بقلم غالب قنديل

الخطة الاميركية بعد الفشل

غالب قنديل

تباهى دونالد ترامب بالانتصارات على داعش في سورية والعراق بكل فجور ووقاحة ورغم الحقائق الصارخة التي تشير الى أن الانجازات التي تحققت صنعها السوريون والعراقيون بدعم روسي وايراني بينما حظيت داعش بالدعم الخليجي التركي وفق التوجيهات الاميركية منذ بداية الانتشار الداعشي في العراق وسورية وتوج ذلك المسار بحماية القوات الاميركية لفلول داعش الهاربة والمهزومة امام الجيش العربي السوري وتقول بعض التقارير ان ما يزيد على عشرة الاف مقاتل ادمجوا في ما يسمى قوات سورية الديمقراطية في حين تركزت مجموعات داعشية اخرى تحت المظلة الاميركية في بؤر على الحدود السورية العراقية .

فلول داعش تلك هي اداة استنزاف متواصل لسورية والعراق وذريعة تريدها الولايات المتحدة لبقاء قواتها في البلدين.

الوجود الاميركي في العراق محكوم باتفاقيات موقعة مع السلطات العراقية لكنه السند الفعلي لممارسة وصاية وتدخلات تكبل العراق وتمنع تطوير علاقاته بكل من ايران وسورية ويعكس ذلك حرصا أميركيا على مراعاة اسوأ مخاوف اسرائيل من انضمام العراق الى محور المقاومة لما يثيره ذلك من تغييرات نوعية في البيئة الاستراتيجية للصراع العربي الصهيوني.

اما بالنسبة لسورية فهي ترفض التواجد الاميركي وتعتبره احتلالا ينبغي ان يرحل دون قيد او شرط.

وهنا يفترض الالتفات الى نبوءة السفير الاميركي السابق في دمشق روبرت فورد حول حتمية نشوء واقع جديد سيرغم حكومة بلاده على سحب الوحدات الخاصة التي تباهى وزير الخارجية تليرسون بدورها في تدريب قوات مناوئة للدولة الوطنية السورية.

كما جرت العادة تسترجع اللغة الاميركية شعارات ثبت فشلها وسقوطها خلال سبع سنوات وهي استأنفت جهودها لمنع اي تفاهمات سورية كما برهنت الاجواء المحيطة بمؤتمر سوتشي الذي تخطى بقوة محاولة تخريبية قادتها الولايات المتحدة مع فرنسا وبريطانيا والمثلث السعودي الاردني الصهيوني.

المطلوب هو تأخير لحظة الاعلان عن الانتصار في سورية ومنع التواصل بين اطراف محور المقاومة وحرمان روسيا من تبلور صورة انجازاتها الكبيرة والتاريخية فواشنطن تخشى ان يقود كل ذلك الى تفاعلات كبرى تمثل كابوسا أميركيا شديد الوطأة.

المشاغلة والاستنزاف محور الخطة الاميركية بعد الفشل الذريع واثر تبلور صورة التفوق الروسي السياسي والعسكري والاخلاقي قبل كل شيء.

امام سورية والعراق مسافة من الزمن والتضحيات وتحديات جدية تتركز حول مواجهة الدور الاميركي وادواته والتصدي له وهي اولوية قد يؤخرها القتال الواجب ضد فلول الارهاب لكنها عنوان المرحلة القادمة دون اي شك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى