بقلم غالب قنديل

المهم في قصة الأسير

asseer

غالب قنديل

أخيرا بات “الشيخ ” أحمد الأسير في قبضة العدالة بعدما نجحت المديرية العامة للأمن العام في توقيفه وهي المؤسسة الأمنية البعيدة عن الاستعراض والفرقعة والتي تلتزم بتطبيق القوانين والأنظمة على الرغم مما يطاولها نتيجة لذلك من اتهامات وهجمات وافتراءات وقد بات قائدها اللواء عباس ابراهيم مثالا لرجل الدولة المسؤول والعقلاني الذي يتحرك لاحتواء التوترات السياسية حاملا مسؤولياته الأمنية بكل حزم وحيث يستطيع فهو يبادر بكل رصانة ومصداقية.

في قصة الأسير ملابسات وحقائق يتطلب الأمر جلاءها أمام الرأي العام اللبناني وكشف تفاصيلها المكتومة سيكون مهمة القضاء في حصيلة التحقيقات والمحاكمة فهذه القضية شكلت نموذجا لائتلاف المال والإعلام والمخابرات في تصنيع الإرهاب التكفيري وبذر الفتن وتعريض المجتمع اللبناني لانقسامات خطيرة تؤسس صدامات وصراعات دموية يمكن ان تشعل حرائق كبرى يصعب إخمادها.

وفقا للمعلومات الصحافية المتداولة أنزل احمد الأسير إلى التداول السياسي والإعلامي بتخطيط وتمويل قطري سعودي وهو يختلف في ذلك عن جماعات وهابية تكفيرية متطرفة موجودة وناشطة في لبنان خلال الثلاثين سنة الأخيرة من القرن الماضي وقد سددت دولة قطر والمملكة السعودية لبعض المؤسسات الإعلامية فواتير سخية لتصنيع صورة إعلامية عن حالة الأسير ونشاطها ففتح الهواء السياسي لتغطية نشاطاته وتحركاته البهلوانية وتم تصنيع حضوره وتضخيم حجمه الإعلامي وشكل ذلك نموذجا للتخطيط وللتحريض المبرمج الذي ينشيء بيئة افتراضية يرتب عليها نتائج سياسية وعملية عبر ممارسة حقن وتعبئة تثير توترات وصدامات وتمهد الميدان لهجمات إرهابية مدبرة.

استفزازية الأسير الممولة خليجيا كانت بذاتها مدبرة لافتعال صدام مذهبي بهدف إحراق لبنان ومن يعود لأرشيف خطابات الأسير يستعد نبرة التحدي والاستفزاز واستدراج الصدام المقصود الذي واكب تحركاته العملية من قطع طريق الجنوب إلى رحلة الثلج ثم الاعتداء على الجيش اللبناني ومعركة عبرا إلى التطاول المفتعل على القيادات والزعامات طلبا لردود فعل عنيفة ومن بعد إلى مساهماته المعروفة في النشاط الإرهابي التكفيري ضد الأمن الوطني اللبناني وضد سوريا التي شكل النفير إلى الانخراط بالعدوان عليها دعوة مفتوحة للحشد والتعبئة نادى بها الأسير بالشراكة مع اطراف لبنانية عديدة أبرزها تيار المستقبل الذي تلطى خلفه وسانده منذ البداية رغم التلاسن الظاهر.

ما هو دور الاستخابارت السعودية والقطرية في ظاهرة الأسير وكيف قدمت له الدعم المالي ونسقت التغطية الإعلامية لنشاطاته ومن هي القنوات الإعلامية والصحف والمواقع الإلكترونية التي تقاضت أموالا خليجية لقاء خدماتها في الترويج للأسير ولجماعته وما هو دور شعبة المعلومات في الأمن الداخلي بتقديم التسهيلات والحماية والدعم وكيف شارك تيار المستقبل ونائباه في صيدا فؤاد السنيورة وبهية الحريري في تغطية الأسير وحمايته وتهريبه وأي تنسيق قام بين الأسير ووليد جنبلاط وغير ذلك من الأسئلة الحساسة والمهمة التي تدور في خاطر اللبنانيين وقد لا تعلن أجوبتها صراحة وتبقى طي الكتمان حتى يطويها النسيان بكل أسف.

إن إشهار تلك الوقائع المكتومة يعني فضح خيوط المؤامرة التي تهدد لبنان واستقراره ووحدة شعبه الوطنية وسلمه الأهلي انطلاقا من فضح المتآمرين والمتورطين وهو ما يرتب تبعات قانونية وسياسية على حكومات وجهات ومؤسسات تنبغي محاسبتها على مسؤولية تدبير إحراق البلد ومحاولة إغراقه بالدماء لولا الحكمة والدراية اللتين اظهرتهما بعض القيادات اللبنانية وخصوصا في المقاومة ومؤسسة الجيش عبر التعامل مع المخطط المسند تنفيذه إلى شيخ مطعون في أهليته الفقهية رمي به مع جماعة من المرتزقة والمضللين إلى الميدان من قبل تحالف جمع أطرافا خارجية ومحلية أرادت ارتكاب الجريمة والاحتفاظ بفرص التنصل من المسؤولية والتبعات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى