بقلم غالب قنديل

الغوطة على طريق الحرية

غالب قنديل

رغم ضجيج القذائف القاتلة التي ما يزال بمستطاع معاقل الإرهاب ان تستهدف بها احياء دمشق واهلها الذين تضاعفت أعدادهم منذ انطلاق العدوان الاستعماري على سورية فإن اخبارا سعيدة تتلاحق عن تساقط مواقع الإرهابيين امام الجيش العربي السوري .

يهلل السوريون لأخبار التوصل إلى اتفاقات جديدة تخرج آلاف المسلحين بالباصات إلى إدلب بعد تساقط حصونم في الغوطة مثل حرستا امام قبضة الجيش العربي السوري وقواته الهادرة التي خاضت معارك ضارية خلال الشهور الأخيرة لتحرير الغوطة ولضمان أمن سكانها الذين تم تحرير عشرات الآلاف منهم بعد تقطيع أوصال مناطق سيطرة الفصائل المسلحة وتبدل ميزان القوى بانهيار التهويل الأميركي بعدوان واسع لشد أزر العصابات ولجمها عن دخول التفاوض على شروط الخروج من معاقلها والاستسلام للجيش العربي السوري ويبدو انه بعد فشل الخرافة الأميركية امام العزيمة السورية والدعم الروسي الواضح تحرك أردوغان مهددا بالزحف إلى إدلب المرشحة لتكون آخر مكان تلجأ إليه العصابات المهزومة في الغوطة.

يتساءل كثيرون عن سر هذا الاهتمام العالمي والإقليمي الواسع بمعارك الغوطة بعدما قادت التطورات إلى توسع سيطرة الجيش العربي السوري منذ تحرير مدينة حلب والحقيقة ان موقع الغوطة واهميتها لا يرتبطان فحسب بقربها من العاصمة دمشق بل لأنها مساحة شاسعة تمتد عبرها خطوط واصلة إلى الحدود السورية مع العراق والأردن ولبنان وفلسطين المحتلة وهي مساحة قريبة من مساحة لبنان ومنطقة غنية للغاية بالبساتين والمياه وبالمعامل المنتجة للمواد الغذائية والألبسة وغيرها وهي بهذا المعنى ذات اهمية عسكرية وامنية واقتصادية وكانت تمرإليها عبر البادية السورية طرق نقل السلاح والأموال والمسلحين التي حركتها حكومات العدوان وبصورة خاصة الشبكات التي رعتها دول الناتو والسعودية والأردن وإسرائيل وقطر.

الانهيار يتلاحق مثل حجارة الدومينو بعد تقطيع الأوصال وتحول المعاقل الإرهابية إلى مربعات محاصرة ومستنزفة وبعدما أدت الانهيارات العسكرية إلى ارتخاء قبضة الإرهابيين التي حولت السكان إلى دروع بشرية منعت عليهم المغادرة.

مع تقدم الجيش العربي السوري وفتح المعابر والطرق المؤدية إلى مناطق الإيواء الخاصة التي جهزتها الدولة تدفق عشرات الآلاف من بلدات الغوطة ومعهم روايات عديدة مؤلمة عن وجوه المعاناة التي عاشوا ويلاتها تحت وطاة العصابات التي دعمها حلف العدوان وزودها بأسباب البقاء.

تحدث محللون اميركيون عن تأثير خطير في نظرهم لعملية تحرير الغوطة على الجبهة مع إسرائيل التي كانت تعتبر معاقل المسلحين في الغوطة نطاق حماية عازل يعيق تقدم الجيش إلى جبهة الجولان وتساءل كثيرون منهم عن الخطوة التالية بينما لاحت مؤشرات استعداد صهيوني سعودي أردني لاحتمال فتح ملف الجبهة الجنوبية وزحف الجيش العربي السوري لتحرير الجيوب الإرهابية هناك واستعادة السيطرة الكاملة على المناطق التي تتواجد فيها بؤر للإرهابيين وهذا يعني تحولا جديدا في التوازنات والمعادلات.

تحرير الغوطة عملية استراتيجية حاسمة يخوضها الجيش العربي السوري وهي من الفصول الأهم في عملية تحرير التراب الوطني السوري واستعادة السيادة السورية وفقا لجدول الأولويات الذي تضعه القيادة وتحركه بناء على متطلبات حماية الشعب العربي السوري ولضمان امنه واستقراره وحقه في الحياة بكرامة والنصر في الغوطة الذي فرضه بواسل الجيش هو إنجاز سيكتمل قريبا ويكتب بداية جديدة لمسار صاعد من الإنجازات والانتصارات التي تعمدها دماء الأبطال من الجيش والشعب وجهود وتضحيات مشتركة من الحلفاء الصادقين.

تقدم عمليات تحرير الغوطة فضح ركام الأكاذيب الأميركية والغربية ضد الدولة الوطنية السورية وقواتها المسلحة وحلفائها وأسقط الكثير من التهويل والتهديد بعزيمة قوية استمدها الضباط والجنود السوريون ومواطنوهم من كلمات الرئيس بشار الأسد الذي اطلق بشارة الحرية في جولته الجريئة وكلماته الحازمة قبل أيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى