بقلم غالب قنديل

على ماذا يحاسب الناخبون ؟

غالب قنديل

تتعمد بعض القوى السياسية نسف الأسئلة المصيرية وقلب الأولويات في الانتخابات عملا بتوجيهات خبراء اميركيين وغربيين درسوا الوضع اللبناني وعملوا عليه منذ سنوات طويلة وصبوا جهودهم لتأليب الناس ضد الخيار الوطني المقاوم الذي يتواضع أهله في الحديث عن إنجازاته الكبرى بحماية لبنان وشعبه.

الخطر الصهيوني مستمر وقائم بتهديدات لا تنقطع واتخذت من ملف التنقيب عن النفط والغاز فرصة للتعبير عن اطماع العدو المستمرة والمتجددة ومحاولات العدو المستميتة لمنع لبنان من استثمار نطاقه البحري السيادي ومباشرة الإفادة من عائداته الضخمة المتوقعة.

الخطر التكفيري الإرهابي قائم ومستمر من خلال نشاط مجموعات كامنة ترتبط بقوى خارجية محركة من الغرب والخليج وأساسا من دولة العدو الصهيوني التي افتضحت علاقتها طيلة ثماني سنوات بخطط دعم وتسليح ومساندة فصائل سورية اتخذت تسميات من مصنفات الثورة الخداعة.

المحاسبة يجب ان تجري في صناديق الاقتراع على كشف حساب عن دور جميع الاحزاب والقوى ومرشحيها في التصدي للتهديد الصهيوني وفي التعامل الواقعي مع الخطر التكفيري والسؤال يجب ان يكون ماذا فعلتم خلال تسع سنوات تأجلت خلالها الانتخابات لتمنعوا التهديد الصهيوني ولتصدوا خطر التكفير ولتحموا الناس والاقتصاد وحق اللبنانيين في الحياة من الخطرين ؟

مجرد العودة إلى أرشيفات وسائل الإعلام اللبنانية ومواقع التواصل ومعاينة ما قاله السياسيون خلال تسع سنوات تكشف لنا الميزان الذي يجب ان يبنى عليه خيار الناخبين بالإجابة على سؤال من وقف في وجه التهديد الصهيوني ومن تصدى للخطر التكفيري ومن كان متناغما مع محركيه في الغرب والخليج واخترع الأكاذيب عن سورية ودعم عصابات الإرهاب وساهم في حملات التجنيد والتسليح والتحريض لتدمير سورية انطلاقا من لبنان وقدم التغطية لنشاط مرتزقة الناتو والخليج في الأراضي اللبنانية.

من قدم شبكات الاتصالات الحديثة لعصابات القتل والتوحش بأمر المخابرات الأميركة والفرنسية ومن ساهم في غرف العمليات الإعلامية لقيادة الحملات ضد سورية ؟ ومن نبه منذ البداية إلى خطورة اللعبة الإجرامية بالتورط في تدمير سورية وإغراقها بالمجازر لقاء المال السعودي والقطري وساهم بعد ذلك في الدفاع عن اللبنانيين من لبنان ومن سورية وضرب التكفيريين في معاقلهم فحمى لبنان وشعبه وامنه؟.

كل شيء يجب ان يقال كما هو والتستر تآمر مشبوه والذين استهدفوا المقاومة وحاصروا الجيش وشهروا به وحرضوا عليه لمنعه من القيام بدوره معروفون وبالأسماء ومنهم زعماء وسياسيون ونواب ومرشحون ولوائح وهم لا يستحقون ثقة الناس بهم في مواقع المسؤولية التي لم يكونوا جديرين بها في الظروف الحرجة وهم ساهموا في طمس الأخطار وتزيين المؤامرات وتزوير الوقائع وراجعوا حساباتهم عندما تراجع أسيادهم وانهزموا او تضعضعوا وبالمقابل هناك قوى وقيادات وسياسيون اتخذوا الموقف الصحيح منذ البداية واستبقوا الخطر وحذروا منه وبادروا للتصدي له وهذه التجربة لم تكن نزهة او مرحلة عابرة فهناك مئات الشهداء اللبنانيين الذين كانوا ضحايا خطط إيواء الإرهابيين في لبنان وهناك مئات المفقودين الذي تم توريطهم وإرسالهم للقتال في سورية إلى جانب جبهة النصرة وعصابات عديدة بما فيها داعش وهناك مئات الشهداء البواسل من المقاومة والجيش الذين بذلوا ارواحهم في معارك القضاء على الإرهاب التكفيري وفي سبيل اقتلاعه من أرض لبنان.

لا يستوي من تآمر بمن اتخذ الموقف الصحيح ولا يستوي من ضحى بالأرواح وقدم كل القدرات بمبادرات شريفة لحماية البلد بمن قدم جميع الخدمات لأعداء الشعب والوطن بل إن على كل لبنانية ولبناني السؤال كيف تسنى إنقاذ البلد وإبعاد الخطر الصهيوني بردعه ومنع الفتنة الحارقة بالحكمة واقتلاع الإرهاب التكفيري بحزم المقاومة ومن ثم بالشراكة مع الجيش الوطني ولتلك الإنجازات منجزون تميزوا بالوعي وتمتعوا بالإرادة ووفروا القدرات اللازمة … إن المقاومة وحلفها الوطني العابر للطوائف والمناطق هم الذين قاموا بكل ذلك وفي صناديق الاقتراع يجب ان تكون الأولوية للمحاسبة على هذا الأمر قبل أي شيء آخر.

الزعامات والأحزاب المتورطة في دعم الإرهاب والتي تورطت بالتآمر على المقاومة في حرب تموز كانت إلى جانب الإرهاب وتخلت محبطة تلف أذيال الخيبة عندما انكسرت العصابات وتقهقرت ولما دب اليأس في حكومات العدوان على سورية التي تديرها وتحركها.

في كشوف المرشحين إسألوهم اولا ماذا فعلوا وبأي جهد وبأي مقدار شاركوا في مواجهة التهديد الصهيوني والخطر الوجودي التكفيري قبل ان تطالبوهم بجردة حساب عن الطرق التي زفتوها والناس الذين وظفوهم في مؤسسات الدولة والخدمات التي أمنوها.

إن كل التردي في الخدمات والفساد في الإدارة هو من مظاهر نظام المحاصصة التي يعرف الجميع عناوينها الأصلية منذ عام 1992 ومصدر البلاء المقيم هو المشروع الإعماري التابع للخارج الذي تعقد له المؤتمرات الدولية للتسول باسم اللبنانيين بالأمر الأميركي الفرنسي ورموزه في الداخل هم أنفسهم من حضنوا الإرهاب وتناغموا مع التوجيه الأميركي السعودي باستهداف المقاومة وسورية خلال هذه السنوات التسع وهذه قاعدة المحاسبة المستحقة في الصناديق اما تصميم البعض على خلط الأوراق وتضييع الفرز فهو خداع للناس وتنكر للحقائق ومحاولة لتغطية “السماوات بالقبوات” بقصد حماية المتورطين والمتآمرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى