بقلم غالب قنديل

البعد الروسي والتحول شرقا

غالب قنديل

الحقيقة التي اكدتها التجربة خلال الأسابيع الماضية : القمر الصناعي الروسي هو البديل عن أقمار المنظومة العربية التابعة للهيمنة الغربية وفي منصة القمر الروسي رئة حرة لإعلام عربي حر متمرد على شروط المنع والحجب والتعقيم الغربية التي ظهرت منذ التسعينيات وطاردت وما تزال قنوات عربية كثيرة والقاموس الغربي السعودي يتمدد حيث المقاومة إرهاب وفضح الصهيونية لاسامية والتكفيريون ثوار.

مع وقف بث قناة المنار عن نايل سات بعد عرب سات انهت السلطات العربية الدائرة في الفلك الغربي بقيادة المملكة السعودية زمن المساكنة مع القنوات التي تتسع لأخبار تزعج هذا النظام او ذاك وحتى تلك الأخبار الأميركية المصدر او التي تتحدث عن تقارير منظمات اممية ممنوعة من البث وعقاب المخالفين وقف البث كما بين نص الكتاب الموجه من إدارة القمر المصري إلى قناة المنار لتبرير إنزالها عن القمر.

بدأت الحكاية بوقف بث القنوات الوطنية السورية التي استبدلت بقنوات التكفيريين واجلاف الناتو من مرتزقة السفارات والفنادق على منصات عربسات بكل وقاحة ويومها لم يعط الأمر ما يستحق من الاهتمام وقليلة هي أصوات التضامن التي سمعت في المنطقة العربية.

الجمهور السوري تكيف بسرعة وهو يتابع قنواته الوطنية على القمر الروسي كما يتابع اليوم قناتي المنار والميادين وفي لبنان بدا الأمر سهلا لوجود شبكات الكابل غير الشرعي التي توصل الإشارة إلى البيوت لقاء اشتراك شهري وفي خدمتها عشرات القنوات كما تكيف اليمنيون أيضا مع الوضع الجديد بعد وقف بث قنواتهم وينبغي بذل جهود واسعة في الترويج الجماهيري لتعميم طرق التقاط البث الروسي في منطقتنا العربية فهي مفتاح حرية التعبير والوصول إلى أخبار ومعلومات غير معلبة.

ببساطة هي مسألة تعود على التحول شرقا والتكيف مع العادات الجديدة التي تفرضها الظروف فاليوم سلاحنا الرادع بيد المقاومة والجيش السوري هو سلاح روسي ومعظم المنتجات التقنية التي نستهلكها صينية الصنع والأكيد ان جل ما نحتاجه من منتجات تقنية حديثة ومنظومات اتصالات ومن مواد استهلاكية كذلك سنعثر عليه في الشرق من ” البابوج إلى الطربوش ومن الإبرة إلى البابور ” كما يوجز الأمر فلاحو أريافنا وهي منتجات تتوافر في الشرق بكميات ضخمة وبأسعار مغرية بما يثير تهافت الشركات الأوروبية والأميركية على المعامل الصينية والهندية والكورية والماليزية فلتسقط عبارة :” الفرنجي برنجي “.

البعد الروسي للدفاع عن استقلالنا وسيادتنا حاسم ومضمون في فاعليته كما تبرهن التجربة السورية في التصدي للعدوان الاستعماري الذي تتعرض له البلاد منذ أكثر من خمس سنوات وكذلك في المعركة لتصفية عصابات الإرهاب التكفيري فقد أثبتت تحالفات سورية الشرقية جدواها وكذلك الأمر بالنسبة لإيران التي كسرت الحصار والعقوبات بفضل تلك التحالفات وقد استقبلت قطار طريق الحرير منذ أسابيع وأعلنت أن سكته ستمتد نحو العراق والشام .

ليس الانتقال إلى القمر الروسي تدبيرا عابرا او طارئا إنه إشارة للتحول شرقا في قرار مصيري كبير يجب ان نتخذه دفاعا عن حريتنا واستقلالنا ولا بديل سواه وكما كان التبضع من الصين مستهجنا قبل عشرات السنين وكانت البضاعة الصينية موضع تندر وهزء وقد باتت اليوم هي السائدة انطلاقا من أسواق الغرب الصناعي نفسه وفي جميع انحاء العالم.

سيثبت الزمن ان تغيير عاداتنا في متابعة الفضائيات هو الطريق إلى التمتع بحرية الحصول على المعلومات وما قامت به القنوات السورية الوطنية وتبعها إليه مشاهدوها هو عين الصواب فقد كان واضحا لكل من يعرف جيدا ان هامش الحرية النسبية الذي حظيت به قنوات عربية كثيرة لسنوات كان يتقلص منذ وقف بث القنوات السورية على عرب سات ونايل سات ومنذ مطاردة قناة المنار بالعقوبات الأوروبية.

فلتكن اوسع باقة من القنوات العربية على القمر الروسي ولنعلن عن تحولنا صوب الشرق فذلك هو طريق الحرية والاستقلال ورفض الهيمنة والتبعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى