الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

1434029523

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

الديار : الدروز يعيشون أخطر مرحلة في تاريخهم واسرائيل دخلت على خط الاحداث انقسامات درزية : جنبلاط مع مصالحة النصرة والمعارضون له طالبوا بالسلاح للسويداء

كتبت “الديار”: ظهر الانقسام الدرزي اللبناني واضحاً أمس حول احداث سوريا جراء وصول المعارك الى مشارف منطقة جبل الدروز في سوريا، وحصل ذلك بالتزامن مع قيام “النصرة” بارتكاب مجزرة ضد اهالي قرية “قلب لوزة” في ريف ادلب وسقوط 40 شهيداً برصاص مسلحي النصرة بقيادة ابو الوليد التونسي، وقد اشارت المعلومات الواردة من جبل السماق في القرى الدرزية بانها ما زالت مطوقة من مسلحي النصرة الذين استقدموا دبابات وآليات والمزيد من العناصر، ولم تثمر كل الاتصالات عن فك طوق الحصار عن القرى الدرزية في ريف ادلب وقد ادت المجزرة الى سقوط 16 شخصاً من عائلة واحدة من آل الشبل.

وفي المعلومات، ان الاشتباكات بدأت على اثر قيام عناصر من النصرة بقيادة “التونسي” على مصادرة بعض منازل اهالي البلدة الذين تصدوا لهذا العمل، فطلب التونسي من اهالي البلدة التجمع في ساحتها، طالباً منهم اخلاء بعض المنازل، والتحاق الشباب ما بين 16 و30 سنة بمعسكرات لجبهة النصرة لمدة شهرين لتدريبهم على القتال، وتسليم كل الاسلحة الفردية للنصرة، فرفض الاهالي فقام “التونسي” على الفور بقتل اثنين منهم، متهماً الدروز بانهم “كفّار” وانهم غير مسلمين. وحاول الاعتداء على أحد كبار السن، فتصدى له الاهالي، واستطاع احد شبان بلدة “قلب لوزة” من الاستيلاء على سلاح احد مقاتلي النصرة وقام باطلاق النار على المسلحين فقتل 3 منهم، وبعدها بدأ اطلاق النار، واستطاع الاهالي منع “التونسي” من السيطرة على البلدة، فاستقدم آليات وعدداً كبير من العناصر وقام باقتحام البلدة وارتكب مجزرة ادت الى استشهاد 40 مواطناً بينهم 3 مسنين و5 اطفال. وقد رفض “التونسي” كل “الوساطات” لفك الحصار عن البلدة وقال في تغريدة “نحن قتلنا الرجال”.

علماً أن اهالي ريف ادلب الدروز تعرضوا للكثير من الاعتداءات. وطلب منهم مسلحو “النصرة” التخلي عن عقيدتهم الدرزية ومارسوا بحقهم كل “صنوف” التنكيل، فيما يبلغ عدد السكان الدروز في المنطقة 30 الفاً ولم يبق منهم الا 5 آلاف، وكان قائد جبهة النصرة في سوريا ابو محمد الجولاني اعطى خلال مقابلته مع محطة الجزيرة منذ ايام “الامان لدروز ادلب”.

واللافت ان المجزرة حصلت بالتزامن مع وصول المعارك الى مشارف السويداء، حيث يبعد مطار “الثعلة” العسكري عن السويداء 13 كلم وباتت المدينة مطوقة من الجهة الشرقية من قبل جيشي “اليرموك” و”الفتح”. ومن المنطقة الشمالية من قبل “داعش” الذين قدموا من بادية تدمر.

وقد سقطت امس على ساحة السويداء قذائف ادت الى مقتل شخص وجرح 7 مواطنين وكان مصدر القذائف مناطق البدو الخاضعة لسيطرة “داعش”.

واللافت امس كان الدخول الاسرائيلي على خط موضوع الدروز في السويداء بعد التحركات المكثفة لدروز فلسطين المحتلة واعلانهم بأنهم سيتخطون الاسلاك الشائكة وسيقدمون المساعدة لاقربائهم دروز السويداء وانهم لن يقبلوا بحدوث اي مجزرة في صفوف الدروز وتضيف المعلومات ان شيخ عقل الطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة موفق ظريف زار سفراء الدول الكبرى في فلسطين المحتلة وطالب قوات التحالف الدولي بقصف جماعات “داعش” و”النصرة” القريبة من السويداء، كما التقى ظريف قائد لواء غولاني العقيد الدرزي غسان عليان مع مسؤول المخابرات الاسرائىلية كما سينظم دروز فلسطين المحتلة اعتصامات وتظاهرات امام سفارات الدول الكبرى والمطالبة بمنع اي اعتداء على دروز سوريا.

تابعت الصحيفة، في ظل هذه الاجواء ورغم خطورة الاوضاع على الدروز ووجودهم ظهرت الانقسامات الدرزية في لبنان بين فريق داع الى مهادنة “النصرة” وفتح صفحة جديدة معهم ضد النظام السوري معتبرين ان ما جرى في بلدة “قلب لوزة” حادث فردي ودعوا لتشكيل لجان تنسيق بين الموحدين ومسلحي “النصرة”.

فيما دعا الفريق الدرزي المعارض لجنبلاط ابناء الجبل الى الاستعداد والقتال للدفاع عن السويداء، وحماية الارض منتقدين جنبلاط دون ان يسموه وبأن سياسته في ادلب ادت الى وقوع المجزرة، رافضين المنطق الذي يحاول تعميمه بضرورة اجراء مصالحة مع جماعة “النصرة” لحماية السويداء، كما دعوا الرئيس بشار الاسد الى تقديم السلاح الثقيل وارساله الى جبل العرب.

واللافت ان رئيس تيار التوحيد العربي وئام وهاب شن هجوما عنيفا على جنبلاط دون ان يسميه مؤكدا ان جماعة النصرة في لبنان لن يكونوا بمأمن، وقال ان دماء دروز ادلب ليست للبيع والشراء عند فلان وفلان وما حصل مجزرة وليس حادثا فرديا.

السفير : سلام في غرفة عمليات اليرزة: مواجهة إسرائيل والإرهاب قهوجي للسياسيين: “حلّوا عنا”

كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الرابع والثمانين بعد الثلاثمئة على التوالي.

واذا كان العنوان الفعلي لتعطيل الحكومة، هو موقع قيادة الجيش، ربطا بالاستحقاق الرئاسي المؤجل، فان رئيس الوزراء تمام سلام اختار التوقيت الحكومي المعلق، ليعلن من وزارة الدفاع في اليرزة تضامنه مع المؤسسة العسكرية في مواجهة الخطرين الإسرائيلي والإرهابي، مشيدا في الوقت نفسه، بقيادتها الحكيمة وقدرتها على حفظ هذه المؤسسة وصولا الى إبعادها عن التجاذبات السياسية القائمة.

وهكذا، فان “الخميس العسكري”، أعطى أوضح إشارة إلى وجود إرادة محلية وخارجية بالتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي لسنتين إضافيتين على رأس قيادة الجيش في ظل تعذر التعيين من جهة، وعدم استعداد أية جهة إقليمية أو دولية للتفريط بالاستقرار اللبناني من جهة ثانية.

وفيما شهدت جبهة جرود عرسال تبريدا في الساعات الأخيرة، ترافق مع استمرار الاستعدادات الميدانية، فقد كان لافتا للانتباه، حرص غرفة عمليات قيادة الجيش على اطلاع رئيس الحكومة، أمس، على بعض القدرات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، قيام طائرة استطلاع عسكرية لبنانية بالتحليق فوق مراكز “داعش” و”النصرة” في جرود عرسال، حيث كانت تنقل صورا دقيقة للمسلحين وآلياتهم، وتحدد إحداثيات كل هدف بدقة استثنائية، وهو الأمر الذي أثار إعجاب سلام، الذي أعلن دعم الحكومة الواضح والصريح للجيش.

وإذا كان مألوفا في لبنان أن تمر معظم التعيينات الرسمية على مستوى مواقع الدولة في مخاض عسير وطويل قبل إقرارها، إلا أن المؤسسة العسكرية تصبح شديدة الحساسية عندما يلامسها هذا “التقليد” اللبناني الذي لا يتناسب مع حيوية دورها ودقة توازناتها.

وعلمت “السفير” أن العماد جان قهوجي الذي زار بكركي قبل أيام، ركز في لقائه مع البطريرك الماروني بشارة الراعي على ضرورة حماية الجيش من تداعيات الاشتباك السياسي الحاصل حول ملف التعيينات الأمنية، وأبلغه بان ما يحصل من استسهال في تناول المؤسسة العسكرية وأسماء القادة والضباط، كيفما اتفق، في الوسطين السياسي والإعلامي إنما ينطوي على خطورة كبرى، لأنه ينعكس على معنويات الجيش، ويجب وضع حد فوري لهذه الظاهرة.

ويبدو أن كيل قهوجي طفح إزاء ارتفاع منسوب “القيل والقال” الذي يتردد صداه في داخل اليرزة، وسط قلق البعض من أن يؤدي هذا المناخ إلى تشتت تركيز الجيش المنشغل بالقتال على جبهة الإرهاب.

ونقل زوار قهوجي عنه قوله إن على السياسيين تحييد الجيش عن التجاذبات اليومية، لان الزج به في الصراعات الداخلية يؤثر سلبا على معنوياته، منبها إلى أن جعل مصير قيادة الجيش مادة للسجال السياسي العلني يسيء إلى المؤسسة العسكرية وصورتها.

وشدد قهوجي على انه لا يجوز إشغال الجيش بهذا النوع من الأخذ والرد، في وقت يتصدى لأصعب التحديات، وينتشر من الحدود الجنوبية حيث يواجه الخطر الإسرائيلي، إلى الحدود الشرقية حيث يخوض معركة مصيرية في مواجهة الجماعات الإرهابية.

وتبعا للزوار، توجه قهوجي إلى السياسيين قائلا: اتركوا الجيش يعمل من دون التشويش عليه أو الإساءة إليه، ونحن لا نريد منكم في هذه المرحلة سوى أن تدعونا نقوم بواجباتنا ونتحمل مسؤولياتنا في حماية اللبنانيين، ولا شأن لنا في أي أمر آخر.

وبالنسبة الى ملف عرسال، أكد قهوجي، وفق زواره، ان الجيش يسيطر على كل الممرات الجغرافية التي تربط البلدة بجرودها، جازما بان هناك استحالة امام أي تمدد للارهابيين الموجودين في الجرود الى داخل عرسال.

وكشف قهوجي ان قوة مؤلفة من قرابة 750 عسكريا دخلت الى عرسال قبل أيام، وجالت في جميع ارجائها، أما البقاء الدائم في داخلها فيعود الى تقديرات الجيش والتوقيت الذي يختاره، بناء على المعطيات المتوافرة بحوزته.

الأخبار : حيرة دروز سوريا: خيار الدولة أو سكين المعارضة أو حضن إسرائيل

كتبت “الأخبار”: الانفعال العاطفي او السياسي لن يقود الى نتيجة في بحث الواقع السياسي للدروز في لبنان وسوريا. فلا فكرة وليد جنبلاط عن مستقبل هذه الطائفة تستند الى رؤية او استراتيجية، ولا لخصومه من استراتيجية تتيح توقع المستقبل القريب. يعيش جنبلاط زمن الخيبات الكبرى. فهو غير مستعد لنقد ذاتي لأنه يعرف ان نقداً كهذا سيقوده هذه المرة، فعلاً، الى نيويورك. اما الاخرون، فلم يطرحوا بعد الفكرة التي تخرج هذه المجموعة من دائرة الانعزال الاخذة في التثبت وقائع يومية.

من خارج الجماعة، ينظر الآخرون الى الدروز، اليوم، ليس كمجموعة بشرية لها تاريخ موروث من العادات والتقاليد والافكار والصفات، بل كمجموعة تائهة، تطلب الحماية، ومستعدة لأداء اي دور يبقيها على قيد الحياة. ويتصرف هؤلاء على ان غالبية حقيقية بين الدروز تعيش حالة “الطائفة القلقة” بينما فيها اقلية ترفض الحياد، لكن فعاليتها لا تقلب المعادلة.

سقطت فكرة الدولة الوطنية في لبنان وسوريا. ولم تعد انظمة الحكم القائمة حالياً تنفع كبديل يستقطب اقلية كحالة الدروز اليوم، كما لا وجود لقوى سياسية او فكرية قادرة على خلق حافزية لدى الجمهور لبناء مستقبل الاجيال المقبلة. انه واقع يقود الى استنتاج اليم: الدروز، اليوم، يقفون عند باب دوار، وكل حراكهم يعيدهم الى النقطة الصفر!

في حالة سوريا، تبقى الدولة السورية، على حالتها الصدئة اليوم، آخر الملاذات التي تتيح لهذه المجموعة التحول الى مواطنين لا يرتبط مصيرهم بمرجعية دينية او سياسية. وكل انتقاد لاداء الحكم في سوريا، او فشل الحزب الحاكم في جعل الانصهار واقعاً حقيقياً، لا يمكن الاستناد إليه للوقوف في صف معارضة لقيطة غير معروفة الاب والام. واي مراجعة دقيقة لمواقف الشخصيات السياسية والاعلامية، وحتى الدينية، التي تدعو دروز سوريا الى الانخراط في صفوف المعارضة المسلحة، تظهر ان هؤلاء، جميعا، ابناء الفكرة التي تقول ان مستقبل الدروز في بناء علاقة بدولة اقليمية قوية، على قاعدة مقايضة الرعاية والحماية بالتبعية ودور المستخدم. وفي حالة دروز سوريا، لا يمكن اختيار هذه الدول من قائمة تراعي الاذواق، كما هي حالة وليد جنبلاط وشخصيات درزية معارضة للحكم في سوريا. فلا تركيا، بصيغتيها الاسلامية او العلمانية، قادرة على أداء هذا الدور، ولا الاردن في حالة قوة ليفعل ذلك، وحتى لو اراد التطوع لهذا الدور، فما هي العائدات المباشرة التي يبحث عنها… ولذلك، سيكون من الضروري رمي السؤال الصعب في وجه الجميع، وكل من يعنيه الامر، وعلى نحو خاص، كل من له دور بين الدروز: هل غير اسرائيل في الاقليم من يقبل هذه المهمة؟

سيكون من الضروري، ان يخرج يوماً ما من يقدم سردية علمية ومنصفة لعلاقة الدروز بالدولة السورية. وسيتضح التوزيع العادل للمسؤوليات عمّا قادنا الى حالتنا الراهنة، لكن انخراط المجموعة في مؤسسات الدولة، كحال البقية من الاقليات السورية، جعلها لعقود طويلة بعيدة جدا عن السؤال الوجودي. ربما هناك اسباب كثيرة تدفع الى التساؤل عن سبب التخلف الاقتصادي والاجتماعي والتراجع التعليمي لدى هذه المجموعة، لكن، ليس من المنطقي تجاهل الاسباب الناجمة عن العقل الجمعي لهذه المجموعة، من طريقة التفكير في العلاقة مع الاخر، الى طريقة التعامل مع الاستحقاقات الوطنية الكبرى. كان يفترض لما قام به دروز جبل العرب بقيادة سلطان الاطرش ان يوفر المقابل الذي لم يحصل عليه شيعة جنوب لبنان يوم طردوا المحتل الاسرائيلي. هنا نعود الى مأزق الدولة الوطنية القادرة على استيعاب مواطنيها، لكن الفارق، في حالة سوريا، ان جمهورية البعث اتاحت توازنا ــــ في ظل حكم احادي ــــ لخلق فرصة الاندماج الكلي في المجتمع، ولجعل الاندماج يأخذ كل الاشكال من حيث السكن والعمل والتجارة والاختلاط، لا ان يقتصر على الاستفادة من منافع الدولة فقط.

البناء : اكتمال تحضيرات جنيف اليمني الأحد… وتوغل الحوثيين يثير الذعر السعودي الجيش السوري يعزز انتشاره في السويداء… والمقاومة تتقدّم نحو جرد قارة الحريري وجنبلاط يأسفان لـ”تجاوزات فردية”… والدروز يواجهون مذابح حلفائهما

كتبت “البناء”: كما يقول الجراحون أنّ آخر الجروح التي تفتح في العمليات الطبية هي أول الجروح التي تبدأ خياطتها، بينما أول الجروح المفتوحة هي آخر جروح تجري خياطتها. ينظر المراقبون إلى انعقاد مؤتمر جنيف اليمني يوم الأحد المقبل، بعد إعلان المبعوث الأممي إسماعيل ولد شيخ أحمد عن اكتمال التحضيرات اللوجستية والفنية لانعقاد الجولة الأولى من الحوار، وتبلور الأوراق التي سيجري عرضها تسهيلاً لمهمة المتحاورين وفقاً للوساطة الأممية، كفأل خير، فاليمن هو آخر الجروح. وإذا كان ما سيجري في جنيف هو بدء خياطة هذا الجرح، فقد تكون علامة تفاؤل بأنّ العملية الجراحية النازفة التي تعيش المنطقة تحت وطأتها تدخل مراحلها الأخيرة.

على الجبهات اللبنانية السورية العراقية، على رغم اشتعال الجبهات، واستعار الحملات الإعلامية، وسخونة المواقف السياسية، أصاب الحدث التركي والانشغال بالهموم الداخلية، معسكر “جبهة النصرة” و”داعش” بالارتباك، باعتبار قواعدهما الخلفية وخطوط إمدادهما كلها هناك، وبدا أنّ السعودية الخارجة بثقل هزيمة من حربها على اليمن، عاجزة عن لعب دور محوري وهي تجرجر جراحات نازفة، بعد اضطرارها قبول الخروج من دور المراقب في مؤتمر جنيف إثر فشلها بحجز مقعد الراعي واستضافة المؤتمر ووضع الشروط على قبول المشاركين، ولم يكن ينقصها إلا ما حدث أمس كي يكتمل النقل بالزعرور كما يُقال في المثل الشعبي، فنتج من التوغل الذي حققه الثوار الحوثيون في جنوب السعودية نحو منطقة جيزان احتلال قاعدة عسكرية مركزية وأسر ضباطها وجنودها، وصار المضيّ بالخيار العسكري السعودي لمواكبة حوار جنيف خياراً مكلفاً يصعب الاستمرار فيه.

مع الانهماك السعودي والانكفاء التركي، أطلت “إسرائيل” برأسها من بوابة اللعب على أوتار الحمايات الطائفية كما هي العادة دائماً، فبعد المجزرة التي ارتكبتها “جبهة النصرة” في قرية قلب لوزة في ريف إدلب بحق سكانها من الموحدين الدروز وذهب ضحيتها حوالي أربعين من أبنائها كباراً وصغاراً ونساء ورجالاً، صارت الحدث الذي هزّ وجدان اللبنانيين والسوريين، وطغى على سائر الأحداث. وبينما ساد الوجوم والغضب جبل لبنان وسارعت المكوّنات اللبنانية السياسية والحزبية والروحية والمرجعيات لحملة استنكار واسعة انبرى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط يبرّر المجزرة ويصوّرها حادثاً فردياً، بينما أشاد بحكمته الرئيس سعد الحريري، مبدياً أسفه للتجاوزات المسيئة، فيما أبناء الطائفة الدرزية يواجهون حرب تكفير وإبادة على أيدي حليف الحريري وجنبلاط. وفي محافظة السويداء السورية انكشفت الصلة بين المجزرة وبين الخطاب السياسي الجنبلاطي والدعوات “الإسرائيلية” التي حملها الموفدون والرسل ممن يتواصلون مع عدد من فاعليات الجليل المحتلّ، ومضمونها جميعاً، إعلان حياد المنطقة بضمانة “إسرائيلية” جنبلاطية كشرط لحمايتها من مجازر مشابهة، والحياد هو مطالبة الجيش السوري بمغادرة المنطقة. وشهدت المحافظة حالة من الغليان والغضب أسفرت بعد اتصالات مع قيادة الجيش السوري عن تعزيز انتشار الجيش هناك ونشر المزيد من وحداته، وتعبيرات شعبية تضامنية مع الجيش، تأكيداً على رفض العرض “الإسرائيلي” الجنبلاطي بإعلان الحياد. وجاءت برقيات التضامن من قادة الجولان المحتلّ تأكيداً على “أنّ الموحدين الدروز حماة ثغور وليسوا دعاة انفصال”، وأنهم “رواد نهضة واستقلال وليسوا عملاء للاحتلال”، فيما كانت معارك ضارية تدور بين الجيش السوري ومجموعات “جبهة النصرة” في منطقة مطار الثعلة الواقع بين محافظتي درعا والسويداء.

لبنان الذي عاش الحدث وأعرب قادته عن تضامنهم ووقوفهم مع أبناء الطائفة الدرزية في لبنان وسورية جنباً إلى جنب، كان لا يزال يعيش دوامة البحث عن مخارج لأزمته الحكومية المتمادية، التي بدا أن لا أفق للخروج منها راهناً، بينما كانت المقاومة تحقق المزيد من الانتصارات، في جرود القلمون وتتقدّم نحو جرد قارة، ووحدات “داعش” تنهزم تباعاً أمامها.

طغت المجزرة التي ارتكبتها “جبهة النصرة” فرع تنظيم “القاعدة” في سورية بقيادة المدعو عبدالله التونسي، بحق أبناء بلدة قلب لوزة في جبل السمّاق بإدلب، على المشهد السياسي اللبناني. وانشغلت القوى السياسية بتداعيات هذه المجزرة التي ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة. والخوف في لبنان على أهالي بلدة عرسال التي تحوّلت إلى معسكر لـ”جبهة النصرة” المتسلحة بعقيدة التكفير والقتل. في مقابل ذلك سارع الحزب التقدمي الاشتراكي إلى تبرير ذبح النصرة نحو 40 درزياً محاولاً التستر على الأمر، مصوراً الجريمة على أنها إشكال فردي بين عدد من الأهالي وعناصر من “النصرة”.

وأكدت مصادر مطلعة لـ”البناء” “أنّ إسرائيل طرحت فكرة حماية الدروز في السويداء،

وأنّ النائب وليد جنبلاط الذي يسوّق لـ”جبهة النصرة” والعلاقة معها، لا مشكلة لديه في علاقتها مع “إسرائيل”، ولا بما يبيحه لنفسه من لعب على مثل هذه العلاقة أسوة بما عرفه اللبنانيون في حرب الجبل في الثمانينات”. ولفتت المصادر إلى “أنّ عملية إدلب رسالة موجهة إلى دروز السويداء إما القبول بالحماية “الإسرائيلية” أو استمرار “جبهة النصرة” بارتكاب المجازر بحقهم لكي يقبلوا بالأمر الواقع”، معتبرة “أنّ الغاية من كلّ ذلك تخويف أهالي السويداء ومحاولة إجبارهم على الانقلاب ضدّ الدولة السورية”.

وفي سياق متصل، يواصل الجيش السوري وحزب الله تقدّمهما في جرود القلمون وعرسال، بعد سيطرتهما على منطقة البلوكسات الاستراتيجية الواقعة جنوب جرود الجراجير. وشدّدت مصادر عسكرية لـ”البناء” أنّ معركة القلمون جرود الجراجير باتت بحكم المنتهية، وما تبقى ليس إلا عملية تطهير وتنظيف ووضع منظومة لمنع المجموعات الإرهابية من إعادة تكوين بنيتها في المنطقة.

النهار : سلام من غرفة العمليات: قضينا على الفتنة موقف درزي احتوائي بعد أحداث إدلب

كتبت “النهار”: لم تبلور الاتصالات والمشاورات السياسية الجارية على مستويات عدة من أجل التوصل الى مخرج للمأزق الحكومي بعد اتجاهات واضحة أو صيغة تسوية من شأنها ضمان انعقاد جلسة مجلس الوزراء الاسبوع المقبل على رغم ان اكثر من جهة مشاركة في الحكومة رجحت ان يدعو رئيس الوزراء تمام سلام الى جلسة الخميس المقبل. وفي ظل المناخ السياسي المواكب لهذا المأزق شكلت زيارة الرئيس سلام أمس لوزارة الدفاع الوطني والتي احيطت باجواء استثنائية لافتة رسالة واضحة عن الاولوية المطلقة التي توليها رئاسة الحكومة لدعم الجيش وقيادته في هذه المرحلة، وهو الامر الذي لم تخف ابعاده أيضاً في تزامن الزيارة مع الموعد الدوري المعتاد لجلسة مجلس الوزراء المرجأة.

وقام سلام بجولة على الوزارة بعد اجتماعه مع وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ثم عقد اجتماع موسع في غرفة عمليات قيادة الجيش قدم خلاله مدير العمليات العميد الركن زياد الحمصي شرحاً مفصلاً عن مناطق انتشار الوحدات العسكرية على الحدود الشرقية وخصوصاً في منطقة عرسال ومحيطها والاجراءات التي يتخذها الجيش لمنع تسلل التنظيمات الارهابية وتأمين سلامة البلدات والقرى الحدودية وابنائها.

وحرص رئيس الوزراء على توجيه كلمة علنية في ختام الاجتماع أبرز فيها تضحيات الجيش وأداءه “المميز للحفاظ على وحدة لبنان وسيادته واستقلاله في هذه المرحلة الاكثر خطورة في تاريخ الوطن”، مشدداً على ان المؤسسة العسكرية “نجحت في تخطي الظروف الوطنية والسياسية الصعبة التي تحيط بعملها بفضل حكمة قيادتها واخلاص جنودها”. واعتبر انه “بجهد جبار وكبير تمكنا من الوصول الى مكان مميز من الامن والاستقرار في البلد وقضينا على الفتنة. وهذا انجاز كبير جداً وعلينا ان نتابع الجهد”. وأكد ان الحكومة “تسعى لتوفير كل التسليح المطلوب للجيش”.

وفي هذا السياق أبلغت مصادر عسكرية “النهار” ان الجيش يحصل في اطار الدعم العربي والدولي له على كل ما يحتاج اليه من تسليح في مواجهته للارهاب، وقد تسلم من الجانب الاميركي أخيراً دفعة من الصواريخ الموجهة من بُعد. وخلافا لما أُشيع أخيراً، أفادت المصادر أن الهبة السعودية لم تتوقف والدليل ان وفد شركة “أوداس” الفرنسية المكلّفة تأمين حاجات الجيش من السلاح الفرنسي موجود في لبنان ويتابع مع ضباط الجيش تفاصيل تتعلق بعملية التسليح، علماً أن ثمة مئة ضابط يعملون في هذا الاطار ويتوزعون على عشر لجان. وأضافت ان الدول معنية بشكل اساسي حالياً بالامن في لبنان وكل ما له علاقة بالسياسة ليس في أولوياتها. ونقلت عن العماد قهوجي ارتياحه الى وضع الجيش ايماناً منه بأنه المؤسسة الوحيدة التي لا تزال تعمل وتحمي البلد ومؤسساته حتى لو أمعن بعض السياسيين في ضرب معنوياتها وهي المؤسسة التي تقوم على المعنويات.

أما في شأن انعقاد مجلس الوزراء، فصرّح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ”النهار” بعد لقائه أمس الرئيس سلام بأن رئيس الحكومة لا يزال في فترة تريّث قبل الدعوة الى عقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء ولكن ضمن حدود لهذا التريث، وهو يعتمد سياسة “يمهل ولا يهمل” في إنتظار جلاء الاتصالات الجارية. وأوضح أنه لم يسمع من الرئيس سلام أنه لن يدعو الى جلسة الاسبوع المقبل. ونقل عنه أنه عاد من زيارته امس لوزارة الدفاع مطمئنا بعد الشروح التي سمعها في غرفة العمليات عن أن الجيش يتحكم تماماً بالموقف في عرسال.

اللواء : سلام: كل المؤازرة للجيش لمواجهة الإرهاب والفتنة والعدو سليمان لدعم الحكومة بوقف مسلسل التعطيل .. وتضامن وطني مع جنبلاط في موقفه من “مجزرة إدلب”

كتبت “اللواء” : مر يوم أمس الخميس من دون ان ينعقد مجلس الوزراء، ولعل الخميس المقبل والذي يصادف بدء شهر رمضان المبارك، لن ينعقد أيضاً ما لم يحصل خرق كبير يقنع فريق العماد ميشال عون المدعوم من “حزب الله” ان لا إمكانية لتعيين قائد للجيش، حتى ولو وضع بند التعيينات على جدول اعمال الجلسة، ما دام هناك على الأقل ثمانية وزراء جهروا صراحة بانهم لن يصوتوا على تعيينات قبل انتخاب رئيس للجمهورية، فضلاً عن ان الوزراء الثمانية لم يوافقوا على تعطيل عمل الحكومة وشل قدراتها الانتاجية، وفقاً لما أكده أمس الرئيس ميشال سليمان خلال انعقاد “لقاء الجمهورية” للمرة الثالثة، والذي أشار فيه إلى ان “الدستور اللبناني لم يلحظ مبدأ المرشح الواحد أو التهديد بالفراغ، كما ان القانون لم يجز التهديد بتعطيل المؤسسات بسبب الإصرار على تعيين الاسم الواحد أو التعطيل، وهذا ما يتعارض مع ألف باء مبادئ الديمقراطية الأساسية .

وإذا كان تعطيل مجلس الوزراء لم يشمل تعطيل الحكومة، أو تعطيل العمل في مؤسسات الدولة، فإن الرئيس تمام سلام سدد ضربة قوية من اليرزة أمس لاولئك المراهنين على تعطيل المؤسسات ما لم يفرضوا عليها مشيئتهم على هذا النحو أو ذاك، على ان تكون القاهرة الأربعاء المقبل، قبل يوم من الموعد التقليدي لجلسة مجلس الوزراء، محطة تحرك عربية، في إطار التنسيق والمتابعة لما يجري في المنطقة، في ضوء التطورات الخطيرة في سوريا، والسعي الحثيث للحكومة اللبنانية لصيانة حدودها من خلال الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى، وابعاد اللهيب السوري عن الأراضي اللبنانية.

ولم تخف مصادر مواكبة لحركة الاتصالات قلقها من التداعيات الميدانية في بلدة “قلب اللوزة” الدرزية في جبل السماق، حيث بدا وكأن الاشتباك الذي حصل بين مواطنين دروز وعناصر من “النصرة” حصل في قرية لبنانية.

الجمهورية : برّي : هل المطلوب مُعاقبة قهوجي؟.. واستنفار درزي بعد مجزرة إدلب

كتبت “الجمهورية”: فيما تستمرّ الأزمة الرئاسية فصولاً، والستار لم يُسدَل بعد على الأزمة الحكومية، في انتظار ما ستُسفر عنه الاتصالات والمساعي الجارية للحَلحلة قبل أن يدعو رئيس الحكومة تمّام سلام إلى أيّ جلسة لمجلس الوزراء، يَمضي لبنان قدُماً في معركته ضدّ الإرهاب، وتَبقى الأنظار شاخصةً إلى السلسلة الشرقية بعد إعلان “حزب الله” بدءَ المعركة مع “داعش”، في وقتٍ تردّدَت أصداءُ المجزرة التي ارتكبَتها “جبهة النصرة” بحقّ دروز بلدة قلب لوزة في إدلب السورية في لبنان واستنهضَت القيادات الدرزية فيه وجعلَتها في حال استنفار سياسيّ، في وقتٍ توالت ردّات الفعل الرسمية المستنكِرة والشاجبة، وأعلنَت المعارضة السورية أنّها تقدّمَت نحو مدينة السويداء في جبل العرب واسقطت طائرة حربيّة تابعة للنظام في درعا، فيما أبدَت إسرائيل قلقَها على دروز سوريا.

وسط هذا المشهد، تلقّت قيادة الجيش رسالة دعم قوية من رئيس الحكومة تمام سلام الذي زار اليرزة أمس، ليؤكد أنّ السلطة التنفيذيّة تؤمن الغطاء السياسي للجيش، ومحاولاً إبعاده عن التجاذبات السياسية.

وتأتي هذه الزيارة بعد الحملة العنيفة التي شُنّت على قائد الجيش العماد جان قهوجي على خلفية التعيينات الأمنية والعسكرية. وقد طغى ملفّ عرسال على اللقاء بين سلام وقهوجي والضباط الكبار الذين شاركوا فيه، حيث تمّ عرض التطورات الأمنية في البلاد، والمهمات التي ينفّذها الجيش لحفظ الأمن والاستقرار في مختلف المناطق اللبنانية، خصوصاً على الحدود الجنوبية والشرقية وفي عرسال.

وبعدما قدّم مدير العمليات العميد الركن زياد الحمصي شرحاً مفصَّلاً عن مناطق انتشار الوحدات العسكرية على الحدود الشرقية خصوصاً في منطقة عرسال ومحيطها، أشاد سلام بـ”أداء الجيش اللبناني وكفايته وبحكمة قيادته في التعامل مع المخاطر التي تواجهها البلاد”، مؤكداً “دعم الحكومة الواضح والصريح للجيش”. ودعا إلى “إبعاد المؤسسة العسكرية من التجاذبات السياسية”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى