من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : الخارج مشغول والداخل منقسم والفراغ أزمة وطنية عون غاضب على بري والحريري وجنبلاط: احذروا الانفجار!
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم التاسع بعد الأربعمئة على التوالي.
الجو المسيحي في لبنان “مهزوم” و “مأزوم” ويتجه نحو “الانفجار” وربما إلى “إحباط جديد”.
ندر أن اتفق المسيحيون على رئيس لجمهوريتهم، وهم لن يتفقوا اليوم أو غداً على هوية الرئيس المسيحي الوحيد في محيطهم العربي والإسلامي الكبير.
وإذا كان البعض يستشهد بفارق الصوت الواحد الذي أمَّن فوز سليمان فرنجية على الياس سركيس في انتخابات العام 1970 الرئاسية، فإن الضغط الذي مارسه الاتحاد السوفياتي السابق ممثلاً بسفيره عظيموف في بيروت آنذاك، هو الذي جعل كمال جنبلاط يحرم سركيس من أصواته ويدعم فرنجية، على خلفية فضيحة طائرات “الميراج”!
بهذا المعنى، للمرة الأولى تكون العوامل الداخلية أكثر تحكماً بانتخاب رئيس الجمهورية من العوامل الخارجية، خصوصاً أن معظم الدول الكبرى لم تعط أية اشارة على تقدم مرشح على آخر، كما حصل مع كل الانتخابات من بشارة الخوري حتى ميشال سليمان.
كما أن القوى الإقليمية المؤثرة، وخصوصاً السعودية وإيران، تنفض أيديها وتحيل الأمر على اللبنانيين، ولسان حال سوريا المأزومة التي تخوض معركة وجودية ومصيرية، أنها لا تملك ترف تحديد هوية رئيس لبنان، بل جلّ همها أن يكون قريباً من “خطها”.
ومن خصائص الانتخابات الرئاسية، أن أبرز المرشحين الموارنة، أي العماد ميشال عون، يتكئ الى شارع مسيحي يعطيه الأرجحية على غيره، بالإذن من كل الاستطلاعات التي جرت أو ستجري، والأهم أنه يتحالف مع “حزب الله” بوصفه القوة المحلية الأبرز، لا بل يتحالف مع قوة لبنانية غير مسبوقة في تاريخ لبنان، بفيضان حضورها عن بلدها وتحولها الى قوة إقليمية شريكة في صياغة معادلات من فلسطين إلى صنعاء مروراً بدمشق وبغداد.
وفي غياب التسويات الإقليمية والداخلية، يستمر الفراغ وتستمر معضلة انتخاب الرئيس، ولا يجد الشريك المسلم حرجاً في إحالة الأمر على شريكه المسيحي، عبر معادلة “اتفقوا على الرئيس ونحن نقبل بخياراتكم”، وهي معادلة نظرية تستند الى استحالة التوافق الماروني، فماذا لو قبل سمير جعجع بميشال عون رئيساً وقرر أن يسحب ترشيحه بعد صدور نتائج الاستطلاع المزمع القيام به ونزل الى مجلس النواب وقرر توفير النصاب الدستوري، هل يقبل سعد الحريري وحلفاؤه بـ “الجنرال” رئيساً للجمهورية، وهم الذين لم يقبلوا بقائد “القوات” متمايزاً عنهم، عندما وقع “نياته” مع ميشال عون، فتمت “فبركة” المجلس الوطني الآذاري.. الفارغ من مضمونه حتى من قبل أن يولد!
وما يسري على الحريري، يسري على “حزب الله” وحلفائه: هل يمكن أن يقبلوا بجعجع رئيساً للجمهورية، إذا قرر ميشال عون، الانسحاب لمصلحة خصمه الماروني الأبرز؟
صار التذرع بالواقع المسيحي مجرد لافتة، بينما يدرك الجميع أن سقف الخارج، في هذه اللحظة الإقليمية والدولية، لا يسمح بالمس باستقرار لبنان، ولهذا الحرص تفسيرات كثيرة، من النفط الى أمن إسرائيل إلى “اليونيفيل”.. إلى تحول لبنان إلى أهم منصة تجسس في المنطقة!
في هذا السياق، لا ينكر أحد أن ميشال عون تمكن من حصد عطف شعبي. يكفي أن بعض المتعاطفين معه من “14 آذار” بدأوا بالتجرؤ على قادة معسكرهم ورعاتهم الإقليميين، خصوصاً أن وثائق “ويكيليكس” السعودية أعطت أدلة إضافية على “ثمن” خيارات فريق معين، إلى درجة صار السؤال مطروحاً عند بعض “14 آذار”: هل انتهينا من الوصاية السورية حتى تأتينا الوصاية السعودية؟
لقد قبل ميشال عون بالوزارة في سياق حوار مفتوح مع سعد الحريري، ولكن من يراقب إعلام الأخير في الأيام الماضية، يلاحظ أن هناك من يتعمد نبش كل ملفات الماضي، وأن كل الغزل والوصال صار من الماضي، فإذا كان “الجنرال” يخوض معركته الأخيرة وهو مقتنع بأنه ليس لديه ما يخسره، وإذا كان “الجنرال” الذي ربما أخطأ في جس نبض “الشارع”، برغم تعاطفه معه، ليس متحمساً لأية مغامرة من نوع النزول الى الشارع، هل يمكن أن يبرر ذلك كله منطق الإقصاء والتهميش وعدم الالتفات الى مكون مسيحي أساسي، تتضامن معه باقي المكونات ولو أنها تختلف مع خياراته وأساليبه؟
الديار : العونيون جهزوا عدتهم للمواجهة الشاملة واوساط سلام: الجلسة ستعقد وزراء ونواب التيار سيشاركون في التظاهرات الخميس وصولاً الى العصيان المدني جعجع ضد فتح الدورة الاستثنائية والكتائب: تعيين قائد للجيش لا يحظى بالاكثرية
كتبت “الديار”: المواجهة الخميس واقعة حتماً، اذا لم يتم تداركها بالاتصالات السياسية وفتح قنوات الحوار وإلا فإن المواجهة ستكون بالشارع الخميس ومفتوحة على كل الاحتمالات، فالعماد ميشال عون لن يقبل بالطريقة التي يتم فيها التعامل معه ومع مطالبه وهو لن يتراجع في هذه المواجهة، ومصر على مطالبه والذهاب بعيداً في طروحاته وخياراته وصولاً الى نعي “الشراكة” اذا كان البعض يريدها بهذه الطريقة في “العزل” السياسي للمسيحيين حيث تؤكد مصادر الرابية “ان ادارة الظهر للمسيحيين انتهت”، واعد التيار الوطني كل العدة للمواجهة الشاملة غامزاً من قناة بري والحريري بانهما “المايسترو” في هذه المواجهة ضد العماد عون والمسيحيين.
وفي المقابل يرفض الطرف الآخر ابتزاز العماد ميشال عون وتؤكد اوساط سلام ان الجلسة ستعقد وبجدول الاعمال، فيما اشار وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي ان العماد عون يتحدث دائماً عن حقوق المسيحيين، مع العلم ان حقوقهم محفوظة في قيادة الجيش ومديرية المخابرات وحاكمية مصرف لبنان ومراكز عديدة، وبالتالي لا خوف على حقوق المسيحيين، فيما الرئيس بري يؤكد ان اجتماعات الحكومة من صلاحيات الرئيس سلام وان الاجتماعات ستتوالى وسيتم اقرار المشاريع.
الامور في البلاد نحو المواجهة في ظل تمترس كل فريق وراء مطالبه ومواقفه والاتصالات مقطوعة ولا احد قادر على التراجع في ظل حدة المواقف والسقوف التي رسمها، علما ان التيار الوطني انهى كل استعداداته للتظاهرات وقطع الطرقات وتوقع حصول مواجهات واعمال عنف واعتقالات لمناصريه، طارحاً شعار “ما قبل الخميس ليس كما بعده”. كيف كانت المواقف:
اوساط الرئيس سلام اكدت ان الجلسة ستعقد وستفتتح بجدول الاعمال وسلام مرتاح للمواقف ويراهن على حكمة العماد عون في اللحظة الاخيرة لكن لا تأجيل للجلسة مهما كانت الضغوط والاكثرية في مجلس الوزراء تريد عقد الجلسة.
المعلومات تشير وحسب مصادر التيار الوطني الحر، بان التحركات بلا سقوف، وستتدحرج وصولا الى العصيان المدني، وهناك اجتماع لتكتل التغيير والاصلاح اليوم وسيحدد العماد عون الخطوات.
واضافت المصادر، الامور لا يمكن ان تستمر على هذا المنوال، اما ان نكون شركاء في هذا الوطن واما لا نريد ذلك، هناك اتفاق حصل على تشكيل حكومة الرئيس سلام وادارة المؤسسات ، وفجأة يتم ضرب كل شيء بعرض الحائط والتنصل من كل ما اتفقنا عليه فعصر ادارة الظهر للمسيحيين انتهى.
وتابعت المصادر، في ظل ما يقوم به الطرف الاخر لا يمكن الوثوق بعد ذلك بشراكة هذه الاطراف، وما يقومون به ضرب لكل الموضوع المسيحي، والاحزاب المسيحية التقت على رفض ما يجري فحزب الكتائب نعى الدولة المركزية امس واعتبر قرار مرسوم الدورة الاستثنائية انقلاب على صلاحيات رئيس الجمهورية وكذلك الدكتور سمير جعجع رفض فتح الدورة الاستثنائية وهناك اجماع مسيحي على رفض ضرب صلاحيات رئيس الجمهورية وبالتالي الاجتماعات لن تتوقف، وما يجري لن يمر بالسهولة التي يتصورها البعض. وسيأخذ التصعيد مداه دون اي سقوف.
واضافت: يوجهون رسائل لنا عبر الاعلام بان تحركاتنا ستؤدي الى اسقاط النظام فمن يعمل على اسقاط النظام هو من يقوم بمثل هذه الممارسات بحقنا وبحق المسيحيين ونفى المصدر خبر اتصال البطريرك بالعماد عون مؤكدا ان هذه “التسريبة” كاذبة والبطريرك لم يتحدث مع العماد عون باي شيء، علما ان كل مسؤولي التيار يغمزون بشكل مباشر من قناة الرئيس نبيه بري ويعتبرونه مع تيار المستقبل رأس الحربة في رفض طروحات العماد عون وتشجيع سلام على عقد جلسة الحكومة والمواجهة معنا.
وتحولت “الرابية” امس الى خلية نحل للقطاعات “العونية” من اجل الاستعداد للتحرك في الشارع فور اعطاء العماد ميشال عون اشارة البداية، كما حصلت اجتماعات مكثفة بين القطاعات من اجل تأمين اكبر حشد، في ظل معلومات المعارضين للعماد ميشال عون انه غير قادر على الحشد الشعبي في الشارع، لكن المصادر القيادية في التيار الوطني، اكدت ان التحركات ستفاجئ الجميع خصوصاً على من يراهنون على قدرة التيار على عدم الحشد، علماً ان العماد ميشال عون سيحدد موعد التحركات واشكالها، وان قواعد التيار باتت جاهزة وهي تنتظر ساعة الصفر.
الأخبار : إمتحان الخميس: هل لم تعد الحكومة نفسها؟
كتبت “الأخبار”: ليست جلسة مجلس الوزراء الخميس آخر الدنيا لدى حكومة الرئيس تمام سلام كما لدى الرئيس ميشال عون، على السواء. لكنها ستمر حتما بامتحان قد يحمل الفريقين على التنبه الى عدم الوقوع في الحسابات الخاطئة
في الاجتماع الاخير للرئيس ميشال عون مع وزيري التيار الوطني الحر جبران باسيل والياس بوصعب ونوابه ومنسقي الاقضية الاسبوع المنصرم، طُرحت اكثر من وجهة نظر لدى مناقشة خيار المواجهة بالشارع. بلا تحفظ أيده باسيل وبوصعب الذي فاتح وزير الداخلية نهاد المشنوق بالخيار، ورجح له ان يصير الى قطع طريق المرفأ كأولى علامات الاحتجاج والضغط على حكومة الرئيس تمام سلام من خلال الشارع. ردّ المشنوق: أبهذه الطريقة تعيّنون ضابطاً قائداً للجيش؟
أيد الاحتكام الى الشارع نواب في التيار، وتفادى آخرون الاسهاب فيه، وأظهر منسقون وجهة نظر مستمدة من حجم الحشود التي تجمعت لدى عون في الرابية، في الايام الاخيرة، كي يقولوا ان المتن وبعبدا كانتا فحسب الاقدر على حشد المحازبين والانصار والمؤيدين. وهو ما افتقر اليه الشارع الكسرواني والبتروني والعكاري وسواه.
بيد ان اسئلة ثلاثة نتجت من خلاصة هذا الاجتماع، لا تزال بلا اجوبة واضحة ونهائية:
ــــ حجم المشاركة الشعبية عندما يأمر عون بالنزول الى الشارع؟
ــــ المكان الملائم للنزول، واحد أو أكثر، في منطقة واحدة أو أكثر؟
ــــ الاستمرار فيه يوما واحدا او اكثر او الى وقت مفتوح؟
كان ثمة رأي قال بضرورة الأخذ في الاعتبار إحتمال تحوّل التيار الى صورة مطابقة لما هم عليه اهالي العسكريين الاسرى، اذ يتسبب بقطع الطرق في مكان او اكثر، ومن ثم تعطيل دورة الحياة اليومية وتوقع تذمر المواطنين منه. وهو ما يتلقفه اهالي العسكريين بلامبالاة.
كانت قد بلغ الى عون كذلك رد فعل تيار المستقبل على خطوته المرجحة، في ضوء ما ينتظر الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء الخميس: ماذا لو اتخذ مجلس الوزراء قراراً كلف بموجبه الجيش وقوى الامن الداخلي منع اقفال أي طريق او فتحها بالقوة عند اللزوم؟
ذهب تيار المستقبل الى ابعد من ذلك بطرحه المعادلة الآتية: هل ان الجيش الذي سيُدعى الى فتح طرق اغلقت بسبب المناداة بتغيير قائده، هو نفسه الجيش الذي قد يدعى ربما الى موقف مماثل اذا عزم السنّة على تنظيم احتجاج على قائده شامل روكز بدعوى انه يتصرّف بانحياز أو أن ثمة متحفظين عن ادائه؟
في معزل عن قرار عون النزول الى الشارع، أكثر من حجة يتمسك بها أكثر من فريق داخل التيار الوطني الحر تسأل عن سبل إنجاح التجربة، وفاعلية تأثيرها على حكومة سلام لثنيها عن تكرار ما حدث الخميس الماضي.
البناء : تساقط أول حجارة الدومينو في الغرب… اليونان يهز الاتحاد الأوروبي فيينا: التفاهم للخميس… والزبداني قاب قوسين عون يتأهّب… والوساطات رفع عتب
كتبت “البناء”: يخيّم الذعر والقلق على الأسواق الأوروبية والعالمية بعد الاستفتاء السلبي على الشروط التي عرضها الدائنون على اليونان لتسوية ديونه العالقة، وفقاً لوصفة البنك الدولي. ومصدر القلق يتخطى البعد المالي لاهتزاز نظام النقد والمال الذي يديره البنك الدولي عالمياً أمام ثورة علنية عليه يقودها نظام أوروبي ليبرالي ديمقراطي هو اليونان، ليطرح على بساط البحث مستقبل منقطة اليورو كإطار مالي مصرفي تقوده عملة اليورو، ومن ورائه مستقبل تماسك الاتحاد الأوروبي، أمام فرص جدية لتكرار نموذج التمرّد اليوناني الذي يستهوي شعوب دول كالبرتغال وأسبانيا وإيطاليا تنتظرها وصفات مشابهة بالإذلال والوعد بالتجويع والإفقار، لتسوية ديونها يقودها البنك الدولي. وفي المقابل دول غنية في الاتحاد تشعر بالانكماش المالي وتتساءل شعوبها عن مبرّر دفع فواتير عجز دول أخرى، وتتداول بعض نخبها مبادرات للتفكير بالخروج من الاتحاد كبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
أوروبا المضروبة على رأسها والتي لم تصحُ بعد من وقع الضربة اليونانية، تعيش في قلب فيينا موسم الملف النووي الإيراني، أضخم ملف دولي خلال القرن الواحد والعشرين، والذي تتقرّر على نتائجه صورة الشرق الأوسط المقبلة، والذي يعني الضفة السياسية والأمنية والاقتصادية لأوروبا، ولا يمكن إنكار تداعياته الكبرى على التوازنات الدولية. وهناك في فيينا حيث بدأت اجتماعات على مستوى وزراء الدول السبع الكبرى، الخمسة زائداً واحداً مع إيران، وتحمل الأنباء الواردة من فيينا معلومات تفيد أن الوزراء طلبوا تمديد إقامتهم في الفنادق لليلة الخميس، صباح الجمعة، ومثلها جرى تمديد عقود شركات الخدمات الأمنية والإعلامية، التي تواكب المفاوضات. بينما أكدت مصادر متصلة بما يجري داخل أروقة التفاوض، أنّ الأمور تسير بقوة نحو الاتفاق، وأنّ بعض النقاشات صار يتصل بما بعد الاتفاق، وكيفية إدارة العلاقات بين أطرافه، وانّ عملية تحضير الرأي العام خصوصاً في الدول الغربية وبصورة أخصّ الرأي العام الأميركي تستدعي إثارة هذا القلق والخوف من الفشل ليصير التفاهم مطلباً لضمان الاستقرار على مستوى النخب والرأي العام. وهذا ما يفسّر السعي الأميركي الحثيث لبلوغ التفاهم من جهة والتلويح بخيار الانسحاب إعلامياً من جهة مقابلة.
في الشرق الأوسط المعني الأول بما يجري في فيينا، تبدو المبادرة الميدانية بيد حلف المقاومة أشدّ يوماً بعد يوم، حيث في المواجهة اليمنية مع العدوان السعودي سجل يوم أمس تساقط سبعة صواريخ سكود في العمق السعودي على مدى ثلاثمئة كيلومتر داخل الحدود مستهدفة مراكز الدفاع الجوي ومطارات سعودية، بينما في سورية يواصل الجيش السوري وقوى المقاومة التقدّم في الزبداني التي باتت قاب قوسين أو أدنى من الحسم النهائي، في ظلّ انهيار وضع مسلحي “جبهة النصرة” التي أعلنت إعدام ستة منهم بتهمة الفرار من أرض القتال، بينما استسلم المئات منهم خلال الأيام الثلاثة للحرب.
أما لبنان الذي أدمن انتظار التطورات والمتغيّرات، لملاقاتها، يبدو أنه ضاق ذرعاً بالانتظار في الوقت الأخير من الشوط الأخير، ليسير بقدميه نحو مواجهة غير محسوبة النتائج ومهيأة للخروج من تحت السيطرة، ففيما أعلن العماد ميشال عون التأهّب بين صفوف تياره بدت الوساطات الحكومية لحلحلة العقد وبلوغ تسوية تمنع المواجهة مجرّد رفع عتب.
فشلت المبادرات لحلّ الأزمة الحكومية، كما فشل تأمين حضور المكوّن المسيحي لأيّ جلسة تشريعية لا تضع على جدول أعمالها قانون الانتخاب واستعادة الجنسية، حتى لو وقع 13 وزيراً الخميس المقبل على مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب. ويبدو أنّ الوضع الحكومي سيبقى مكبّلاً طالما أنّ مجلس الوزراء لم يبت ملف التعيينات العسكرية، وسينعكس ذلك على مجلس النواب طالما أنّ هناك من يربط بين التعيينات العسكرية وحضور الجلسات العامة.
وأكد وزير الاقتصاد آلان حكيم لـ”البناء” أن الاتصالات لم تتقدّم في شأن الحكومة بعد، وأنّ كلّ فريق لا يزال على موقفه”. وإذ لفت إلى أنّ للعماد ميشال عون مبرّراته للنزول إلى الشارع ، شدّد على أنّ الوضع في لبنان لا يتحمّل تحركات شعبية”، مشيراً إلى “أنّ العماد عون بإمكانه أن يلجأ إلى طرق أخرى سياسية وديبلوماسية، أو من خلال وزرائه ونوابه من خلال التصدّي لأيّ ملف داخل مجلس الوزراء”، لتحقيق مطالبه بدل اللجوء إلى الشارع في ظلّ الأوضاع الراهنة”.
من ناحية أخرى لفت حكيم إلى “أنّ بند المنتجات الزراعية سيصدر في الجريدة الرسمية، فهو أقرّ داخل مجلس الوزراء، وورد في المقرّرات التي تلاها وزير الإعلام رمزي جريج”.
ويواصل التيار الوطني الحرّ التحضير للتحرك الشعبي الذي دعا إليه رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون. وأشار مصدر قيادي في “الوطني الحر” في حديث إلى “البناء” إلى أنه كان على رئيس الحكومة تمام سلام والحكومة احترام الدستور وإجراء التعيينات واحترام المكوّن المسيحي والتعامل معه كشريك وتنفيس الوضع المحتقن بدل التخوّف من اللجوء إلى الشارع ومن الطابور الخامس”.
ولفت إلى “أنّ التحرك الشعبي في الشارع يمكن أن يكون مركزياً في شكلٍ موسع أو في شكل متفرّق في عدة مناطق”، كاشفاً أنّ القرار النهائي يدرس خلال اليومين المقبلين ويمكن أن يتخذ القرار خلال اجتماع التكتل اليوم أو بعده بوقتٍ قصير”، مشيراً إلى “شلل سيعمّ مدينة بيروت، وأنّ التيار الوطني الحر قادر على ذلك بعد أن سدّت كلّ الطرق أمامه ولم يجد آذاناً صاغية”.
النهار : مرسوم الدورة الاستثنائية يخرق جبهة المعترضين عون يمسك بـ”الساعة الصفر” لتحريك أنصاره
كتبت “النهار”: لم تتبدّل صورة المأزق الحكومي والسياسي مطلع الاسبوع إذ بدا واضحاً ان جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل ستكون عرضة لكباش متجدد بين اتجاهين، أحدهما يتكوكب حوله معظم مكونات الحكومة ويقضي بطرح جدول الاعمال العادي ومناقشته واقرار ما يمكن اقراره من بنوده، والآخر يتولاه وزراء “التيار الوطني الحر” ويتمسّك بإثارة موضوع آلية عمل الوزراء انطلاقاً من رفض “التيار” الاعتراف بقانونية بند دعم الصادرات الزراعية في الجلسة السابقة.
غير ان تطوراً مهماً برز مساء امس على صعيد تجميع التواقيع الوزارية لمرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، إذ انضم وزير الثقافة روني عريجي الى الوزراء الموقعين للمرسوم وهم من كتل الرئيس نبيه بري و”تيار المستقبل” والنائب وليد جنبلاط. وعلم ان المرسوم لا يزال في حاجة الى توقيعي وزيري “حزب الله” اللذين التزما سابقاً توقيعه، وان سريان المرسوم بات محسوماً على رغم اعتراضات القوى المسيحية الاساسية و”اللقاء التشاوري” عليه، علماً ان المرسوم اقترن بتوقيعي وزيرين مسيحيين هما عريجي ونبيل دو فريج.
أما في ما يتعلق باستعدادات “التيار” لتحركات اعتراضية، أعطى رئيسه العماد ميشال عون الاشارة لانطلاقها ويجري العمل بكتمان على انجازها في اللحظة التي يقرر هو وضعها موضع التنفيذ، فعلم ان اجتماع “تكتل التغيير والاصلاح” اليوم سيناقش هذه الخطوة ولا يبدو ان ثمة امكانا للتراجع عنها. لكن العماد عون ناط بنفسه التصرف في كل ما يعود اليها وإن يكن يمضي في تعبئة قواعده استعداداً لـ”الساعة الصفر”. وتشير المعطيات المتوافرة في هذا المجال الى ان أي معلومات تفصيلية عن موعد التحركات المحتملة وطبيعتها وأماكن تنفيذها لم تتسرب الا الى دائرة ضيقة جداً من المسؤولين التنظيميين في “التيار” وان العماد عون يحرص على ترك هذا الامر في يده في ظل تقديره للمعطيات السياسية التي ستحملها التطورات في الايام المقبلة، وخصوصاً في ظل مجريات جلسة مجلس الوزراء. واذا كان هذا المناخ يؤشر لترجيح التريث في اطلاق التحرك الاحتجاجي الى ما بعد الجلسة فان الامر لا يبدو محسوماً لهذه الجهة وخصوصاً وسط كلام لاوساط عونية عن توقع مفاجآت يراد لها ان تحدث صدمة واسعة اثباتاً لجدية التهديد بالنزول الى الشارع.
وقالت مصادر عونية لـ”النهار” أمس ان موقف العماد عون يتماهى في شكل أساسي مع مواقف الأحزاب المسيحية أي “القوات اللبنانية” والكتائب اللبنانية من حيث صلاحيات الرئاسة وموضوع فتح الدورة الاستثنائية اذ أتى هذا الالتقاء بين الأحزاب المسيحية ليتجاوز اختباراً جديداً بإمكاناتها وقدرتها على توحيد الموقف من استحقاقات أساسية تتعلق بالصيغة والحضور المسيحي على المستوى الميثاقي، خصوصا بعد اعلان النيات بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” واللقاءات التي تمت مع الكتائب أكان لقاء رئيس “القوات” سمير جعجع مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أم لقاء النائب ابرهيم كنعان مع النائب الجميل في الأيام الاخيرة.
في المقابل، علمت “النهار”أن أطراف قوى 14 آذار لن يسعوا لا حكومياً ولا سياسياً الى حوار مع العماد عون في شأن الازمة الحكومية الناشبة وان هذه القوى تتعامل مع احتمال بلوغ هذه الازمة حد شل العمل الحكومي من زاوية أن التعطيل سيلحق الضرر بالطرف المعطّل نفسه مثلما يلحق الضرر بكل مكونات الحكومة. وأشارت مصادر متابعة الى أن عون الذي يصوّب إتهاماته الى “تيار المستقبل” يعلم أن مشكلته ليست مع “المستقبل” سواء في ملف الانتخابات الرئاسية أم في ملف الادارة. ففيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، قالت المصادر إن موقف “المستقبل” منذ عام 2005 لم يتغيّر وهو أن من يأتي برئيس الجمهورية هو التوافق الوطني، كما أن حصول عون على مكاسب في الادارة هو عند حلفاء عون وتحديداً عند “حزب الله” الذي رفض ولا يزال يرفض التنازل عن منصب المدير العام للامن العام للموارنة على رغم أن واقع المديرية لن يتغيّر من خلال شخص المدير. وتخوفت من أن تستغل الازمة الحكومية لإحداث إرباكات أمنية وهذا ما تأخذه الاجهزة الامنية في الاعتبار.
أما ما رشح عن موقف “حزب الله” من الحركة التصعيدية للعماد عون وفق معلومات “النهار”، فيتمثل في أن الحزب يدعم الموقف العوني سياسياً وحكومياً لجهة حصر الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء بدرس آلية عمل الحكومة كما يطالب الوزراء العونيون، كما ان الحزب يعتبر ان القرار المتعلق بدعم الصادرات الزراعية لا يزال عالقا ما دامت الموافقة عليه اصطدمت باعتراض ثلاثة مكونات حكومية ولذا لن يوقع وزيرا الحزب مرسوم هذا القرار الى ان يعاد البحث فيه.
المستقبل : حلفاء عون محرجون من تحرّكه: “حزب الله” لم يتخذ قراراً بعد و”أمل” و”المردة” يرفضان لعبة الشارع “التغيير والإصلاح” ينأى بنفسه عن “التيار الوطني”
كتبت “المستقبل”: على بُعد يومين من انعقاد جلسة مجلس الوزراء، يجد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب ميشال عون نفسه في سباق محموم مع الزمن لترجمة سياسة “الحشد الشعبي” ميدانياً في مواجهة الحكومة وسط معلومات متقاطعة تشير إلى أنّ المحاولات الحثيثة الجارية على خط الرابية لحشد أكبر عدد من المناصرين أفضت حتى الساعة إلى جمع ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف عوني على مستوى كل المناطق اللبنانية تمهيداً “لساعة الصفر التي يملك العماد عون وحده تحديدها” وفق ما عبرت مصادر قيادية في “التيار الوطني” لـ”المستقبل”، موضحةً أنّ التحرك المزمع تنفيذه في الشارع “لن يكون على مستوى كبير في هذه المرحلة إنما سيأتي بمثابة رسالة تحذيرية خفيفة”. في وقت تشي المعطيات الواردة من مصادر تكتل “التغيير والإصلاح” بأنّ حلفاء عون في التكتل ينأون بأنفسهم عن تحركات “التيار الوطني” المرتقبة في الشارع، وقد عبّروا عن ذلك صراحةً خلال اجتماعات التكتل من منطلق تحسّسهم المسؤولية الوطنية تجاه تحصين البلد في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من تاريخ لبنان والمنطقة.
اللواء : محاولة عونية لاستخدام المسيحيين بوجه وحدة الدولة! سلام يلتقي وزراء سليمان اليوم.. وصدور القرار الإتهامي بحق عسكريي رومية
كتبت “اللواء”: لا غرو من أن جلسة مجلس الوزراء بعد غد الخميس ستعقد، وأن لا شيء يحول دون اتخاذ قرارات، ولا ريب في أن القوى السياسية المشكّلة لحكومة المصلحة الوطنية آخذة بالتمايز على ضفتي مكوناتها إسلامياً ومسيحياً.
فالرئيسان نبيه برّي وتمام سلام في ما يمثلّان ومعهما النائب وليد جنبلاط وبما يمثّل أيضاً، امتداداً إلى كتلة الرئيس ميشال سليمان ووزير “المردة” لا يرون بديلاً سوى عقد جلسات مجلس الوزراء وإصدار مرسوم فتح الدورة الاستثنائية، ليس فقط حرصاً على مصالح النّاس، بل أيضاً من أجل الاحتفاظ بمؤسسة مجلس الوزراء، باعتبارها رمز وحدة الدولة ومؤسساتها.
الجمهورية : الحريري يُواصل لقاءاته في جدَّة وترقُّب لموقف عون اليوم
كتبت “الجمهورية”: الهَمّ المشترك لمعظم القوى السياسيّة في لبنان والخارج يتمثّل بالاستقرار الذي يتجسّد اليوم بالحكومة سياسيّاً والقوى الأمنيّة والجيش اللبناني عسكريّاً. وفي وقتٍ تترقّب القوى السياسيّة المواقفَ التي ستصدر اليوم عن رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون بعدَ الاجتماع الأسبوعي للتكتّل، وتحديداً لجهةِ الخطوات التي لَوَّحَ بها “التيّار الوطني الحرّ” وسيلجَأ إليها، وفيما فُتِحَت الاتّصالات على غيرِ مستوى في محاولةٍ لتطويق الأزمة قبلَ جلسةِ ما بعد غدٍ الخميس، حذّرَت مصادر وزاريّة من خطورةِ استخدام الشارع في هذه المرحلة الحسّاسة التي تشهَد تعبئةً مذهبيّة وتشنّجات سياسيّة، وذكّرَت بأنّ الدافع الأوّل لتأجيل الانتخابات النيابيّة سببُه المخاوف الأمنيّة وما قد ينجمُ من تحريك الشارع، وقالت لـ”الجمهورية” إنّ الجيش اللبناني يسَطّر بطولاتٍ على الحدود اللبنانيّة في مواجهة الإرهابيّين، وقد نجحَ في إقفال الحدود وضبطِ الوضع الداخلي بعدَ تصفيةِ مجموعةٍ واسعة من الشبكات الإرهابيّة. وأضافت أنّ المجتمع الدولي يُشيد باستمرار بالإنجازات التي تحقّقَت على هذا المستوى، مؤكّدةً أنّ من غير المسموح إلهاء الجيش في الداخل من خلال التحرّكات الشعبيّة، فيما التحدّيات الأمنيّة خطِرة وكبيرة، وقد تُحاول القوى المتضرّرة من الاستقرار في لبنان استغلالَ هذا الوضع لضربِ الحالة التي ينعَم فيها البلد، ودعَت القوى المعنيّة إلى إبقاءِ حراكِها ضمنَ الموقف السياسي بعيداً من الشارع.