بقلم غالب قنديل

فلتكن سماؤنا واحدة

غالب قنديل

حتى الساعة لم يرتكب سياديو عوكر وأيتام فيلتمان حماقة إدانة الصاروخ السوري الذي أصاب طائرة صهيونية في اﻷجواء اللبنانية وهو تصرف لن يكون غريبا عن منطق التبع الذين لم يتحملوا لقاءا بين وزير خارجيتنا ونظيره السوري في نيويورك وليس في دمشق او بيروت كما هي طبيعة اﻷشياء ولكن مثل تلك اﻹدانة لن تكون مستغربة في ظل الفجور والعهر المتناغمين مع الضغوط اﻷميركية والسعودية على الدائرين من اﻷطراف اللبنانية في فلك الغرب والخليج .

يسعى الكيان الصهيوني الشريك الرئيسي في العدوان على سورية الى تثبيت قواعد جديدة للتوازن العسكري على الجبهة الشمالية اللبنانية السورية لفلسطين المحتلة التي اعتبر وزير الحرب ليبرمان انها ستكون جبهة واحدة في أي حرب مقبلة وفي ضوء انتشار المقاومة داخل سورية وبالقرب من خطوط الاشتباك المتوقعة ويأتي تصاعد العدوانية الصهيونية بعد فشل جميع محاوﻻت نتانياهو وحكومته لانتزاع ضمانات روسية بتلبية المطالبة بابعاد مقاتلي حزب الله ومستشاري الحرس الثوري عن خط التماس مع العدو وآخر جواب تلقاه العدو من الرئيس فلاديمير بوتين أنه لاضمانات وﻻمساع روسية طالما استمرت المعركة ضد العصابات الارهابية واستمر الدعم الصهيوني لتلك العصابات وان الطريق الوحيد للمعالجة هو العودة الى صيغة فك الاشتباك التي كسرها التدخل الصهيوني والعودة الى انتشار الجيش العربي السوري على كامل الجبهة.

عندما يتصرف العدو على أن الجبهة اللبنانية السورية واحدة فذلك يفترض انطلاق اي دفاع لبناني عن السيادة من هذه الحقيقة اﻷمر الذي يوجب عملا لبنانيا سوريا مشتركا وتدابير دفاعية واحدة لصد الاعتداءات واذا كان العدو يتحاشى التحليق في السماء السورية لضرب أهدافه تحاشيا لشبكات الدفاع الجوي السورية المتطورة ويهرب الى استباحة سماء لبنان فذلك يوجب على الدولة اللبنانية واحدا من خيارين ونعيدها تكرارا:

الخيار اﻷول تفعيل اتفاقية التعاون الدفاعي بين سورية ولبنان والطلب الى الجيش العربي السوري التعاون مع الجيش اللبناني لمد جدار الصواريخ السورية بصورة تشمل حماية اﻷراضي اللبنانية وبالتالي تكريس حقيقة السماء الواحدة وانشاء البنية الدفاعية الجوية المشتركة التي تشمل الرادارات والصواريخ المتطورة ونقاط تموضعها الضرورية في النقاط الحدودية المشتركة أم في الداخل اللبناني حال تطلب اﻷمر وفق التقدير العسكري لقيادتي الجيشين.

الخيار الثاني امتلاك لبنان لمنظومة دفاع جوي متطورة تسمح بحماية سماء لبنان واراضيه وسيادته الوطنية والتنسيق مع الشقيقة سورية سيكون ملزما رغم ذلك الأمر الذي له كلفته المادية الكبيرة وشرطه السياسي الموجب هو التخلي عن حصرية تسليح الجيش من الدول الغربية الداعمة للعدو الصهيوني والرافضة لتزويد لبنان بأي سلاح يثير اﻻعتراض الصهيوني على عكس اﻷصدقاء الروس.

ان بقاء القرار اللبناني خارج هذين الخيارين يعني ترك اﻷجواء سائبة للاستباحة الصهيونية وللعدوان المستمر وهو تخل فاضح عن السيادة اللبنانية وانكشاف كامل امام العدو الصهيوني وعربدته المستمرة وتهديداته المتواصلة بشن حرب مدمرة على البلد.

على اللبنانيين الاختيار بكل وضوح بين فرصة التنسيق ومد الجدار الصاروخي او تحمل اكلاف الخطة الدفاعية الجوية المنفصلة او ترك الاجواء سائبة بذريعة أن العدو ينتهك سيادتنا ليعتدي على الشقيقة سورية وليس ليضرب اهدافا لبنانية يتمنى البعض تعرضها للقصف كما فعلوا في حرب تموز وأقل وصف لمثل هذا الخيار هو التواطؤ مع الصهاينة على سورية ولبنان معا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى