بقلم غالب قنديل

وقاحة اميركية سعودية قطرية

4d997e1195262f2d0725661a993cf505

غالب قنديل

التصريحات والبيانات الأميركية والخليجية حول سوريا التي صدرت امس في الدوحة تميزت بوقاحة عالية وبفجور كبير في المواقف المعلنة من الوضع السوري وما قاله وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري ونظيره القطري متحدثا بلسان مجلس التعاون الخليجي عن عدم شرعية الرئيس بشار الأسد هو قمة المسخرة والدجل السياسي.

اولا تضج الصحف العالمية بتقارير ومعلومات عن أحاديث الكواليس الاميركية والخليجية التي تقر بالعجز عن النيل من الرئيس بشار الأسد والتسليم بمكانته القيادية شعبيا ودستوريا كزعيم وطني سوري وكذلك بسحب مطلب التنحي من لائحة الأهداف التي يعملون عليها في سوريا وهم جميعا لم ينسحبوا من العدوان ولم يوافقوا على تفكيك منصاتهم المنتجة للإرهاب رغم الإلحاح الروسي على هذه الفكرة في اجتماعات الدوحة بحيث بدا السيد لافروف يكرر كلامه مرة تلو مرة ولا حياة لمن ينادي ممن أعماهم الحقد وخنقتهم الخيبة بدءا بمعلمهم الأميركي البائس الذي يكبله الخوف من تبعات التراجع عن تصريحات باراك أوباما الغبية التي طالب فيها الأسد بالتنحي ويجب الاستدراك لبعض المبالغين بالكلام عن تفاهمات افتراضية روسية اميركية ان تلك مشكلة اوباما وعليه دفع كلفة حلها من حسابه لا من حساب الشعب العربي السوري.

يعلم الأميركيون وعملاؤهم الخليجيون الذين لا صلة لهم بعالم الدول الحديثة والدساتير ناهيك عن الانتخابات وصناديق الاقتراع ان الرئيس بشار الأسد وفي أي انتخابات ديمقراطية مقبلة وتحت رقابة نزيهة سيحظى بتأييد شعبي كاسح لأنه يعادي الاستعمار ويمثل نهج المقاومة والاستقلال والتحرر ويرفض المساومة على حرية بلاده ولأنه صاحب مشروع حداثي نهضوي معاصر لا يقارن بممالك الرمال ومشيخات الزيت من توابع أو مستعمرات الحلف الأميركي الصهيوني ومعاقل البدع التكفيرية .

ثانيا يعلم الأميركيون اليوم اكثر من أي يوم مضى انه لا خيار ثالثا بين الرئيس الأسد والإرهاب التكفيري متعدد الجنسيات الذي يحتل مساحات من تراب سوريا والعراق وباتوا يخشون ارتداده وانفجاره داخل السعودية وتركيا ومشيخات الخليج ودول الغرب وهم رغم ذلك يكابرون ولا معنى لكلامهم عن حل سياسي في سوريا طالما لايعترفون بتلك الحقيقة ولا لزوم للانفحاط بتصريحات سخيفة لا تتضمن جديدا إلا تنفيذ الأمر الأميركي بتأييد الاتفاق النووي الإيراني.

يواصل المعتدون إنكار الواقع وكما في كل مرة نبشوا رهانا منشطا لعدوانهم بهدف استئخار قدر الانهزام الصريح والعلني وهذه المرة جاءهم جون كيري بإعلان عدواني اميركي استفزازي يتمثل بتقديم تغطية جوية لزمر المرتزقة الذين يدعونهم المعارضة المعتدلة بعد انفضاح لعبتهم لتبييض العصابات التكفيرية القاعدية باعتراف سعودي مجلجل حملته مقالات صحافية سعودية لمقربين من الملك السعودي وحاشيته نعوا فيها المراهنة على جبهة النصرة ومثيلاتها من زمر التكفير المتنوعة التي التهمت جماعات الاعتدال ومليارات الدعم القطري السعودي ورفضت الخروج من بيعة الظواهري او من رباط عصابة الأخوان حاضنة التكفير والإرهاب التي تحظى بالرعاية الأميركية المعلنة.

ثالثا ليس التعامل الروسي مع المواقف المعلنة في الدوحة بمستوى التعبير عن المعادلات الجديدة في العالم والمنطقة وعلى أرض سوريا وبكل صراحة ينبغي القول للشريك الروسي المخلص والوفي إن جنيف واحد لم يعد صالحا كإطار للتعامل مع الوضع السوري والتطاول على الرئيس بشار الأسد لم يعد مسموحا وهو القائد الفعلي الذي يواجه الإرهاب التكفيري نيابة عن العالم كله وروسيا خير من يشهد له بذلك ولا داعي لمسايرة الدجل الأميركي الخليجي عن الحل السياسي فالدول والحكومات الكبيرة او الصغيرة التي لا تتعامل باحترام وبواقعية مع الجمهورية العربية السورية ورئيسها ليست جادة في مواجهة خطر الإرهاب وهي تمارس النفاق وتخادع لتستر تورطها وتآمرها مع القاعدة ومصنفاتها المتنوعة.

لقد قررت روسيا التحرك استنادا إلى صمود القلعة السورية ضد العدوان الاستعماري وهي تفتح الباب بدبلوماسيتها الباردة وبلغتها السياسية الأمينة لمفاهيم الشرعية الدولية والسلم العالمي أمام فرصة جديدة لتراجع المتورطين في حلف العدوان على سوريا بقيادة الولايات المتحدة وهذا هو مغزى تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين التي نسجت عليها سيناريوهات افتراضية لتسويات متخيلة لم تحصل ولم تنضج ظروفها على الأقل.

إن خطورة التمادي في التبشير بتحول افتراضي في المواقف والخيارات الأميركية والسعودية او التركية والقطرية لا دليل واقعيا على حصوله أنه يضعف اليقظة ويخفض منسوب التعبئة في مجابهة حلف العدوان الذي لن يجاهر بتراجعه إلا مكرها مهزوما وخاضعا بالقوة كما تعلمنا التجارب ولنتذكر ان العدوان الاستعماري على سوريا انطلق وتم التحضير له بخدعة مدبرة نفذتها بكل دهاء تركيا العثمانية والمملكة السعودية ومشيخة الأخوان القطرية وفرنسا ساركوزي ودامت خمس سنوات من المراودة والابتزاز والتآمر في التعامل مع سوريا وإيران وحزب الله قبل الانتقال إلى إطلاق النار داخل سوريا من أنفاق المشاريع ومقرات الجمعيات الدينية ولجان المساجد وبواجهات من العملاء الذين تم اصطيادهم بإتقان في برامج الشراكة والتدريب الأوروبية والأممية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى