بقلم غالب قنديل

التفتيت ابعد من سوريا

arm2

غالب قنديل 

بسذاجة وبغباء احيانا يجتر بعض المحسوبين على محور المقاومة كلاما عن مشاريع التفتيت والتقسيم مقتبسا من تقارير لمراكز الابحاث والتخطيط الاميركية والخطير في الامر ان يقدم بعض هؤلاء افكارا مشبوهة بلغة غير بريئة وان ينسبوا لقوى مقاومة وباسلة قبولها التكيف مع خطط التقسيم الصهيونية الامبريالية التي تقاتلها بكل قواها وبالشراكة مع حلفائها في المحور وحتى حين يكون الكلام المنسوب للبعض في هذا السياق مشحونا بالشبهات يتأخر الرد او التوضيح فيثير مزيدا من الريبة والشكوك.

اولا ان اصل مشاريع التفكيك والتفتيت في المنطقة اميركي صهيوني ومحورها فرض الهيمنة وضرب القوى الاستقلالية التي ترفض الخضوع للهيمنة ولا تقف مشاريع التفتيت والتفكيك عند حد وتفيدنا خبرة الصراع الطويل مع الامبراطورية الاميركية انها تختبر ادواتها ومشاريعها وتنتقل بها الى ساحات جديدة ويتبين لمن يتابع ان مشاريع التقسيم والتفكيك التي واكبت اطروحة الشرق الاوسط الجديد بعد غزو العراق تستخدم هي نفسها في العمل المستقبلي لاستهداف روسيا والصين وايران عبر اذكاء تناقضات عرقية ودينية وقومية وبهذا المعنى فان كون سوريا خط دفاع اول عن معسكر مقاومة الهيمنة الاميركية في العالم يتكرس اكثر بمقاومة الدولة الوطنية السورية لمشاريع التفتيت وبتمسكها بوحدة التراب الوطني وبوحدة الشعب العربي السوري الذي ينحاز بغالبيته الساحقة لدولته الوطنية في مجابهة الخطط الاستعمارية .

ثانيا ان المرتكزات التي تتحرك عليها خطط التفتيت الاستعماري هي اذكاء التناقضات والعصبيات الدينية والعرقية والمذهبية وقد فشل العدوان الاستعماري في توليد خريطة كهذه على ارض سوريا بوجود دولة وطنية اظهرت مع قواتها المسلحة درجة عالية من الصلابة والتماسك وقد اتسعت من حولها القوة الشعبية الحاضنة والعابرة للطوائف والمناطق ولسائر المكونات الشعبية في البلاد ومع تزايد موجة العودة الى حضن الدولة والانفضاض عن الجماعات المسلحة .

ثالثا على الارض السورية تتبدى في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة الوطنية سلطة جماعات تكفيرية ارهابية متعددة الجنسيات وجماعات من المرتزقة ويلتقي هذان الصنفان في تحالف مفضوح مع الصهيونية والعثمانية وبالمال القطري والسعودي المشفوع بفتاوى الوهابية وهي  ابعد ما تكون عن احتمال تشكيل بديل مقبول عن الدولة الوطنية ومؤسساتها على جميع الصعد وحيث تتسم سلطتها بالتوحش البربري وبالإرهاب الدموي وبالنهب الذي لا حدود له وبالعنف الفوضوي والعشوائي وهي تعمم انماطا من العلاقات والمفاهيم التي تثير رفضا شعبيا وتدفع بالناس الى الاحتماء بالدولة الوطنية وقواتها المسلحة .

رابعا ان في سوريا قيادة سياسية وعسكرية يتقدمها الرئيس بشار الاسد الذي يمتلك الوعي والارادة والمشروع القومي التحرري للدفاع عن استقلال سوريا ووحدة تراب الجمهورية العربية السورية ومن مساخر الزمان ان يعمم المستعمرون الذين يسعون لتمزيق سوريا كلاما عن وجود خطط للتقسيم هي خططهم وحدهم بينما خطة الدولة والجيش بقيادة الاسد هي سوريا حرة  واحدة لشعبها الواحد وبدولتها الوطنية المستقلة الواحدة وعلى هذه الصخرة سوف ينكسر مشروع التفتيت الاستعماري ومن انتصار سوريا ستهشم خطط تقسيم روسيا وايران والصين وسوف تدفن لان سوريا التي اهدت حلفاءها ثمار صمودها قبل انتصارها ستكون بذلك النصر قد اسقطت خطط الحلف المعادي التي تستهدف تمزيق وحدة جميع الدول المستقلة المناوئة للهيمنة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى