بقلم غالب قنديل

سورية قلعة المقاومة

غالب قنديل

تحتفل المقاومة اليوم بتخليد قادتها الشهداء الذين بذلوا أرواحهم على الطريق ومنهم الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والقائد عماد مغنية والقائد مصطفى بدرالدين والعديد من الكوادر والقيادين في حزب الله الذين بذلوا أرواحهم في المعارك التي خاضتها المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني او ضد عصابات التكفير في السنوات السبع الماضية.

قدم حزب الله عددا كبيرا من مجاهديه وقادته البارزين في ملحمة الدفاع عن سورية وشكلت مشاركته إلى جانب الجيش العربي السوري والقوى الشعبية الرديفة مساهمة نوعية في الدفاع عن الشرق العربي وقد تميزت قيادة الحزب بفهم لطبيعة العدوان على سورية ولأهدافه وجاهرت بموقف واضح تدرج سياسيا في تطوره إلى ان تبلور في صورته النهائية بعد أشهر وتوصلت قيادة المقاومة إلى اليقين بأن ما تتعرض له سورية هو عدوان اميركي اطلسي صهيوني رجعي يستهدف محور المقاومة بجميع أطرافه.

ساهم قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله في إنضاج رؤية إيران لحقيقة ما يجري وسرع بذلك في اتخاذ القرار الإيراني بالوقوف إلى جانب سورية التي تصدت للعدوان وحيدة قرابة السنة الكاملة التي تكبدت فيها كمية ضخمة من الخسائر وقدمت آلاف الشهداء من ضباط وجنود الجيش العربي السوري والقوى الأمنية وفي عدادهم حشد من الشجعان والمبادرين الذي أرغموا احيانا على التصدي للعصابات المتسترة خلف التظاهرات وهم عزل من غير سلاح مسايرة لمواقف الحلفاء الذي لم يكونوا قد فهموا حقيقة ما يجري.

إن التضحيات التي قدمتها المقاومة في الدفاع عن سورية جليلة وعظيمة وهي تعبر عن وحدة المنظومة التي انطلقت ضد الاحتلال الصهيوني عام 1982 في حضن سورية وتحت رعاية المحور السوري الإيراني الذي قدم الدعم لجميع المنظمات والقوى اللبنانية الوطنية التي خاضت غمار المقاومة المسلحة ضد الاحتلال.

هذه المنظومة التي انتصرت على العدو في ملحمة التحرير عام 2000 وفي حرب تموز أعادت تأكيد قوتها وقدرتها من الميدان السوري وهي اليوم تفرض توازنات ردع جديدة بعد إسقاط الطائرة الصهيونية وتتأهب لصياغة توازن جديد على امتداد الجبهة اللبنانية السورية مع الكيان الصهيوني.

سورية تتألق مجددا بوصفها قلعة المقاومة والعروبة وهي تتحضر للنهوض بدورها القومي مرة أخرى وإلى جانبها حزب الله القوة العربية المقاتلة المعمدة بدماء شهدائها القادة والكوادر والمقاتلين الذي استشهدوا إلى جانب رفاق السلاح من الجيش العربي السوري والحرس الثوري الإيراني وفصائل المقاومة العراقية واليمنية وغيرها.

في سورية تجسدت عمادة الدماء ووحدة المقاتلين الشجعان والأبطال الذين دحروا عصابات الإرهاب التكفيرية ومن يقفون وراءها من الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي وفي القلب منهم مقاتلو حزب الله الذين سطروا صفحات مجيدة تعبر عن وحدة القضية والهدف من قلعة العروبة المقاومة سورية الأبية التي شكل صمودها صخرة صلبة وراسخة لمنظومة إقليمية جديدة تولد المزيد من القدرات مع كل طالع صبح ومع كل شروق لشمس الشرق الساطعة.

جبهة الفصائل المقاومة في الشرق العربي ستكون جاهزة لأي مواجهة مقبلة مع العدو وهي تمرست في الميادين والجبهات وتعلمت القتال معا وهذا يؤهلها لتكوين جيش جرار مقاوم في التصدي لأي عدوان صهيوني محتمل فالحرب القادمة إن وقعت ستكون حربا لتدمير الكيان الصهيوني ولاستنزافه حتى الثمالة وهي ستضع النهاية لغطرسة هذا الكيان الغاصب … لقد آمن القادة الشهداء ان تحرير فلسطين ليس مستحيلا ولا هو معجزة وقدموا المثال في اقتحام المستحيل في كل لحظة من حيواتهم وسيرهم الحافلة بالبطولة والتحدي والتصميم والإرادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى