بقلم غالب قنديل

الدور الإيراني في حماية المنطقة

غالب قنديل

تعتبر الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ومعها الدول العربية التابعة والحليفة ان إيران تهدد استقرار المنطقة وامنها ولما كانت تسلم لفظيا على الأقل في اعتبار الظاهرة الإرهابية المجسدة بداعش والقاعدة التهديد الوجودي الأخطر فالسؤال يجب ان يطرح عن جوهر الموقف الإيراني والدور الإيراني ومساهمته في دحر الإرهاب والتخلص منه على أرض سورية والعراق واليوم يمكن التحدث بلغة الوقائع.

تكشفت المعارك عن فضائح كثيرة لحجم الدعم والمساندة التي لقيها الإرهابيون في الميدان من خلال التحركات الأميركية وشكلت معارك دير الزور والميادين والبوكمال وقبلها الموصل مادة مشحونة بالوقائع عن قيام طائرات أميركية بعمليات غامضة لانتشال قادة ومقاتلين من داعش ونقلهم من النقاط الساخنة والمهددة إلى اماكن مجهولة وتسهيل انتقالهم منها نحو تركيا والأردن وإعادة توجيههم إلى ساحات جديدة منها ليبيا والشمال الإفريقي ووسط آسيا بينما اوعزت الولايات المتحدة لعملائها مما يسمى “قوات سورية الديمقراطية “على الأرض بإيواء الدواعش وتسهيل انتقالهم وما اكثر روايات المراسلين التي شرعت تكشف تلك الفصول القذرة.

من يمكن ان يتجاهل الأهازيج التي ضج بها الإعلام السعودي مع انتشار داعش في العراق عام 2014 وما وصف بانه انتفاضة شعبية على حكومة المالكي ليتبين انه ليس سوى هيمنة وحوش التكفير الداعشي الذين هددوا العاصمة بغداد خلال أسابيع وانتشروا عبر الحدود السورية العراقية بعد خطبة البغدادي الشهيرة.

بينما كان الجيش العربي السوري يقاتل ضد الإرهاب بسائر اجنحته ومسمياته وراياته وموارد دعمه التركية القطرية السعودية الأطلسية كانت إيران القوة الإقليمية الوحيدة التي ساندت جهود سورية والعراق ضد الإرهاب الذي دعمته السعودية وقدمته إعلاميا بوصفه حركة تغيير سياسية كما قدمت من قبل إرهابيي القاعدة والأخوان في سورية على انهم ثوار ودعاة تغيير في سابقة ليست من عاداتها (دعم الثوار والتغني بالثورات ) وسرعان ما تهاوت الأقنعة وانكشف المستور خصوصا مع اتضاح حجم الشراكة الصهيونية الأردنية القطرية مع السعودية في هذه العملية الملوثة بقيادة الولايات المتحدة ودول الناتو وبالشراكة مع الكيان الصهيوني.

الجهود التي بذلتها إيران كانت ميدانية وعملية فهي قدمت السلاح والخبراء لكل من سورية والعراق ووفرت دعما اقتصاديا مهما للشعب السوري في مساعدته على الصمود والمقاومة بينما انخرطت وسائل الإعلام العربية الصديقة لإيران في جبهة التصدي لدعاية الإرهاب والتكفير وقامت بفضح الدعم الأميركي الصهيوني الرجعي لقوى الإرهاب وهذا ما اتاح نشر وعي شعبي لحقيقة العدوان الذي دبرته الولايات المتحدة وخططت له وأرادت دوامه لعقود طويلة وهو ما شكل عونا للإعلام الوطني السوري المحاصر.

إن الانتصارات الباهرة على داعش والقاعدة في سورية والعراق لم تكن متاحة التحقق واقعيا دون المساعدة الإيرانية ومن غير الدور الروسي كذلك وهو ما تثبته وقائع المواجهة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وميدانيا وقد قدم قادة وضباط إيرانيون كبار أرواحهم في معارك الدفاع عن سورية والعراق بينما قدمت إيران هبات لسورية ومعونات اقتصادية ساعدتها على الصمود والمقاومة دفاعا عن استقلالها وقد غرفت من رصيد رخاء الشعب الإيراني وكذلك فعلت روسيا بوزنها الدولي الكبير وبقوتها الاستراتيجية وشكلت الشراكة التصاعدية بين القوتين الروسية والإيرانية صمام امان للعرب في الشرق المستهدف ومع اقتراب النصر الحاسم على الإرهاب يستحق الاعتراف للحلفاء الصادقين وشركاء المصير والمستقبل .

أثبتت إيران بالتجربة العملية انها في الظروف الحرجة وفي زمن التهديدات الوجودية قوة مساندة ودفاع يمكن الوثوق بها والشراكة معها على قاعدة الاحترام المتبادل وبالثقة التي تعمدها التضحيات الجليلة.

الذين يهاجمون الدور الإيراني هم في الوقت نفسه دعاة الهيمنة الاستعمارية وادواتها وهم مناصرو الكيان الصهيوني وكاسحة ألغامه الممهدة لخططه العدوانية ومساعيه للهيمنة ولتصفية قضية فلسطين فالدعم الإيراني لفصائل المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق كان السبيل لولادة قوى شعبية تلعب دورا حاسما في صد الحروب الصهيونية وردعها وفي سحق عصابات التكفير والإرهاب وهذا ما برهنت عليه التجربة الحية في البلدان الثلاث التي وجدت في إيران السند القوي والداعم الفاعل لقواها الذاتية الشعبية في الدفاع عن الاستقلال والأمن والاستقرار الذي عصفت به المخاطر بقرار اميركي وبتآمر صهيوني سعودي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى