من ‏المشاورات والاتصالات المتصلة بحلحلة عقد تأليف الحكومة لم تسجل بعد. كما يمكن تسجيل مفارقة أخرى تتمثل ‏في ان “تفاهم معراب” بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية ” الذي تعالى الضجيج السياسي والاعلامي ‏في اليومين الاخيرين منذراً بانه على وشك الانهيار والسقوط بدت بعض مفاعيله كأنها لا تزال قائمة بل تشكل ‏ممراً الزامياً لتجاوز التعقيدات المتصلة بما سمي العقدة المسيحية في عملية تأليف الحكومة.

وفي ظل هاتين المفارقتين علمت “النهار” ان معالجات ومحاولات احتواء عاجلة ستبدأ من اليوم على مساري ‏تأليف الحكومة الجديدة من جهة واستدراك التداعيات السلبية لانفجار الخلاف بين “التيار الوطني الحر” و”القوات ‏اللبنانية ” من جهة أخرى. وفي سياق تحريك الاتصالات المواكبة لتأليف الحكومة يلتقي الرئيس بري والرئيس ‏الحريري اليوم للتشاور في ما وصلت اليه الاتصالات الجارية والتعقيدات التي تعترضها. وكان الرئيس الحريري ‏قال في تعليق مقتضب على الاجواء عقب عودته الى لبنان: “متفائل دائما ولكن لا تعليق”. وقال ردا على سؤال عن ‏تداعيات نشر “تفاهم معراب”: “يتشاجر الاخوة دائماً ثم يتصالحون“.

اللواء : ولادة للحكومة متعسرة .. والحريري لحلّ العقد أولاً برّي يلوّح بالورقة النيابية والمصارف برفع الفائدة.. وجنبلاط يحمِّل باسيل عجز الكهرباء

كتبت “اللواء “: 48 يوماً بالتمام والكمال، انقضت على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف أوّل حكومة ما بعد الانتخابات ‏النيابية..

لا حاجة لاستعراض المحطات التي قضتها رحلة التأليف حتى الآن.. إلا ان البارز، هو انه بعد “الهبات الساخنة” ‏والباردة، تعصف بعملية التأليف عواصف الخلافات، وربما انهيار التسويات، وربما انعكاسات التجاذب بالحديد ‏والنار في دول جوار لبنان الملتهبة، وسط تحولات في المشهد الإقليمي، وعواصف “الحرب الاقتصادية ‏والجمركية” بين الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب والصين العظمى، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي والاتحاد ‏الروسي في عهد فلاديمير بوتين..

وتلاحظ مصادر مطلعة على المجريات الراهنة، ان الوضع الاقتصادي، ليس مجرّد ورقة للتخويف أو التهويل، أو ‏حتى الضغط على مسرح توليد الحكومة، بل هو ينطوي على وقائع قوية، ذات صدقية، من خجل النشاط ‏الاقتصادي إلى أزمة القروض السكنية إلى رفع الفوائد على الليرة اللبنانية..

الجمهورية : التأليف: إتصالات.. ولا إختراقات… وبكركي تسعى لإحتواء إشتباك “التيار” و”القوات

كتبت “الجمهورية “: إمتلأ النصف الأول من الكوب الحكومي بعودة المسافرين من الخارج، وصعود الرئيس المكلّف سعد الحريري ‏مجدداً الى منصة التأليف بمحاولة جديدة لبلورة صورة حكومته في الآتي من الايام، الّا انّ النصف الثاني من هذا ‏الكوب مُمتلىء سلفاً بتعقيدات ومطبّات سياسية مفتعلة، يُنذر تراكمها المتزايد باستفحال أزمة التأليف أكثر فأكثر ‏وفقدان الأمل بولادة الحكومة في المدى المنظور. وبالتزامن مع هذا الوضع، تبرز محاولة لاحتواء ارتدادات ‏التأليف المعطّل، والتي أصابت شظايا الخلاف على الحصص والاحجام العلاقة بين “التيار الوطني الحر” ‏و”القوات اللبنانية” في صميم “تفاهم معراب”. واللافت في هذا السياق دخول بكركي على هذا الخط لإعادة لحم ما ‏تصدّع بين الطرفين. وترددت معلومات ليل أمس عن أن الوزير ملحم رياشي والنائب إبراهيم كنعان سيلتقيان اليوم ‏على أن يزورا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان بعد غد.‎‎

جديد التأليف، حديث عن محاولة جديدة هذا الاسبوع لإدخال الحكومة الى غرفة الولادة، لكنّ الرئيس المكلّف، ‏الذي تقول أوساطه انه عائد من إجازته الخاصة بحيوية زائدة لتحقيق “اختراق ما”، عَبّر عن تفاؤل ناقص، لم ‏يعزز الأمل بقرب الولادة، خصوصاً انّ الحريري قدّم تصريحاً مقتضباً لم يُرِح المتشائمين ولا المتفائلين في آن ‏معاً، حيث قال “متفائلٌ دائماً ولكن no comment”.‎‎

أفكار جديدة

أوساط الحريري أكدت لـ”الجمهورية” انه لم يقطع اتصالاته مع القوى السياسية، حتى خلال إجازته الخاصة، ‏وثمّة أفكار موجودة لديه، إلّا انّ هذه الاوساط لم تكشف ما إذا كانت الامور قد بلغت حَدّ وضع مسودة جديدة ‏لعرضها على رئيس الجمهورية في لقائهما المرتقَب، ربما اليوم، علماً انّ دوائر القصر الجمهوري لم تُشر الى ‏موعد محدد لزيارة الحريري الى القصر الجمهوري ولقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لافتة في السياق ‏نفسه الى انّ رئاسة الجمهورية لا تملك اي معطيات حول ما يمكن أن يطرحه الرئيس المكلّف، مع تشديدها الدائم ‏على التعجيل في تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات التي تواجه لبنان على كل المستويات.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى