الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

SAYED 30 1 2015

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير : “خطاب النصر الثالث” يطمئن اللبنانيين.. ويقلق الإسرائيليين نصرالله يكسر “قواعد الاشتباك”: ردّنا مفتوح

كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثاني والخمسين بعد المئتين على التوالي.

لولا مرض الانقسام السياسي والمذهبي في الداخل اللبناني، ولولا الأزمة السورية المفتوحة على مصراعيها، لكانت عبارات السيد حسن نصرالله الموجهة إلى الإسرائيليين، أمس، قد جعلت بلداً صغيراً مثل لبنان ركيزة استنهاض ومزيد من الشعور بالثقة والكرامة عربياً، خصوصا في ظل انهماك الساحات بقضاياها “الصغيرة” وحروبها الأهلية “الكبيرة”!

ولولا تلك الرصاصات العشوائية والقذائف الصاروخية التي شوّهت مهرجان تكريم ثلة من الشهداء المقاومين، لكان “مهرجان النصر الثالث” قد دخل كل بيوت اللبنانيين، من خلال العبارات والهتافات والصور.. وخصوصا تلك الدموع التي ذرفها السيد نصرالله، للمرة الأولى على المنبر، منذ تاريخ تبوئه سدة الأمانة العامة وقيادة المقاومة قبل ثلاثة وعشرين عاماً.

كان مزاج المشاركين في مهرجان “مجمع سيد الشهداء” في الضاحية الجنوبية لبيروت، يشي باحتفالية تشبه مهرجان التحرير في بنت جبيل في العام 2000 ومهرجان الانتصار في ملعب الراية في أيلول 2006. العناصر المشتركة بين الأناشيد والمسرح والصور وشعار “على طريق القدس” وهتافات الجمهور المتكررة “أبو هادي” والتصفيق الذي لم يهدأ، بيّنت كلها أن مهرجان تكريم شهداء القنيطرة، صار مهرجان انتصار وليس مجلس عزاء.

وحسناً فعل السيد نصرالله بأن عاد إلى خطاب التأسيس والى بيانات المقاومة الأولى في بداية الثمانينيات، عندما ختم خطابه بالعبارة الشهيرة: “بندقية المقاومة هي الرد.. وقوافل الشهداء تصنع النصر”.

استعاد بعض المشاركين لحظة اعتلاء نصرالله المنبر أمام مقر قيادة “الشورى” في حارة حريك في شتاء العام 1992، مخاطباً الإسرائيليين أنهم ارتكبوا أكبر حماقة في التاريخ بقرار تنفيذ جريمة اغتيال الأمين العام الشهيد عباس الموسوي وبعض أفراد عائلته.

ومن منبر شهداء القنيطرة، الذين سقطوا بطريقة الاغتيال نفسها، خاطب نصرالله في ذروة حضوره ومعنوياته وقوته الإسرائيليين قائلا انكم بفعلتكم الجبانة، جعلتم المقاومة تكسر كل المعادلات منذ الآن فصاعداً. نحن لسنا هواة حرب ولا نريدها، لكن إذا فُرضت علينا فنحن لها.

وأضاف: قواعد الاشتباك انتهت “ففي مواجهة العدوان والاغتيال، لا قواعد اشتباك، ولم نعد نعترف بتفكيك الساحات والميادين، ومن حقنا الشرعي والأخلاقي والإنساني والقانوني ـــ وحتى في القانون الدولي لمن يريد أن يناقشنا بالقانون ـــ أن نواجه العدوان أياً كان، في أي زمان، وكيفما كان.. وقصة ضربتك هنا ترد عليّ هنا، انتهت.. ضربتني بهذه الطريقة ترد عليّ بهذه الطريقة، هذه انتهت أيضا. عندما تعتدي، أينما كان، وكيفما كان، وفي أي وقت كان، من حق المقاومة أن ترد أينما كان، وكيفما كان، وفي أي مكان. انتهينا من هذا الموضوع”.

هذه النقطة على السطر في نهاية عبارة مسبوكة في كل حرف من حروفها وليس كلماتها، نزلت كالصاعقة على الإسرائيليين الذين فهموها من دون أية استعانة بصديق أو محلل، لا بل شكلت صدمة أيضا لعدد من الدول المعنية بالواقع الحدودي من الناقورة حتى القنيطرة، وخصوصا تلك المشاركة في قوات “اليونيفيل” (الجنوب اللبناني) و”الاندوف” (الجولان السوري)، لأنها تحمل في طياتها معادلة جديدة مفتوحة لا أحد يستطيع أن يتكهن بطبيعتها منذ الآن، والأهم من ذلك أنها تنسجم مع معادلة وحدة الساحات والجبهات وترابطها والتي كان استهل “السيد” خطابه بالتأكيد عليها مرة جديدة.

وإذا كان البعض قد فهم من هذه المعادلة الجديدة أنها “تهدد القرار 1701 وكل قواعد الاشتباك التي كرّستها حرب تموز 2006″، فإن التدقيق في مضمونها يشي برفع الصوت عاليا بأن “الدول” الحريصة على أمن إسرائيل أولاً، عليها أن تتحمل مسؤوليتها في منع ارتكاب حماقة جديدة كتلك التي ارتكبها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في القنيطرة.

وليس خافياً على أحد أن أسباب ذهاب “حزب الله” إلى ساحة القنيطرة، صارت موجبة له أكثر من أي وقت مضى بعد العملية الإسرائيلية الأخيرة، خصوصا أن المقاومة كانت قد استشعرت من وراء تسهيلات الجيش الإسرائيلي العلنية لـ “جبهة النصرة” للإمساك بنحو 80 في المئة من مواقع الجيش السوري على طول خط الجبهة الأمامي، محاولة مكشوفة للالتفاف على المقاومة عبر المثلث السوري ـــ الفلسطيني ـــ اللبناني، ومن هنا، كان قرار تكليف مجموعة من الكادرات في المقاومة، وبينهم المجموعة التي سقطت في عملية القنيطرة، بالتحضير لعمل نوعي كبير من أجل كسر المنطقة العازلة التي يحاول “جيش لحد السوري” (أحد أذرع “القاعدة”) تثبيتها ميدانياً.

ولعل الإسرائيلي قد أدرك مبكراً أن هذه المجموعة المقاومة مع غيرها من المجموعات، إذا نجحت في مهمتها، ستجعل المقاومة للمرة الأولى على تماس مباشر معه في تلك الجبهة، فكان القرار الإسرائيلي بتوجيه الضربة (التدخل المباشر الأول من نوعه مع “النصرة” ضد “حزب الله”)، من دون أي احتساب دقيق لنتائجها وتداعياتها اللاحقة، وفي المقابل، تمكنت المقاومة من تحويل الخسارة بالدم إلى ربح استراتيجي في الصراع المفتوح مع إسرائيل “عدونا اليوم.. وغدا”، كما ردد السيد نصرالله في خطابه النوعي الذي كان يصعب تفكيكه أو تجزئته من أوله حتى آخره.

وبدا واضحاً أنه باستثناء الإشارة ـــ التحية للجيش اللبناني، واعتبار شهادة جنوده في مواجهة الجماعات التكفيرية بمستوى شهادة المقاومين ضد إسرائيل و “أعوانها التكفيريين”، قرر السيد نصرالله التحرر من العبء اللبناني، لكي لا يحرج الآخرين في زمن الحوار المفتوح على مصراعيه، ولا يحرج نفسه أيضا بمفردات قد يستخدمها البعض ضد الحزب، مكتفياً بإشارة أن الحزب من قماشة لا تتلقى أي إملاء من أحد، سواء أكانت سوريا أو إيران، بل هو سيد نفسه وقراراته في السياسة والرئاسة.. والميدان..

ونال جمهور المقاومة ما يتجاوز تعطشه. رسالة “السيد” في ختام خطابه كانت واضحة: “من الآن فصاعداً، أي كادر من كوادر حزب الله المقاومين، أي شاب من شباب حزب الله يُقتل غيلة (اغتيالاً) سنحمّل المسؤولية للإسرائيلي وسنعتبر أن من حقنا أن نرد في أي مكان وأي زمان وبالطريقة التي نراها مناسبة”.

الديار : نصر الله : لم نعد نعترف بتفكيك الساحات والميادين وحقنا الشرعي بمواجهة العدوان بعد عملية شهداء القنيطرة لم تعد تعنينا قواعد اشتباك في مقاومة الاحتلال نحن لا نريد الحرب ولكن لا نخشاها وقادرون على الانتصار باذن الله

كتبت “الديار”: بالشجاعة المستندة الى الحكمة وبقوة القادر على الانتصار، تكلم السيد حسن نصر الله موجها رسالة للعدو الاسرائيلي لا بل رسائل وشارحا للرأي العام اللبناني والعربي والاسلامي الصراع مع اسرائيل واصفا ظروف هذا الصراع.

قال السيد نصر الله: لا نريد الحرب لكننا لا نخشاها، والمقاومة جاهزة للتصدي لأي عدوان اسرائيلي، ثم قال للعدو الاسرائيلي “اننا في المقاومة لم يعد اي شيء يعنينا من قواعد اشتباك ولا اي شيء في مواجهة العدوان والاغتيال.

وجاءت الرسائل متتالية على لسان السيد حسن نصر الله فقدم فكرة واضحة عبر رسالة للعدو الاسرائيلي قائلا: “لم نعد نعترف بتفكيك الساحات والميادين ومن حقنا الشرعي والقانوني ان نواجه هذا العدوان في اي زمان ومكان وكيفما كان”.

ثم انتقل الى الكلام عن الاسرائيلي الذي قال ان الذين اعتدوا على القافلة العسكرية الاسرائيلية سيدفعون الثمن، ومعنى ذلك التهديد بالاغتيال، فوجه السيد نصر الله تحذيراً للاسرائيلي قائلا لهم: “ان اي كادر من كوادر المقاومة واي شاب من حزب الله سيتعرض لاي عملية اغتيال سنتهم الاسرائيلي بذلك وسنرد بالطريقة والزمان والمكان المناسبين ثم ختم قائلاً : “المقاومة من حقها الرد على العدوان وقوافل الشهداء وحدها تصنع النصر”.

خطاب السيد حسن نصرالله هذه المرة وكل المرات، استراتيجي لكن في هذه اللحظة التاريخية كان استراتيجياً وتضمن كلاماً ورسائل لاسرائيل وايضا للعالم العربي والاسلامي ووضع الاسس للصراع المقبل في المستقبل بين اسرائيل ومحور المقاومة وكيف سيتطور هذا الصراع لان السيد حسن نصرالله كان واضحاً. لكن اختصاره للكلام كان مقصوداً كي يتم فهم الرسائل بوضوح خاصة عندما قال: “ان على اسرائيل ان تفهم ان المقاومة ليست مردوعة من احد لا من صديق ولا من حبيب ولا من حليف وان كل عدوان اسرائيلي سيجلب رداً من المقاومة عليه”، لكنه اوضح ان المقاومة لا تفتش عن الحرب ولا تريدها مع انها قادرة على الانتصار وليست في وضع العجز انما لا تريد الحرب لانها حكيمة.

أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أنّ “المقاومة ليست مردوعة بل هي شجاعة وجريئة”، مشيراً إلى أنها “لا تخشى الحرب ولا تخافها ولا تتردّد في مواجهتها إذا فرضت عليها وستنتصر فيها”.

وأوضح أنّ “هناك فرقاً بين إرادة الحرب وعدم الخشية منها”، وقال: “نحن لا نريد الحرب ولكن لا نخشاها، وعلى اللبنانيين أن يميزوا بين الامرين، والاسرائيلي عليه أن يفهم أننا لا نخشى الحرب ولا نهابها، فنحن رجالها ومجاهدوها وصناع نصرها بعون الله ومشيئته”.

وكشف عن أنّ “المقاومة، بعد عملية القنيطرة التي استهدفت كوادرها، لم تعد معنيّة بشيء اسمه قواعد اشتباك، كما أنّها لم تعد تعترف أيضًا بتفكيك الساحات والميادين، وبالتالي فإنّها تعتبر أنّ من حقها الشرعي والقانوني أن تواجه العدوان أيا كان هذا العدوان وفي أي زمان وأي مكان”.

وإذ شكر نصرالله “المجاهدين والمقاومين في المقاومة الاسلامية في لبنان الذين كانوا بمستوى المسؤولية منذ لحظة الاغتيال الجريمة وكان لهم الاستعداد لكل التضحيات على مدى الايام والساعات الماضية”، توجّه بـ “التحية والإجلال لشهداء الجيش في رأس بعلبك الذين سقطوا وهم يدافعون عن البقاع وعن لبنان في وجه الجماعات الارهابية التكفيرية التي يثبت كل يوم أنها تكمل ما يقوم به الاسرائيلي”.

وأكد ان “ما جرى في القنيطرة عملية اغتيال بكل ما للكلمة من معنى”، مشددا على أن “الشهداء هم من يرسم لنا الطريق ويبشرون بالانتصارات القادمة، ونحن من العام 1982 نختم بيانات بالقول أن المقاومة هي الرد وأن الشهداء يرسمون لنا النصر”.

الأخبار : جديد المقاومة: الردع بالعقاب

كتبت “الأخبار”: بات ممكنا، اليوم، الحديث عن اليوم التالي في ملف الصراع مع اسرائيل. لم تكن عملية المقاومة النوعية في مزارع شبعا نقطة التحول. كان خطأ العدو في قياس واقع المقاومة، هو الاشارة العملية التي اتاحت لحزب الله ممارسة هوايته المفضلة في “تحويل التهديد الى فرصة”. وهذا ما جعل رد المقاومة العسكري، وتفسيره السياسي والعملاني، يقفل صفحة ويفتح صفحة جديدة. والاساس ان المقاومة قالت ما عندها. وبات علينا انتظار اسرائيل.

ماذا يعني ذلك؟

اولا: ان قدرات المقاومة الامنية والاستخبارية والعسكرية تبدو في حالة تتجاوز الجاهزية النظرية. بل هي، في واقع الامر، قدرة قائمة قابلة للتطبيق كلما استدعت الحاجة.

ثانيا: ان تفاصيل العملية تظهر مرونة عالية جدا لدى الاجهزة التنفيذية في المقاومة، ان لجهة تلبية الحاجات السياسية في اختيار هدف عسكري يناسب الهدف السياسي، او لجهة توفير الاسلحة والتوقيت التي تستهدف بناء حالة “تناظر” مع العدو، او لجهة طريقة تحقيق الاصابات التي توصل الرسالة بما هو اقسى من كثرة الدماء.

ثالثا: ان طبيعة الرد الاسرائيلي على العملية، عسكريا وامنيا، تدل على قدرات المقاومة، في كيفية تجنب الظهور وتلبية حاجة العدو الى رد فوري يشفي الغليل. وتدل، ايضا، على ان العدو، حتى ولو قدّر في سياق تمرين نظري، انه سيتعرض لما تعرض له، الا انه لم يكن قادرا على اتخاذ المناسب من الاجراءات الميدانية التي تقيه هذه الضربة.

رابعا: بينما كانت المقاومة قد اعدت (اسرائيل شاهدت ذلك بالعين المجردة) لمواجهة قد تصل حدود الحرب، الا ان العدو لم يكن جاهزا لمثل هذا الاحتمال. وهذا يعني، ايضا، ان القرار السياسي الذي توافر لدى قيادة المقاومة بالسير في رد ولو ادى الى حرب واسعة، لم يكن متوافرا عند العدو، الذي وجد حيلته في ردود عشوائية قبل ان يقرر “احتواء الموقف”.

خامسا: ان طبيعة الانتشار بكل صنوفه العسكرية والامنية واللوجستية، الذي انجزته المقاومة قبل اعطاء الاذن لمجموعة الهجوم، هو انتشار شمل مساحة كبيرة، وكبيرة جدا جدا من لبنان وداخل الاراضي السورية، وهو يشمل قدرات لو نجح اي عاقل في رسم ملامحها، لفهم ما جعل العدو يرتدع.

سادسا: ادرك العدو، عمليا، ان المقاومة التي تقدر على ضبط حجم اندفاعة الصفعة في وجهه، قادرة على ما هو اكبر بكثير. والاهم، ان جيش العدو بات قادراً على مواجهة اي شطط من جانب القيادة السياسية فيما لو قررت “الانتحار”. وبالمناسبة، فبقدر ما يعيش جيش العدو وقواته العسكرية والامنية حالة غضب من جراء ما حصل، بقدر ما يعيش هؤلاء حالة ارتخاء تمنع على السياسيين جرهم الى مواجهة ليسوا في حالة جاهزية لها. وسيكون نصيبهم، بالتأكيد، الحصول على موازنات اضافية في الاشهر القليلة المقبلة.

ماذا عن الردع الجديد؟

قال السيد نصرالله إن المقاومة في حل من اي قواعد للاشتباك، وإن من حقها الرد على اي عدوان. واضاف محددا: ان المقاومة ستختار، هي، طريقة ومكان وكيفية الرد على اي عدوان عسكري او اغتيال امني. وهذا معناه:

اولا: ان العدو قبل، ولو على مضض، أن من حق خصومه، وتحديدا حزب الله، ان يرد على الاعمال الامنية حيث يقدر. وهناك سجل، لا نعرف متى يفرج عنه، لهذه المواجهات المستمرة حتى اليوم. واذا كان تجنيد محمد شوربا قد ساعد العدو على احباط عدد من هذه الردود في السنوات الماضية، الا ان ما قاله السيد، امس، يعكس توجها جديدا. ومفاده، ان بمقدور المقاومة، اليوم، اختيار ما يناسبها للرد على اي عملية اغتيال، وهذا يعني ببساطة، انه إذا اقدم العدو – وهو سيحاول حتما – على اغتيال ناشط او قيادي في المقاومة من خلال عمل امني، فستلجأ المقاومة الى الرد عليه، اما بعمل امني، او حتى بعمل عسكري على غرار ما حصل قبل ايام. لان مبدأ الاغتيال مبدأ واحد. وما قاله السيد امس، هو ان الرد على الاغتيال هو مبدأ واحد ايضا.

ثانيا: ان لجوء العدو الى اغتيال شهداء القنيطرة أوضح طبيعة المواجهة الدائرة في سوريا، وأن التوصيف الحاسم الذي اعطاه السيد حسن نصر الله امس للمجموعات الارهابية في جنوب سوريا، يعني، ببساطة، ان جبهة الجولان انضمت عمليا الى دائرة المواجهة المباشرة. اما كيفية تفعيلها، فهو امر له حساباته الميدانية والسياسية. والمفيد، هنا، القول ان المقاومة لن تنتظر 15 عاما لرسم معادلات وقواعد اشتباك في الجولان على غرار ما حصل في لبنان سابقا، بل هي تقول انها تبدأ العمل هناك، من تاريخ 28 كانون الثاني 2015 وما بعده. وعلى العدو تخيل ما ينتظره.

وبناءً عليه، فان المقاومة التي افتتحت مرحلة جديدة في الصراع، تحتاج إلى عون حقيقي من المحبين، وهو عون يقتضي الهدوء. وهي تحتاج الى قدر كبير من الحب والتضامن والثقة، ولا تحتاج ابدا الى من يضج من حولها ولو عن غير قصد. وعلينا التنبه، الى ان من لا يقدر او لا حاجة له في ميادين القتال، يقدر على القيام باعمال كثيرة، ابرزها، جعل الوعي ثابتا في العقل، ومنسحبا على سلوك يومي في الحياة، لا على اساس انفعال تفضحه لحظة المواجهة الحقيقية. ان فعل المقاومة كبير وكبير جدا، ولا يحتاج الى من ينفخ فيه، بل يحتاج الى من يحوّله فكرة لا يقدر على حجبها جهلة ولا طغاة!

البناء : ما بعد خطاب السيد نصرالله غير ما قبله: البيان رقم 2 لا توازن رعب بل قدرة ردع أحادية تملكها المقاومة تمنع الحرب الجولان وكلّ الجبهات مفتوحة للمقاومين… ولـ”النصرة” مصير “لحد”

كتبت “البناء”: كما كان متوقعاً، كان خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مليئاً بالمفاجآت، وهذه المرة المفاجآت من العيار الثقيل الذي يتناسب مع حجم النتائج الاستراتيجية لعملية مزارع شبعا التي فاقت كلّ توقع وكلّ حساب، فقد نجحت المقاومة في نصب كمين استراتيجي تاريخي لـ”إسرائيل”، باستفزاز أوهامها عن تغيّر موازين القوى التي ثبتتها حرب تموز، وفقاً لمعادلة توازن الرعب وما تعنيه من التفادي المتبادل لاختبار الاقتراب من خيار الحرب، فاقتربت المقاومة بجديتها وهدوئها مما تعتبره “إسرائيل” خطاً أحمر في حساباتها، وهو تمركز المقاومة في جبهة الجولان، واستشعرت “إسرائيل” خطر تحويلها تدريجاً وفقاً لمعادلات المقاومة حالة شبيهة بما كان عليه جنوب لبنان، كما قال أمس وزير خارجية الاحتلال أفيغدور ليبرمان، الذي تبادل الأدوار مع خصمه موشي يعالون وزير الحرب، فصار يعالون يدافع عن تجرّع سمّ الهزيمة ومرارتها، ووقف ليبرمان يحاضر برفض التهاون مع المقاومة في تثبيت معادلة جديدة في الجولان، ليعترفا معاً بأنّ نجاح المقاومة بالتقرّب الهادئ، وتحريكها للسكين في الجرح “الإسرائيلي” تأسيساً على نظرة “إسرائيلية” واهمة لضعف أصاب المقاومة وشتت قدراتها، بسبب دورها في الحرب في سورية، ووهمها لمعادلة المفاوضات الإيرانية الغربية والأميركية خصوصاً، كحاجة إيرانية وتنازل مجاني أميركي كما قال أمس بنيامين نتنياهو، فتوقعت “إسرائيل” أنّ ذهابها إلى اختبار توازن الرعب باللعب على حافة الحرب، سينتج تمسكاً إيرانياً بالضغط على حزب الله للإحجام عن أيّ عمل يعرّض المفاوضات مع أميركا للاهتزاز، كما أنّ حزب الله سيكون جاهزاً لتلقي الضغط بسبب الحرج الذي يسبّبه به التفكير بالردّ وتداعياته في ضوء الحرب في سورية، بينما كانت المقاومة على العكس، واثقة من أنّ تقرّبها من خطوط الاشتباك في الجولان مبنيّ على أساس صلب، من زاوية الثبات السوري والدعم الإيراني، واليقين بمعادلات التفاوض الراجحة لصالح تسليم أميركي بعناصر القوة الإيرانية، وواثقة من قدرتها على خوض الحربين معاً، حربها في سورية، والحرب مع “إسرائيل”، فحدث أن تورّطت “إسرائيل” بالانكشاف عارية، ضعيفة، هزيلة، عاجزة، كثيرة الكلام قليلة الأفعال، جيشها أضحوكة بين الجيوش، امتحنت المقاومة قدرة وقرار “إسرائيل” بالذهاب إلى الحرب، فأحجمت “إسرائيل” وتهرّبت من الاستحقاق الذي ادّعت طويلاً أنها تنتظره، وأنها قد أعدّت له منذ ثماني سنوات أنفقت خلالها مليارات الدولارات وراكمت آلاف أطنان السلاح والمعدات، وبأبهى الصور ظهرت المقاومة منتصرة تعلن أنّ بيدها الإثبات العملي على معادلتها الذهبية الرديفة، “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”، رغماً عن أنف موشي يعالون وبنيامين نتنياهو.

نجح الكمين الاستراتيجي، وصار وجود المقاومة في الجولان شرعياً وعلنياً ومحكوماً بمعادلة، “نرفض تفكيك الساحات والميادين”، التي أطلقها السيد نصرالله أمس، وسقطت معها معادلة توازن الرعب ليحلّ مكانها، ردع أحادي الاتجاه، هو ردع المقاومة لـ”إسرائيل” عن التفكير بالذهاب إلى الحرب مرة أخرى، حرب لا تريدها المقاومة لحكمتها، لكنها تملك ما يكفي من الشجاعة والقدرة كي لا تخشاها، وقد قالت ذلك عملياً في عملية مزارع شبعا.

أطلق السيد نصرالله البيان رقم 2 وفيه: نحن في الجولان وسنبقى، ونبشر “جبهة النصرة” بمصير جيش أنطوان لحد العميل لـ”إسرائيل” في جنوب لبنان، ومن اليوم وصاعداً، طالما الحرب خارج الخيارات بفضل الردع الذي انتقل من يد “إسرائيل” إلى توازن الرعب ليستقرّ اليوم بيد المقاومة، و”إسرائيل” تبشر ببدائل قال يعالون إنّ الاغتيالات هي محورها، ففي البيان رقم 2 فقرة خاصة للاغتيالات، إذا أصيب مجاهد من المقاومة غيلة في أيّ مكان وأيّ زمان وكيفما كان، ستتحمّل “إسرائيل” التبعات في كلّ مكان وكلّ زمان وكيفما كان.نقل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الصراع مع العدو “الإسرائيلي” إلى مربع جديد واضعاً قواعد اشتباك جديدة لهذا العدو من دون أن تلتزم المقاومة بأي قاعدة معه سوى”الحكمة”. فقد وسع السيد نصرالله من مساحة الصراع لاغياً أي حدود له مدخلاً فيه “جبهة النصرة” التي شبهها بجيش العميل أنطوان لحد في الشريط الحدودي إبان الاحتلال “الإسرائيلي” للبنان.

وتطرق السيد نصرالله خلال الاحتفال التأبيني لشهداء العدوان “الإسرائيلي” على القنيطرة، بحضور حشد سياسي وشعبي تقدمه ممثل رئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب علي بزي ورئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي على رأس وفد إيراني، والسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، إلى غارة القنيطرة ثم الرد عليها بعملية مزارع شبعا، مشيراً إلى أن عملية المقاومة حصلت “في ذروة الاستنفار والجاهزية الإسرائيلية وقمة الاستنفار المعلوماتي والاستخباري للعدو “لأن العدو قد أخذ علماً قبل الأربعاء، وشاهد تقريباً منذ الأحد مجموعة إجراءات في البلد على مستوى المقاومة، العدو يتنصت علينا”.

وقال: “حددنا منطقة العمليات، وطبيعتها، وزمانها، وماهية العملية، وما هي الخيارات المتاحة أمام الإخوة، درسنا الأمور بتكتم شديد، وجهزنا أنفسنا لأسوأ الاحتمالات، وأخذنا مجموعة من الإجراءات بناء على هذا، وهذا ما فهمه الإسرائيلي جيداً قبل يوم الأربعاء. فهم الإسرائيلي أن أي طلقة نار ستخرج في أي مكان من الأمكنة التي يتوقعها، أن هذا الذي يطلق النار الآن هو مستعد أن يذهب إلى أبعد ما يتصوره أحد في هذا العالم، وهو جاهز لذلك”.

تابعت الصحيفة، وبالتزامن، تقدمت وزارة الخارجية والمغتربين عبر مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام، بشكوى رسمية لدى مجلس الأمن ضدّ “إسرائيل” لإدانتها بأشدّ العبارات على القصف الذي تعرّض له لبنان في تاريخ 28 كانون الثاني 2015، “لما يشكل من انتهاك صارخ لسيادته ولميثاق الأمم المتحدة ولأحكام القانون الدولي والقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن، ولا سيما القرار 1701”.

الجمهورية : قواعد جديدة لأي معركة… والمرفأ يُقـفل الإثنين وأزمة الكازينو تُراوح

كتبت “الجمهورية”: الرسالة الأساسية التي وجّهها الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله إلى إسرائيل في إطلالته أمس هي أنّ أيّ اعتداء تقوم به على الحزب سيردّ عليه “أينما كان، وكيفما كان، وفي أيّ وقت كان”، معتبراً أنّ “قواعد الاشتباك السابقة انتهت”، مرَدّداً أكثرَ من مرّة “لا نريد الذهابَ إلى حرب ولكن لا نخشاها”، متوجّهاً للإسرائيليين بالقول: “بعد الذي جرى الأحد في القنيطرة والأربعاء في مزارع شبعا، جرّبتمونا، لا تجرّبونا بعد”. ومفادُ هذا الكلام أنّ الطرفين تعادلا، وأنّ ارتدادات القنيطرة انتهَت في شبعا، وأنّه على طريقة “أعذِر من أنذر”، فإنّ أيّ عملية إسرائيلية سيُرَدّ عليها بالمِثل، الأمر الذي يؤشّر إلى احتمالين: الأوّل، طيُّ الصفحة التي بدأت في القنيطرة، وعودة الحزب وإسرائيل إلى توازن الرعب الذي حكمَ العلاقة بينهما لمرحلة طويلة، والاحتمالُ الثاني ردُّ إسرائيل على الرد والدخول في مواجهة أمنية مفتوحة يصعب التكهّن بمؤدّياتها ونتائجها. ولكنّ الأكيد أنّ كلام نصرالله أنهى جولةً، ولوّحَ باستعداده لجولات مقبلة في حال واصلَ الإسرائيلي جولاته. ولكنّ ما بقيَ غامضاً في كلّ هذه القضية: لماذا استهدفَت إسرائيل موكبَ الحزب في القنيطرة بما أنّه، كما قال السيّد، “يبعد عن الشريط الحدودي للجولان المحتل ستّة كيلومترات، وبينهم وبين الشريط الحدودي يوجد آلاف المقاتلين من جبهة النصرة”؟ وماذا كان يفعل هذا الموكب القيادي في هذه النقطة تحديداً؟

اللواء : نصر الله في تكريم شهداء القنيطرة: لا نريد الحرب ولا نخشاها ريفي يطالب بملاحقة مطلقي النار.. و جعفري يعتبر عملية شبعا رداً إيرانياً

كتبت “اللواء”: ماذا بعد خطاب السيّد حسن نصر الله؟

وكيف ستكون انعكاسات خارطة المواقف التي اعلنها، وبعضها جديد، على الحوار الدائر مع تيّار ” المستقبل”، وعلى شبكة الاستقرار التي تحاول الحكومة نصبها لحمايتها من بحر المنطقة المضطرب والهائج؟

هذه الأسئلة شغلت الأوساط اللبنانية والصديقة للبنان منذ ان اعتدت إسرائيل على مجموعة من مقاتلي الحزب في القنيطرة السورية، ورد الحزب على الاعتداء بعملية مزارع شبعا، حيث قتل جنديان اسرائيليان واصيب عدد آخر بجروح، وقبل الخطاب وبعده.

النهار: خطاب نصرالله يُثير المخاوف على الـ1701 إسقاط “قواعد الاشتباك”… برعاية إيران

كتبت النهار: قد لا ترقى الكلمة التي ألقاها الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله امس في الاحتفال الحاشد الذي أقامه الحزب إحياء لـ”شهداء القنيطرة” الى مستوى “خطاب النصر الالهي” الذي ألقاه غداة انتهاء حرب تموز 2006. لكن الاجواء التي واكبت هذه الكلمة الى بعض مضامين المواقف التي أعلنها نصرالله بدت الاقرب الى استعادة ذلك الخطاب ومناخاته.

ولعل العامل الشكلي والسياسي الذي أضفى على احتفال الحزب وكلمة أمينه العام مزيدا من الدلالات الاقليمية التي تجاوزت البعد الداخلي تمثل في الحضور والرعاية الايرانيين المباشرين للمناسبة مما عكس “تعبئة” معنوية وديبلوماسية ايرانية الى جانب الحزب كرسالة شديدة الوضوح في شأن “وحدة المحور الثلاثي” الذي يضم ايران والحزب والنظام السوري، علما ان السيد نصرالله تناول هذا البعد بحديثه عن “تمازج الدم” اللبناني والايراني على أرض سورية في عملية القنيطرة.

وبعد يومين من العملية التي نفذها الحزب ضد قافلة عسكرية اسرائيلية في منطقة مزارع شبعا ردا على عملية القنيطرة تقدم وفد ايراني رفيع المستوى برئاسة رئيس لجنة الامن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي الحضور في مجمع سيد الشهداء بالضاحية الجنوبية، حيث رفعت صور الكوادر الستة من “حزب الله” وأحد الجنرالات في الحرس الثوري الايراني الذين قتلوا في عملية القنيطرة. وعلى وقع زخات كثيفة من الرصاص التي أطلقت في مناطق عدة من الضاحية وبيروت مواكبة الاحتفال، القى السيد نصرالله كلمته التي اتسمت بنبرة المنتصر مهددا اسرائيل بأن الحزب سيرد على أي اعتداء في المستقبل “في أي مكان وزمان” من دون التزام ساحات المواجهة الحالية معلنا ان المقاومة لا تخشى الحرب وان كانت لا تريدها. وقال: “اذا كان العدو يحسب حسابا ان المقاومة مردوعة وانها تخشى الحرب، أنا أقول له اليوم في ذكرى شهداء القنيطرة وبعد عملية مزارع شبعا النوعية، نحن لا نخاف الحرب ولا نخشاها ولا نتردد في مواجهتها وسنواجهها اذا فرضت علينا وسننتصر فيها ان شاء الله”. واضاف ان “اسرائيل التي هزمناها هي أوهن من بيت العنكبوت وان المقاومة في كامل عافيتها وجهوزيتها وحضورها”. وتوجه الى الاسرائيليين قائلا: “جربتمونا فلا تجربونا مرة اخرى”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى