بقلم غالب قنديل

المقاومة ردت وردعت

Haifa Star Academy 502x312

غالب قنديل

العملية التي نفذتها مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار في المقاومة الإسلامية جاءت ردا على جريمة الاغتيال الصهيونية من غير ان يعلن حزب الله إغلاق الحساب الذي يعتبره مفتوحا باستمرار لكن هذه العملية بكل ما سبقها واحاط بها كرست فاعلية معادلة الردع واظهرت هشاشة الكيان الصهيوني وعجزه مجددا وهذا هو الأهم .

أولا بالرغم من أن قرار حزب الله بالرد على جريمة اغتيال القائد المقاوم سمير القنطار معلن منذ أسبوعين، وبالرغم من الاستنفار الشديد الذي نفذته قوات الاحتلال، والذي استخدمت فيه أحدث الجهزة والتقنيات، من الكاميرات، إلى طائرات الاستطلاع والرادارات وغيرها من الوسائط، استطاع المقاومون الوصول إلى منطقة حساسة جداً داخل المنطقة المحتلة وزرع العبوات ومن ثم تفجيرها بدورية لجيش الاحتلال .

بعد اسبوعين من الاستنفار والاختباء في الجحور وعدم تسيير الدوريات على الطرقات، تمت عملية مسح امنية من قبل قوات الاحتلال للطرقات ولمسارات الدورية، وبعد الاطمئنان على سلامة الطرقات بشكل تام، انطلقت الدوريات الإسرائيلية مجدداً، وكان نصيب الدورية الأولى التي تحركت أن استهدفت بعبوات المقاومة الإسلامية التي أثبتت للعدو امنيا وعسكريا أن يدها هي الأعلى.

ثانيا في المعلومات من المؤكد أن الدورية التي أصيبت ضمت آليتين من نوع هامر في إحداهما ضابط صهيوني رفيع ومن البديهي ان يتكتم العدو على المعلومات والتفاصيل تداركا لخطر معنوي كبير وقد فهم الكيان الصهيوني بجمهوره ومؤسساته وقياداته السياسية والعسكرية أنه عندما يقول حزب الله أن الرد آتٍ فهو آتٍ، لأن حزب الله عند عهوده ووعوده، وهو ينفذ ما يقول إنه سينفذه.

إن انشغال حزب الله بالتطورات في سوريا، وبالمواجهة السياسية المفتوحة مع السعودية، وبالمواجهة العسكرية المستمرة مع التكفيريين على الحدود، لا يلغي اهتمام الحزب بالجبهة المفتوحة بشكل دائم مع العدو الصهيوني وكل الانشغال لا يضعف درجة اهتمام الحزب بتعزيز قدراته وإمكاناته على هذه الجبهة التي ستبقى جبهته المركزية وهي لا تنفصل بالأصل عن سواها فالترابط بين إسرائيل وجماعات الإرهاب التكفيري والحكمين السعودي والتركي صارت شواهده حاضرة بقوة لكل من يرى ويتابع ولذلك فالدرس الأهم الذي يجب ان يفهمه القريب والبعيد هو ان القدرة التخطيطية والتنفيذية والطاقة البشرية والإمكانات التقنية والمعلوماتية والفاعلية القتالية للمقاومة قادرة على النهوض بأعباء جبهات متعددة وفي الوقت عينه لكن جبهة الحزب المركزية ستبقى على خطوط الصراع ضد الكيان الصهيوني.

ثالثا ما كانت المقاومة الإسلامية لتقوم بعملية استهداف العدو الصهيوني دون معرفة أبعاد ما سيلي العملية من تطورات محتملة ، ودون التأكد من قدرتها على التعامل مع هذه الأبعاد بالشكل الملائم ومن يعود لتجارب سابقة يعرف هذه الحقيقة التي خبرها القادة الصهاينة غير مرة في السنوات الماضية.

إن تقليل العدو الصهيوني من حجم العملية، وتكتمه على خسائرها والمعلومات عنها يعود أساساً إلى صدمته من حصول العملية نفسها وإلى فشل الإجراءات الأمنية قبلها وبعد حصولها، وكذلك لأن العملية أثبتت فشل تهويل العدو في منع المقاومة من الرد على جريمة الاغتيال .

بعض الكلام الذي اوحى به الإعلام الصهيوني والغربي حول العملية وأبعادها وردده البعض في لبنان يتجاوز حقيقة أعلنتها المقاومة وهي ان الحسابات مفتوحة وان أي ضربة كانت للصهاينة لا تعوض المقاومة خسارتها لأي من مجاهديها فكيف برمز وبطل كالقائد سمير القنطار ولذلك فالصراع سجال وقد أثبتت المقاومة مرة اخرى انها قادرة على فرض التوازن الرادع وتحصينه كلما توهم العدو انه قادرعلى هزه .

أكدت المقاومة أن بمستطاع مناضليها ضرب العدو حيث تقرر وهي أعطت الأولوية عامدة لجغرافيا في أرض مغتصبة على مثلث الحدود السابقة للخرائط بين لبنان وفلسطين وسورية وهو المثلث الذي كان ميدان كفاح وجهاد القائد الشهيد سمير القنطار بطل المقاومة الفلسطينية اللبنانية السورية وشهيدها ورمزها وقد ثبتت عملية حزب الله تلك الحقيقة وقهرت الاحتلال بقدرتها المتفوقة وبمهارة رفاق سمير الذي نفذوا عملية شديدة الدقة في زمن استنفار وهياج امني غير عادي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى