بقلم غالب قنديل

لمن يقترع الوطنيون يوم الأحد ؟

غالب قنديل

للانتخابات النيابية قيمة سياسية كبيرة ومهمة قد لايدركها كثير من المرشحين والناخبين على السواء وإضافة إلى توسيع نطاق فرص التمثيل السياسي باعتماد النسبية رغم تشوهاتها وفق القانون الانتخابي فإن جميع المؤشرات تدل على مرحلة محتدمة من الصراعات الكبرى في المنطقة وعليها.

يقع لبنان في قلب التناقضات بل في عين هذا الإعصار الخطير وشعارات بعض القوى واللوائح عن النأي والحياد ليست سوى أكاذيب تذر الرماد في العيون للتستر على انحيازها إلى الحلف الأميركي السعودي الصهيوني الذي يريد فرض الوصاية على لبنان لتنفيذ مشروع محاصرة المقاومة من الداخل والخارج وفرض التوطين الذي أفصح عنه بيان بروكسل مؤخرا.

الانتخابات تتيح فرصة جدية لتعزيز القدرة اللبنانية على إحباط هذا المخطط التدميري الذي يتزامن وبرنامج صهيوني معلن لتثبيت “الدولة اليهودية “وفرض هيمنتها الإقليمية من خلال توسيع نطاق الشراكة بين العدو الصهيوني والحكومات العربية والإقليمية العميلة التي شاركت في العدوان على سورية وكانت على الدوام شريكة في حروب إسرائيل ضد المقاومة في لبنان وفلسطين من خلال مجموعة شرم الشيخ بقيادتها الأميركية.

لكل صوت قيمة في هذه المعركة ويعود لكل مواطن ان يتصرف به بمسؤولية تبدأ من ضرورة إنهاء الوصاية الأميركية السعودية الصهيونية التي فرضت على لبنان وعزلته عن شركاء المصير سورية وإيران الذين دعموه في تحرير أرضه وفي الدفاع عن سيادته ومكنوه من الانتصار في التحرير عام 2000 ثم في إفشال العدوان في حرب تموز 2006 .

لقد رسخت السنوات السبع الماضية من مقاومة عصابات الإرهاب التكفيري التي توجت بالانتصار على داعش والقاعدة حقيقة دور ذلك الحلف المقاوم اللبناني السوري الإيراني في حماية لبنان وشعبه وسيادته ولولا هذا الحلف لكان لبنان وقع في حلقة طواحين الدم تحت سيطرة التوحش الذي دعمته دول الغرب والحكومات التابعة والعميلة لها في المنطقة وإسرائيل طبعا.

المطلوب في لبنان هو قيام سلطة سياسية تعبر عن هذه الحقيقة وتحسم الخيار اللبناني الرسمي بدلا من الميوعة والمسايرة في الرضوخ للشروط الأميركية الفرنسية السعودية الصهيونية التي تمثل استباحة خطرة للبلد تفتحه على كارثة شاملة من الاضطراب والاقتتال والتدمير في المدى القريب والبعيد.

التصويت للوائح الخيار الوطني المقاوم هو تعبير عن إرادة واعية ضد الخطط الاستعمارية الصهيونية الرجعية التي تستهدف لبنان وهو تصويت لإرادة الاستقلال والسيادة في وجه قوى الوصاية والرضوخ والتكيف مع الهيمنة بذرائع واهية.

ظلوا لسنوات يمارسون الضغوط والابتزاز ضد قيادة المقاومة وحلفها الوطني الواسع عبر تهديد الوحدة الوطنية وهم يعلمون انها تتصرف بمسؤولية فتقدم الاستقرار على غيره من المكاسب السياسية الفئوية والمطلوب بالمقابل من جميع اللبنانيين المؤمنين بالمقاومة وبدورها في مختلف الدوائر ان يعبروا عن إرادتهم بكل وضوح وأيا كانت ملاحظاتهم على الأسماء والأشخاص فالمعركة هي معركة خيارات كبرى لامجال فيها لترف الاستنساب.

في بعض الدوائر قاد تضعضع بعض حلفاء المقاومة وتمزقهم إلى إرباك الناخبين وحال ذلك دون قيام لوائح موحدة ومشتركة تتيح تبلور المعركة بكل وضوح ونداؤنا إلى الناخبين في تلك الدوائر هو التصويت لمن هم الأشد جذرية وجرأة ووضوحا في تبني الخيار المقاوم من بين الحلفاء أي التصويت لمن لا يتلعثم في موقفه المتبني للمقاومة والتصويت لمن وقف بشجاعة مع سورية منذ بداية العدوان ولم ينتظر على أي من تلال الميوعة والتردد والانتظار والتصويت لكل من أثبت بالتجربة درجة عالية من الإقدام والجرأة والوعي في كشف الأخطار والتصدي لها بحزم مهما كان الثمن وقبل ان يصنع المقاومون التحولات ويفرضوا تغيير المعادلات فمن يحتاجهم لبنان في مجلس النوب لمجابهة المرحلة الجديدة هم الشركاء مع المقاومة في صنع الحدث وليسوا الإنتظاريين الذين انحازوا بعد هزائم العدو واعترافه بتفوق المقاومين او المنتقلين من المعسكر الآخر بقوة الاضطرار.

تقتضي المجابهة الوطنية ان يكون التصويت لمن عارضوا مشاريع المديونية والخصخصة واللصلصة والتقاسم التي تمثل ادوات مستمرة لفرض الوصاية والابتزاز الدولي كما تفرض التصويت للمرشحين المقاومين الحازمين في صلابتهم وفي تاريخهم ولتكن فرصة لا يجب تفويتها لتوجيه رسالة إلى من خربوا فرص توحيد الصفوف على أساس المباديء والخيارات الوطنية الحاسمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى