بقلم غالب قنديل

النفايات نموذج لمأزق كبير

غالب قنديل

ازمة النفايات المتراكمة باتت تلخص حقيقة الاهتراء في نظام سياسي اكتملت دورة تمركزه الطائفي بينما تدور الصراعات والتناقضات حول الحصص في تقاسم يشمل الصغيرة والكبيرة ولا أثر فيها لمباراة البرامج والخيارات كما تزعم اكاذيب الديمقراطية المضللة .

طريق الحل الذي يناسب الشعب والبيئة بكل مواردها المدمرة معروف ويتعمد أهل السلطة تجاهل خلاصات تجارب العالم في تدوير النفايات ومعالجتها بينما يعرف المتقاسمون ارقام المبالغ التي تحققها شركات المحاسيب في تعهدات النفايات التي لوثت الأنهار وأفسدت البحر والشواطئ عن بكرة أبيها.

سؤال افتراضي طوباوي ايضا يطرح نفسه ماذا لوخصصت الحكومة منذ تشكيلها شهرا أو فصلا لقضية تهتم بها دون سواها فتناقشها امام الرأي العام وتشرك جميع الكتل النيابية والاحزاب والنقابات في مناقشة الحلول ثم يستفتى الناس باستطلاع للرأي حول ما طرح أليس ذلك أجدى من التخبط والاجترار وتضييع وقت البلد في ترويج الأكاذيب السامة؟

الاكيد أن المتقاسمين لا يريدون حلولا بل هم يسألون عن حصصهم فحسب.

هذا النظام المتخلف لا تزحزحه التمنيات بل حركة شعبية هادرة منيعة ضد الطائفية وقادرة على هز ما يعتبر عصيا.

من حقنا أن تكون انهارنا نقية نظيفة وشواطئنا تصلح للتنزه وان نمنع الهدر بتدوير النفايات.

من حقنا ان نرتقي بسلوكيات أهلنا فنباشر الفرز والمعالجة كاي بلد يحترم الناس والكرامة الانسانية والصحة العامة.

تمنيات بعيدة المنال ليس لاستحالتها بل لأن أولويات السلطة وأطرافها غريبة عن هذه المعايير والقيم رغم الضجيج الصاخب.

همهم في جيوبهم وليس في صحة البشر او الزرع والشجر وتبا للطمع والتوحش الرأسمالي البشع.!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى