الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية  

البناء: إيزنكوت إلى واشنطن للتشاور حول سورية… ونيبينزيا: الوجود الإيراني شرعي ولا يمكن إزالته هدنة لـ 12 ساعة في درعا وسط انشقاقات في الجماعات المسلحة حول قبول شروط الجيش تهدئة رئاسية والحريري يتراجع عن الـ 24 لصالح الـ 30 مجدّداً… وأسبوع للتشاور

كتبت “البناء”: يتصدّر الوضع جنوب سورية واجهة الأحداث ويُسهم في صياغة التطورات الكبرى، بقدر ما بدا حاضراً في استحضار حدث القمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين التي حُسم موعدها في السادس عشر من الشهر المقبل في العاصمة الفنلندية هلسنكي، والتي سيكون أغلب وقتها مخصصاً للوضع في سورية، وبالمثل تبدو واشنطن مستعجلة لبلورة تصورات تتلاقى عليها مع القراءة الإسرائيلية التي لم تعد تكابر على الاعتراف بانتصار سوري حاسم وشيك، ولهذا التشاور الأميركي الإسرائيلي يصل رئيس الأركان في جيش الاحتلال غادي إيزنكوت إلى واشنطن، والعنوان الوحيد المتاح للفريقين الأميركي والإسرائيلي مقابل الانكفاء من خطة الحرب وتسهيل فرص الحلول، هو طرح مستقبل الوجود الإيراني ودور حزب الله على الطاولة، سعياً لنصر وهمي يعادل الهزيمة الفعلية، وهو ما كان موضوع ردّ مباشر من المندوب الروسي في نيويورك فاسيلي نيبينزيا بقوله إنّ الوجود الإيراني في سورية شرعي ولا يمكن إزالته.

ميدانياً، مع التقدّم السريع للجيش السوري نحو مدينة درعا بعد تحرير العديد من القرى والبلدات في محافظتي السويداء ودرعا وربط وحدات الجيش في المحافظتين وصولاً إلى مدينة الحراك المفصلية في جغرافيا الحرب، قالت مصادر فاعلة في الجماعات المسلحة إنّ هناك خلافات وانشقاقات في صفوف قادة الجماعات حول كيفية التعاطي مع سير المعارك، حيث لا يبدو أيّ أمل بالصمود طويلاً، ما استدعى تفعيل التواصل مع الجانب الروسي وصولاً لهدنة من اثنتي عشرة ساعة تبلغ بحصيلتها هذه الجماعات للمندوبين الروس في عمّان موقفها النهائي من الشروط التي يعرضها الجيش لوقف الهجوم وعلى رأسها تسليم المنطقة الجنوبية للجيش وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء ورحيل الباقين إلى الشمال.

لبنانياً، تبدو المهل المتلاحقة بانتظار الحكومة الجديدة على موعد مع تمديد جديد لأسبوع آخر، بعدما تراجع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري عن صيغة حكومية من أربعة وعشرين وزيراً رفضها رئيس الجمهورية ميشال عون، ليعود البحث إلى الصيغة الثلاثينية مجدّداً، بعدما أكدت مصادر مطلعة أنّ صيغة الأربعة والعشرين سُحبت من التداول، وليس صحيحاً أنها لم تكن مطروحة. وقالت المصادر إنّ تقدّماً قد تحقق لجهة موقف رئيس الحكومة بالتسليم بحق رئيس الجمهورية باختيار نائب رئيس الحكومة، بالإضافة إلى التوافق على تثبيت عُرف الحقائب السيادية، كما عبّرت عنها الحكومة السابقة، وحصر حصة القوات اللبنانية بأربعة وزراء، ما يعني أنّ الحلحلة في العقدة الرئيسية تتجه نحو التقدّم إذا نجح الحريري بإقناع القوات بما تفاهم عليه مع رئيس الجمهورية، ليتمّ الانتقال إلى البحث بالعقد الأخرى التي ترى المصادر أنّ المشاورات التي سبقت بروز عقدة تمثيل القوات بصورة معقدة، كانت قد أوحت بأنّ الوصول لحلول للعقد الأخرى بصورة معقولة يقبلها الجميع.

لم يحمل الرئيس المكلف سعد الحريري عرضاً جديداً أو مسودة ولا تصوراً منقحاً للتصور الأخير خلال زيارته بعبدا أمس، بل هدفت الزيارة الى إرساء التهدئة على محور بعبدا بيت الوسط الذي شهد سجالات حادة خلال الأيام القليلة الماضية هددت بنسف التسوية الرئاسية والتفاهمات السياسية القائمة.

وقد جاءت زيارة الحريري ولقاؤه رئيس الجمهورية ميشال عون بعد زيارة الوزير ملحم رياشي أمس الأول وامتصاص “القوات” الغضب العوني، ما يؤكد التماهي والتنسيق “القواتي” “المستقبلي” في العلاقة مع رئيس الجمهورية إن كان في الهجوم أو المهادنة.

زيارة الرئيس المكلف الى بعبدا خالي الوفاض يؤشر الى أن العقد باقية على حالها والمشاورات تدور في حلقة مفرغة، كما وأوحى تصريحه للإعلاميبن عقب اللقاء بأن المفاوضات عادت الى المربع الأول بعد معركة السجالات الأخيرة، لكن الزيارة تعدت التشاور في الملف الحكومي الى احتواء الحريري امتعاض بعبدا من المنابر الإعلامية والمواقف المستقبلية التي تستهدف الرئيس وتعمّد الحريري تأكيد التمسك بالتسوية الرئاسية الذي ذكرها في تصريحه مرات عدة.

وبحسب معلومات “البناء” فإن “الحديث خلال اللقاء تركز على تبديد الالتباسات التي حصلت خلال الاسبوع الماضي حول الصلاحيات الدستورية للرئيسين، وتمّ الاتفاق على أن التهدئة هي الشرط الأساس لتسهيل عملية تأليف الحكومة”، كما تطرّق النقاش الى حصة القوات اللبنانية وحصولها على حقيبة أساسية. وتحدّث الحريري عن العقدة الدرزية وضرورة أخذ نتائج الانتخابات بعين الاعتبار. أما في ما خصّ التمثيل السني من خارج تيار المستقبل، فأشارت مصادر “البناء” الى أن الحريري لا يزال على موقفه برفض هذا التمثيل، رغم أن رئيس الجمهورية بحسب ما قالت مصادره لـ “البناء” “كان وعد بأن تتمثل المعارضة في الحكومة الثلاثينية ويسعى الى ذلك رغم اعتراض الرئيس المكلف، لكن لم تتوضح الصيغة التي تحقق ذلك بانتظار الاتفاق على توزيع الحصص بين الرئيسين والقوى السياسية لا سيما القوات والاشتراكي وبعدها يُصار الى تذليل تمثيل السنة”، مؤكدة بأن “حصة الرئيس عون ثابتة أي 3 وزراء بمعزل عن الصيغة إن كانت حكومة ثلاثنية أو 24”.

ولفتت مصادر الى أن الحريري طلب التواصل مع عون مباشرة من دون وسيط خلال عملية تشكيل الحكومة، فهل يقصد الحريري بالوسيط رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل؟ لا سيما أن الحريري رفض تحديد موعد للقاء باسيل في بيت الوسط السبت الماضي! مع الإشارة الى أن أيّ لقاء لم يعقد بين باسيل والحريري بعد عودة الأخير من زيارته الأخيرة الى السعودية.

وأفادت مصادر إعلامية بأن الحريري سيأخذ إجازة خاصة في الفترة المقبلة، ما يدعو للتساؤل هل أدرك الحريري أن اللحظة الإقليمية لولادة الحكومة لم تحِنْ بعد وأن لا ضوء أخضر سعودياً للتأليف، وبالتالي البقاء في لبنان واستمرار المراوحة سيكشف بأن العقد خارجية ما دفعه الى تمرير الوقت الضائع من خلال تدبير زيارة خاصة الى الخارج؟ وأي حكومة ستولد في ظل سفر الحريري المستجدّ ووجود رئيس المجلس النيابي نبيه بري خارج البلاد والصراع الشديد على الحصص الوزارية؟

وسط هذا الواقع أثار إصرار الحريري من بعبدا إشاعة أجواء التفاؤل بالوصول إلى ولادة حكومية قريبة الاستغراب، ولفت الى أن هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى عمل على نار هادئة على مستوى التشكيل الحكومي. وأضاف: “التسوية التي أجريناها سابقاً مع فخامة الرئيس لا زالت قائمة، ولا زلتُ على موقفي، بوجوب حماية التسوية مهما كان الثمن لأنها لمصلحة البلد. صحيح كانت هناك فترة سابقة شهدت بعض الاختلاف في الرأي داخل الحكومة، ولكن الجميع متفق على الاستقرار الاقتصادي والأمني، وهو الذي أسس لما نشهده اليوم من استقرار. لذلك، لا يحاول احد اللعب على وتر التسوية مع فخامة الرئيس لانه سيواجهنا معاً، والاتفاق مع فخامة الرئيس تام على كل الامور”.

الاخبار: عون يتكفّل بجعجع والحريري بجنبلاط

كتبت “الاخبار”: تقاطعت الأجواء بين بعبدا وبيت الوسط عند القول إن الجلسة بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والمكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، عصر أمس، “كانت إيجابية ومثمرة، ولم يقتصر الحديث على مسألة العقبات التي ما زالت تحول دون ولادة الحكومة، بل تطرق الى قضية النزوح والوضع الأمني والخطة الاقتصادية التي توضع اللمسات الاخيرة عليها”.

خلص اجتماع بعبدا الى وضع الملف الحكومي “على المسار الذي يجب أن يوضع عليه بعدما شهد خروجاً عن مساره الصحيح في الايام الاخيرة، مع التأكيد أن لا توقيت لعملية التأليف ويمكن أن يحصل في أي لحظة”.

وما قاله رئيس الجمهورية في الاجتماع أنه يرى أن الامور يجب أن تأخذ منحى افضل مما كانت عليه قبلاً، لذلك، “ستتكثف الاتصالات في الأيام المقبلة حتى يتبلور تصور معين انسجاماً ومضمون اجتماع بعبدا”. هذه الاتصالات ستمهد لعقد لقاءات وصفت بأنها “ستكون مهمة”.

في المعلومات، أن رئيسي الجمهورية والحكومة أكدا استمرار التعاون بينهما، وأنه لا خلل في العلاقة بينهما، وأن كل الامور التي شابتها التباسات سيحصل جهد متبادل لمعالجتها، على قاعدة ولادة الحكومة سريعاً، خصوصاً أن الحريري أبلغ عون أنه “تلقى تأكيدات من كل الفرقاء بالتزام التهدئة السياسية والاعلامية، لأن المناخات المتشنجة تعقّد الامور وتجعل كل طرف يتمسك بسقف مطالبه ولا يتزحزح عنها، بينما اعتماد الايجابية والخطاب الهادئ يسهل الكثير من الامور ويحلحل العقد المتبقية”.

ونفت مصادر معنية أن يكون الحريري “قد حمل معه الى بعبدا صيغة حكومية من 24 وزيراً، لا بل لم يأت على ذكر صيغة كهذه في الاجتماع، وكل الحديث دار حول ملاءمة الاحجام ومقاربة توزيعها وفق صيغة الثلاثين وزيراً، مع بدء العمل جدياً لإزالة الالتباسات حول الحصص”.

والمؤسف، حسب المصادر، أن رئيس الجمهورية “لم يتمكن من إقناع الرئيس المكلف بتمثيل النواب السنّة من خارج تيار المستقبل في الحكومة الجديدة”، والمهم “التصميم المشترك بين عون والحريري على حل العقد، بحيث يتولى رئيس الجمهورية حلحلة عقدة حصة القوات اللبنانية والحقائب التي تريدها، في حين يتولى الرئيس المكلف حلحلة عقدة التمثيل الدرزي مع النائب السابق وليد جنبلاط”.

وكان لافتاً للانتباه استشهاد الحريري بعد الاجتماع مع رئيس الجمهورية بتنازل الشيعة عن وزير في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لمصلحة توزير فيصل كرامي، وفي ذلك إشارة أو رسالة بأن بالإمكان توزير المعارضة السنيّة من حصة الشيعة أو المسيحيين.

وكان عون قد اطّلع من الحريري على حصيلة المشاورات والاتصالات التي يقوم بها من أجل تشكيل الحكومة العتيدة، وجرى البحث في بعض الامور التي لا تزال تؤخر التوصل الى الاعلان عن الحكومة في وقت قريب، وكان الرأي متفقاً على وجوب الإسراع في تذليل كل هذه العقبات.

وقال الحريري بعد اللقاء إن الدستور واضح جداً لجهة دور رئيس الجمهورية ودوري أنا شخصياً في عملية التشكيل، فكل ما يقال بالتالي من تكهنات وتوقعات لا دخل له بالصلاحيات وبدور الرئيس الذي هو الحامي الأول للدستور. وأكد “أن صلاحيات رئيس الحكومة في هذا الموضوع معروفة أيضاً، وآمل ألا يثار أي لغط حول هذه المسألة، لأن التفاهم بيني وبين فخامة الرئيس قائم حول كل التفاصيل في هذا السياق”.

وجدّد توقعاته الإيجابية، وقال “بتنا قريبين من الحلحلة ومن حصول كل فريق على حصته كما يجب، والجميع يظهر تعاوناً في هذا السياق، ولا نفع من أي تصعيد أو مواجهة في الاعلام”.

وجدّد القول إن الوضع الاقتصادي “صعب والنمو ليس كما نرغب فيه، فنسبته تصل الى 1،5 أو 2%، وهو عرضة للتراجع إذا لم نسرع في تشكيل الحكومة”، وأمل “أن نشهد زيادة في النمو الاقتصادي، خصوصاً إذا أسرعنا في تأليف الحكومة والاستفادة من مقررات مؤتمر سيدر والدراسات التي أجرتها شركة ماكنزي”.

وأكد الحريري أن التسوية التي أُبرمت سابقاً مع عون “ما زالت قائمة، وقد قلت قبل الانتخابات وبعدها، وما زلت على موقفي، بوجوب حماية التسوية مهما كان الثمن، لأنها لمصلحة البلد. صحيح كانت هناك فترة سابقة شهدت بعض الاختلاف في الرأي داخل الحكومة، ولكن الجميع متفق على الاستقرار الاقتصادي والامني، وهو الذي أسس لما نشهده اليوم من استقرار. لذلك، لا يحاول أحد اللعب على وتر التسوية مع فخامة الرئيس، لأنه سيواجهنا معاً”.

وعن تمثيل المعارضة السنيّة، تمنى الحريري على الاعلام تحديد الامور كما هي، “فلا يمكن اعتبار بلال عبد الله أو فؤاد مخزومي أو الرئيس نجيب ميقاتي أو أسامة سعد من المعارضة السنّية. هناك نقاش يجري وسيصل الى مكان محدد، وعند تشكيل الحكومة، سأدرس القرار الذي يجب عليّ اتخاذه”.

  

النهار: عون والحريري والتسوية ثالثهما لتذليل عقبات التأليف

كتبت “النهار”: مع ان لقاء بعبدا الأول لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري بعد العاصفة السياسية التي هزت عملية تأليف الحكومة الجديدة، لم يكن مفصلياً في اعادة اطلاق هذه العملية، أقله وفق المعطيات المعلنة، فإنه أفضى الى محاولة واضحة لتبديد الكثير من الأجواء المشدودة التي سادت المشهد السياسي في الأيام الاخيرة. ولعل أبرز المواقف التي أعلنها الرئيس الحريري عقب اللقاء تمثل في تشديده على استمرار التسوية السياسية بما يعكس مناخات النقاش الذي جرى بينه وبين رئيس الجمهورية والذي تفيد المعطيات المتوافرة لدى “النهار” أنه كان نقاشاً صريحاً وجدياً للغاية تناولا فيه النقاط التي أثارت تباينات بينهما في شأن عملية التأليف ومسألة الصلاحيات المتصلة بها. ويبدو ان النقاش لم يشهد تباينات مماثلة لتلك التي برزت مع تبادل البيانات العلنية قبل يومين بين بعبدا و”بيت الوسط” بما يعني وفق مطلعين ان الرئيسين عون والحريري أرادا وضع حد سريع لأي توظيف للتباينات التي ظهرت والعودة الى ابراز مناخ التسوية الكبيرة كمظلة واسعة لا يجوز ان يتجاوزها اي سقف سياسي لاي فريق وليس للرئيسين وفريقيهما فقط. وتوقع المطلعون ان يحظى هذا النهج بتأييد مختلف القوى السياسية وان يظهر ذلك في كلمة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله اليوم ضمن المواقف التي سيعلنها في شأن الوضع الداخلي.

في أي حال، تفيد المعلومات المتوافرة عن لقاء بعبدا أمس ان الرئيس الحريري لم يحمل طرحاً جديداً الى رئيس الجمهورية، لكن مصادر الطرفين عكست المناخات الإيجابية التي سادت اللقاء مع التأكيد أنه طوى صفحة التشنجات بين كل الأطراف المعنيين ووضع العقد على سكة الحل الهادئ.

وفي آخر المعطيات من المصادر المطلعة، ان عقدة تمثيل “القوات اللبنانية” في الحكومة العتيدة يفترض ان تشقّ طريقها الى معالجة تقوم على امكان إعطائها أربع حقائب تتوزع بين حقيبتين خدماتيين أساسيتين وحقيبة ثالثة وازنة ورابعة عادية، بعدما أصبحت نيابة رئاسة الوزراء خارج البحث بعدم تنازل رئيس الجمهورية عنها، وبعدما تبيّن ان الحقيبة السيادية تحتاج الى توافق وطني غير متوافر بعد، في ضوء ما يتردد عن “فيتو” يضعه “حزب الله” على تسلم وزير قواتي حقيبة الدفاع او الخارجية، علماً ان نائب رئيس حزب “القوات” النائب جورج عدوان نفى في حديث تلفزيوني هذه المعطيات وقال ان لا “فيتو” من الثنائي الشيعي على تولي “القوات” حقيبة سيادية.

وقالت هذه المصادر إنه مع حل عقدة “القوات”، يمكن الرئيس الحريري ان يأخذ على عاتقه معالجة عقدة توزير الدرزي الثالث بشخصية تكون مقبولة لدى رئيس الجمهورية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد وجنبلاط والنائب طلال ارسلان.

اللواء: فضّ اشتباك بين بعبدا والسراي.. والتأليف في إجازة! حلحلة عقدة “القوات” تمهّد لتحديد الأحجام… و294 نازحاً عادوا إلى قرى القلمون

كتبت “اللواء”: “نتيجتان من قبيل تحصل الحاصل، خرج بها، الرئيس المكلف سعد الحريري، بعد اجتماع يعتبر الرابع مع الرئيس ميشال عون منذ صدور مرسوم التكليف: الأولى تتعلق بالصلاحيات الدستورية وحدودها، والثانية تتعلق بالصيغة الحكومية لجهة العدد الثلاثيني.

وما خلا هاتين الحصيلتين، اللتين تخفيان دخول العملية الحكومية مرحلة تحديد الاحجام، بعد فض الاشتباك السياسي بين بعبدا والسراي على خلفية تُصوّر الرئيس المكلف لخريطة الحصص الطائفية والتي تعبر عنها الكتل النيابية، والتي من شأنها ان تمهد لاجازة التأليف، مع مغادرة الرئيس الحريري في إجازة وصفت بالعائلية، نهاية الأسبوع الجاري.

وإذا كانت عقد تمثيل “القوات” دخلت مرحلة الحلحة، فإن مصدراً واسع الاطلاع قال لـ”اللواء” ليلاً ان معالجة هذه العقدة تمهد لتحديداحجام الكتل، ولمعالجة العقدة الدرزية، وما تردّد عن تمثيل سنة 8 آذار..

لا طرح جديد ولا تطوّر

وفي المعلومات، ان الحريري لم يحمل معه إلى بعبدا أي طرح جديد بالنسبة للحكومة، لأن الغرض من زيارته للرئيس عون، لم يكن اساساً لفكفكة عقد التأليف بقدر ما كان لوضع الأمور المتصلة بعملية التشكيل على سكة الحل الهادئ، وبعيداً عن أجواء التشنج التي اتسمت بها مرحلة المشاورات في الأسبوعين الماضيين اللذين اعقبا عيد الفطر، مع استمرار التمسك بالتسوية السياسية من قبل الرئيسين عون والحريري.

وإذا كان الاجتماع لم يتوصل إلى أي تطوّر على صعيد تأليف الحكومة، حيث بقيت الأمور على حالها وعلى عقدها، الا ان مصادر الطرفين حرصت على عدم تسريب أي معلومات، كي لا “تشوط” طبخة التأليف، باستثناء ما ذكر من ان الرئيسين عون والحريري اتفقا على ان يقود كل منهما اتصالات مع الأطراف التي “يمونان” عليها للوصول إلى معالجة العقد، والتي بقيت محصورة بحسب ما بدا من الأجواء، بعقدة تمثيل “القوات اللبنانية” وعقدة تمثيل الحزب التقدمي الاشتراكي، فضلاً عن سقوط طرح حكومة الـ24 وزيراً، التي لم تعد قائمة، والاستمرار في السير بحكومة الـ30، بحسب ما أكّد الحريري بعد اللقاء.

وبحسب هذه المعلومات، فإنه يفترض ان يتولى الرئيس الحريري حل العقدة الدرزية، من خلال التفاهم مع رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط على شخصية درزية ثالثة تكون مقبولة من جنبلاط ومن الرئيس عون والنائب طلال أرسلان. في حين ان مسألة تمثيل “القوات” أصبحت شبه محلولة، من خلال إسناد 4 حقائب لها من ضمنها حقيبة سيادية، فيما بات منصب نائب رئيس الحكومة، الذي كانت “القوات” تطالب به خارج إطار البحث، بعد البيان الرئاسي الواضح في هذا الشأن، بأن يكون من حصة رئيس الجمهورية.

المستقبل: مصادر بعبدا لـ”المستقبل”: لقاء رئيس الجمهورية بالرئيس المكلّف “جيد جداً” ولا أحد يخلف بينهما الحريري يُبدّد “التكهنات”: الحلحلة قريبة

كتبت “المستقبل”: بغير ما تشتهي رياح المراهنين على تشقّقات تصيب المركب الوطني وتضعضع أسس “التسوية” التي شكلت خشبة خلاصه وسط تسونامي الإقليم الجارف، أتى لقاء بعبدا أمس ليجدد التأكيد على متانة المظلة الرئاسية الراعية لمسيرة استنهاض الدولة، سيما وأنّ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بادر من القصر الجمهوري إلى تبديد كل “التكهنات والتوقعات” التي تدور في فلك محاولات اختلاق صراع على الصلاحيات بين الرئاستين الأولى والثالثة، مشدداً على أنّ “الدستور واضح جداً في عملية التشكيل ورئيس الجمهورية هو الحامي الأول للدستور”، مع تجديده الإعراب عن تفاؤله بمسار التأليف وثقته بأنّ “الحلحلة باتت قريبة” وكل فريق سيحصل “على حصته كما يجب”.

وفي سياق متقاطع مع تأكيد الحريري على إيجابية اللقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون ونصيحته لكل من “يحاول اللعب على وتر التسوية” بأنه سيواجههما معاً، وصفت مصادر قصر بعبدا أجواء اللقاء بأنها “جيدة جداً”، موضحةً لـ”المستقبل” أنّ “أحداً لا يستطيع أن يخلف بين الرئيسين عون والحريري واجتماعهما (أمس) وضع النقاط على الحروف”. وعن مسار عملية التأليف، لفتت المصادر إلى أنّ “الأمور تحتاج إلى مزيد التشاور، وسيعمل كل من رئيس الجمهورية والرئيس المُكلّف من ناحيته على تذليل ما تبقى من عقبات أمام ولادة الحكومة”.

وإذ نقل بيان بعبدا أنّ “الرأي كان متفقاً” بين الرئيسين على “وجوب الإسراع في تذليل كل هذه العقبات لكي تبدأ الحكومة الجديدة عملها ومواجهة التحديات التي تنتظر لبنان على الصعد كافة”، تحدث الحريري إلى الصحافيين مشيراً إلى أنّ “بعض الأمور تحتاج إلى العمل بهدوء من أجل التوصل إلى حل بشأنها وهذا تماماً ما يحصل رغم محاولة البعض تضخيم الأمر أكثر مما يستحق أو افتعال مشاكل في البلد لجهة التخويف من عدم الوصول إلى حل”، وأردف مطمئناً: “سنصل إلى حل ولا زلتُ على تفاؤلي”.

الجمهورية: الحريري لمشاورات جديدة.. و”الحزب” لأوسع مشاركة في الحكومة

كتبت “الجمهورية”: إنقضى أكثر من شهر على التكليف ولم يحصل التأليف، لكنّ الرئيس المكلّف سعد الحريري حمل الملف الحكومي إلى قصر بعبدا، وخرج منه متفائلاً مِن جهة ومعوِّماً تسوية 2016 التي أوصَلت العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية وأوصلته هو إلى رئاسة الحكومة، من جهةٍ ثانية، ومتحدّثاً عن “حلحلةٍ قريبة” للعقَد التي تعترض ولادة الحكومة. وتترقّب الأوساط السياسية ما سيُعلنه الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله في إطلالته التلفزيونية اليوم، حول الشأن الحكومي، والتي سيتناول الحيّزُ الأكبر منها الخطةَ الأمنية في البقاع عموماً وفي محافظة بعلبك ـ الهرمل خصوصاً، كذلك سيتحدّث عن الوضع اليَمني. وعشيّة إطلالةِ نصرالله، أطلقت كتلة “الوفاء للمقاومة” بعد اجتماعها الأسبوعي جملةَ مواقف قالت فيها “إنّ الحكومة التي تضمن أوسع مشاركة للقوى التي أفرَزتها وكشفَت أحجامَها نتائجُ الانتخابات هي الحكومة الأقدر على التصدّي لاستحقاقات المرحلة الراهنة”.

في معلومات لـ”الجمهورية” أنّ لقاء عون ـ الحريري أمس سادته أجواء إيجابية، وشدّدا خلاله على التسوية والتفاهم القائم بينهما، وأكّدا “أنّ المسيرة التي بدأت مع بداية العهد ستتواصل بالصلابة والوتيرة نفسِها”.

وبعدما عرَضا لسبلِ معالجة العقَد التي تعوق تأليفَ الحكومة واتّفقا على أطُرٍ للحلّ، على أن يكون منصب نائب رئيس مجلس الوزراء خارج البحث، لم يمانع عون في أن يبحث في موضوع الحقائب الوزارية السيادية بين الحريري والكتل النيابية، علماً أنه كان قد أبلغَ موقفَه هذا إلى موفد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أمس الأوّل. وقد اقترَح الحريري أن يُعقد لقاء بين عون وجعجع، فرحّب رئيس الجمهورية بأيّ لقاء بعد أن تُستكمل الحوارات مع الكتل لكي تؤسّس لبداية نضوج الحلّ. وتقرّر أن ينطلق الحريري إلى جولة مشاورات جديدة على نار هادئة بغية إنضاج حلّ، على أن تنطلق المعالجة على ثلاثة محاور: المحور المسيحي، المحور الدرزي، والمحور السنّي. وفي المعلومات أنّ الحريري سيستأنف مشاوراته انطلاقاً من التوزيعة الثلاثينية الأخيرة للحصص.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى