بقلم غالب قنديل

رابطة الشغيلة في الانتخابات

غالب قنديل

التحديات المصيرية التي يفرضها المحور الاميركي الصهيوني الرجعي على البلاد العربية ومنها لبنان كثيرة ومتشابكة وهي تتمحور حول قضايا الاستقلال والسيادة وخيار المقاومة والشراكات الاقليمية والقومية العابرة للحدود كاطار للمصالح المشتركة كما جسدتها المعركة ضد التوحش وتفرضها موجبات التنمية والتقدم .

منظومة الهيمنة الاميركية الصهيونية الرجعية تخوض معارك جديدة سياسية وعسكرية لتقطيع الاوصال ومنع قيام تكتل اقليمي يجمع لبنان بسورية والعراق والأردن وعزل لبنان يعني خنقه والحكم عليه بالموت بقصد استتباعه واستعماره واخضاعه وكسر ارادة المقاومة والاستقلال في شعبه.

ان عددا كبيرا من القوى والشخصيات المشاركة في الانتخابات النيابية ينتمون الى حلف المقاومة والعروبة ولكن الحسابات السياسية المفردة طائفيا ومناطقيا هي قرينة النظام السياسي المتخلف وقد منعت قيام حلف وطني عريض في كل لبنان يخوص معركته معا بشعارات واحدة وببرنامج واحد.

هذا الواقع الرث يغلب الخصوصية الحزبية والطائفية والمناطقية على البعد الوطني لكنه لا يلغي فرص التجميع بعد الانتخابات مباشرة.

انطلاقا من هذه الخصوصية قررنا في رابطة الشغيلة ان نخوض معركة مركزية واحدة بترشيح الرفيق زاهر الخطيب الرمز الوطني والثوري الذي يمثلنا وهو ترشيح نعمل لكي يكون محور مبادرة لتجميع القوى والتيارات الوطنية المقاومة في دائرة الشوف عالية وقد تحركنا في الدوائر الأخرى التي تتواجد فيها رابطة الشغيلة لنكون في تصرف الحلف الوطني ومرشحيه في تلك الدوائر انطلاقا من وحدة المعركة التي هي فرصة للعمل السياسي الشعبي نسعى لاستثمارها بجدية من اجل تعميق الوعي الوطني وتوسيع الالتفاف حول المقاومة وسنعمل مع جميع رفاق الدرب واخوة الخيار المقاوم ونسعى بأقصى طاقتنا للمساعدة في تذليل عقبات التلاقي بين اوسع مكونات الطيف الوطني في لوائح مشتركة.

ان فوز الوطنيين بعدد جيد من المقاعد النيابية هو فرصة جدية تستدعي من الجميع التصرف بمسؤولية وتواضع وتغليب روح الشراكة على المناكفة والتناحر العبثي ومظاهر التورم السياسي والحزبي.

الرفيق زاهر الخطيب يمثل كتلة من القيم والمبادئ وتراثا نضاليا ملتزما يعرفه الناس وهو جسد مسيرة مبدئية تتسم بنظافة الكف والنقاء والمناقبية والشجاعة في الموقف الوطني والقومي على حد السيف وكثيرة هي المحطات التي جسد فيها الوجدان الوطني عندما عزت المواقف من رفع راية فلسطين والعمل الفدائي الى تحدي الارهاب الصهيوني في ١٧ أيار الى تبني نهج المقاومة الشعبية والمسلحة والمساهمة النوعية في الانتفاضات والتحركات الشعبية ضد النظام الرجعي والاحتلال الصهيوني الى شراكة رابطة الشغيلة في عمليات المقاومة والتمسك بالحلف القومي مع الشقيقة سورية قلعة محور المقاومة وحصن التحرر والاستقلال الى جانب ايران القوة الداعمة لخط المقاومة والتحرر.

تصدر الرفيق زاهر الخطيب طيلة اربعة عقود جميع معارك الدفاع عن الفقراء والكادحين في وجه الاضطهاد والظلم والتوحش في الشارع والبرلمان معا.

لقد التزمنا منذ اندلاع الحرب الاهلية سياسيا وميدانيا بالوحدة الوطنية وقمنا بالتصدي وبحزم للعنف الطائفي والمذابح الطائفية وحيث تقدم الرفيق زاهر صفوفنا دائما واستشهد لنا رفاق عمدوا مبادئنا بدمائهم.

لكل ذلك قررنا ان تكون معركتنا الانتخابية بترشيح له رمزيته التاريخية والمبدئية ونحشد فيها جهودنا لتوحيد رفاق الخيار الوطني المقاوم بينما نقف معهم في معاركهم دون تردد حيث يتواجد لنا رفاق ومناصرون وقد أردنا بذلك أن نقدم نموذجا خاصا في الالتزام والتواضع والايثار وهي مساهمتنا السياسية والاخلاقية المضافة في محطة سياسية وطنية مفصلية نسعى عبرها لتثبيت ممارسة مبدئية واضحة ومنسجمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى