بقلم غالب قنديل

وقاحة أردوغان

غالب قنديل

يتميز رجب أردوغان بوقاحة عالية الدرجة في لغته السياسية وآخر مآثره دعوته لخروج الجيوش الأجنبية من سورية بينما قواته تحتل مناطق في الشمال السوري والرئيس التركي الذي قدم دعما بلا حدود لعصابات التكفير والإرهاب في سورية وهو شريك داعش في سرقة النفط السوري وحاضنها المالي كما هو احد منابع القاعدة وعصاباتها المسماة جبهة النصرة التي لا تزال في حضن مخابراته وهو الذي قدم منصة تركية لإرساليات السلاح والمال ولبعثات المسلحين التي نظمتها جميعا حكومتا السعودية وقطر.

يتلبس أردوغان دور الساعي إلى مكافحة الإرهاب على غرار سادته الأميركيين وهو نفسه ادخل وحدات من قواته لاحتلال أراض سورية بدافع من اطماعه العثمانية الافتراضية ولتحقيق غايات خاصة تتمثل بضرب التواصل بين المقاتلين الأكراد عبر الحدود السورية التركية على حساب السيادة السورية والأمن القومي لسورية وبانتهاك صريح للسيادة السورية كرسته بيانات سورية رسمية ومراسلات موثقة إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة .

أردوغان كان وما يزال احد قادة العدوان على سورية بإمرة سادته في واشنطن وقد تم قمعه وردعه منذ المشاركة الروسية في القتال ضد الإرهاب بالشراكة والتحالف مع الدولة السورية وبعد إسقاط طائرة روسية في المجال الجوي السوري قرب الحدود التركية مما اضطره لكسر عنجهيته والتقدم باعتذار ذليل عن فعلته وهو يستغل حركة الاحتواء الروسية لنشاطه العدواني بقوة الردع من خلال صيغة خفض التوتر المكرسة في مفاوضات أستانة ليلقي محاضرات عن الحل في سورية ويحاول الظهور في صورة الساعي إليه بينما جميع ممارساته على الأرض تفضح نواياه العدوانية وأهدافه الرخيصة ضد الدولة السورية.

للقيادة السورية خطتها وجدول اولوياتها وهي تواصل حملتها لتحرير أراضيها من عصابات الإرهاب ولن تقبل ببقاء جندي اجنبي دون موافقتها الحرة على الأرض السورية وسيكون جلاء القوات التركية كليا ودون قيد او شرط هدفا رئيسيا على الطاولة بعد التخلص من داعش والقاعدة.

الحليفان الروسي والإيراني يسعيان لاحتواء صلف أردوغان وتدخلاته في سورية وتربطهما مصالح مشتركة تجارية مع تركيا وهما لذلك ملزمان بالحد من عنتريات أردوغان وحماقاته فهو اول المعنيين بوجوب الخروج من سورية دون قيد أو شرط وهو اول الموسومين بتهمة الطمع في الجغرافية السورية والاقتصاد السوري والثروات السورية ومن ينسى انه اللص الذي نظم أبشع عملية سطو ونهب لمحافظة حلب ومصانعها بواسطة مخابراته وقوات المرتزقة التي أرسل معها رافعات وناقلات ضخمة للجيش التركي حملت آلات المصانع السورية وسجلات زبائنها كذلك وهذا ما يتوجب على طهران وموسكو وضعه في الاعتبار.

تصريحات أردوغان استفزاز صارخ لكل عربي وهي تأكيد لوقاحة هذا الزعيم المعتدي والفاجر الذي لا ينفك متمسكا بأطماعه وبكل وقاحة وحكمة السلوك السوري حتى اليوم ناتجة عن حساب ميزان القوى واولويات المواجهة والاشتباك ولن يطول الزمان كثيرا قبل ان يحين موعد التحرك السوري السيادي لوضع الجميع امام حقيقة ان أي تواجد تركي على الأرض السورية هو احتلال مرفوض وواجب الجلاء دون قيد او شرط.

صيغة مناطق خفض التوتر تجمد بعض الجبهات لصالح اولويات الجيش العربي السوري الذي ركز جهوده للقضاء على عصابات داعش وما بعد الإنجاز التام للهدف كلام آخر عن الرقة وعن إدلب وعن الأصابع التركية المتوجب قطعها وكف أذاها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى