بقلم غالب قنديل

معادلات السيد البحرية والجوية

غالب قنديل

ما يحمي لبنان من العدوان الصهيوني الذي يتكرر التهديد به هو قوة الردع الصاروخي البري والبحري التي تملكها المقاومة من خلال ترسانتها وعلاقة التكامل والتلاحم بينها وبين الجيش المحاصر والممنوع عليه امتلاك مستلزمات الدفاع الوطني الحقيقي بسبب ارتهان العقل السياسي لبعض شركاء الحكم لبلاهة الاعتماد على الغرب الذي يخضع أي طلب للسلاح والذخائر للتدقيق في تل أبيب.

بناء على الوصاية الأميركية السعودية الفرنسية تجري إدارة الظهر للعروض الروسية والإيرانية والصينية بدافع التبعية للحلف الذي يفرض وصاية على القرار اللبناني تكرست بعد الإفراج عن الرئيس الحريري واستعادته من محبسه السعودي.

طرح قائد المقاومة معادلة جديدة يوم امس لحماية حقوق لبنان في المنطقة الاقتصادية الخالصة مقابل الابتزاز والتهويل الأميركي الذي يطالب اللبنانيين بالتخلي عن جزء من الحقوق السيادية عبر التهويل بالعدوان الصهيوني وبينما كان الرئيس نبيه بري يبلغ ديفيد ساترفيلد برفض لبنان خط سلفه فريدريك هوف المقترح لترسيم افتراضي لحدود البلوكات اللبنانية من النفط والغاز في المياه الإقليمية قدم السيد نصرالله معادلته الجديدة باقتراح انذار يتم إبلاغه رسميا للموفدين الأميركيين باحتمال إقدام المقاومة على تعطيل منصات الاستخراج الصهيونية خلال ساعات قليلة عبر قصفها كرد على استباحة حقوق لبنان بناء على طلب المجلس الأعلى للدفاع.

هذه المعادلة الجديدة هي الرد الواقعي على الضغوط الأميركية والابتزاز الصهيوني وهي طوق الحماية لحقوق لبنان ولا مناص من اللجوء إلى استخدام هذا الانذار في التفاوض مع الموفدين الأميركيين بدلا من الكلمات المعسولة التي لا تغني ولا تسمن.

انقضت أعوام طويلة على تحركات فريدريك هوف دون جدوى ولم نجد لدى الولايات المتحدة عموما غير الانحياز الأعمى لتل أبيب والضغط على لبنان لتعديل موقفه والتنازل عن قسط من حقوقه وسيادته تحت التهويل الصهيوني بالحرب التي نملك فيها القوة الرئيسية بل الوحيدة الحامية المتمثلة بالمقاومة وقدرتها على الردع مجربة.

لا يكفي تضامن المسؤولين الظاهر في رفض الابتزاز الصهيوني فالأميركي ليس وسيطا نزيها وليسألوا السيد محمود عباس رئيس السلطة التي انبثقت من اتفاقات اوسلو.

الأميركي هو وكيل الصهيوني ولا يصلح للتحكيم في أي صراع مع العدو وهو يحاول استدراج لبنان إلى اتفاق على ترسيم الحدود البرية والبحرية ويتحدث جهارا بلغة تبادل الأراضي وتقديم التنازلات والحصيلة التي يتوخاها هي خدمة الأطماع الصهيونية فحذار الفخ الأميركي الخطير بموقف متساهل مشين لا يجب ان يصمت عليه اللبنانيون كائنا من كان قائله والقابل به وثمة في الحكومة من يمجدون الأميركي ويسبحون بحمده ليل نهار ويسترضونه بوسائل شتى ولأغراض كثيرة ويخشى ان يشكلوا ثقبا قابلا للتوسع في جدار السيادة بينما تثبت التجارب ان الأميركي كما الصهيوني لا يفهم سوى لغة القوة والعمل باقتراح قائد المقاومة هو الرد ولو على سبيل التلويح الذي يفرض على واشنطن وتل أبيب إجراء حسابات المواجهة.

أمر آخر استعرضه سماحة السيد وكنا قد أشرنا إليه هو الردع السوري للعربدة الجوية الصهيونية وحاجة لبنان لقرار سيادي يمنع تكرار استباحة اجوائه ويضمن مقومات الدفاع عنها بعد الأمثولة السورية وهذا يتطلب اختيار مصادر للسلاح خارج قبضة الشروط الصهيونية وتطويرا للعلاقات والاتفاقات الدفاعية اللبنانية السورية وفي هذا المجال أيضا يبرز الثقب نفسه وبفضل القوى التابعة الذليلة ذاتها.

اوفى قائد المقاومة سورية حقها بتأكيد ان قرار إسقاط الطائرة الصهيونية أصدره الرئيس بشار الأسد ونفذه أبطال الجيش العربي السوري الذين نوه بقدراتهم العلمية وبخبراتهم التقنية وكفاءاتهم العلمية العالية وهو انتقل على الفور لمطالبة الحكومة اللبنانية باتخاذ التدابير والقرارات التي تمنع العدو من استباحة اجوائنا وانتهاك سيادتنا وهو امر يتطلب غالبية حكومية من الحلف الوطني المقاوم فعسى تكون نتائج الانتخابات ترجيحا لهذا الخيار السيادي والاستقلالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى