بقلم غالب قنديل

الحفاة العراة سينتصرون

غالب قنديل

سنة مضت على أبشع حروب القرن وأشدها ظلما منذ ان جردت المملكة السعودية بدعم من الولايات المتحدة حملة عسكرية بربرية ضد اليمن واستهدفت شعبا من الأباة الحفاة لم تستطع جميع الغزوات الاستعمارية عبر التاريخ ان تذله او تخضعه أو تحتل بلاده.

حرب إجرامية شاملة فرض حصادها من المجازر البشعة على العديد من المؤسسات الدولية مطالبة الإدارة الأميركية بوقف شحنات السلاح لكن تلك الشحنات هي بيت القصيد الأميركي في حمى الحروب والغزوات خصوصا في ظل الهستيريا السعودية التي تفتح خزائن الأموال المكدسة لفواتير العم سام فصور الأقمار الصناعية لها ثمن والأسلحة والذخائر المتدفقة من كل صوب وكذلك القنابل المحرمة المطلوب اختبارها على اجساد فقراء اليمن واستئجار شركات المرتزقة مثل بلاك ووتر وثمة أثمان لعقود الخبراء والمستشارين حيث حصدت الشركات الأميركية والبريطانية لصناعة السلاح والخدمات العسكرية وتقنيات القتال والإدارة الحربية مئات المليارات خلال عام واحد وبذلك رممت الإمبراطورية أرباح احتكاراتها العسكرية في زمن الركود القاتل .

اليمنيون دفعوا ثمن كفاحهم من اجل الحرية والاستقلال فقد امضى ملايين الحفاة العراة في جبال اليمن وسواحله سنة تحت الحصار والقصف والموت الجماعي لكنهم قاتلوا ويقاومون ويل التجويع ويصدون العدوان البربري بل ينتقلون إلى الهجوم المعاكس في ربوع يمنية سلخها الحكم السعودي قبل أربعين عاما واكثر واستولى عليها فأمسكوه في بيت الوجع.

العدوان الأميركي السعودي عجز عن تحقيق اهدافه المعلنة خلال سنة متواصلة من المذابح الدموية فلم يكسر إرادة اليمنيين وهو عدوان استخدم جميع الأشكال : الحرب الشاملة المباشرة بالقصف الجوي والعمليات البرية التي حشدت لها جيوش عدد من الدول الخليجية والعربية وبالحصار البحري والجوي المحكم والحرب بواسطة عصابات القاعدة وداعش وجماعات المرتزقة من شتات قبلي مستتبع ومن جماعة الأخوان المسلمين والحرب بواسطة شركات المرتزقة والقتلة المحترفين متعددي الجنسيات الذين تم استئجارهم .

إن ما دفعته المملكة السعودية لتدمير اليمن ولإبادة شعبه هو أضعاف ما كان يمكن لها ان تؤسس به علاقة مودة واخوة وحسن جوار مع جميع اليمنيين الذين فرضت عليهم عقابا جماعيا وهم الذين عرضوا عليها حسن الجواروالشراكة في مقاتلة الإرهاب التكفيري لحماية شبه الجزيرة واليمن والخليج كله .

هزيمة العدوان ظاهرة في طلب المملكة للتفاوض الذي بثت ألف تبرير لشرحه ولتسويقه والتفاوض حاصل ضغط اميركي مباشر تحركه الخشية على المملكة من تصدع داخلها المضعضع مرة بخلاف الأمراء وتنافسهم على وراثة العرش ومرات بتفاعلات النقمة في زمن الضيق والشح الزاحف بعدما بدد بذخ العائلة الحاكمة رصيد سنوات الوفرة في مرابع كثيرة تضج بالفحش والفضائح وفي صفقات مريبة ضج العالم بالكلام عن عمولاتها التي مول بعضها إنشاء شبكات الإرهاب منذ تأسيس القاعدة وذهب الباقي لحسابات المحظوظين من العائلة المالكة وحواشيها.

اما الحفاة العراة على أرض اليمن فلن يخسروا في قتالهم غير قيود الهيمنة ومظاهر الذل وسيحررون بسواعدهم إرادتهم الوطنية في شق طريق جديد لتقدم بلادهم واستقلالها واستثمار ثرواتها الممنوعة عنهم لأن المملكة تخاف نهوض هذا البلد الكبير بمساحته وبتعداد سكانه وبنفطه المدفون والمؤهل ليتصدر الخليج في كل مجال والذي يمكن ان يطوي صفحة التجبر السعودية في المنطقة لينضم إلى سورية والعراق ومصر والجزائر وتونس في تكوين كتلة عربية تلاقي القوى الشرقية العظمى في نهوضها وهي صانعة للتوازنات والمعادلات وداعمة لقضية فلسطين وشعبها.

لا الولايات المتحدة ولا بريطانيا ولا فرنسا ولا إسرائيل استطاعت منفردة او مجتمعة إنقاذ المملكة من المستنقع اليمني الرهيب الذي بات يسمى من واشنطن سعودي فييتنام … وسياتي يوم محاولات الخروج من المستنقع قريبا لكن رمال الصحراء مهلكة ووحولها المخضبة بالدماء ليست سوى الطريق إلى هاوية بلا قعر جدرانها دوامة تعج بالأفاعي وشياطين الظلام وعليها وجوه آلاف الأطفال المذبوحين بقنابل الطائرات السعودية.

الصامتون على مذبحة اليمن ستلاحقهم لعنات كثيرة والواجفون عن مناصرة شعب مظلوم سيدينهم التاريخ اما من ارتكبوا الجرائم البشعة فحسابهم ثقيل وعسير والصابرون من الحفاة العراة سيكون لهم النصر المبين بعد تضحياتهم الجليلة في سبيل الحرية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى