بقلم غالب قنديل

جرود عرسال والمعركة المقبلة

3ersel 1

غالب قنديل

في جرود عرسال ارض لبنانية محتلة تسيطر عليها جماعات مسلحة من تنظيمي الارهاب التكفيري داعش وجبهة النصرة وهي تضم خليطا من عناصر متعددة الجنسيات بينهم لبنانيون وسوريون وهؤلاء يختطفون جنودا لبنانيين ويرهبون اهالي عرسال ويمنعونهم من العمل في اراضيهم وقد خطفوا وقتلوا بعضهم وحال هؤلاء الارهابيين باتت مضعضعة ومرتبكة بعدما حققته المقاومة بالتعاون مع الجيش العربي السوري في جرود القلمون حيث تم دحر العصابات الارهابية وتحرير مئات الكيلومترات اللبنانية والسورية المحتلة .

حقيقة احتلال الارهابيين لأرض لبنانية معروفة ومعترف بها وقد اعلنها وزير الداخلية في توصيف احوال عرسال وجرودها وهذا الاحتلال يشكل خطرا كبيرا على جميع البلدات البقاعية المجاورة وصولا الى زحلة والبقاع الغربي وامتدادا الى الهرمل.

المسؤولية الرئيسية عن تخليص عرسال وكل لبنان من هذه البؤرة الخطيرة تقع على عاتق الجيش اللبناني وهو لا يحتاج تكليفا سياسيا للقيام بواجباته السيادية وعلى الحكومة وجميع القوى السياسية دعم الجيش فورا لينجز المهمة في الظرف الراهن المناسب بفعل انهاك الارهابيين المحتلين بعد معارك القلمون وكل مماطلة لابتزاز قيادة الجيش وللضغط عليها بأوراق كرئاسة الجمهورية او بموضوع التعيينات ام عبر التباكي والاثارة المذهبية والمتاجرة بآلام اهلنا في عرسال ليست سوى حماية مشبوهة للإرهابيين وتغطية لجرائمهم المتمادية ضد لبنان.

بالتحديد ان تيار المستقبل هو المعني الاول بهذا الموضوع فهو ما زال يضع العراقيل ويستخدم الذرائع السياسية والإثارة المذهبية لكن جميع اللبنانيين المهددين في البقاع وسواه وبجميع تلاوينهم وانتماءاتهم السياسة لهم الحق بالتصدي الحازم لكل من يعطل قيام الجيش بواجباته اتجاههم او يغطي الارهاب ويتلطى زورا وكذبا خلف عرسال واهلها الذين تحملوا القسط الاكبر من كلفة العدوان الارهابي الذي دعمته قوى وجهات لبنانية معروفة منذ انطلاق الحرب على سوريا.

الطبيعي والمنطقي في ظل التهديد الكبير لحياة الناس وارزاقهم هو توحيد الجهود وهذا يعني تعاون الجيش اللبناني مع حزب الله في تحرير جرود عرسال والتنسيق مع الجيش السوري وهو ما يعني وقف الفجور السياسي والاعلامي المقرف والمكرس لحماية الارهابيين وردعه بكل الوسائل المتاحة.

ان الموقف الذي اعلنه قائد المقاومة السيد حسن نصرالله مؤخرا يمثل فرصة مهمة ينبغي استثمارها والمسارعة الى توحيد جهود الجيش والمقاومة والشعب والضغط السياسي والجماهيري على الواقع اللبناني برمته يجب ان يستهدف حسم الخيارات بسرعة ومن غير تأخير.

لا مجال للتهرب من استحقاق المعركة وقد استهلكت بهلوانيات التفاهة والتحذلق السياسي للمتورطين في مغازلة مأجورة لداعش والنصرة والمطلوب اليوم وقف الصبينات السياسة وهوس المال المنفوظ لان حياة الناس وامن الوطن في الميزان وهذا ما يوجب نفيرا شاملا وفضحا لكل متآمر أو متخاذل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى