بقلم غالب قنديل

انتصار “الشمس التي لا تغيب”

غالب قنديل

لم يتعرض بلد في العالم لأعاصير الكذب والدجل في سبيل شيطنته والنيل من معنويات قادته وتوهين قيم شعبه الاستقلالية والتحررية مثلما واجهته كوريا الديمقراطية منذ التقسيم وبعد إمساك حزب العمل الكوري بقيادة الشطر الشمالي وتحالفه مع الصين والإتحاد السوفيتي وانحيازه الكلي إلى الشعوب وحركات التحرر في العالم ولاسيما في منطقتنا حيث كانت كوريا الديمقراطية منذ عقود سندا للمقاومة الفلسطينية وصديقا لسورية العربية وشريكا كبيرا لإيران الجمهورية المقاومة.

يحق للشعب الكوري العظيم ان يفخر بانتصار إرادته الحرة على العنجهية الاستعمارية الأميركية وان يخلد ذكرى الزعيم الكبير كيم إيل سونغ مؤسس نهضة كوريا وقوتها التي أذلت الاستعمار وأحيت شعلة توحيد الوطن الذي قسمته الإمبريالية وأعوانها وعملاؤها ومن حق جميع الكوريين في الشمال والجنوب ان يحتفلوا بإبداع وحزم الزعيم كيم جونغ اون الذي رسم فصلا مهما وحاسما في التاريخ الكوري المعاصر عبر التقاط فرصة إعادة توحيد الوطن من خلال استخدام توازن الردع الذي منع القوة الأميركية المتغطرسة من العدوان الذي هددت به مرارا وعبر تحقيق الأهداف الكبرى للثورة العلمية والتكنولوجية ولنظريات الاعتماد على الذات التي طبقها شعب كوريا البطل.

الاعتراف الأميركي والتراجع عن التهديد والاستعداد للتفاوض هو اول الطريق بعد بلوغ مرحلة امتلاك الردع النووي فالاستعمار الغربي لايفهم سوى لغة القوة ولاسبيل امام الشعوب الحرة غير امتلاك القوة لتفرض احترامها ولتنتزع الاعتراف بحقوقها السيادية وتمنع التطاول عليها.

شبه الجزيرة الكورية وطن لشعب مبدع في الشطرين الشمالي والجنوب وهو مهيأ إذا وحد جهوده وقدراته وتخطى التقسيم الاستعماري البغيض ليبني قوة إقتصادية وحضارية عملاقة في الشرق والعالم تدخل السباق البناء بين الأمم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتقدم الاقتصادي والاجتماعي.

الرضوخ الأميركي يعني انتصار التجربة الكورية بالاعتماد على النفس وبالاستناد إلى التحالفات والصداقات الحرة والمتكافئة مع روسيا والصين ومع جميع الدول الحرة والممانعة التي تتصدى للهيمنة الاستعمارية الأميركية وهذا تفوق جديد لنموذج الفكر التحرري الذي قاد الثورة وخطط لبناء كوريا الاشتراكية بقدراتها المتفوقة مع الإرادة الصلبة لشعبها المضحي والمكافح الذي رفع شعاراته بدقة وبتواضع منذ البداية عن إعادة توحيد الوطن ونزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.

ذكرى كيم إيل سونغ الزعيم العظيم والعبقري صاحب نظرية زوتشة تزهو بإنجاز شعبه وحزبه والدولة التحررية التي أسسها والتي تخطو اول المسار لتحقيق أهداف ناضل من اجلها الكوريون اكثر من سبعين عاما متواصلة من سطوع “الشمس التي لاتغيب ” التي حملت إشعاع الفكر التحرري الثوري والإرادة الاستقلالية الحازمة المنبثقة من الإيمان بالشعب وبقدراته حين يحمل الوعي والتصميم على التحرر وقهر الأعداء الاستعماريين والتخلص من نير الهيمنة وتغليب روح الإخاء القومي والوطني والأممي في العلاقات الداخلية والخارجية.

تسقط اليوم جميع ترهات الغرب الحقيرة عن كوريا والبروباغندا الأميركية القذرة التي كرست لعقود طويلة من اجل شيطنة الشعب الكوري وزعمائه الثوريين في الشمال الذين أقاموا قلعة تحررية باتت قادرة على فرض أهداف الأمة الكورية العظيمة باستعادة وحدة الوطن وإبعاد شبح الحروب المدمرة والسبيل إلى ذلك كان امتلاك القوة الرادعة والإرادة الحازمة وكما سقط حصار كوبا سيسقط تقسيم كويا وكذلك سيندحر العدوان على سورية وسيهزم من شنوا الحرب على اليمن وفي هذا الطريق سوف تتحرر فلسطين.

تمرغ اليوم في الوحل وجوه ادعياء الثقافة والتنور من الأبواق التافهة والساقطة المستتبعين للاستعمار الغربي في منطقتنا ممن تطاولوا على التجربة الثورية الكورية ومصداقية قيادتها وتضحيات شعبها والساعين لتسفيه كل فكرة تحررية وكل دعوة للمقاومة لأنهم ادوات خسيسة ومأجورة وظيفتها توهين معنويات الأمة العربية وضرب نزعة التحرر في صفوف شبابها.

انتصرت عليكم أيها الأوباش “النمطية” و”الخشبية” التي أسقطت عن وجوهكم الكالحة والكريهة أقنعة الواقعية والبراغماتية …فالحقيقة ساطعة مثل شمس كوريا البهية : في القرن الواحد والعشرين حزب اشتراكي يقهر الإمبريالية الأميركية ويملي شروطه بعد ردع التهديد وتتوارى كل الثرثرة عن سقوط الإيديولولجيا واندثار الوطنية والقومية في رحاب الأسواق المعولمة تحت الهيمنة الأميركية وديكتاتورية السلع التي أنتم عبيدها.

كوريا درس لقوى المقاومة والتحرر في منطقتنا وبشارة مبكرة لانتصار سورية ولتفوق إيران بانتصار الطريق الكوري الطريق الذي تعانق به إرادة الشعوب شموسا لا تغيب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى