بقلم غالب قنديل

تجار الوهم والدم البرابرة

mosalaheen

غالب قنديل

يشعر الكثير من السوريين واللبنانيين اليوم بفاجعة قبولهم الرواية الإعلامية والسياسية التي نسجت خرافة الثورة السورية قبل أربع سنوات وبضعة أشهر وهم يتحسسون مخاطرانتشار عصابات التكفير الإرهابية ويلاحقون اخبار المذابح المتنقلة ويرصدون الحقائق المتزايدة بشان نمط السيطرة الذي تقيمه تلك العصابات المتناحرة في المناطق الخاضعة لمسلحيها .

أولا: إن جميع مطلقي حملات التضليل الإعلامي ومروجي خرافة الثورة والثوار عن احداث سوريا كانوا يعلمون الحقائق منذ البداية، وقد كذبوا متعمدين على الناس ليشوشوا الصورة وليحدثوا اختراقات لصالح القوى، التي جمعت حشودها من جميع أنحاء العالم بفضل شبكات التكفير وتنظيم الإخوان المسلمين وشركات تجنيد المرتزقة، وبإشراف كونسوريوم من اجهزة الاستخبارات الدولية والإقليمية بقيادة الولايات المتحدة .

الكثير من ضحايا التضليل دفعوا حياتهم ثمن تصديق الأكاذيب، التي صورت لهم تنظيمات التكفير الإرهابية على انها قوات ثورية، كما حصل في عدد من المناطق السورية، وبالنسبة لقطاعات مختلفة من الشعب السوري، نتيجة الضجيج الإعلامي والسياسي الكاذب والخادع، الذي ساهمت فيه زعامات وقيادات ووسائل إعلامية لبنانية، يتقدمها وليد جنبلاط وسعد الحريري وسواهما من جوقة فيلتمان، التي أدخلت لبنان والمنطقة في انفاق الفوضى والتوحش.

ثانيا: تجار الوهم من الساسة اللبنانيين في فريق 14 آذار، يتقدمهم ويقودهم زعماء منخلعون يفرون للعيش خارج لبنان، كلما لاحت المخاطر ويبقون وكلاءهم لمواصلة تنفيذ الخطط والتعليمات الأميركية السعودية، وللتنسيق الخفي مع إسرائيل، ولا يأبهون لنتائج ما يفعلون. بينما يغرقون شعبهم بويلات دموية. وقد سبق ان فعلوها أكثر من مرة، وهم يفعلونها باستمرار.

قدموا للبنانيين في صورة من يدافع عنهم ومن يهب لنجدة الثورة السورية المزعومة زعماء عصابات التطرف اللبنانية والمهربين وتجار الأسلحة، الذين أداروا شبكات واسعة لنقل حمولات بواخر السلاح إلى سوريا من مرفأ طرابلس عبر الحدود، وسهلوا تجنيد مئات اللبنانيين، الذين ورطوهم في القتال داخل سوريا واختفت اخبارهم وجثث من ماتوا منهم. وبالأوامر الأميركية سهلوا ملاحقة المتورطين وقاموا بتهريب كبارهم ليلقوا في السجون ببعض “الصغار ” الذين يحاولون تصنيع المخارج لتركهم.

ثالثا:جميع جهود هؤلاء من الساسة والإعلاميين هي مدفوعة الأجر، وهم مجندون في خطة أميركية إسرائيلية اطلسية تركية سعودية قطرية خليجية لتدمير سوريا، ويحصدون المال عن كل تصريح وعن كل خطوة عملية يدفعون إليها بملء إرادتهم وباختيارهم الذاتي، للمساهمة في تدمير الدولة الوطنية السورية، التي نظموا فيها القصائد عندما قدمت الحماية لأطماعهم ولتسلطهم السياسي خلال عهد الإدارة السورية، الذي باتوا يسمونه عهد الوصاية.

يورط الحريري وجنبلاط مزيدا من اللبنانيين والسوريين في خدعة الاطمئنان لوحوش التكفير وهذا ما تتمحور عليه لعبة جبهة النصرة في عرسال وحركتها مع حلفائها في السويداء والجنوب السوري بمشاركة مباشرة وعضوية من مخابرات العدو الصهيوني وعملائها ومعها المخابرات الأردنية ذات الباع الطويل في الحواشي اللبنانية المتورطة على اختلاف مشاربها .

رابعا: يمثل التزوير والكذب الإعلامي اخطر ادوات التضليل التي تضع الواهمين جماعيا تحت سكاكين التكفيريين وعملاء الصهيونية على اختلافهم، وجميع الضمانات التي سبق ان تبارى بتقديمها زعماء المستقبل في طرابلس والشمال ومسؤولوه في عرسال تساقطت في جرائم قتل غادرة ومذابح جماعية نفذها التكفيريون ضد ضباط وعناصر من الجيش وقوى الأمن وضد اللبنانيين في اكثر من منطقة تلقت قنابلهم الغادرة، تماما كما يدفع الكثير من أبناء سوريا اليوم كلفة خدع جنبلاط وما يروجه من اوهام .

الخفة واحتقار الناس وعقولهم هي أقل ما يمكن أن ينعت به تصريحا الحريري وجنبلاط، اللذين اعتبرا القتل الجماعي البشع، الذي نفذته جبهة النصرة اخطاءً فردية. فذلك تصميم مفضوح على تبرير جرائم ضد الإنسانية وهو ما يجعل كل متدخل على هذا المنوال شريكا في المسؤولية الجرمية عن إراقة دماء الأبرياء. ولعل الحريري وجنبلاط وأضرابهما يراهنون على تحمل هذا الإجرام بمعيار تصديق بعض الناس لحملة الدجل منذ البداية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى