بقلم غالب قنديل

تانغو الحريرية والتكفير

HARIRI IRHAB

غالب قنديل

تنتمي الحريرية سياسيا في الظاهر الى ما يسمى بالليبرالية التي تستلهم النموذج الرأسمالي الغربي بمظاهره الاستهلاكية وبقيمه المتوحشة التي لا تقيم وزنا لإنسانية الإنسان وتجد في البشر ادوات مستعبدة ومستباحة للشركات والبنوك صاحبة السلطان المطلق على ارض البلاد ومن عليها الا في وجه المشيئة الأميركية والعدوان الصهيوني والأوامر بل النزوات السعودية التي تنال السمع والطاعة بلا جدال .

فالحريرية تيار برجوازي هجين وتابع يعاني انفصاما ثقافيا وهو يصرخ مناديا بالسيادة ليستر عورة تبعيته للخارج الأجنبي الغربي والسعودي وهي تبعية ناتجة عن منشأ المال ومصدر النعم التي تشكل مورد النفوذ المحلي والبلدي المؤسس على واقع التسول الذي ربط به الناس بعد افقارهم وسحقهم على يد المشروع الإعماري الحريري الذي اورث جبال الديون المكلكلة على صدور اللبنانيين لصالح بنوك الحريرية وشركائها المحليين والأجانب.

الحريرية تتباهى بفخامتها الباريسية المتخلعة وهي تنكر توتطأها في استجلاب التكفير الوهابي الذي رعته بالمعونات السرية تحت الأوامر السعودية الأميركية منذ حقبة النوم مع الشيطان قبل أكثر من ثلاثين عاما في أفغانستان التي ورث منها الشيخ سعد صفة الكفيل السعودي للتفاهمات الباكستانية الناشئة عن خطة الحرب بالقاعدة وعليها من بعد وفقا لخطط بريجنسكي وبندر.

لاتأبه الحريرية لأي لبناني وبالذات من المحسوبين عليها فهم أرقام في جداول الارتزاق والتنفع وأرقام في قوائم الضحايا كما هم أرقام في جداول السنيورة وكما كانوا أرقاما في بيانات هبات خادم الحرمين منذ اندلاع الحرب اللبنانية التي استثمرت فيها الحريرية بدعم الميليشيات المتقاتلة وحصدت امبراطوريتها العقارية والمالية في وسط بيروت وشرقي يصيدا حيث دمجت حرائق الحرب بنفوذها في رسم خرائط التخطيط عبر مجلس الإنماء والإعمار ومن ثم بقوة المراسيم والقرارات الحكومية وكانت الحريرية دائما تتحرك لتشتري بأبخس الأسعار وتحصد المليارات بفضل نظام طائفي يمنع المحاسبة وقد تحصنت بزعم الاعتدال وبحقن التطرف في الخفاء كلما وجدت سلطتها مهددة لتبتز سائر القوى اللبنانية.

منذ ما قبل الطائف وحتى اليوم تراقص الحريرية الإرهاب التكفيري وتستسيغ استعماله حتى لو استعملها بدوره فتنقل له السلاح والمال وتؤمن له الغطاء والدعم وتروج لصورته المزورة عمدا فتسميه معارضة سورية وأحيانا تقول للبنانيين ان عليهم الاختيار بينها وبين مولودها المسخ واذا صدر الأمر الأميركي هرول الحريريون ليلبسوا عدة الحرب خلف وزير الداخلية وهربوا قادة الإرهاب وسلموا بعضهم وتدخلوا لحمايتهم في السجون إلى حين تدبير الأحكام بانقضاء المدة.

اليوم تصل الرقصة الشيطانية إلى خط النهاية الحرج فالجماعات التي تحتل عرسال وجرودها غصبا عن أهلها الذين ذاقوا الويل هي فصائل الإرهاب القاعدي متعددة الجنسيات والفجور لم يعد قادرا على ستر حقيقة يعترف بها الغرب المنافق الذي يكابر لعدم التسليم بصحة موقف الرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصرالله اللذين يقودان في سوريا ولبنان والمنطقة معركة للدفاع عن الإنسانية ضد وحش التكفير الوهابي والحريرية باتت مفضوحة الموقف عارية من كل ادعاء سيادي بدعمها لمن يعتدون على السيادة الوطنية ويهددون الأمن الوطني وسياجه الجيش اللبناني.

تضع المقاومة اليوم الجميع في وجه فضيحتهم وبدماء أبطالها ترسم طريق حماية لبنان والمنطقة ولم يعد من مجال لرقصة التانغو الحريري مع الإرهاب فقد دقت ساعة الحسم وانتهت اللعبة بلغة الأتاري التي يجيدها بعضهم.

لا تنفع ثرثرة الساسة الحريريين في طمس تورطهم المكشوف والتعليقات على خطاب قائد المقاومة لم تقدم شيئا غير حقيقة أنه لا مجال للمقارنة بين القائد المسؤول الذي يقدم التضحيات لحماية بلده وشعبه ومنطقته وبين العابث الذي يستبيح البلد وأهله لحساب الخارج في لعبة مقامرة مميتة جهنمية لا توفر أحدا فوحش التكفير هو قوة إلغاء استئصالية لن تترفع عن نهش الحضن الذي يحميها حين تتمكن وتتغلغل فهل نسي الشيخ سعد أهوال ما عاشه في شقته الأميركية ومكاتبه الباكستانية بعد الحادي عشر من أيلول ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى