من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : “السفير” تسأل المتحاورين عن أولوياتهم: كلٌ يغني على ليلاه! الحوار في عين العاصفة.. الشعبية
كتبت “السفير” : لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثاني والسبعين بعد الأربعمئة على التوالي.
لم يكن ينقص سوى هبوب العاصفة الرملية على لبنان حتى يكتمل سوء الرؤية، عشية افتتاح طاولة الحوار في مجلس النواب اليوم، بحضور قادة الكتل النيابية الاساسية أو من يمثلهم.
وإذا كان لبنان قد أصبح في “عين العاصفة”، فإن المتحاورين سيجدون أنفسهم اليوم في مواجهة “رياح شعبية” ساخنة قد تأخذ في طريقها كل من يصر على معاندتها.
هذه المرة، الوقت ليس حليفا للطبقة السياسية التي اعتادت على شرائه ثم بيعه للناس، بل هو غدا سلاحا في يد الحراك الشعبي الذي سيجعل طاولة الحوار محكومة بسقوف زمنية غير مفتوحة، تحت طائلة قلب الطاولة على الجميع.
سيعبر الآتون الى الحوار شوارع تحمل آثار معركة النفايات المفتوحة على المجهول، وسيقفزون من فوق المعتصمين المضربين عن الطعام من شباب لبنان الذين يكاد يخنقهم النظام الطوائفي ويسد أمامهم أبواب مستقبلهم.
.. وإذا ما وصلوا بالسلامة الى الباب المرصود للمجلس النيابي الذي غادروه متسببين في تعطيله كمؤسسة للتشريع والمحاسبة وتجسيد الديموقراطية، فقد يتذكرون انهم لو كانوا “نواباً” لا يزالون يمثلون الشعب فعلا بعد تمديدين، وانهم لو تحملوا مسؤولياتهم فعلا، لما بات مبنى مهجوراً، يوفر الفراغ فيه ومن حوله، مساحة حرة يتنزه فيها الحمام والأطفال.
أما متى دخلوا مبتسمين لعدسات التصوير (ولجمهورهم من خلفها)، فإنهم سرعان ما سيعبسون متخذين ملامح الجدية الطارئة تمهيدا لمباشرة أو لاستئناف العراك العبثي الذي من شأنه أن يضيّع جوهر القضية، وكلٌ يرمي بالمسؤولية على الآخرين.
إنهم يعرفون ولا يعترفون بأن تقصيرهم أو قصورهم هو السبب الأول والأخير في تراكم المشكلات وفي تشويه صورة النظام البرلماني، فضلا عن تمثيل الشعب والديموقراطية استطرادا.
لعلهم يشعرون بشيء من الخوف من هذا الحراك الشعبي الذي تجاوز تقديراتهم بجديته وضخامة حشوده وصراحة موقفه منهم (حكما ومعارضة).. لكنها لحظة عابرة، فثقتهم في صلابة نظامهم الطوائفي غير محدودة، وليس أسهل من تحويل الاعتراض الى مشروع فتنة.
إنها لحظة مواجهة نادرة بين الحق كله والباطل كله، في الشارع وأمام الناس.
المهم أن يستمر الشباب في انضباطهم وفي إعلاء مطالبهم النظيفة وعدم الانجرار الى جعل المعركة “تخبيصة”، فهي مع النظام كله وليست مع الأشخاص، بغض النظر عن مواقعهم.
وعشية انعقاد الجلسة الاولى للحوار، أوضح الرئيس نبيه بري أمام زواره امس انه مستعد لعقد اجتماعات متواصلة، بما في ذلك السبت والاحد، مع جلستين يوميا، لتسريع وتيرة النقاش، مشيرا الى ان الحوار سينطلق من بند رئاسة الجمهورية “وسنبذل كل الجهد للتوصل الى نتيجة في شأنه، لكن إذا تعذر ذلك، ننتقل الى بنود أخرى”.
وردا على سؤال، أبدى استعداده على المستوى الشخصي لاستقبال وفد من الحراك المدني، إلا ان هذا الحراك ليس شريكا في طاولة الحوار.
ولفت الانتباه الى ان حوار “حزب الله” ـ “تيار المستقبل” لا يتعارض مع طاولة مجلس النواب، معتبرا انه نجح في تحقيق إنجازات على المستوى الامني.
وأبلغ رئيس “كتلة المستقبل النيابية” الرئيس فؤاد السينورة “السفير” أنه يتمنى من كل قلبه “نجاح طاولة الحوار، لكن من باب مصارحة الناس أشدد على ان الطريق الوحيدة والقصيرة لتحقيق هذا الهدف تتمثل في إعطاء الأولوية القصوى لانتخاب رئيس الجمهورية، ومتى توصلنا الى انتخابه، تُحل تلقائيا كل أو معظم البنود الاخرى المدرجة على جدول الأعمال، والتي ترتبط بشكل أو بآخر بوجود الرئيس وتوقيعه، ولذلك يجب عدم تضييع البوصلة وبعثرة الجهد”.
وأضاف: ان التوافق على انتخاب الرئيس هو “المفتاح المركزي” الذي من شأنه ان يقود الى فتح كل الابواب المغلقة، وما دمنا لم ننجز هذه المهمة فإن المشكلات الاخرى ستظل معلقة ومعقدة.
الديار : عواصف الطبيعة والنفايات والكهرباء والمياه والاقساط تخنق اللبنانيين مواقف عنيفة للمتحاورين تنعي طاولة الحوار قبل ان تبدأ الحراك المدني يستنفر كل قواه لتأمين أكبر حشد شعبي في رياض الصلح
كتبت “الديار”: عاصفة “صفراء” طبيعية، اطبقت على صدور اللبنانيين امس، وفاقمت من مآسي وهموم العواصف التي يعيشونها بدءاً من النفايات الى تقنين الكهرباء، وشح المياه وعجقة السير وبداية العام الدراسي وغلاء الاقساط والكتب والقرطاسية، وجعلتهم ربما يلعنون الساعة التي ولدوا فيها في هذا البلد الذي وهبه الله جمالاً يفوق كل وصف، وشعباً طيباً، جعلته الطبقة السياسية يكفر بكل شيء جراء ممارساتها التي فاقت كل “حدود المعقول” دون الالتفات الى صرخات الناس الذين فاجأوا الطبقة السياسية، بردهم المدني ونزولهم الى الشارع، مطالبين بحقوقهم المشروعة التي هي حقوق كل اللبنانيين ولن يتراجعوا حتى تحقيقها، وسيتخذ صدى اليوم في حراكهم كل الوسائل الديموقراطية والحضارية، وسينظمون حشداً شعبياً ضخماً في ساحتي رياض الصلح وساحة الشهداء طوال النهار رداً على “اهمال” الطبقة السياسية التي ردت على الحراك بحوار لن ينتج شيئاً وسبقته حرب بيانات وتسريبات عنيفة متبادلة بين 8 و14 آذار ونعيه قبل ان يبدأ، وهذا ما سيزيد من سقوف الحراك التي لن تتوقف وطالما الطبقة السياسية تسد “الاذان” عن اوجاع الناس فانها تكون تمهد الطريق لكتابة “نعيها” بيديها، عبر قانون انتخابات عصري على اساس النسبية سيولد من “رحم” الناس وعذاباتهم مهما كابرت هذه الطبقة السياسية.
اليوم، سيكون مفصلياً وهاماً، واذا استطاع “الحراك المدني” تأمين حشد شعبي يوازي تحرك 29 آب، فان لبنان سيكون امام بداية مرحلة جديدة في تاريخه، ستحدث تغييرات مهمة في مسيرة البلد السياسية. واللافت ان القوى العسكرية ستواكب الحراك المدني وطاولة الحوار باجراءات امنية استثنائية مع رفع الجهوزية العسكرية الى اقصى درجاتها، وسيبدأ الانتشار صباح اليوم حيث ستتحول العاصمة الى “ثكنة عسكرية” مع انتشار على الطرقات لتأمين وصول المتحاورين الى مجلس النواب،وكذلك حماية “الحراك المدني”، خصوصاً ان قائد الجيش العماد جان قهوجي اكد ان الجيش لن يتهاون في حماية الحراك المدني وحرية التعبير. واشار الى ان الشعب نزل الى الشارع ليقول انه موجوع.
كذلك قسمت العاصمة الى مناطق امنية، وستشارك شرطة مجلس النواب في الاجراءات وكذلك المخابرات وكل الاجهزة العسكرية، حيث تم استطلاع دقيق لمنطقة الاسواق وساحتي رياض الصلح والشهداء، وتفتيش للمنطقة ومراقبة المداخل مع وضع المزيد من كاميرات المراقبة.
جلسة الحوار ستبدأ عند الثانية عشرة ظهراً بكلمة للرئيس نبيه بري الذي اكد امس امام زواره ان الاستطلاعات اكدت ان 84% من اللبنانيين مع الحراك المدني، و78% مع الحوار، وبالتالي فان الناس يريدون الحوار. وجدد بري التأكيد على دعمه لمطالب الحراك المدني التي هي مطالب “حركة امل”.
وعلم ان الرئيس بري سيتحدث ايضا بعد الجلسة عن خلاصة النقاشات وسيقرر ما اذا كان سيعقد جلسات صباحية ومسائية، وسيطرح الرئيس بري البند الاول للنقاش وهو رئاسة الجمهورية وعلى ضوء هذا النقاش يقرر ما اذا كان ينتقل الى ملف آخر او يعطي ملف الرئاسة المزيد من الوقت.
وقد سبق جلسة الحوار مواقف تصعيدية من المتحاورين “نعت” الحوار، قبل ان يبدأ، حتى ان مصادر في 8 اذار ومن المشاركين في طاولة الحوار اعتبروا بيان “كتلة المستقبل” البيان “رقم واحد” ومحاولة انقلابية على الوضع القائم.
وقد حمل بيان كتلة المستقبل هجوماً وتأكيداً ان المطلب الوحيد اليوم هو انتخاب رئيس للجمهورية الذي يؤدي حكما ودستورا الى حكومة جديدة والى قانون جديد للانتخابات. واشارت الى ان فك اسر الدولة ومؤسساتها لا يتم الا عبر انتخاب رئيس للجمهورية وهو الاساس والاكثر جدية وخطورة في هذه المرحلة.
ولفت الى ان “هؤلاء الذين يتحدثون عن اغتيال الدولة هم مرجع لثقافة الاغتيال والخروج عن القانون لمصلحة مشروع الدويلة المرتبط بدولة خارجية باجندة معروفة”. مشيرا الى ان مشرع اعادة اعمار وسط المدينة هو مشروع وطني ورمز للصورة المشرقة للبنان”.
ولفت الى ان “مرتبة حزب الله في الفساد تفوق كل حدود وفي كلام وزير الخارجية باسيل خلال تظاهرة التيار الوطني الحر تهديد خطير للسلم الاهلي وتحريض على الفتنة”.
وفي المقابل عقد المستشارون لرؤساء الكتل المحسوبين على 8 آذار والمشاركين على طاولة الحوار اجتماعا لتنسيق المواقف خلال اللقاء والتأكيد على دعم العماد عون في موقفه الداعي لقانون انتخاب على اساس النسبية واجراء انتخابات نيابية ومجلس جديد ينتخب رئيسا للجمهورية.
تابعت الصحيفة، وفي ظل هذه الاجواء، ضربت لبنان عاصفة رملية تسببت بوفاة 3 اشخاص و1724 حالة اختناق واقفال المؤسسات العامة والمدارس ودور الحضانة اليوم باستثناء المصارف التي اعلنت ان اليوم هو يوم عمل عادي كون مصرف لبنان لم يعلن اقفال ابوابه.
مصدر العاصفة هو الحدود العراقية – السورية وتستمر اليوم وغدا الخميس، ولم يُشهد لها مثيل منذ عاصفة ربيع 1998 التي كانت اشد من العاصفة الحالية. واكدت مصلحة الارصاد الجوية ان الكتل الهوائية طبيعية وكذلك موجة الغبار والرمال وحذرت مصلحة الارصاد المواطنين من الرؤية السيئة ودعتهم الى البقاء في اماكن محمية نسبيا من الغبار وكذلك تفادي الخروج وملازمة المنازل واحكام اغلاق النوافذ وتشغيل المكيفات في حال توافرها.
الأخبار : “تسوية روكز” تمهّد للحوار وسلام يشترط حل أزمة النفايات
كتبت “الأخبار”: توصّلت القوى السياسية قبل يومين إلى اتفاق على حلّ عقدة التعيينات الأمنية، عبر رفع عدد الألوية في الجيش إلى 12، ومن ضمنهم العميد شامل روكز. الاتفاق يعبّد الطريق في حوار اليوم أمام اتفاق على عمل الحكومة ومجلس النواب، فيما يصرّ الرئيس تمام سلام على حلّ أزمة النفايات، مهدداً بالانسحاب
تُعقد اليوم أولى جلسات الحوار بين “قادة الكتل النيابية” في المجلس النيابي، تلبية للدعوة التي أطلقها الرئيس نبيه برّي قبل عشرة أيام. وعلى الرغم من “انصياع” القوى السياسية للجلوس على طاولة واحدة، إلّا أن “كل فريق أتى إلى الحوار وفق أجندته” على ما تقول مصادر وزارية بارزة.
ويأتي اللقاء اليوم، كاجتماع أوّلي تمهيدي، على وقع التحركات في الشارع التي تفجّرت بعيد أزمة النفايات، إلّا أن مشاركة جميع الكتل النيابية حسمت ليل أمس، باستثناء حزب القوات اللبنانية، وسط انقسام واضح حول أولوية الحلول التي قد يجري التوّصل إليها، ولا سيّما بين تقديم الاتفاق على قانون انتخابي جديد ينتج منه مجلس نيابي فانتخابات رئاسية، وهو ما يصرّ عليه النائب ميشال عون وتنسجم معه قوى 8 آذار والرئيس بري، فيما يصرّ تيار المستقبل على مبدأ انتخاب الرئيس أوّلاً ثمّ البحث في النقاط الأخرى، وهو ما يشجّعه حزب الكتائب اللبنانية، وباقي قوى 14 آذار.
واستبقت “كتلة المستقبل النيابية” أمس، حوار اليوم بما حذّر منه برّي قبل يومين، حين قال إن الحوار لا يبدأ بـ “صباح الخير يا أقرع!”، إذ شنّت الكتلة في بيان تلاه النائب عمار حوري بعد اجتماعها الأسبوعي هجوماً عنيفاً على حزب الله، متهمةً إيّاه بأنه “رأس الفساد”، وبأنه “يحرّض على وسط بيروت، مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري”، وفيما بدا تحريضاً مذهبياً واضحاً، ربطت “الكتلة” ما جرى في وسط المدينة منذ الثاني والعشرين من آب الماضي، بما سمته “تحريض حزب الله” وايعازه لمجموعات مقربة منه من “المندسين” للاعتداء بـ”حقد واضح على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتمثال الرئيس الشهيد رياض الصلح”، كما وصف البيان الحزب بـ “مسيلمة”، في إشارة إلى “مسيلمة الكذاب”، الشخصية التاريخية في الإسلام.
وأشارت الكتلة إلى كلام الوزير جبران باسيل عن أن “من سيحرمنا حقوقنا سنحرمه وجوده”، مشيرةً إلى أن “الكلام تهديد خطير للسلم الاهلي، ودفع للّبنانيين نحو التورط في صراعات داخلية سبق أن خبروها ودفعوا ثمنها”. وفي لهجة تهديد واضح، رأت الكتلة في مطالبة باسيل بالحقوق “تحريضاً على القتل والاغتيال وعلى الفتنة المكروهة والمرفوضة”.
بيان المستقبل، يعكس بحسب مصادر بارزة في قوى 8 آذار “لمسات الرئيس فؤاد السنيورة”، الذي يشارك اليوم كرئيس لكتلة المستقبل في الحوار، وهو الذي “يحاول التشويش منذ اليوم الأول على الحوار”. ولم يصدر أي ردّ من حزب الله على كلام المستقبل. وتشير المصادر إلى أن بري دعا رؤساء الأحزاب وقادة التيارات السياسية كالرئيس سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس القوات سمير جعجع عبر تحميل وفد من كتلته رسائل لهم، لا رؤساء الكتل، لذلك استخدم مصطلح “قادة الكتل”.
وفيما أكّد النائب سامي الجميل مشاركة حزبه في الحوار لأننا “لن نفوت فرصة تحقيق خرق ما في موضوع الرئاسة”، متمنيّاً على بري أن “يحصر جدول الأعمال بملفّ انتخاب رئيس للجمهورية”، تردّد أن الجميّل قد ينسحب من الجلسة بعد حضوره، بهدف المزايدة “مسيحياً” على موقف جعجع. وتوقّعت مصادر مطلعة أن يطرح الجميل “خطته” لمعالجة النفايات، وفي حال رفضها، سينسحب. وقال الجميل أمس إنه سيقترح خريطة حل للازمة السياسية، تبدأ بانتخاب رئيس، ثم تأليف حكومة تكنوقراط ثم انتخابات نيابية.
كذلك قالت مصادر وزارية إن رئيس الحكومة تمام سلام “سيدخل الجلسة ويطلب من الأفرقاء أن تعالَج أزمة النفايات سريعاً، وأن تقدّم على أي بند آخر في الحوار. وإذا لم يُبحث ملف النفايات، فسيعلن انسحابه من الحوار، لأنه برغم التقدير لكافة القضايا المطروحة، فإن معالجة ازمة النفايات تتقدّم على كل ما عداها”.
وفي الوقت الذي يبدو فيه الحوار الحالي آخر الفرص الداخلية أمام اللبنانيين للوصول إلى تفاهمات “الحد الأدنى” مع استمرار احتضار النظام السياسي الحالي، قبل الاضطرار إلى طاولة حوار في الخارج على وقع ما يحصل في المنطقة، لا تضع غالبية القوى رهانات كبيرة على الحوار. ويقول أكثر من مصدر مشارك في الحوار من قوى 8 و14 آذار، إنه “من الصعب أن يجري القفز فوق بند رئاسة الجمهورية في الجلسة الأولى، مع العلم بأننا لن نصل إلى أي مكان في هذا البند مستقبلاً، إضافةً إلى صعوبة التوصل إلى اتفاق بشأن قانون الانتخاب”، مستبعدة أن يجري “تقويض الحوار” في المدى القريب. بينما تتوقّع مصادر وزارية مشاركة أن يجري الاتفاق في الجلسات المقبلة على آلية عمل الحكومة، وعلى فتح مجلس النواب لتمرير “المشاريع الحياتية”، ضمن مبدأ تشريع الضرورة. وتشير مصادر أخرى إلى أن الحوار قد ينتج منه سريعاً اتفاق على حل مسألة التعيينات الأمنية.، إذ يؤكّد أكثر من مصدر أن اتفاقاً أولياً جرى قبل يومين، بناءً على اتصالات أجراها السفير الأميركي ديفيد هيل والوزير وائل أبو فاعور مكلّفاً من جنبلاط، على حلّ أزمة التعيينات الأمنية لمنع استبعاد العميد شامل روكز عن إمكانية وصوله إلى قيادة الجيش. وتقول المصادر إن غالبية القوى السياسية وافقت على رفع عدد الألوية في الجيش إلى 12، أي بزيادة ستة ألوية من الضباط. وأنه طُرحت صيغتان وحتى الآن لم تُحسم ولم تُعتمَد إحداها، أولاهما تقضي بترفيع قادة المناطق من العمداء في الجيش إلى رتبة لواء، إضافة إلى روكز، والثانية تقضي بترفيع نوّاب رئيس الأركان الأربعة، إضافة إلى روكز وزيادة لواء درزي. وتربط المصادر بين التوصّل إلى حلّ أولي في مسألة التعيينات الأمنية، و”تليين” موقف عون لحلحلة مسألة فتح مجلس النواب وتسهيل أعمال الحوار.
البناء : روسيا تدخل التحدّي مع واشنطن لتثبيت معادلتها العسكرية الجديدة مع سورية تركيا تنزف أمام الأكراد وأوراقها إلى خريف الانتخابات… وقطر تصعّد يمنياً سباق الحوار والحراك بين الفوضى والاستقرار يتقرّر اليوم في ساحة النجمة
كتبت “البناء”: قرّرت واشنطن استبدال اليونان ببلغاريا للضغط على موسكو لوقف تموضعها العسكري الجديد في سورية ومعها، عبر تعطيل الجسر الجوي بين موسكو وكل من دمشق واللاذقية، بإغلاق الأجواء البلغارية أمام الطائرات الروسية، فقرّرت روسيا الردّ الفوري باستبدال الخط الجوي فوق بلغاريا بخط بديل في الأجواء الإيرانية. وأعلنت موسكو أنّ الجسر الجوي سيستمرّ إلى سورية حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، رافعة سقف التحدّي لواشنطن إلى ما يستعيد أزمة الصواريخ في شبه الجزيرة الكوبية مطلع الستينات وما عرف بأزمة خليج الخنازير، مع إصرار موسكو على التعامل مع قرارها بالتموضع الاستراتيجي في سورية كقرار لا رجعة عنه.
مسار التجاذب الروسي الأميركي سيرسم خطوط التسويات الممكنة في المنطقة حيث التنافس سيظهر ببروز حلفين متقابلين للحرب على الإرهاب، قرّرت موسكو الترجل لقيادة أحدهما فأعلنت واشنطن البحث في سبل تنشيط حلفها المتداعي، بينما الرهانات الأميركية التي تبدأ من تركيا تواجهها تآكل القوة التركية مع النزيف المتصاعد الذي يواجهه الجيش التركي بصداماته مع الأكراد والتي تتقدّم على رغبة الحكومة التركية في القتال ضدّ “داعش”، لأنّ القيمة الانتخابية لهزيمة الأكراد أعلى بكثير من أيّ شيء يفعل في الحرب على “داعش”، وعلى خلفية التوقعات التركية السلبية انتخابياً يبدو الحلف الأميركي في حال وهن وتآكل، بينما على الساحة اليمنية راحت قطر تسترضي السعودية بإرسال وحدات عسكرية لتعويض التردّد الإماراتي بعد الخسائر الفادحة التي مُني بها الإماراتيون، أملاً بالحصول على هامش تحتاجه في لبنان، بغضّ نظر سعودي لحجز مقعد عاصمة الحلول قبل أن تتقدّم مسقط لحجزها.
لبنان على موعد اليوم مع سباق الحوار الذي يبدأ أولى جلساته في مجلس النواب بدعوة من رئيسه، وبحضور قادة القوى السياسية الأساسية، لا يغيب عنه إلا رئيس حزب القوات اللبنانية بطلب قطري، ومقابل الحوار الحراك الذي يرمي أهله وقنواته الفضائية بثقلهم لتأمين حشود تستعيد حشود السبت في التاسع والعشرين من آب الماضي.
السباق يتوقف على ما يجري في الحوار وما يخرج منه من إشارات تدعو إلى التفاؤل وتزرع الأمل من جهة، وعلى ما سيحدث في ساحة النجمة مساء، حيث سيعرف اللبنانيون ما إذا كان استقرارهم مصاناً أم أنّ مشاريع جرّهم إلى الفوضى قد بدأت تحقق نجاحاً؟
هل تكون جلسة الحوار اليوم الجلسة الرئيسية شبه الوحيدة؟
ترسم تجربتا حوار 2006 و2012 صورة ضبابية عن حوار 2015 الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما سدّت كلّ أبواب الحوار داخل الحكومة التي باتت أسيرة التوافق السياسي، واستمرار الشلل في المجلس النيابي والفراغ الرئاسي.
وإذا كانت العاصفة الرملية التي ضربت لبنان أول من أمس قادمة من السعودية مخلفة حالات اختناق ووفاة في صفوف اللبنانيين جراء الغبار، فإنّ ضبابية المواقف السياسية من الاستحقاقات الداهمة لدواع خليجية بحت، من شأنها أن تعطل طاولة الحوار التي تواجه عاصفة شعبية هدفها تغيير الطبقة السياسية الطائفية ومحاربة الفساد.
ومنعاً للاحتكاك الأمني، تحوّلت ساحة النجمة أمس إلى منطقة أمنية بامتياز، حيث تمّ وضع عوائق اسمنتية وأسلاك شائكة وعوارض حديدية عند المداخل تحضيراً للحوار وتظاهرة الحراك المدني، وفرضت إجراءات أمنية مشدّدة على موظفي الشركات والمطاعم المجاورة، طاولت حتى الصحافيين المعتمدين في المجلس والعاملين في بعض الصحف المجاورة للمجلس النيابي.
وتلتئم هيئة الحوار الوطني اليوم في ساحة النجمة برعاية الرئيس نبيه بري ومشاركة رئيس الحكومة تمام سلام وحضور رؤساء الكتل النيابية التحرير والتنمية، الوفاء للمقاومة، الكتلة القومية الاجتماعية، التغيير والإصلاح، الطاشناق، لبنان الحر الموحد، كتلة المستقبل، اللقاء الديمقراطي، وحدة الجبل، البعث العربي الاشتراكي، كتلة نواب الأشرفية، كتلة النائب ميشال المر، الكتائب، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، والوزير بطرس حرب للبحث في جدول الأعمال الذي حصر في البنود السبعة: البحث في رئاسة الجمهورية، عمل مجلس النواب، عمل مجلس الوزراء، ماهية قانون الانتخابات، ماهية قانون استعادة الجنسية، مشروع اللامركزية الإدارية، ودائماً موضوع دعم الجيش اللبناني.
وأكدت مصادر عين التينة لـ”البناء” “أنّ رئاسة الجمهورية ستكون البند الأول على طاولة الحوار”. ولفتت المصادر إلى “أنه من الممكن أن يرتب المتحاورون جدول الأعمال إذا اتفقوا على تعديل ترتيبها، فالبنود التي وضعها الرئيس بري هي ملك المتحاورين”. ولفتت المصادر إلى أنّ “الاتفاق على البند الرئاسي من شأنه أن يحلّ كلّ البنود الأخرى، لا سيما أنّ قانون الانتخاب يحتاج إلى قرار سياسي على ماهية القانون والدوائر، وأكبر دليل أنّ اللجنة الفرعية التي كانت مكلفة دراسة قانون الانتخاب لم تتوصل إلى أيّ نتيجة لانعدام التوافق السياسي بين رؤساء الكتل السياسية”.
وعشية الجلسة، حدّد فريق 8 آذار في لقاء لممثليه الخطوط العريضة لموقفه من الحوار ومن اشتراط تيار المستقبل وحزب الكتائب البحث في الملف الرئاسي أولاً. وأكدت مصادر مطلعة لـ”البناء” أنّ جلسة الحوار اليوم “ستكون الجلسة الرئيسية شبه الوحيدة التي قد تعقبها جلسات رفع عتب، أو يتوقف الحوار، وعندها يبدأ كلّ فريق بإلقاء اللوم على الآخر”، لافتة إلى أنّ “التصريحات التي صدرت مطلع هذا الأسبوع من تيار المستقبل والقوات والكتائب أفشلت الحوار قبل أن يبدأ”.
النهار : حوار اليوم بين متباعدين على وقع الشارع كيري أكد لسلام التزام أميركا استقرار لبنان
كتبت “النهار”: هل بدأت المواجهة وهي الى تصعيد أم انطلقت عملية “تنفيس” الحراك الشعبي؟ في ساحة النجمة حوار الضرورة في محاولة لاستيعاب الشارع المنتفض على واقع أليم، وفي المحيط متظاهرون امام تحدي الحشد، يؤكّدون أن الحوار بلا جدوى، وان التجربة السابقة خير دليل على ذلك، وان المتحاورين غير مؤهلين لتوفير الحلول للمشكلات القائمة. وإذا كان الداعون الى التظاهر والاعتصام اليوم يعوّلون على حشد اضافي توفره هيئة التنسيق النقابية للحراك المدني في الشارع، فان اتصالات سياسية حاولت امس “سحب” هذا الدعم من طريق الضغط على مكونات الهيئة، تلك التي خضعت سابقا لارادة السياسيين فأخرجت النقابي حنا غريب من صفوفها، وسكتت عن مطلبها الاساس وهو سلسلة الرتب والرواتب. وابلغت جهات عدة دعت الى التظاهر وجوب المحافظة على الأمن، وعدم توفير غطاء لأعمال شغب محتملة.
ومع ظهور تفهّم متكرّر لمطالب المتظاهرين، رسم وزير الداخلية نهاد المشنوق وقائد الجيش العماد جان قهوجي الحدود المسموح بها للحراك، فرأى الأول ان “بيروت تشهد حراكاً مطلبياً لحل أزمات الكهرباء والمياه والنفايات”، مؤكداً أن “حق التظاهر مكرس في الدستور اللبناني”، لكنه أكد أنه لن يتردد “في أمرين أولهما صد محاولة شيطنة قوى الأمن الداخلي والاصرار على التعدي على عناصرها، وثانيهما حماية المتظاهرين السلميين وحماية الاملاك العامة والخاصة”. بينما أطلع قهوجي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على موقف الجيش من مجريات التحركات الشعبية، وقال: “الشعب نزل الى الشارع ليقول إنه موجوع ويجب ان يبقى التعبير تحت سقف القانون”.
أما الحوار الوطني الذي لن يخضع لتأجيل الساعة الاخيرة كما سرت شائعات، فانه جمع امس قوى 8 آذار ظهرا، و14 آذار مساء، لتوحيد المواقف من الجلسة الاولى التي تعقد ظهر اليوم. وعلمت “النهار” من مصادر ذات صلة بالحوار أن الرئيس نبيه بري سيكون شريكاً في حل أزمة النفايات مع رئيس الوزراء تمام سلام الذي تسلّم أمس تقريراً عن مشروع الحل من وزير الزراعة أكرم شهيب. وأوضحت أنه من المرتقب أن يصدر عن الحوار موقف يكون بمثابة التغطية السياسية لحل النفايات بما يتلاقى ومطالب المتظاهرين.
اللواء : 9 أيلول: مواجهة جديدة بين الطبقة السياسية والجمهور الغاضب سليمان لعدم رفع الحوار قبل انتخاب رئيس والمشنوق يعتبر الحراك المدني “صفارة إنذار”
كتبت “اللواء”: ربما من حسن حظ رؤساء الكتل النيابية ومرافقيهم إلى طاولة الحوار التي تنعقد في المجلس النيابي ظهر اليوم، بدعوة من الرئيس نبيه برّي، ان العاصفة الرملية التي اوقعت حالات وفاة وما يقرب من ألف مواطن اصيبوا بحالات اختناق وضيق تنفّس واغماء غصت بهم المستشفيات فرضت عطلة قسرية اليوم بموجب مذكرة اصدرها الرئيس تمام سلام قضت بإقفال المؤسسات والإدارات العامة، باستثناء المستشفيات وهيئات الاسعاف الصحي والدفاع المدني وفرق الإطفاء، فضلاً عن مذكرة وزير التربية بإقفال المدارس الخاصة التي أعلنت التزامها بقرار الوزير.
الجمهورية : الحوار ينطلق اليوم ببَند الرئاسة على وقع الشارع وحظوظه “صفر أو مئة”
كتبت “الجمهورية”: العاصفة الرملية التي لفّت لبنان ساحلاً ووسطاً وجرداً والتي من المنتظر أن تنحسر غداً بعدما بلغَت ذروتَها أمس ما فرَض حالةَ استنفار وأوجبَ إقفال المؤسسات والإدارات العامة والمدارس ودور الحضانة نتيجة ارتفاع حالات الاختناق وضيق التنفّس وتسجيل حالتي وفاة، لن تتمكّن من حجبِ الضوء عن ساحة النجمة حيث ستنعقِد هيئة الحوار الوطني في غياب “القوات اللبنانية” ومشاركة حزب الكتائب، وذلك على صدى أصوات المتظاهرين التي ستَصدح في ساحة الشهداء على بُعد عشرات الأمتار من المجلس، وقد انضمّت هيئة التنسيق النقابية إليهم معلِنةً اليوم “يوم الحشد الكبير” داعيةً جميع اللبنانيين إلى المشاركة فيه.
يُنتظَر أن يفتتح رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة الحوار في الثانية عشرة ظهراً بكلمة مقتضَبة ثمّ يدعو المتحاورين الى بدء النقاش في جدول الاعمال وعلى رأسه بند رئاسة الجمهورية.
لكن قبل انطلاق النقاش سيَطرح بري على المتحاورين ما إذا كانوا يرغبون في تسجيل المحاضر صوتياً، الى جانب التسجيل الخطي، مثلما حصلَ مع حوار 2006، على أن لا يُنشر أو يذاع أيّ محضر إلّا بموافقة الجميع. وقد يَقترح تعيين مقرّر يمكن أن يكلَّف إذاعة أيّ بيان يرتئي المتحاورون إصدارَه.