الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

saadd

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير : أي انعكاسات لـ”الاتفاق النووي” على لبنان؟ الحريري يهادن عون: “حزب الله” هو الخصم

كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية، لليوم الخامس عشر بعد الأربعمئة على التوالي.

في مثل هذا اليوم قبل تسع سنوات، كان لبنان مسرحاً لحرب إسرائيلية لم تستثن منطقة لبنانية، وخصوصاً الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية.

استمرت تلك الحرب 33 يوماً وأسفرت عن تدمير العديد من البلدات والقرى اللبنانية واستشهاد أكثر من ألف مواطن وجرح الآلاف وتهجير مئات آلاف اللبنانيين، لكنها لم تنل من عزيمة المقاومة التي ظلت تقاتل عند تخوم فلسطين المحتلة في عيتا الشعب ومارون الراس والخيام وشبعا، لا بل تمكنت من نقل المعركة الى العمق الإسرائيلي مع آلاف الصواريخ التي انهمرت على المدن والمستوطنات.. وأرست معادلات جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي.

وبينما ينشغل العالم بمتابعة أخبار الولادة المتدرجة للاتفاق النووي بين إيران ومجموعة “5+1″، بقي لبنان غارقاً في “تفاصيله” التي لا يزال “الخارج المقرر” ينأى بنفسه عنها، في انتظار ما ستؤول اليه تسويات الكبار فوق الصفيح الساخن، وما سترتبه من مساومات ومقايضات، سيستفيد منها لبنان، على الأرجح، لكن ليس في المدى القريب.

ومع بدء العد العكسي لتوقيع الاتفاق النووي، قال الرئيس نبيه بري إنه عند رأيه السابق بأن الملف اللبناني قد يكون الأسرع في الاستفادة من المردود الإيجابي للاتفاق، كونه الأسهل من بين الملفات الساخنة في المنطقة، شرط أن تُحسن الأطراف الداخلية تلقف الفرصة والتعامل معها، من دون أن يعني ذلك أن نسائم فيينا ستحمل إلينا الفرج بين ليلة وضحاها.

ولفت بري الانتباه إلى أن اليمن ربما يكون أيضاً في طليعة المتأثرين إيجاباً بالتفاهم النووي، باعتبار أن الحرب المحتدمة فيه تشكل ضغطاً على جميع القوى المعنية بها.

وعشية ذكرى حرب تموز، وانعقاد جلسة الحوار بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” المقررة في عين التينة مساء اليوم، أتت الإطلالة الرمضانية للرئيس سعد الحريري، عبر الأقمار الصناعية، خالية من أي مبادرة أو أفكار محددة للخروج من المـأزق الحالي، بل هي شكلت في جانب منها امتداداً لبنانياً للصراع الإقليمي، كما تبين من رد الحريري الحاد على نعي الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله “عاصفة الحزم”.

وكان لافتاً للانتباه، أن بعض القيادات والشخصيات السياسية المعنية في “8 آذار” فضّلت ملاحقة آخر مستجدات المفاوضات النووية على الاستماع إلى خطاب الحريري، منطلقة من قاعدة أنك إذا أردت أن تعرف ماذا سيجري في بيروت، فعليك أولاً أن تعرف ماذا يجري في فيينا.

وفيما كان البعض ينتظر رداً قوياً من الحريري على العماد ميشال عون، لا سيما بعد انتفاضة الشارع البرتقالي في 9 تموز، بدا واضحاً أن الحريري تعمد عدم تصعيد نبرته ضد “الجنرال” والاشتباك المباشر معه، مفترضاً أنه بذلك يحول دون أن تتخذ الأزمة الحالية بعداً سنِّياً- مسيحياً، وبالتالي يخفف من قدرة زعيم “التيار الوطني الحر” على مواصلة الاستقطاب وشد العصب المسيحي من حوله، بعدما نجح مؤخراً في تعبئة جمهوره ضد “المستقبل”.

في الوقت ذاته، تجنب الحريري أن يعطي عون شيئاً في رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والتعيينات الأمنية، بل حافظ في الجوهر على “لاءاته”، وإن يكن قد غلفها من حيث الشكل بقشرة من المرونة اللفظية، كقوله إنه لا يضع “فيتو” على أي مرشح لرئاسة الجمهورية، شرط أن يتم التوافق عليه.

كما أن الحريري الساعي إلى تبرئة نفسه من تهمة “الاستئثار المذهبي” وتهميش “حقوق المسيحيين”، استعان بأكثر من “صديق” و “مسؤول” لنفي ضلوعه في قطع الطريق على تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش، مستشهداً بمواقف غالبية القوى في الحكومة ورئيس المجلس ووزير الدفاع لتبرير المسار الذي يسلكه ملف التعيينات الأمنية.. نحو التمديد.

وفي مقابل محاولته عدم الانزلاق الى مواجهة “طائفية” مع عون، في المكان والزمان اللذين يختارهما “الجنرال”، تجنباً لتحريك العصبية المسيحية ضد “المستقبل”.. نجح الحريري مجدداً في شد عصب تياره وبيئته من خلال التصويب في العديد من مفاصل كلمته على “حزب الله”، مخصصاً جزءاً لا بأس به من مساحتها للرد على خطاب أمينه العام في “يوم القدس العالمي”، ما دفع أحد السياسيين الظرفاء إلى القول: “ماذا كان سيفعل الحريري، لولا خطاب نصرالله الأخير”؟

وبلغ الحريري في حملته على الحزب حد اتهامه بتحريض “التيار الحر” على “المستقبل”، الأمر الذي ردت عليه أوساط في “8 آذار” بالتساؤل: “من وعد ونكث؟ أليس الحريري هو الذي وعد عون بالتجاوب مع طروحاته في ملفي رئاسة الجمهورية وتعيين قائد الجيش، ثم تراجع تباعاً، فأين مسؤولية “حزب الله” هنا”؟

كما اعتبر زعيم “المستقبل” أن الحزب يحمل “الرقم القياسي في الخروج على الإجماع الوطني منذ قيام دولة لبنان”.

وبرغم الافتراق الحاد في الخيارات بين الحريري و “حزب الله”، إلا أنه كان لافتاً للانتباه تسليمه بمبدأ الحرب الاستباقية ضد الإرهاب، وإن اختلف مع الحزب حول طريقة خوضها.

وعلى مستوى الوضع الداخلي في “تيار المستقبل”، كان الحريري واضحاً وحازماً في دعم وزير الداخلية نهاد المشنوق، في مواجهة الحملة التي يتعرض لها، وشارك فيها بعض وزراء التيار ونوابه، بعد تسريب شريط الاعتداء على سجناء في رومية.

الديار : الأجواء لا توحي بالوصول الى اتفاق بعد عطلة عيد الفطر الحريري ينتقد حزب الله وسلام يستقبل وفوداً ويُؤكّد مواقفه مصادر الوطني الحرّ: لا تراجع عن الحقوق مهما غلت التضحيات

كتبت “الديار“: تقول مصادر سياسية انه سنة 1990 تم فرض اتفاق الطائف بالقوة على المسيحيين، والغيت صلاحيات رئيس الجمهورية المسيحي من خلال اطاحة العماد ميشال عون عبر الدبابات السورية، ثم تم ابعاد الرئيس امين الجميل من لبنان، وبعد ذلك تمّ سجن الدكتور سمير جعجع، وطوال هذه الفترة، كان يتم انتخاب النواب، ويعين الوزراء خارج ارادة المسيحيين.

مدة 25 سنة والمسيحي في لبنان خارج الدولة وخارج القرار، الى ان اعاد العماد عون القضية الى المسيحيين، وكانوا ضائعين، فاذا بالعماد عون يطرح الحقوق المسيحية، وشعر المسيحي بأن له قضية وجود وقضية “شراكة” في الحكم.

والتحرك الحالي الذي اطلقه العماد عون ليس مناورة بل خلق تياراً لدى المسيحيين، حيث باتوا يشعرون بحرارة العمل من اجل شراكة حقيقية، واسترجاع الحقوق المسيحية المسلوبة.

اكدت مصادر في التيار الوطني الحرّ ان كل حديث عن حراك مسيحي ماروني يقوده العماد عون لأسباب شخصية او فئوية هو من باب ذرّ الرماد في العيون لاشاحة النظر عن القضية المركزية للمسيحيين الا وهي قضية “الشراكة” الحقيقية واسترجاع الحقوق المسلوبة وتجاوز مسرحية الانقضاض الموصوف والسطو السياسي على المواقع المسيحية.

واشارت المصادر الى ان العماد عون حذر من التمادي في هضم الحقوق وضرب الصيغة وتحويل المسيحيين الى اجراء لا شركاء لان من شأن ذلك رفع منسوب الاحتقان والشعور بالدونية والغبن. واكدت المصادر ان المواجهة لن تنتهي حتى ينتصب ميزان الحق ويعتدل، ولا خروج عن هذا المسار الا بالسقف الذي رسمه الجنرال ولا تراجع عنه مهما غلت التضحيات، لان الخطوة التي اقدم عليها عون ثورة وطنية بامتياز، تسعى لنقل لبنان من دولة المصالح الطائفية والتسويات الى دولة المواطنية.

واكدت المصادر ان العماد عون يتحرّك وطنياً ومشروعه وطني ويشمل كل المكونات اللبنانية المخنوقة بالعامل الطائفي الضاغط على انفاسها، والمهمّشون وصرخته موجهة الى كل الطوائف والمذاهب وتوقظ كل المغبونين والمحرومين داخل طوائفهم.

واشارت المصادر الى ان ما قصده عون من ارسال قياديين واعضاء من تياره الى محيط رئاسة الحكومة هو ارسال رسالة الى الرئيس سعد الحريري ومن وراءه مفادها ان الحكومة التي يترأسها تمام سلام قد انتهت صلاحياتها، واكدت ان صبر العماد عون على الحريري ومن يوجهه خارجياً قد نفد، وقابل الحريري ايجابيات عون تصلباً وخداعاً وهذا لن يقبله عون بعد الآن.

وشددت المصادر على ان رفضنا للاستئثار بالسلطة والتفرد بالقرارات لن يمر، وان الوضع مفتوح على كل الاحتمالات.

وتقول مصادر في 8 آذار ان المعركة الجارية هي معركة استراتيجية ومفصلية للعماد ميشال عون وحليفه القوي حزب الله الذي بات يدرك الجميع، انه اذا خيّر الحزب بين خيار سقوط الحكومة وخيار دعم العماد عون في معركة اعادة حقوق المسيحيين، فسيختار الخيار الثاني وهذا امر ثابت وواضح لا لبس فيه.

تابعت الصحيفة، وفي اطلالته عبر الشاشة من مقر اقامته في جدة خلال الافطار المركزي الذي اقامه تيار المستقبل في بيروت اكد الرئيس سعد الحريري “ان الابواب ليست مغلقة في وجه اي مخرج واقعي للازمة الرئاسية، مشدداً على ان لا “فيتو” على اي اسم، ودائماً تحت سقف التوافق الوطني”.

وأكد ان الرهان على متغيرات في سوريا لن يصنع رئيساً للجمهورية وان انتظار المفاوضات النووية لن يصنع رئيساً ايضاً.

ولفت الى اننا قلنا ونؤكد ان الذهاب للحرب السورية لن يحمي لبنان، فعندما تذهب الى النار توقع ان تأتي النار عليك.

وتوجه الى الامين العام لحزب الله دون ان يسميه قائلا: “لسنا في موقع الرفض المطلق للحرب الاستباقية ضد الارهاب و”عاصفة الحزم” يا عزيزي ما زالت شوكة عالقة في حلق المشروع الايراني في المنطقة وطريق فلسطين لا تمر بالزبداني بل طريق بيروت – ايران هي التي تمر بسوريا والعراق”.

الأخبار : الحريري: مكانك راوح

كتبت “الأخبار”: لم يغلق الرئيس سعد الحريري في خطابه أمس الأبواب أمام الحلول في مسألة رئاسة الجمهورية وغيرها من الأزمات، إلّا أنه لم يفتح أي باب. مصادر التيار الوطني الحرّ وصفت كلام الحريري بـ”الجميل”، لكّنها سألت عن الترجمة!

خرج الرئيس سعد الحريري أمس خطيباً من جدّة السعودية عبر شاشة، أمام المئات من المشاركين في الإفطار السنوي الذي يقيمه تيار المستقبل في مختلف المناطق اللبنانية. ولأكثر من ساعة، بدا الحريري كمن أعدّ جردة للتطورات السياسية في البلاد، وخطابات الفرقاء الآخرين وطروحاتهم، لا سيّما بعد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وإطلالات رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، من دون أن يقدّم أي جديد، لا تصعيداً ولا مبادرةً ولا توجيهاً، ولا تلبية للدعوة التي أطلقها نصرالله لعقد حوار بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، يؤسّس لحوار أوسع في البلاد.

ومع أن الحريري كرّر متلازمة خطبه وخطب الفريق المحسوب على السعودية في لبنان والمنطقة، لناحية “المتطلبات الجماهيرية” بالهجوم على حزب الله ومشاركته في القتال إلى جانب الجيش السوري، وما يسمّيه “المشروع الإيراني في سوريا والعراق واليمن”، إلّا أن الخطاب في المضمون، وعلى الرغم من فراغ الأفق في الوصول إلى الحلول، كان حاسماً لناحية تأكيد الحريري أن تياره لن “يتأخر عن أي جهد للخروج من هذا المأزق”، أي مأزق رئاسة الجمهورية، مؤكّداً أن “الأبواب ليست مغلقة في وجه أي مخرج واقعي”. وفي استكمال لما قيل في الأشهر الماضية خلال مرحلة الانفتاح الحريري على عون، أشار الحريري إلى أن “لا فيتو على أي اسم”.

في سوريا، أعاد الحريري الطرح بأن “الذهاب إلى الحرب السورية لن يحمي لبنان. عندما تذهب إلى النار، توقّع أن تأتي النار عليك”، متناسياً أن من أتى بالنار إلى لبنان هو من دعم وموّل وأدخل المسلحين إلى سوريا وشجّع ودفع بالسوريين للنزوح إلى لبنان منذ ربيع 2011. وانتقد الحريري كلام نصرالله عن “فرصة تحييد لبنان”، معتبراً الأمر “زلة لسان بامتياز”. وتابع ردّه على كلام الأمين العام لحزب الله، معتبراً أن “طريق فلسطين لا تمر بالزبداني ودمشق، الطريق من بيروت إلى طهران نعم تمر بسوريا وبالعراق، أما الطريق إلى فلسطين، فبالتأكيد لا”، وكرّر دفاعه عن العدوان السعودي ــ الأميركي على الشعب اليمني، معتبراً أن “عاصفة الحزم ما زالت شوكة في حلق المشروع الإيراني للهيمنة على المنطقة”.

اللافت في كلام الحريري هو إشارته إلى أن “الرهان على المتغيرات السورية لا ينفع”، علماً بأن السلوك الذي طبع عمل فريق 14 آذار في لبنان طوال السنوات الماضية، وتحديداً المستقبل، هو انتظار المتغيرات السورية للبناء عليها في الداخل اللبناني، وآخرها ما أشار إليه عون، عن أن الحريري تراجع عن تنفيذ اتفاقه معه حول ملف التعيينات الأمنية بعد تطوّرات الميدان في جسر الشغور وتدمر!

البناء : الثالثة ثابتة وتوقيع النووي غداً… كما يقول وزراء الـ7 الكبار نصف الزبداني بيد الجيش والمقاومة وتدمر تشهد تقدماً مشابهاً الحريري يربط النزاع على نقاط الخلاف لحساب خيار الحوار لا المواجهة

كتبت “البناء”: لم يتبقّ ما يحتاج إلى التفاوض بين الخمسة زائداً واحداً وإيران، فكلّ شيء قد حُسم، وآخر القضايا العالقة كانت مصير حظر تجارة السلاح وتقلّصت إلى الصواريخ الباليستية، ثم حسمت بالرفع بعد صدور تقرير وكالة الطاقة الذرية عن التحقق من عدم وجود أيّ برنامج نووي له شق عسكري لدى إيران، بعدما كانت كلّ القضايا السابقة قد وجدت طريقها إلى الحلّ. ووصل وزراء الخارجية إلى وضع اللمسات الأخيرة تمهيداً لحفل توقيع يتوقع أن ينتظر إلى يوم غد الثلاثاء لترتيبات لوجستية تتصل بإرسال نسخ من الاتفاق وملاحقه إلى الدوائر القانونية في وزارات الخارجية ورئاسات الجمهورية، لنيل الموافقة التي توصف بالشكلية لأنّ كلّ شيء قد جرى تدقيقه وتمحيصه بما يكفي.

في هذا المناخ تتسارع مساعي وضع اتفاقات الأطر للأزمات المفتوحة، فيستعدّ المبعوث الأممي في سورية ستيفان دي ميستورا لتقديم مبادرته نهاية الشهر الجاري إلى مجلس الأمن الدولي. والأرجح وفقاً لمصادر متابعة أن تكون المبادرة حصيلة تنسيق مشترك مع القيادة السورية من جهة وكلّ من موسكو وواشنطن من جهة أخرى، وفيها الكثير من مشروع متفق عليه بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد. ويبدو وفقاً لمصادر روسية أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما صار مطلعاً على أبرز عناوينها خصوصاً في ضوء المعطيات السعودية المتوافرة لدى الرئيس بوتين.

في الميدان السوري الوقائع العسكرية تقول إنّ معطيات تقديم مبادرات سياسية ستصير ممكنة، فقد نجح الجيش السوري مع مقاتلي المقاومة بتحقيق إنجازات هامة على جبهة مدينة الزبداني جعلت نصف المدينة تحت السيطرة الفعلية والنصف الآخر تحت السيطرة بالنار من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. كما تتقدّم وحدات الجيش السوري على جبهة تدمر وتحقق الانتصارات على مسلحي تنظيم “داعش”.

لبنان الذي يتتبع ما يجري حوله يبدو على رغم اللغة العالية النبرة ضمن منظومة من القيود لا تسمح بالتصعيد، فتصير النبرة العالية كتلك التي سمعها اللبنانيون من الرئيس سعد الحريري، لا تتعدّى حدود ربط النزاع على رغم الصياغة المتشدّدة، لأنها في القرار النهائي حسمت أن لا شارع مقابل شارع، ولا فيتو في الرئاسة، وكلّ الخيارات مفتوحة للتوافق على التعيينات في موعدها، خصوصاً الحوار حول إدارة الشأن الحكومي للشراكة والتوافق والإجماع.

لا يزال حزب الله يلعب لعبة التهدئة على المستوى الحكومي لمنع الانفجار. وعلى رغم أن إمكانية الصلح بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل محدودة، فإن حزب الله يحض الطرفين للعودة إلى الحوار، فهو يعتبر أن الحوار يريح الحزب في المستقبل المنظور، “فلا يوجد طمأنينة لهدوء واستقرار إن لم يستعد التياران الحوار”.

وفيما أكّد رئيس الحكومة تمام سلام عدم السماح بالتعطيل والتراجع في مجلس الوزراء، داعياً إلى إبعاد الخلافات عن المجلس. كما دعا سلام، خلال لقائه وفوداً شعبية في دارته في بيروت، إلى الحوار متمنياً نجاحه، كان لافتاً الموقف الذي أطلقه حزب الله على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائب نواف الموسوي، وتأكيده مجدداً وقوفه إلى جانب التيار الوطني واعتبار ما يطلبه التيار مطلباً عادلاً ووجيهاً يشبه ما نطلبه نحن في حركة أمل وحزب الله، أو ما يطلبه النائب وليد جنبلاط وتيار المستقبل، فهو لا يطلب أكثر مما ينبغي أن يكون له. وشدد على انه “لا يريد أن يسجل في تاريخ الرئيس تمام سلام أنه عمل على إقصاء مكوّن من المكونات السياسية اللبنانية، لأنه هو الذي حرص على التوافق منذ ترأسه للحكومة، ولهذا فإن ما ننتظره منه هو أن يواصل سياسته التوافقية، بحيث لا يعقد جلسة وأحد المكونات يشعر بالتهميش والإلغاء”.

في سياق متصل، بدت لغة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أمس عبر الشاشة من مقرّ إقامته في جدة، خلال حفل الإفطار المركزي الذي أقامه “تيار المستقبل” في مجمع “بيال” في بيروت، مختلفة تماماً عن اللغة التصعيدية التي انتهجها على مدى خمس سنوات. وأكدت مصادر مطلعة لـ”البناء” أن تغيير الحريري في لهجته يعود إلى إدراكه أنّ الاتفاق النووي انتهى، وأنّ المنطقة مقبلة على عهد جديد”، مشيرة إلى “أنّ كلامه عن الرهان على متغيّرات في سورية لن يصنع رئيساً للجمهورية وانتظار نتائجِ المفاوضات النووية لن يصنع رئيساً”، لا يتعدّى الكلام الذي يحاكي فيه جمهوره”.

ولفتت المصادر إلى “أنّ الحريري فتح فرصاً للعودة مجدداً إلى الحوار مع التيار الوطني الحر، بحديثه عن أنّ تيار المستقبل لم يغلق الباب على أيّ مخرج ويحاول أن يكون التوافق الوطني القاعدة التي يتحقق من خلالها الوصول إلى رئيس”.

وتوقفت المصادر عند حديث رئيس تيار المستقبل عن سجن رومية، وتأكيده “انه من غير المقبول أن يتحوّل الخطأ إلى حملة على وزير الداخلية نهاد المشنوق وشعبة المعلومات”، مشيرة إلى أنّ الحريري أظهر دعماً غير مسبوق للمشنوق على حساب وزير العدل أشرف ريفي، وأنّ ما قاله الحريري يؤكد ما سرّب أنّ الحريري طلب من ريفي الاعتذار عن الحملة التي شنها والإسلاميون ضدّ المشنوق”.

وكان الحريري أبدى أيضاً تأييده لما فعله رئيس الحكومة تمام سلام بحماية الركن الشرعي الأخير من الشلل، وقال: “لسنا في وارد أي مواجهة على أساس طائفي”. ولفت إلى “أن هناك رأياً غالباً في الحكومة ورأياً راجحاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّه في ظل الخلاف لا حديث عن قيادة الجيش إلا في أيلول”.

النهار : الحريري يُصوّب البوصلة : خيارنا الطائف ولا فيتو النفايات تستبق الحكومة العائدة بآلية توافق

كتبت “النهار”: على رغم حملة خرجت “حكومة المصلحة الوطنية” من “المنازلة” الاخيرة أقوى مما كانت، إذ أجمعت القوى السياسية على ضرورة توفير الدعم لبقائها، وأضيف اليها تأييد توافر لرئيسها تمّام سلام الذي أطل امس للمرة الاولى وسط جموع أمّت دارته، وتوّجت المواقف بإشادة من الرئيس سعد الحريري به “اذ حسناً فعل بحماية الركن الأخير في السلطة التنفيذية من الوقوع في الفراغ والشلل”.

واذا كانت إطلالة الحريري المنتظرة استعادت مواقف سابقة له من سياسات “حزب الله” في لبنان وسوريا، ولم تتسم بليونة على رغم الحوار الثنائي بين الطرفين، والذي تعقد له جولة اضافية مساء اليوم، فانها أعادت تصويب البوصلة في التوجهات السياسية الداخلية عبر تأكيد التمسك بـ”خيار واحد لا ثاني له: أن نتضامن على إعادة الاعتبار للمؤسسات الدستورية، وحماية الفكرة التي قامت عليها دولة لبنان وتكرست من خلال الميثاق الوطني في الأربعينات، وتجددت من خلال وثيقة الوفاق الوطني في الطائف. وحسناً فعل الرئيس تمّام سلام بحماية الركن الأخير في السلطة التنفيذية من الوقوع في الفراغ والشلل، وهو ما نتطلع إلى أن يتكامل مع جهود الرئيس نبيه برّي لتفعيل العمل التشريعي في نطاق التفاهم السياسي على الأولويات، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية يمسك زمام القيادة ويجدد الأمل الضائع بمفهوم الدولة (…) وهذه مناسبة لنعلن من جديد أن الأبواب ليست مغلقة في وجه أي مخرج واقعي، وأن لا فيتو على أي اسم، ودائماً تحت سقف التوافق الوطني”.

حكومياً، علمت “النهار” أن رئيس مجلس الوزراء متمسك بما اتفق عليه في شأن آلية عمل المجلس، وعلى هذا الاساس أكد في الساعات الاخيرة أن لا تراجع في عمل الحكومة وفي محاربة التعطيل.

وأبلغ وزير العمل سجعان قزي “النهار” أن ما نشر عن مقاربة جديدة للعمل الحكومي “ما بتمشي ونحن ضدها لأنها ممكنة فقط بوجود رئيس للجمهورية، وليس في غيابه”. وقال: “نحن ضد اللعب بالآلية، أما الآلية التي نؤمن بها فهي التوافق، والتوافق لا يعني التعطيل والاجماع والاستفراد”. وأضاف: “من يريد تطبيق الدستور عليه الذهاب الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

وكانت الآلية المتوقعة تقضي باعتماد طرح فرز بنود جدول الاعمال ثلاث فئات:

– فئة البنود الادارية البحتة المحررة من القيود السياسية والممكن اقرارها من دون خلافات.

– فئة البنود السياسية، وهي الملفات غير الميثاقية التي يتم الاتفاق على الآلية فيها وما اذا كانت تحتاج الى إجماع أم تقر بالثلثين أم بالنصف زائد واحد.

– فئة البنود الميثاقية التي تتطلب اجماعاً، أي توقيع جميع الوزراء.

أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فيحبذ عدم التعليق على الازمة الحكومية والدخول في شجونها وكيفية عقد جلساتها. ويركز على متابعة الاتفاق النووي في فيينا الذي سينعكس اولا على اليمن وفي ما بعد على لبنان، شرط ان يتضامن الافرقاء فيه على حل مشكلاتهم واتمام الاستحقاقات المطلوبة.

المستقبل : أكد أنّ “الطريق إلى طهران لا فلسطين” تمرّ بالزبداني. وأبقى الأبواب مفتوحة “لمخرج رئاسي واقعي” الحريري: غير معنيين بالمتاريس الطائفية والاعتدال لن ينكسر

كتبت “المستقبل”: على قدر طموحات “الغالبية الساحقة من اللبنانيين التي لا تزال تريد سماع صوت العقل والهدوء والمنطق”، وبما لا يشتهي أرباب “ضرب الدين باسم الدين وحرق الوطن باسم الوطن والمزايدة على الاعتدال باسم محاربة التطرّف”، أطلّ الرئيس سعد الحريري مساء أمس بخطاب وطني رصين وجامع في مقاربته القضايا المطروحة على بساط البحث عن سبل إخراج البلد من عنق زجاج الأزمة الخانقة للدولة ومؤسساتها، فأطلق جملة مواقف تحاكي الضمير الوطني وتناشد جميع القيّمين على مستقبل البلاد والعباد أن يتحمّلوا المسؤولية التاريخية في هذه المرحلة المفصلية بعيداً عن منزلقات “المزايدة والتصعيد والتطرّف” التي لا تؤدي إلا إلى الخراب وضرب السلم الأهلي. ولأنّ تيار “المستقبل” مؤتمن في صلب معتقداته ورصيده وإنجازاته على “رسالة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بمنع الفتنة وقيام الدولة الناجحة” خصّ الحريري اللبنانيين المؤمنين بهذا النهج والمؤتمنين على هذه الرسالة بتأكيد جازم قاطع لأي شك أو وهن بأنّهم “قوة الاعتدال التي لا تنكسر” وبأنّ “تيار رفيق الحريري يستحيل أن يشارك في ألعاب الدم بين الأخوة”، بينما توجّه في المقابل للمزايدين على الاعتدال ولكل من يحاول تحوير الخلاف السياسي في البلد إلى خلاف طائفي بكلام واضح وصريح ومباشر: “نحن في “تيار المستقبل” لسنا موجودين على المتاريس الطائفية ولسنا بوارد أي مواجهة على أساس طائفي وإذا كان هناك من يريد فتح هكذا مواجهة فسيجد نفسه في مواجهة مع نفسه”.

اللواء : الحريري: لسنا في مواجهة طائفية مع أحد ونحن الإعتدال في لبنان وفود شعبية في المصيطبة وسلام على موقفه من منع تعطيل الحكومة.. وعون يفتح النار على قهوجي

كتبت “اللواء”: من السراي إلى “البيال”، أو بالعكس، ارتفع بقوة، أمس، صوت الاعتدال والتمسك بالشراكة الوطنية، واعتماد نهج الحوار سبيلاً وحيداً لمعالجة المشكلات والخلافات، بعيداً عن التفرّد والاستئثار، أو افتعال المشكلات الجانبية، ومحاولة فرض إرادة الأقلية على الأكثرية، أو البحث عن صيغ كالفيدرالية وغيرها، أو المؤتمر التأسيسي.

وبقدر ما كانت المواقف التي أطلقها الرئيس سعد الحريري من “البيال” والرئيس تمام سلام من المصيطبة، تؤكد على وحدة الدولة والعيش المشترك، كان النائب ميشال عون يسدّد السهام على قائد الجيش العماد جان قهوجي، مستغلاً ما حدث في شارع المصارف لمنع التمديد لقائد الجيش، وافتعال أزمة جديدة مع المؤسسة العسكرية ككل، وكان حزب الله على لسان رئيس المجلس التنفيذي فيه السيّد هاشم صفي الدين يرفع من وتيرة الحملة على 14 آذار وتيار “المستقبل”، للتصويب على المملكة العربية السعودية ملمحاً إلى “يمن جديد” في لبنان.

الجمهورية : برّي لجلسة تشريعية وسلام: لا للتعطيل

كتبت “الجمهورية “: فيما تمضي المفاوضات النووية في فيينا قُدماً الى الامام وسط تزايد الحديث عن إمكانية ولادة الاتفاق بين الدول الغربية وايران خلال الساعات المقبلة في ظل استياء اسرائيلي، توسّمَ رئيس مجلس النواب نبيه بري خَيراً من هذا الاتفاق، مُتوقعاً ان تكون أولى ثماره تفريجاً للأزمة اليمنية كأولوية في الاهتمامات الاقليمية لدى العواصم التي ستوقّع الاتفاق النووي. كذلك توقّع أن ينعكس الإتفاق إيجاباً على لبنان بما يتيح للأطراف الداخلية والخارجية العمل على حل هذه الازمة في اعتبارها الأسهل حلّاً بين كل الازمات الاقليمية. وأبدى بري ايضاً اعتقاده بأنّ الاتفاق النووي سيساعد على حلّ الازمات الاقليمية لأن لا أفق ولا نهاية للحروب الدائرة الّا بالحلول السياسية.

علمت “الجمهورية” انّ الاتفاق النووي سيُطلق قريباً جولة اتصالات داخلية لتلقّف انعكاساته الايجابية واستثمارها في الاتجاه الذي يتيح البدء بمعالجة الازمة، بدءاً من الاستحقاق الرئاسي الذي يعتبر الركيزة الاساس للانطلاق الى ايّ حل داخلي، في موازاة العمل على تفعيل عمل مجلس الوزراء.

وفي هذا السياق، تتواصل التحضيرات لجلسة مجلس الوزراء المقررة في 23 تموز الجاري بعد عطلة عيد الفطر، بغية خروجها بحلول للقضايا الخلافية، وهذه الإتصالات محورها رئيس الحكومة تمام سلام والأطراف السايسية المشاركة في الحكومة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى