بقلم غالب قنديل

في عيد المقاومة والتحرير

غالب قنديل

في عيد المقاومة والتحرير تتوجب شهادة الحق والحقيقة وتحية النصر الكبير للمقاومين الأبطال ولضباط وجنود الجيش اللبناني البواسل .

هذا اليوم الوطني الكبير شهد قبل سبعة عشر عاما تحولا تاريخيا وانتصارا عظيما باندحار الاحتلال الصهيوني دون قيد او شرط عن قسم كبير من تراب الوطن الذي فرض للمرة الأولى على هذا العدو المتغطرس ان يختبيء مؤخرا خلف الجدران مذعورا لأن حراس الوطن وحماته الأبطال والشجعان بذلوا دماء وأرواحا غاليا ليحرروا المناطق المحتلة من التراب الوطني ولم يملوا او يكلوا طيلة عقود فتوجوا كفاح اجيال المقاومين بذلك النصر العظيم والكبير الذي كان الحدث الأول من نوعه في التاريخ العربي المعاصر.

يجادل خصوم المقاومة من أذناب الغرب وأتباعه من اللبنانيين باعتبار المقاومة قوة تنتقص من السيادة الوطنية وتناقضها من حيث وجودها بالمبدأ ويعاملون سلاحها بوصفه عبئا على سيادة الدولة ينبغي التخلص منه بينما يناقض هذا المنطق الأخرق والمشبوه مجموعة من الوقائع العنيدة التي لا يمكن طمسها بالفجور السياسي واولها اعتراف العدو وقادة جيشه ومخابراته بكل صراحة ان المقاومة هي القوة الحامية للبنان والتي تمنع الكيان الصهيوني من التفكير بشن حرب جديدة وبينما يقر العدو بانه يخشى قدرة المقاومة الرادعة وتأثيرها على وجوده وامنه يتنكر بعض الجاحدين اللبنانيين لهذه الحقيقة .

أثبتت المقاومة مرتين انها قوة منشئة لسيادة الدولة اللبنانية خلافا لما يزعمه خصومها ففي مثل هذا اليوم كانت المقاومة بلسان قائدها من بنت جبيل تدعو الدولة لتسلم مسؤولياتها في المناطق المحررة وكرست بقوتها بعد التحرير حماية الوحدة الوطنية والسلم بين اللبنانيين وهذا ما يعرفه أبناء الشريط المحرر قبل سواهم وقد مارست انضباطا فريدا م نوعه فكانت اول مقاومة في التاريخ تحرر الأرض وتترك مسؤولية محاسبة عملاء الاحتلال للدولة ومؤسساتها التي تراخت في الأمر بصورة مشينة لكن المقاومة لم تتدخل في عمل المؤسسات العامة الأمنية والقضائية  بينما نظمت حركات مقاومة اخرى حملات محاسبة وإعدام ميدانية للعملاء كما فعلت المقاومة الفرنسية على سبيل المثال وحكمت على عشرات الآلاف بالموت في الساحات العامة والطرق مع العلم ان الميلشيات العميلة في الجنوب اللبناني ارتكبت كمية كبيرة من الجرائم والمجازر الوحشية.

المقاومة تبدت كقوة منشئة للسيادة للمرة الثانية مؤخرا عندما انجزت تحرير السلسلة الشرقية الحدودية مع سورية من اوكار عصابات التكفير والإرهاب ثم وجهت الدعوة للجيش اللبناني لتسلم مواقعها بعدما أعلن قائدها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله للشعب اللبناني ان المهمة انجزت وهذا ما حصل فعليا على الأرض.

إذن فالمقاومة تمكن الدولة من بسط سيادتها وتوفر لجيشها فرص الانتشار وحفظ امن المناطق والحدود اللبنانية وتشاركه السهر على حماية السيادة والاستقلال من قوى العدوان الصهيوني والتكفير الإرهابي.

بكل أسف تكرس بعض الجهات السياسية جهودها للتطاول على المقاومة وللتحريض ضدها على مدار الساعة رغم كل ما قدمته المقاومة من تضحيات في سبيل الوطن وهذه الجهات المرتهنة للخارج لا تنفك تحرض وتكسر المناعة الوطنية وتسعى لتأليب الرأي العام اللبناني على المقاومة لكن الوقائع التي عايشها المواطنون أثبتت ان المقاومة هي الملاذ وهي قوة الدفاع التي أعطتهم ثقة العيش بأمان وقامت بالتصدي للتهديد والخطر من أين اتى .

التحية واجبة للمقاومة ولحزبها الشريف حزب الله الذي ضرب مثالا بالتضحية والنزاهة ونكران الذات بينما يمارس الاخرون ابتزازا سياسيا لاحد له في كل شاردة وواردة والمعايدة لعائلات شهداء الجيش والمقاومة في هذا اليوم آملين ان يحدث التغيير المنشود الذي ما يزال يبدو بعيد المنال فتقوم دولة وطنية تستحق هذه المقاومة وتنهي الجحود والنكران وقلة الوفاء في التعامل مع أبطال الحرية والاستقلال حماة لبنان ومحرروه وبناة سيادته من المقاومين والجنود الشجعان الذين كرسوا أرواحهم لدحر العدو الصهيوني والتكفيري .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى